مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
لقاء مع الأستاذ أحمد القميري
لقاء مع الأستاذ أحمد القميري
تمت الإضافة بتاريخ : 15/04/2009م
الموافق : 20/04/1430 هـ

تحدث عن الإضافة الفكرية والسياسية التي قدمها الإصلاح للحياة اليمنية ، والمطلوب من الإصلاح في سبيل الوصول للتكامل والشراكة مع الجماعات الإسلامية، ومستقبل العمل الإسلامي.. وأكد أن الإصلاح يرفض التعايش مع الخطأ وأنه في مراجعات مستمرة للظواهر السلبية..

اahmad-alkomareey.gifلأستاذ أحمد القميري - عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح - في حوار ضاف مع (الصحوة) بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الرابع للإصلاح الدورة الثانية..

حاوره / خالد العلواني

ما الإضافة السياسية والفكرية التي قدمها الإصلاح للحياة السياسية اليمنية؟

ـ الإضافة الفكرية والسياسية التي قدمها الإصلاح للحياة السياسية أنه قام بعملية توعية وتعريف سياسي ممتزج بالدين إذ أنه بعد قيام النهضة والاستقلال حصل هناك شيوع بأنه لا علاقة للسياسية بالدين فالإصلاح في هذا الجانب استطاع أولا أن يزيل تلك الشبهة نظريا وعمليا عند الناس الذين تأثروا بهذا الفكر ، ثم أوجد لدى الناس الذين لم يتأثروا بهذا الفكر الوعي والحصانة التي تمنع قبولهم مسألة الفصل بين السياسي والديني ، فالإسلام ليس كالدينات الأخرى التي تفصل بين الدين والسياسية ، إضافه إلى ذلك أوجد الإصلاح وعيا لا بأس به لدى المواطن بأهمية المشاركة السياسية ، إذ سيطر على المواطن في فترات سابقه وإلى الآن السلبية والابتعاد عن المشاركة السياسية ، فقد سعى الإصلاح مع غيره من القوى إلى تحرير المواطن من السلبية تجاه العمل السياسي ، وأعطاه هذا البعد الأهمية اللائقة به ، خصوصا في الفترة الراهنة حيث صار توغل العمل السياسي كبيرا وواسعا وأثره على حياة المواطن العامة كبير وعميق

إلى أي مدى نجح الإصلاح في توعية الناس بأهمية وضرورة المشاركة في العمل العام باعتبار ذلك من الفروض الكفائية التي يتوقف عليها تطور ونهضة الوطن؟

ـ سعى وحقق نجاحا لكنه ليس المستوى المطلوب الذي يجعل المواطن شريكاً أساسياً وفعلياً في الحياة السياسية بحيث يوجد التوازن بينه وبين السلطة والدولة .

وماذا عن بقية الجوانب الأخرى ؟

- حتى في المشاركات العامة مازالت هناك بين الإصلاح والقوى الأخرى وبين تحقيق الهدف الذي يجعل المواطن إيجابياً في مختلف جوانب الحياة مسافة كبيره .

والسبب؟

- الفقر والجهل وعدم الاستقرار العام معيشي وأمني وغيره ، أيضا وجود الاختلالات المختلفة في الدولة ووجود الاستبداد والإفساد.

أنتم كأحزاب تغسلون أيديكم من أي مسؤلية ؟

لا، فالأحزاب مازالت مقصرة ومازال فيها نزوع إلى النخبوية والصفوية ، مع وجود نوع من ضعف التضحية والإحساس الجمعي القوي الذي يجعلها تقوم بهذا الدور ، وتقدم التضحيات ولا تنتظر المكافأة والجزاء من المواطن.

التربية حسب توصيف منظريها هي إجابة على تساؤلات كبرى .. فما التساؤلات التي تجيب عليها التربية داخل الإصلاح ؟

