مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
لقاء مع مبدع الكلمة د. فاضل الكبيسي

لقاء مع مبدع الكلمة د. فاضل الكبيسي

إن راح يفخر أقوامٌ بقادتهم فإن (أحمد) للدنيا هو البطل

ومن يطاول في العليا (محمدنا) وهل يطالُ بأقزامٍ لهم زُحلُ



للشعر حلاوة ، وللكلمة الملتزمة طعمها الذي لا ينسى لأنه ممزوج بمعاناة وتضحيات ومصابرة ومرابطة وانتظار الأمل الذي لا ينتهي في نفوس أصحابها . ولذلك آثرنا أن نكون ضيوفاً عند واحد من فرسان الكلمة الإسلامية الملتزمة وهو أحد الدعاة أصحاب الهمة التي لم تضعف والإرادة التي لم تلين على الرغم من صعوبة الأوضاع والمرحلة التي يعيشها العراقيون اليوم .



هو الأستاذ الدكتور فاضل فرج الكبيسي حفظه الله ، حيث كانت لنا معه الوقفة الآتية :



في البداية نريد أن تضعنا في ظروف نشأتكم والبيئة التي ترعرعتم فيها؟

ولدت في مدينة الرمادي / محافظة الانبار سنة 1942 م من عائلة متوسطة الحال ماديا’’،يغلب عليها الطابع الإسلامي والتدين ،الأب أُمي والأم تقرأ وتكتب وبعد سنة من الولادة انتقلت العائلة الى مدينة الفلوجة مرة أخرى حيث كانت تسكن أيضا’’ قبل ذلك وبسبب حركة مايس سنة 1941 م حيث تعرضت مدينة الفلوجة الى دمار وتخريب من قبل القوات الإنكليزية ومن معهما من العملاء.

عند بلوغي الخامسة أدخلت الى الكُتاب لأجل ختم القران لدى (( الملا )) وحين بلوغي السنة السابعة دخلت الابتدائية، وبعدها الثانوية في الفلوجة ثم الجامعة في بغداد.وبعد تخرجي عينت مدرسا’’ للغة الإنكليزية في ثانوية هيت سنة 1964 م وفي عام 1970 التحقت بكلية الدراسات الإسلامية وتخرجت منها سنة 1974م بدرجة امتياز والأول على كل الدفعة .ثم أكملت دراسة الماجستير في الحضارة الإسلامية والدكتوراه في التراث العربي سنة 2004 م.



متى بدأت بنظم الشعر .وما هي أولى قصائدك ؟

كنت مولعا’’ بالأدب والشعر منذ نعومة أظفاري وكان لأحد معلمي العربية أثره البالغ في ذلك فأقبلت وأنا في الابتدائيةـ بنهم شديد على قراءة الكتب الأدبية مثل كتب المنفلوطي والرافعي وعلي الطنطاوي والقصص الإسلامية للبوهي ,وشعر الرصافي وشوقي والصافي النجفي وشعراء المهجر و وليد الاعظمي وغيرهم فنمت عندي الملكة الشعرية وبدأت انظم الشعر وأنا في الابتدائية ،لكن اولى قصائدي كانت في الأول المتوسط سنة 1956 م وبعنوان ( يا بني الإسلام ما هذا السبات ) نشرت في مجلة ( الإرشاد ) الكويتية في حينها ثم أخذت أنظم القصائد في المناسبات الإسلامية و أشارك في الاحتفالات وأنا لم أزل طالبا’’ في المتوسطة ،وعند تأسيس الحزب الإسلامي العراقي ألقيت قصيدة في حفل افتتاح فرع الحزب في الرمادي سنة 1961 نشرت في جريدة (( الفيحاء )) وكنت احتفظ بتلك القصائد والمجلات والصحف حتى حرقت من قبل أهلي عند اعتقالي في الأمن العامة في بداية السبعينات.



بمن تأثرت في مجال الفكر والأدب.

