قيادى في الإصلاح يبريء ساحة إخوان اليمن من ’’الحراك’’
محمد سعدي: النظام اليمني جعل الوحدة عملا ارتزاقيا
د.محمد سعدي
تحل الذكرى الـ19 للوحدة اليمنية في ظروف استثنائية تشهدها البلاد، فالمطالب الحقوقية للجنوبيين تحولت إلى سياسية، وتعدت إلى المطالبة بالعودة لما قبل 22 مايو 1990م، وهو اليوم الذي أعلن فيه الرئيسان علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض توحيد الجمهورية العربية اليمنية (الشطر الشمالي) مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الشطر الجنوبي).
كانت الحركة الإسلامية في اليمن التي يمثلها التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) حاضرة في كل مراحل الوحدة وتحالفت مع الرئيس صالح في صيف 1994م حين أعلن البيض الانفصال، وبعد 15 عاما من ذلك الحدث بدت الحركة الإسلامية أكثر قربا من خصوم الأمس، وهي تتحالف الآن مع تيارات يسارية وقومية من بينها الحزب الاشتراكي اليمني في تكتل (اللقاء المشترك).
وفي هذا الحوار مع موقع ’’الإسلاميون.نت’’ يبرئ د.محمد سعدي الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح ساحة الإصلاح من التواطؤ مع السلطة على حساب مصلحة الجنوب وغض الطرف عن تجاوزاتها هناك، مؤكدا أن الإصلاح قدم النصائح للنظام من أجل المحافظة على وحدة اليمن، لكن النظام -حسب قوله- حول الوحدة إلى عمل ارتزاقي سيطر من خلاله على مصادر الثروة ومواطن النفوذ.
وأشار سعدي إلى أن الحركة الإسلامية في اليمن حققت ما كانت تسعى إليه من إيصال رسالتها إلى الناس دون مجاملة السلطة أو الدخول في صدامات معها، مؤكدا أن الذين انضموا للحراك في الجنوب من قواعد الإصلاح هم عدد قليل جدا، وأنهم من خارج إطار اللقاء المشترك.
وعلى خلفية التقارب الملحوظ للشيخ عبد المجيد الزنداني من الرئيس على عبد الله صالح استبعد سعدي حدوث انشقاقات داخل الحركة الإسلامية في اليمن، مؤكدا أن الحركة بلغت سن الرشد وتجاوزت مرحلة الانشقاقات، نافيا في الوقت ذاته أية أنباء عن مغادرة الزنداني للإصلاح.
* بصفتكم التيار الأكثر بروزا في الحركة الإسلامية في اليمن والتي كان لها دور كبير في تحقيق الوحدة اليمنية.. هل لديكم حلول للأزمة المتمثلة في حراك الجنوب ودعوات الانفصال؟
- نعم.. لدينا حلول، فنحن في الإصلاح ومنذ انتهاء حرب صيف 1994م وفي أول مؤتمر للتجمع اليمني للإصلاح الذي عقد في سبتمبر من نفس العام وضعنا تصورات الحل، أهمها معالجة آثار الحرب، وقدمنا النصائح للنظام في كل مؤتمراتنا الحزبية، لكن مفهوم النظام للوحدة يختلف عن مفهوم الإصلاح، حيث تحول إلى مفهوم ارتزاقي اكتسابي قامت الدولة من خلاله بالسيطرة على الثروة وبسط نفوذها، وفي إطار تجربة اللقاء المشترك (تجمع المعارضة)، حاولنا أن نطرح الحلول في إطار شامل.
* في وثائق المؤتمر الأول للإصلاح ورغم إشارتكم لضرورة إزالة آثار الحرب والاهتمام بالمحافظات الست الجنوبية، لكنكم ألمحتم بضرورة توبة الحزب ’’الاشتراكي’’ وقتها.. ألا زلتم تعتقدون أن حرب صيف 1994م كانت صائبة؟
- لا نريد أن نثير الجدل الآن في صحة تلك الحرب أو خطأها، لكن بعد الحرب حددنا كيفية معالجة آثارها، والكل مسئول عن حرب 94م، لكن ممارسة السلطة بعد الحرب هي التي زادت الإشكالية خصوصا بعد إقصاء شركاء الوحدة وشركاء الحرب، وانشغالها بإزاحة كل القوى الوطنية اليمنية، والحديث عن فكرة توريث الحكم، وظهر ذلك في المؤتمر الخامس للمؤتمر الشعبي العام الحاكم في 1997. وحقيقة فنحن لم نتخذ قرار المشاركة في تلك الحرب تحت تأثير أحد وإنما ظروفنا ومسئوليتنا وقتها كانت تملي علينا ذلك، والآن هناك تحالف بيننا وبين الحزب الاشتراكي.