ـ التربية كفعل ونشاط إنساني لا يمكن أن يقوم به فرد أو تقوم به جماعة أو طائفة أو فئة في مجتمع بعينه ، ولكنها مسؤولية الأمة بكاملها ومن الصعب جدا أن تكون هناك تربية منعزلة عن بقيه مكونات المجتمع ، والأمم الناضجة والمتحضرة اليوم تعد التربية من قضاياها القومية التي تتجاوز كل الخلافات والتباينات السياسية والفكرية ، ويشترك في صياغة أهدافها وفلسفتها ومناهجها الجميع ، وبالتالي فإن الإصلاح وهو يدرك هذا المعنى الواسع والعميق والكبير للتربية يرى أن العملية التربوية عملية ينبغي أن يقوم بها الإصلاح وغيره من مكونات المجتمع اليمني ، ولذلك فإن الإصلاح وهو ينشط ويمارس التربية داخل صفوفه واضع نصب عينيه هذا البعد الواسع والعميق للتربية فينشئ الفرد على أن يتعايش ويتعامل مع مجتمعه على أسس صحيحة تجعله عنصراً سوياً وفاعلاً وملتحماً ومتواصلاً مع مجتمعه، يعزز الايجابيات ويشترك مع غيره في تجاوز السلبيات والضعف والنقص في هذا المجتمع.

في سنه المدافعة كل طرف من أطراف عمليه التدافع يملك 50% من شروط الغلبة إن هو أحسن الإعداد والاستعداد، ثم يأتي بعد ذلك اخطاء الآخر .. أين موقع الإصلاح من هذه السنة ؟

ـ الحركات الإسلامية نتيجة لانتشارها في بقاع كثيرة من العالم استفادت مما أنتجه العقل البشري في علم الخطط والاستراتيجيات وتعلمت منه الشيء الكثير وانعكس ذلك على أهدافها وبرامجها وخططها ووسائلها ، والإصلاح جزء من هذه الحركات التي استفادت مما أنتجه العقل البشري في هذا الجانب والسبيل ، وهناك سعى حيث للاستفادة من هذه الفرص سواء تلك الفرص المتاحة التي هي في الجانب الايجابي أو الفرص المتاحة في الجانب السلبي بمعنى أن أخطاء وقصور وتقصير الآخر هي بالمقابل فرص للطرف الذي يسعى للتغيير والإصلاح مقابل ذلك .

motamar-islah.gifهناك من يعجب كيف أن الإصلاح تعايش مع الأحزاب القومية واليسارية وأخفق في التعايش مع الجماعات الاسلاميه؟

- المجتمع اليمني من أكثر المجتمعات تجانساً وما حدث ويحدث من صراعات بينية ليس مرجعها إلى تباينات أيديولوجية وفكرية غالباً بل إلى الجهل والفقر والتخلف وأهم من ذلك الاستئثار بالثروة والسلطة من قبل فئة محدودة من الشعب وما يترتب على ذلك مدخلات خارجية وتجاذبات واستقطابات داخلية تجعل الجميع في دوامة من الصراعات والاحتراب والتآكل الذي ما إن ينتهي حتى يبدأ من جديد.

فالصراع الذي طوي وإلى غير رجعة إن شاء الله بين الإصلاح وبعض القوى السياسية والفكرية الأخرى، سوف يأتي الوقت المناسب ليقوم الجميع بدراسته وتقويمه ومراجعته وكذا الصراعات الأخرى، لأجل أخذ العبرة والدروس منه لتستفيد الأجيال القادمة حتى لاتكرر مثل هذه التجارب المؤلمة والدامية وتتعلم كيف تدير اختلافاتها وتنوعها وتحولها إلى مصدر قوة للتنمية ووحدة المجتمع وهو الأمر الطبيعي والفطري وبغيره لا تقوم الحياة ولا تستمر.

ومن فضل الله على الشعب اليمني أن هيأ الظروف والمناخ المناسب ليجد الإصلاح وبقية الأحزاب المعارضة للسلطة أن مصلحة الوطن وأبنائه ومصلحتها في التكتل والتجمع في كيان جبهوي واحد وهذا يفرض عليها أن تتعالى وتتجاوز الماضي، وتعيش حاضرها وتستشرف مستقبلها وهو ما تحقق على الأرض وأعلن تشكيل “اللقاء المشترك” بارقة الأمل لإيجاد توازن يزيل الاختلال القائم في ميزان القوة السبب الذي يقف من وراء كل التداعيات السلبية والكارثية الحادة بالمجتمع.

ومع مرور الوقت كثير من القضايا الفكرية سوف يتقلص الخلاف حولها وتزداد القواسم المشتركة في هذا الجانب وكما أن المصالح السياسية جمعت في البداية تكون النهاية تقارب في الفكر والرؤى.