كما أوضحت سابقا’’ آن بدايات مطالعتي كانت للمنفلوطي والرافعي وعلي الطنطاوي وعدد من الشعراء المعاصرين وبما أن توجهي كان إسلاميا بصورة مبكرة فقد تأثرت بالكتاب الإسلاميين اكثر من غيرهم من أمثال سيد قطب ومحمد قطب وعبدالحميد جودت السحار ومصطفى صادق الرافعي والعقاد ونجيب الكيلاني فضلا عن رسائل (( حسن البنا )) رحمه الله حيث كانت المعين الفكري الذي صبغ حياتي كلها بالتوجه الإسلامي .ولابد أن أشير الى أن مطالعتي الشعرية بدأت تتوسع لتشمل كل الدواوين منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحاضر بكافة التوجهات دون التأثر بأي فكر مغاير للتوجه الإسلامي.فقد كنت أقرأ للجميع :احمد شوقي والجواهري و السياب,بدوي الجبل ،البارودي،المتنبي،علي الجارم،ابراهيم ناجي ،وصفي الدين الحلي وغيرهم كثير حيث قرأت ما يزيد عل الثلاثمائة ديوان من مختلف العصور.



انتميتم مبكرا’’ للحركة الإسلامية, لماذا؟

كما قلت سابقا’’ كانت نشأتي في بيئة إسلامية وكان الوالد على علاقة قوية مع ((الشيخ عبدالعزيز السامرائي )) وكان يصحبني معه الى الجامع الكبير في الفلوجة فتوثقت علاقتي مع طلبة العلوم الشرعية في المدرسة ((الآصفية )) التي يديرها ويدرس فيها الشيخ السامرائي المذكور.وعند ظهور الحركة الإسلامية سنة 1952 م وانتشارها بجهود دعاتها الأولين وعلى رأسهم الشيخ (( محمد محمود الصواف )) وجدت فيها النبع الشافي لعطشي الفكري والأدبي الإسلاميين ، فانتميت لها في سن مبكرة سنة ( 1954 – 1955).



عاصرتم تأسيس الحزب الإسلامي في عام 1960 م وكان صوتكم مسموعا’’ ومدويا’’ وقتها ، هل تحدثنا عن هذا الموضوع؟

عندما أجازت محكمة التمييز تأسيس الحزب الإسلامي العراقي سنة 1960م كنت حينها في الصف المنتهي الثانوي ( الخامس في حينها ) كنا شبابا متحمسين تقع علينا أعباء حركة الشارع من ملصقات ولافتات وتنظيم الاحتفالات والمؤتمرات ، وكان المؤتمر الأول في جمعية (( الأخت المسلمة )) في الكسرة فكنا نقوم بتلبية طلبات المؤتمر المختلفة وكان يشرف على ذلك في حينها المرحوم الأخ المجاهد (( كامل محمد علي )) وقد افتتح الحزب فرعا’’ له في مدينة الرمادي ألقيت قصيدة في مؤتمره الاول مع الأخ المرحوم الشاعر وليد الاعظمي فنشرت كما قلت في جريدة (( الفيحاء)) وبعد صدور مذكرة الحزب الإسلامي العراقي الشهيرة والتي وجهت الى رئيس الوزراء العراقي (( عبدالكريم قاسم )) تم اعتقال جميع أعضاء المكتب السياسي وفي احتفالية بليلة القدر في رمضان أقامتها الحركة الإسلامية في الرمادي ، ألقيت فيها قصيدة تطرقت فيها الى إخواننا المعتقلين من قادة الحزب حيث قلت في أبيات منها :



عودي لتثبتي للوجود وجودي وأن اعصفي بالظالم الرعديد

وأن امحقي المتجبرين بأرضنا متسلطين على الحمى بحديد

ومنها :

فاليك يا ((نعمان)) إكباري وسِره يا شعر بالإكبار نحو ((وليد))

سنحطم الأغلال عــن إخواننا وغدا’’ سنودي بالطغاة سنودي

وهي قصيدة طويلة فقدت مني حيث أخذت مني بعد الانتهاء من إلقائها من قبل قوات الأمن العراقي وتم توقيفي في سجن الرمادي ومن ثم نقلت الى مركز شرطة السراي وبعدها في شرطة ((المأمون)) وبعد خروج قادة الحزب من المعتقلات استطاع الأستاذ نعمان السامرائي مقابلة الحاكم العسكري العام (( احمد صالح العبدي )) و إقناعه بإطلاق سراحي بعد مكوثي عدة اشهر في المعتقلات.