* الرئيس علي عبد الله صالح إبان انتخابات 2006 قال إن الإخوان مجرد كروت (محروقة) قد تم استخدامها.. ألا تشعرون أن الحركة الإسلامية دائما تقوم بدور المنقذ للنظام من أزماته دون مقابل؟
- لقد شكرت فخامة الرئيس على هذه المقولة وقتها، لأنه حصن قواعد الإصلاح وجعلها تعرف قيمتها في نظر السلطة بشكل عام، وأنها مجرد مواد استهلاكية تستخدم عند الحاجة ومن ثم تحرق، هذا الكلام العلني للرئيس أثناء الانتخابات الرئاسية هو تحصين وقائي للإصلاح بألا يقع في فخ السلطة مرة أخرى ويستخدم ككروت محروقة، ولا زلت ممنونا من هذا التحصين الذي أسهم فيه الأخ الرئيس تجاه تنظيم بحجم وتاريخ الإصلاح.
* مضت 30 سنة لرئاسة الرئيس صالح لليمن والحركة الإسلامية خلال هذه السنوات الثلاثين تتحالف معه.. هل نجحت في تحقيق أهدافها أم لا؟
- الحركة الإسلامية تعتبر أنها حققت ما سعت إليه، خاصة في ظل نسبة الأمية المرتفعة والموروث الاقتصادي الرديء والحكم الذي يتمحور حول ذاته، ففي ظل هذه الظروف استطاعت الحركة الإسلامية أن تسهم في إيصال رسالتها إلى الناس.. نحن حين نفوت فرصة على خصومنا في أن يحدثوا صداما نعتبره نجاحا.
* ألا تعتقد أن الحركات الإسلامية بشكل عام هي التي تخلق مناخ استقرار للأنظمة الحاكمة؟ وماذا بعد انتهاء المصالح المشتركة بين الحركة والنظام؟
- من خلال تجربتنا في الإصلاح نستطيع أن ننتقد بحرية دون أن نجامل السلطان ولو كنا نجامل لكنا في الحكم وليس المعارضة، والمصالح كل يوم تطرق أبوابنا، لكننا تمسكنا بمبادئنا التي حيينا من أجلها، ولذا نحن سعداء رغم ما نعانيه.
مستقبل الوحدة
الرئيس اليمني
* تتعرض الوحدة اليمنية في الذكرى الـ19 للعديد من المخاطر.. برأيكم كيف يحتفل اليمنيون بالوحدة هذا العام على اعتبار أنه أكثر الأعوام التي شهدت تهديدات جدية للوحدة؟
- لا شك أن قطاعا كبيرا من اليمنيين يشعرون بالفرق بين الوحدة والتشطير ويدركون حجم التباين سواء في الواقع العملي أو العام، وفي الذكرى التاسعة عشرة لقيام الوحدة كان هناك أماني سعينا إلى تحقيقها لكنها لم تتحقق؛ بسبب الممارسات الخاطئة للسلطة في المراحل المختلفة من عمر الوحدة، وسوء تطبيق مفهوم الوحدة اليمنية، والأساليب الاستفزازية والممارسات الأمنية والعسكرية للسلطة، خصوصا في الجنوب والتي جعلت الناس تفقد الإحساس بالمشاعر الوحدوية.
* اليمن الآن يعيش حالة طوارئ غير معلنة.. من السبب فيها؟
- من المؤكد أن حالة الطوارئ ليست بسبب الإصلاح وإنما بسبب نتائج وأفعال السلطة، فحرب صعدة وتداعياتها في الشمال، وما يحدث في الجنوب والأوضاع الأمنية والاقتصادية والعلاقات المجتمعية وقضايا الثارات، هذا كله منتج مصدره واحد اسمه ’’السلطة’’.
فنحن نخاف على الوحدة من ممارسة السلطة وليس من قناعة الجماهير لأن تلك الممارسات بدأت بالانفصال الشخصي عن الوحدة، ثم إن يأس الناس وقنوطهم من الحلول هو أكبر الأخطار التي تواجه الوحدة.
صوملة اليمن
* ذات يوم قال القيادي في التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان إن النظام يعيش مراحل مشابهة للفترة التي سبقت سقوط رئيس الصومال سياد بري، وقبلها كان الشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب ورئيس الإصلاح قد أشار إلى أن اليمن دخلت ’’نفقا مظلما’’.. بصفتك قياديا في الحركة الإسلامية هل تعتبرون تطورات الأحداث ترجمة لما توقعته قيادتكم؟
- نحن نبحث دائما عن الجوانب الإيجابية في الحياة، لذا نأمل من الله ألا تصل بلادنا إلى ما وصلت إليه الصومال أو أن تدخل نفقا مظلما، فالصوماليون الآن بعمر الوحدة اليمنية وهم يتقاتلون والأوضاع هناك مأساوية، ونحن لا نأمل أن يوصلنا النظام إلى ما وصل إليه الحال في الصومال.