هل يعني هذا أن السياسي في الإصلاح متقدم على الفكري والتربوي الأمر الذي أنتج هذه المعادلة ؟

- من الصعب الفصل بين الفكري والسياسي الأمور متداخلة وليس هناك خط فاصل وحاسم بينهما، فالسياسي هو وليد فكر كما أن الفكر يتأثر بالسياسي فالعلاقة بينهما علاقة متبادلة ، فحينما عمل الإصلاح مع مجموعه الأحزاب الأخرى ، على تأسيس اللقاء المشترك لم يكن هذا التحرك والعمل والنشاط ، وهذا النوع من الفعل السياسي الجديد الإنتاج عن قناعات فكرية سابقة لهذا الفعل ، فكما يقال العمل فرع للتصور ، وكما ذكر سابقا أن عدم توجه الإصلاح في تحالفات – كالمشترك مع الاتجاهات الإسلامية المعتدلة لم يكن سببها فكري ولا سياسي ولكن طبيعة البرامج التي تحملها تلك الجماعات والتي مازالت تحصر فعلها ونشاطها بالعمل الخيري والدعوي الإرشادي وهو مقدر شرعاً.

ليس هناك أي جنوح نحو السياسي؟

ليس هذا ظاهرا فيما لدي من معرفة.

لماذا إذن ليس هناك تجربة مماثلة للمشترك على الصعيد الفكري ؟

الجماعات الإسلامية وبالذات الموسومة منها بالاعتدال والوسطية بعد مازالت تعلن عن نفسها كهيئات خيرية ودعوية وإرشادية فحسب، ومقتضى ذلك أن لا يكون لها نشاط سياسي بالمعنى المتعارف عليه حالياً وفق النظام السياسي التعددي، وهو ما يجعلها في منأى عن التحالفات والاستقطابات السياسية، سواء مع السلطة أم المعارضة ولا حرج عليها في ذلك فا لشرع والدستور يتيح لها هكذا اختيار.

والإصلاح قبل وبعد التعددية من خلال المنهاج الوسطي الذي رسمه لنفسه يرى أن الواجب يفرض عليه التعاون والتنسيق مع الجماعات الإسلامية المعتدلة والوسطية على البر والتقوى خدمة للدين والوطن ورفض أي صدام أو صراع معها مهما كانت المبررات والذرائع.

وعليه فانشغال الإصلاح بالعمل السياسي لا يعني ابتعاده عن العمل الدعوي والإرشادي والخيري، بل هذا الجانب ركن ركين في منهجه وسيرته مهما تغيرت وتبدلت الظروف والأحوال.

وهنا يكون التلاقي مع الجماعات الإسلامية المعتدلة والوسطية والمعنية بهذا النشاط والعقل.

ما المطلوب من الإصلاح في سبيل الوصول إلى التكامل والشراكة مع الجماعات الاسلامية المعتدلة؟

- مطلوب من الإصلاح بذل المزيد من الجهود النظرية والعملية والصبر والمصابرة للوصول مع تلك الجماعات إلى كلمة سواء، وتجاوز ما يتهم به من إحساسه أنه الجماعة الأولى والكبيرة ومن واجب الآخرين الضم والتحاقه به.

وعلى الجماعات الأخرى كل واحدة منها مكملة للأخرى وليست بديلاً عنها أو على حسابها ونقضاً لها ولا تسمح لنفسها أن تكون أداة لأية جهة مصلحتها بوجود صراع بين الاتجاهات الإسلامية وتستفيد كل واحدة منها من تجارب الأخرى فتبدأ من حيث انتهت الأخرى.

ولا تنسى بوجود عناصر فيها بقاؤها ومصلحتها يرتكز على إذكاء الصراع مع بقية الاتجاهات الأخرى ولا يعني انتماؤها للدين –إلا من رحم الله- والولاء الظاهر للجماعة خلوها من المصالح والأهواء وقد ذكر القرآن عن بعض من الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة (أحد): (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة).

وحذر الجميع من الاختراقات الواردة من القوى المتربصة والمتضررة منها جميعاً وبدون استثناء وتقريب البعض وإقصاء الأخرى استهدافاً من تلك القوى فقط يختلف الأسلوب رغبة ورهبة.

رفعتم شعار النضال السلمي ومع ذلك لا تزال هناك بعض القيادات تحسس من عملية النقد كيف نفهم ذلك؟

- حينما أعلن الإصلاح في المؤتمر الثالث الدورة الثانية أنه سوف يكافح ويجاهد لنيل الحقوق والحريات المستلبة متذرعاً بكافة الوسائل السلمية والنأي الكامل عن العنف بأشكاله المختلفة.

أراد الإصلاح بذلك التأكيد والاستمرار في نهجه منذ النشأة وقطع الطريق وبصورة نهائية على كل محاولات جره خارج هذا النهج والسلك اللصيق بتاريخه ومسيرته ومساره.