واجهت الحركة الإسلامية ولا زالت التحديات الكبيرة وعانى الدعاة في مختلف الأقطار من التضييق والمطاردة من قبل الأنظمة الدكتاتورية والقوى الغاشمة ،كيف تضعنا في صورة معاناة رواد الحركة الإسلامية في العراق؟

بعد ما استطاع التحالف الخبيث بين الصهيونية والصليبية والحركة الماسونية من إسقاط الخلافة الإسلامية وتقطيع أوصال العالم الإسلامي ،برزت الحركة الإسلامية بقيادة الإمام ( حسن البنا ) بالتصدي لمخططات ذلك الحلف اللعين مما جعل الحركة الإسلامية هدفا’’ أوليا’’ لذلك الحلف،فسلط على العالم الإسلامي عملاء أوكل إليهم العمل على إيقاف النشاط الإسلامي وتصفية رجالاته بأساليب متعددة وفي شتى المجالات العسكرية القمعية والإعلامية التشويهية والثقافية والفكرية المضادة للفكر الإسلامي الوسطي النير.



لقد شن أعداء الإسلام من صهاينة وصليبيين ومن سار في فلكهم حملتهم الشعواء القذرة على الحركة الإسلامية مستهدفة قاعدتها الأولى في أرض النيل وتصفية زعيمها المرشد (حسن ألبنا) والرجال المجاهدين معه وكانت الاعدامات الظالمة والأحكام الجائرة التي زجت بالأعداد الكبيرة من رجال الدعوة الإسلامية في غياهب السجون يسومهم الظالمون أشد العذاب والتنكيل الذي يفوق كل الوصف.



ثم انتشر ذلك الظلم والبطش والطغيان ليعم كافة الأقطار العربية والإسلامية وكان للعراق نصيب وافر من ذلك حيث شنت أيضا’’ القوى الإلحادية والعلمانية والقوى المرتبطة بالاستعمار حملة شرسة ضد الحركة الإسلامية العراقية حيث أغلقت مراكزها وحظرت نشاطها و أودعت بالكثير من أفرادها في السجون والمعتقلات وبلغ البطش ذروته في المد الشيوعي عقب انقلاب 14 تموز 1958 وانقلاب 17 تموز 1968 حيث كان التضييق على اشده وكان الداعية المسلم عرضة للسجن والإعدام بمجرد أن يعرف له أي انتساب أو انتظام في صفوف الحركة الإسلامية مما دفع العديد منهم للهجرة الى خارج العراق وعلى رأسهم زعيم الحركة الإسلامية الداعية الكبير الشيخ ((محمد محمود الصواف)) وإخوانه من قادتها والعاملين النشطين كما تم سجن الكثير لمدة طويلة وإعدام آخرين دون أي جريرة سوى انهم يدعون الى الله وتوعية الناس بدينهم ودعوتهم الى نبعه الصافي.ولقد كنت من جملة من طالته يد الظلم والبطش حيث تم اعتقالي سنة 1959م وأنا لم أزل طالبا’’ في الثالث المتوسط حيث سجنت في سجن الكوت وموقف السراي كما اعتقلت في سنة 1961م على اثر إلقاء قصيدة بمناسبة ليلة القدر كما أوضحت سابقا’’ كما اعتقلت عام 1972 م في الأمن العامة بعد عثور السلطات البعثية على رسائل ( الأمام البنا) في دار جدي كما تم إبعادي عن سلك التعليم ( كمدرس) و إحالتي الى وظيفة ( كاتب ) في وزارة الري سنة 1980 م فضلا’’ عن المضايقات والاستدعاءات العديدة من قبل القوى الأمنية والاستفسار عن نشاطاتي وتقييد حريتي مما أوقف إنتاجي الشعري لعقود عديدة.



ما هي الأعمال التي تقوم بها اليوم ؟ وهل لديك إسهامات أخرى غير الشعر؟

هناك مجالات متعددة أمارس فيها نشاطي الدعوي والشعري والأدبي والفكري ففيما يخص الدعوي فانا أعمل مع أخوان لي في الوسط العشائري بنشر الوعي الإسلامي والوطني وكيفية انتشال العراق من الوهدة التي وقع فيها وتبيان الوسائل الشرعية التي علينا القيام بها من اجل نهضة العراق وتقدمه والوصول به الى مصاف الدول المتقدمة علميا’’ وحضاريا’’ مع الحفاظ على ثوابتها الإسلامية والاجتماعية العريقة كما أمارس نشاطي الأدبي والشعري من خلال نشر نتاجي في الجرائد والمجلات والاحتفالات والندوات التي تقام في أماكن مختلفة في المساجد والجامعات وغيرها كما أساهم في إصدار مجلة (( الخطيب )) بصفتي المراقب والمصحح اللغوي فيها.