* ما منبع هذا التفاؤل لديكم في حين هناك تصعيد خطير للحراك في المحافظات الجنوبية وأصوات الانفصاليين في ارتفاع.. كيف تنظرون لما يحدث هناك؟
- صحيح أن ناقوس الخطر يدق، لكن اليمنيين عندهم مساحة من التفاهم، ولدينا عقلاء يمكنهم إيقاف التدهور ومنع الانهيار، وأنا لدي اقتناع أن الأمل يجب أن يستمر حتى لو نحن فعلا الآن في النفق المظلم، وما يحدث في الجنوب هو تراكم طبيعي بدأ بمطالبة الناس بحقوقهم الشخصية والمدنية، نتيجة عدم استجابة السلطات ومعالجتها للأمور بطريقة مشوهة وانتقائية، وهو ما جعل الأمور تستفحل وتزداد تعقيدا؛ لأن القرارات الخاطئة تنتج حلولا خاطئة وعندها تستمر الأخطاء وتتراكم.
وأريد أن أقول إن الأزمة في الجنوب كبرت في وقت لم يهتم النظام فيه إلا بالبحث عن سبل لإفشال قوى المعارضة، وهو ما جعل الحراك يتحول من المطلب الحقوقي إلى السياسي ويصل إلى حد المطالبة بالانفصال.
* ألم يكن مؤتمر (التشاور الوطني) الذي عقد يومي 20و21 من مايو الجاري هو مشروع إنقاذ عاجل للنظام الذي بدت أزماته أكثر وضوحا؟ وما هي أهم أهداف التشاور؟
- التشاور الوطني هو قرار الأحزاب المشترك وليس الإصلاح وحده، صحيح أن الإصلاح أسهم بإمكانياته وثقله، لكنه لم يجد استجابة من السلطة في تغيير معاملتها للمواطنين ومعالجة الأزمات. ومؤتمر التشاور الوطني عبارة عن جهد وحصيلة ومحاولة للقاء المشترك الذي شعر أنه محتاج لدائرة وطنية أوسع.
لقد بدأ التشاور بالندوات واللقاءات مع شرائح نوعية من المجتمع رجالا ونساء، حزبيين ومستقلين، أكاديميين ومناضلين وهذه اللقاءات أنتجت اللقاء التشاوري من أجل حوار وطني قد يؤدي إلى مؤتمر كبير للخروج من الأزمة.
مشكلة التباين في الحلول قائمة على مشكلة التشخيص، ونسعى خلال اللقاء للتقريب بين الفرقاء السياسيين في تشخيص المشكلة، ومن فترة ونحن نتحدث عن الأزمة في الجنوب أو الشمال دون أن تحرك السلطة ساكنا، لكنها الآن أدركت أن هناك مشكلة، فتأجيل الانتخابات النيابية التي كان من المزمع إجراؤها في أبريل من هذا العام يعني أن هناك أزمة وأن النظام لم يتمكن من تجاوزها.
* ماذا يعني اختيار الشيخ حميد الأحمر على رأس هذا اللقاء التشاوري، وأسرته معروفة بقربها من النظام؟
- من حق أي مواطن أن ينتمي لأي حزب والشيخ حميد الأحمر عضو الهيئة العليا للإصلاح وكان في فترة من الفترات رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح، وعضو مجلس النواب عن الإصلاح، فهو بموقعه هذا ليس بأي صفة خارج الإصلاح، ومن ثم التشاور الوطني أحد منتجات اللقاء المشترك واللجنة التي يرأسها الأحمر مكونة من جميع أحزاب المشترك، وهو مشارك في الإعداد والتحضير وليس بصفته الأسرية.
قواعد الإصلاح والحراك
* في المحافظات الجنوبية ظهرت بعض قواعد الإصلاح بمواقف مؤيدة للحراك.. ألا تخافون انشقاق الحركة في تلك المحافظات؟
- هناك أرضية مشتركة لممارسة السلطة تجمع الفئات المختلفة من الناس وتجمع المتضررين دون أن يكون الانتماء الحزبي مانعا، ونحن في الإصلاح لا نخفي تحالفنا في اللقاء المشترك ولم نظهر بصورة أخرى إلا بشكل شخصي عند بعض الأفراد بانضوائهم فيما يعرف بالحراك.