ثم الريادة حملة توعية واسعة وشاملة للشعب اليمني بحقوقه التي كفلها الدستور والقوانين النافذة والمبادئ والمواثيق الدولية وقبل ذلك الشرائع السماوية وفي المقدمة شريعة الإسلام الغراء.

ولأن الوعي بتلك الحقوق المسلوبة لدى أبناء الشعب قد يدفعهم لثورة غاضبة جامحة يغيب فيها العقل وينجرون إلى العنف والقوة، وتكون الكارثة التي تحصد الجميع، فضلاً عما يعطي المستلب لتلك الحقوق الذرائع والمبررات لاستخدام العنف.

وهو ما يمتلكه ولا يجيد ويحسن غيره خصوصاً مع مواطنيه وشعبه.

فقد قارن الإصلاح ولازم بين الهدف والوسيلة، ولاشك ثمار ونتائج هذا التوجه قد ظهرت في أكثر من محطة وحادثة ومناسبة والمستقبل واعد لتحقيق المرجو والمؤمل.

أما التحسس والانزعاج من النقد من بعض قيادات الإصلاح إن وجد فسببه أن ثقافة النقد والتقويم لم تصل بعد إلى الدرجة الكافية والمطلوبة التي تكون فيها عملية النقد والتقويم قيمة جمالية تصورا أو ممارسة سواء في المنزل أو المدرسة أو المجتمع أو السلطة أو المعارضة مع وجود تفاوت في الحدة والدرجة بين مختلف مكونات المجتمع.

وممارسة الإصلاح وكذا بقية الأحزاب المعارضة أو ممارسة المجتمع لهذا اللون من النضال السلمي، يقودها للتغيير أو لمزيد من التحسين والتطوير لذاتها قبل غيرها فالعلاقة كما يقولون جدلية.والتحسس الذي يلاحظ عند بعض القيادات من النقد دليل على الأثر الإيجابي لثقافة وممارسة النضال السلمي وبالصبر والاستمرار سوف يتجاوز الجميع مثل هذه المعايب والنواقص.

والمفرفوض جملة وتفصيلاً من أي هيئة وجماعة أو حزب ينشد التغيير والإصلاح إقصاء ومحاربة النقد وحملته بل العكس تماما يتوجب تشجيع وتنظيم ظاهرة النقد داخلها ويكون جزءاً أصيلاً من مكوناتها وتشكيلاتها إضافة إلى السعي عبر الوسائل المختلفة إلى الاسنماع لنقد وتقويم الآخرين من خارجها بغض النظر عن مواقفهم تجاهها.

وبخصوص أي حزب أو جماعة مرجعيتها إسلامية فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “النقد والتقويم” يعد واجباً دينياً القيام به من قبل الفرد أو العضو تجاه الحزب والعكس، وكذا العضو مع نظيره وأي تفريط أو تهاون بهذا المبدأ يعرض المجموع للعقوبات الآجلة والعاجلة.

ينعقد مؤتمر الإصلاح الرابع تحت شعار النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل هل يعني هذا أنكم انتقلتم بعملية النضال من الفقه الفردي والجمعي إلى فقه الدولة؟

ـ في الحقيقة قد لا نحتاج لهذا المصطلح، الآن الحقوق والحريات لم تكن مسلوبة من المجتمع بعضه البعض ، بل هي في غالبها مستلبة من القوى المستبدة الفاسدة المتسلطة على رقاب المجتمعات الإسلامية، وبالتالي أن تتجه الكثير من الجهود والفعاليات نحوهذه الجهات التي استلبت الحقوق والحريات فهذا هو الأمر الطبيعي والمعقول لا سيما وأن النظام السياسي اليوم أصبح متغولا في مختلف جوانب الحياة وبالتالي فإن أي عملية إصلاح لا تبدأ من هذا الجانب يصعب عليها تحقيق التغيير والإصلاح

في أي سياق يمكن قراءه التعديلات المزمع طرحها على طاولة المؤتمر العام الرابع للإصلاح ؟

ـ هي رؤية تأتي في إطار مساعي التطوير والتحسين في أداء الإصلاح وترتيباته الداخلية .

أبرز ملامح مشروع التعديل؟

ـ أن يكون انتخاب أعضاء المؤتمر العام من المؤتمرات المحلية وكذلك انتخابات أعضاء مجلس شورى الإصلاح سيكون من المؤتمرات المحلية ، فالانتخابات ستكون بالتصعيد عكس ما كان يحدث في السابق .