كيف ترى اليوم حركة الأدب الإسلامي في العراق خصوصا والوطن العربي عموما،هل هي فاعلة أم تعاني من التأخر ولماذا ؟

الذي أراه وألمسه اليوم آن هناك انحسارا’’ كبيرا’’ لحركة الأدب الإسلامي في العراق والوطن العربي على الرغم من توفر وسائل الإعلام والنشر وسهولة الحصول على المعرفة وذلك بانتشار الحاسب ومنظومة الانترنت وذلك بسبب عزوف الكثرة من طلاب الأدب عن أهم مصدر للأدب واللغة ألا وهو الكتاب ،فقد أصبح الكتاب يتيما’’ مسجونا’’ بين طيات الرفوف تعلوه الأتربة ويغطي عليه النسيان ان الذي يطالع الكتاب ويقلب صفحاته يكون اكثر وعيا ومعرفة بما فيه حيث ينطبع في عقله اكثر مما يحصل عليهمن خلال شاشة الحاسب أو الانترنت من الطبيعي أن حصول الطالب أو المتتبع على المعلومة والفكر من خلال المعاناة والبحث في ثنايا الكتب والأوراق والتي تمد القاريْ بالنشوة والاستمتاع والتركيز حتى يكاد أن يحفظ حتى الصفحة التي تحتوي المعلومة أو الفكرة المعينة.ولذا نجد أن الكثرة من حملة الأدب الإسلامي في هذا الجيل لا يرتقي في مستواه الثقافي واللغوي الى المستوى الذي كان عليه الجيل الذي سبقه وان كان هناك ثلة من شباب الدعوة تتمتع بمستوى جيد في العراق والبلاد العربية نرجو لها التقدم والاستمرار في السمو بالأدب الإسلامي الى أعلى مكانة لتساهم في الذوق الرفيع وإثارة الهمم وتهذيب العواطف والطبائع بما ينسجم وسمو الإسلام العظيم.



موقف طريف مررت به؟

المواقف الطريفة كثيرة ،ولكن لا يحضرني منها اللحظة شيء.



ماهي القصيدة التي تعتز بها ؟لماذا لا يوجد لديك ديوان مطبوع ؟وهل هناك شيء في الأفق بهذا الخصوص؟

القصائد بالنسبة للشاعر كأولاده فهي لديه متساوية يعتز بها جميعا’’ حيث تمثل كل قصيدة موقفا’’ يختص بالزمان والمكان الذين قيلت فيهما،فهي جزء من تاريخه وحياته وحياة دعوته وبلده ولا يمكنه أن يقتطع واحدة منها عن أخواتها فهي سلسلة متكاملة.



أما بخصوص الديوان وطبعه فان لذلك أسبابا’’ متعددة منها:

1. إن من خلال ما واجهته في سيرتي الدعوية من قبل الحكومات المتعاقبة أدت الى إتلاف وحرق العديد منها من قبل الأهل لا سيما عندما يلقى علي القبض وأودع السجن حيث يقومون بحرق كل مالي من إنتاج دون وعي أو تفريق مما أضاع الكثير من قصائدي.

2. كما إن القصائد التي نشرت في المجلات والصحف في حينه والتي كنت أحتفظ بها هي الأخرى قد أحرقت وأنا ابحث الآن عنها لعلي أعثر على البعض منها.

3. إن كثيرا’’ من القصائد في السنين الأخيرة كانت تنظم على عجل لكثرة المناسبات والاحتفالات والتي تتطلب مني مراجعتها وتهذيبها حتى تكون في المستوى المطلوب.

4. كما إن الحالة الصحية لم تعد تسمح لي ببذل الجهد المطلوب لهذا الأمر حاليا’’ وأنا إن شاء الله تعالى جادُ في هذا الأمر وما تشاؤون إلا آن يشاء الله رب العالمين.



***

من أروع ما قاله الشاعر د. فاضل فرج الكبيسي

يا راكــب المــوت ..!!