* باعتقادك.. هل انخراط بعض قواعد الإصلاح في الحراك الجنوبي هدفه سحب الأرضية من تحت الانفصاليين أم أنه نتاج لضغط المجتمع الجنوبي أم أن هناك قرارا للحركة يمهد تخوفا من حصول انفصال حقيقي مدعوم دوليا؟
- أولا عدد الذين انضموا للحراك قليل، وهم من خارج إطار اللقاء المشترك، والسبب الأقرب لذلك هو الواقع والضغوط نتيجة لممارسة السلطة التضييق. فهناك كثير من الناس وجدوا أنفسهم بسبب انتمائهم الحزبي خارج إطار العمل، وهناك مناطق فيها أناس قاطنون منذ مئات السنين وجدوا الأراضي المحيطة بهم قد حولت لنافذين من مناطق أخرى. فهذه الضغوط هي التي تدفع الناس للبحث عن مخلص.
الزنداني والسلطة
الزنداني يقف في صف السلطه
* هناك من يعتقد أن قيادات تاريخية للحركة الإسلامية تقف إلى جانب السلطة، وإلا لماذا ظهر الشيخ الزنداني إلى جانب الرئيس صالح وهو يزور مناطق في محافظات جنوبية في وقت أنتم تتحركون في إطار تشاور وطني؟
- الشيخ عبد المجيد الزنداني مساهم في فعاليات التشاور الوطني، وقبل أسبوعين هاجمته صحيفة الثورة الرسمية عقب نشاط له مع العلماء والمشايخ وذلك النشاط يستلزم منه الاستمرار.
* في الفترة الأخيرة بدت مواقف الشيخ الزنداني على النقيض من مواقف قيادات الإصلاح.. ألا تخافون على الحركة الإسلامية من الانشقاق؟
- لا.. لأن الحركة الإسلامية في اليمن بحمد الله بلغت سن الرشد، وتستطيع أن تقول إنها تجاوزت الأساليب التي يمكن أن تؤدي إلى الانشقاقات، وقد صنعت مؤسساتها التي تلجأ إليها في حالة الاختلاف، وهناك سعي من خصومها لا ينتهي لمحاولة شقها، لكن الحمد لله أصبحت الإصلاح متجاوزة لذلك.
* تحالفتم في إطار المشترك مع اليساريين والقوميين.. ألا يعني ذلك تهميش الإسلاميين الموجودين على الساحة في إطار جمعيات ومؤسسات؟
- تجربة المشترك تجربة نموذجية في المنطقة العربية كلها لأننا استطعنا أن نحيد الخلفية التاريخية والعقائدية ونجتمع على قضايا وطنية، والإصلاح ما هو إلا حزب ذو خلفية إسلامية، ونحن في مرحلة التشاور الوطني خصصنا أياما مع العلماء والدعاة لسماع رأيهم وهم يمثلون أطرافا مختلفة منهم المستقل ومنهم من ينتمي للحزب ومنهم من ينتمي لجمعيات معينة، ونحن لم نقص أحدا والباب مفتوح.
* مقاطعا.. الباب مفتوح في ماذا؟ هل تريدونهم ينتمون للإصلاح وهم لا يؤمنون بالحزبية؟
- هم كيانات ناشئة واهتمامهم السياسي ليس له أولوية ولذا ليس هناك ما يدفع لتحالفات معهم، والسلطة تحاول أن تحتوي هذه التيارات.
* ألا تخافون إذن من احتواء السلطة للتيارات الإسلامية لمجابهة الإصلاح؟
- لا يشكلون أي خطر.
* الحركة الإسلامية موجودة في ثقافة المجتمع اليمني منذ ما قبل الثورة.. برأيك ماذا قدمت حتى الآن؟
- هناك أشياء كثيرة تفصيلية.. لكن الأساس أنها حافظت على الهوية الإسلامية ووحدت الرؤى، وساهمت في القضاء على ما خلفه الحكم الإمامي من تشويه للإسلام على أنه صورة سلالية وتابع لفئة دون أخرى، وصححت تصورات الناس وعقائدهم وممارستهم وفكرهم العبادي في كل الجمهورية، وأسهمت في استقرار جانب الدعوة والفكر الوسطي وكادت أن تقضي على التطرف لولا أن السلطة في العقود الأخيرة حاولت أن تتبنى التطرف من أجل مكايدة سياسية ضد الإصلاح.
* كيف تنظر لعلاقة الحركة الإسلامية بالسلطة مستقبلا؟
- نحن الآن في معارضة علنية ولا نرغب بصدام مع السلطة فرؤيتنا أن السلطة والمعارضة وجهان لعملة واحدة في تسيير الأمور، لكن السلطة للأسف تريد أن تكون الوجهين، فهي صنعت معارضة مزيفة وصنعت الأزمات وحاولت أن تمارس خلال انفرادها بالسلطة في الـ12 سنة الماضية (حالة الإقصاء للشركاء)، وبالتالي ليس هناك حالة من التقارب مع السلطة في ظل ظروف وجودها بالمعارضة.
صحفي يمني