هل في هذه الخطوة نوع من مراعاة المحلية ؟

ـ لا ، وإنما مراعاة التدرج وان يكون هناك انتخاب واسع وعادل، والتمثيل الموضوعي والنسبي وهو الأمر المعتاد الذي سارت عليه معظم الانتخابات سواء في الأنظمة الرسمية أو في التنظيمات الحزبية .

ثمة من يأخذ على الإصلاح تقصيره في صعيد التربية القيادية ؟

ـ من ناحية نظرية وواقعية من الصعب جدا أن يصل أي مجتمع لأن تكون القيادات متناسبة تناسباً كاملاً مع القواعد، لكن لابد أن يكون هناك نوع من التقارب، حتى لا تكون هناك فجوة كبيرة بين الكمي والكيفي، والإصلاح يسعى باستمرار أن يكون هناك نوع من التكافؤ والتوازي بين التوسع الكمي والتوسع الكيفي ومازال بين الإصلاح والوصول إلى هذا التناسب المنشود مسافة لا باس بها .

لماذا يفقد بعض الناس الإحساس بموقعهم في النظام الحركي؟

- جبل الإنسان على الحيوية والفعل والإيجابية عندما يحس في وسط اجتماعي بقيمته وقدرته بمنأى عن الآخرين ممن يرتبط بهم في الانتماء يرون حضوره ووجوده ضرورة لقيامهم وتحقيق الآمال المشترك لهم ويعبر عنه بصور متعددة من إشراكه بالرأي، وإحاطته بالمعلومات وتكليفه بالمسئوليات ومنحه الصلاحيات وإسناده بالتأهيل والتدريب وتحفيزه وتعزيزه وتقويمه ....الخ، والعكس حينما يجد الفرد نفسه دوره هامشي أو مفقود.

وعند حضوره لايستأمر “يشارك” وإن غاب سارت الأمور وغيرها من الممارسات الدالة وليست الموجبة أو المؤشرة أن وجوده كعدمه لاشك يصعب ويذوي الإحساس بالانتماء ومع الزمن تكون النتيجة انفصالاً عن هذا الكيان معنوياً أو مادياً جسداً وروحاً.

التنظيمات التي نطلق عليها بالحركية كثيراً ما ضعف الإحساس بالحضور لدى البعض من أعضائها ويعود ذلك لجملة من العوامل أهمها: المناهج والأنظمة واللوائح التي توفر القناعات العميقة والمشتركة وتحفز الطاقات وتنمي المواهب والقدرات المتنوعة وتوزع الأعمال والتخصصات ويجد الفرد والعضو الموقع والمكان المناسب له.

ألا ترى أن بعض المربين ربما يسهمون في صناعة هذه الحالة؟

- نعم ربما تسهمه بعض العقليات والنفسيات التي تدير ما كتبه التنظيم في صناعة هذه الحالة المرضية من حيث تريد الاحسان وذلك نتيجة لافتقارها لمتطلبات وشروط العمل التربوي الواعي اما أصحاب العقول المليئة بالعلم والمعرفة والثقافة المتنوعة والمهارات المطلوبة والخبرة الكافية تستوعب عناصرها وتوظف طاقاتها وتشبع فضولها وتوجه وتنمي اجتهاداتها ومبادئها وإبداعاتها كل ذلك مع نفس مليئ بالحرص والحب لأعضائها وكوادرها تصبر على ضعفها وقصورها مع السعي لتحريرها من الضعف وإكمالها من النقص،، وتعمل وبصورة ممنهجة على التداول والتدوير القيادي تحقيقاً لحيوية التنظيم وتجديده وإعداداً للبديل لإحلاله.

والحديث عن الأسباب للظاهرة ذو شجون بعضها يعود للفرد والتنظيم والأخرى للظروف والبيئة الخارجية.

ما الآثار والتداعيات جراء وجود مثل هذه الظاهره؟

وجود مثل هذه الحالة مسألة خطيرة خصوصاً إذا كانت ظاهرة بالمعنى المصطلح عليه.

حيث يصاب الكيان التنظيمي بشلل في ينعكس ضعفاً في الإنجاز وقصوراً في الوصول إلى الأهداف إضافة إلى نشوء تجنحات وتكتلات ونجري ونهيئ لقبول الاختراقات أياً كانت من المتربصين به فالعنصر العاطل لايبقى جامداً ساكناً بلب يتحرك وفي أحيان كثيرة بوتيرة وفعالية عالية في الاتجاه المضاد ويساعده على ذلك سهولة وسرعة الهدم والتدبير.