في رثاء الشهيد المهندس إياد العزي



بأيً دمعٍ – تُرى – أبكيك يابطلُ ياراكبَ الموتِ أنَى سار ترتحِلُ

فقد تلقَاك كالمعشوقِِ أسرعهُ حُبٌ يَفيضُ مِنَ الجنَاتِ مُنهمِلُ

شُلت أيادٍ بنصل الحِقدَ تَسفكها &ns; دماءَ عِزَ ليقِضى للعِدا دَخِلُ

( أيادُ ) ياكوكباً في أفقِِ دعِوتنا أضاءَ بالحقَ لماَ أظلَمَت سُبُلُ

يادافقاً بالعطاءِ الَثر تغمُرُنا إن كانَ غَيرُكَ قَد شًحوا وقد بخِلوا

أوقفَت رُوحكَ للأِسلامِ تَكلؤُهُ ولم يَحُل دُونِِ ذا موتٌ ولاوَجَلُ

قِد عِشتَ لِلِه لاتُثنيكَ مَهلكةٌ عن المُضي ويحدو سَعيك الأملُ

حَتى سقَطتَ شهيداً في وقائِعهِ وذَاكَ ماكُنتَ ترجُوهُ وتبَتهِلُ

تَبكي المنابرُ والمحرابُ في ولَهٍ فتى الخطاب و اوهى صوتها الشلل

وهَل حقيقٌ حُبِستَ اليومَ في جَدَثٍ وفوَق هَذَا الثُرى الأسقاطُ تَنتقِلُ

فكُلُ جُرح مع الأيام مُلتئمٌ وجُرحُ فَقدكَ لايشفى و يندمِلُ

إنَا نَزُفُك للفِردَوس في أَلقٍ فإنَ عرسَكَ هذا اليومَ يكتمِلُ

إنَي أراك عريساً باسِماً فَرحَاً وقَد علًتَكَ بجناتِ العُلى حُلَلُ

نلتَ الذي قَد قَضَيتَ العُمرَ ترقُبُهُ فالحُوروُ نَشوى وباتت تَزدهي النُزُلُ

عُرسُ الشهادةِ ذِيِ الاملاكُ تشهَدُهُ وإخوَةُ الًدرب في الساحاتِ تحتفلُ

إيهٍ ( أيادُ ) وما قد حَلَ أخرسَني وألجَمَ الشِعرَ هذا الحادثُ الجَلَلُ

كُنَا نُرجي بأن تمضي كتِيبَتُنا وأنت حادٍ بِها تشدُو وتَرتجلُ

فكَم تمنيتَ إعزَزاً لِرايتها بالنصرِ تخفقُ منه العينُ تكتحلُ

ياأيهُا الفارسُ المهُيوبُ ما سَقَطت راياتُنا أوخبَت مِن ضوئِها الشُعَلُ

هذا هو الدربُ , دَربُ الأنبياءِ هُدَىً إن فارِسٌ غَابَ يَعدُو بَعدهُ بَطَلُ

فإنَ رَكبكَ بالإخوانِ مُندَفِعٌ قد عاهدوا الله مازاغوا وماعَدَلوا

ولَن تَكِلَ عَن الجُلى مسَيرَتُنا بِكل عَزم وإن ضاقَت بنا السُبُلُ

إن غَابَ غَيركَ في الأوحال من خورٍ فأنت في الساح مهما تَكتوي جبلُ

وأنت باقٍ بذاتِ الصوتِ ترفُدناً فَوقَ المنابر, ما أردَوَكَ أو قتلوا

فالخالدون مع الأجيال سَيَرَتهُم تضُمهُم في ثنايا نُورها المقلُ

طريقنا بالدم الغالي تُمَهدُهُ قد عبَدتهُ لنا من قبلنا الرُسُلُ

وساَرَ فيها بنفسِ النهج ( مُرشِدُنا ) في الله يَسموُ ويحلوُ عِندنا الأَجَلُ

إنا إلى الله نشكو الغادرينَ بنا مَاَ دبَروهُ لنا ظُلماً ومَاَ فَعَلوا

فأننا ثُلَةُ الاطهارِ في زَمَنٍ عَزَ التقيُ بهِ واستفحلُ السفَلُ

إذهب إلى اللهِ – يلعزِيَ – ورحمتَهَ عليكَ منه سَحَابٌ مُغدِقٌ هطِلُ


المصدر : موقع الحزب الإسلامي العراقي .
أضافة تعليق