المشكلة التي يقع فيها العقل الإداري التغييري أحياناًـ حسب توصيف المنظرين - تكون في تقديس مفتاح بعينه واعتقاد صلاحيته لكل زمان ومكان .. ما تعليقكم؟

- مجرد أن يكون الحديث حول التغيير فلا مجال للقول بتقديس وسيلة أو مفتاح بعينه.

فالذين ينشدون التغيير هم أولئك الذين فعلاً تحررت عقولهم وأدركت أن التغيير كقانون لابد ما يأخذ حقه في التطبيق الصحيح والسليم فالحياة تأسن وتفسد وتتعفن إن غاب فما بالك إن كانت هي بالفعل والواقع.

فالأمر يزداد سوءاً وبشاعة تمتنع معه الحياة وعليه فالذين يقفون عند طريق وآلية معنية في مسيرتهم نحو الإصلاح والتعبير يصعب على العاقل الفهم كيف ينشدون التغيير وهم جامدون على وسائل ببعضها والمنطق يفرض على كل حامل للواء التغيير الإدراك البدهي والضروري أن الوسائل تتغير بتغير الزمان والمكان.

فهل لوسائل وقت السلم والأمن والاستقرار هي نفسها في ظل الحرب والصراع الدموي؟ وهل الوسائل في ظل النظام الشمولي نفسها في ظل نظام تعددي؟ وهل الوسائل في مجتمع قبلي نفسها في مجتمع مدني؟

إن السير نحو التغيير والإصلاح يوجب أن يكون القائمون ذوو نفوس وقلوب مفتوحة وعقول متحررة ومجتهد تعرف أهدافها البعيدة والآنية والعامة والجزئية وما هي الوسائل المناسبة وماهي المرحلة التي قد وصلت منها للتعبير.

ثمة من يرى أن ربط عملية التغيير باستكمال جموع العاملين حالة التزكية سبب رئيس في استمرار تخلف الأمة؟

- التزكية والتربية في المنظور الإسلامي ليس مسألة ثانوية وهامشية بل أساسية وأصيلة.

إن قيام الأمة وحيويتها يتوقف ابتداء على تنشئة أبنائها وتربيتهم على الإيمان والتقوى والصلة الصحيحة والمتينة بالله عز وجل، إذ على أساس هذه القاعدة يتوقف سلوك الأمة في الحياة كلها، في الحكم والاقتصاد والاجتماع والقضاء، في العلاقات الأفقية والرأسية بين المجتمع.

أما حينما يتعلق الأمر بالعاملين في حقل الدعوة وإحياء الإسلام في الأمة فإنه أوجب وألزم إذ كيف يمكن لهم أن يتولوا عملية النقد والإصلاح وهم يحملون أرواحاً جافة ويابسة وقلوباً قاسية.

إن هذا الفعل والعمل وقوده وطاقته الروح العالية والقلوب المحبة ولا يكون لهم ذلك إلا بالتزكية والتربية الروحية وعلى طول الطريق.

ثم وعبر التاريخ وحتى العصر الحديث كان للتربية الروحية الصحيحة والجادة الأثر الكبير في دفع أصحابها للجهاد والكفاح في صد هجمات الأعداء على الأوطان الإسلامية، كما هو الشأن في دولة المرابطين وغيرها ثم تحرير الأوطان من المستعمر في العصر الحديث مثل ما قام به عبدالقادر الجزائري وعبدالكريم الخطابي وابنه المهدي وعمر المختار والذين تخرجوا من مدارس أهم ما تعنى به التزكية والتربية الروحية.

أما التخلف فأسبابه كثيرة ومركبة ومن الصعب اخنزاله في عامل واحد كتلك التزكية والتربية الروحية القاصرة والبعيدة عن القرآن وسنة وهدي الرسول صلى الله عيه وسلم وسيرة الصالحين وأولياء الله المخلصين كالحسن البصري والجيلاني والفضيل بن عباس وابن المبارك ويوسف بن تافشين وغيرهم.

يرى البعض أنه لم يعد مقبولاً اليوم من الحركة الإسلامية أن تقوم بما تستطيع بل يتوجب عليها أن تقوم بعمل ما هو مطلوب؟

- الشرع والعقل لا يلزمان الإنسان القيام والفعل بأكثر مما تسمح به قدرته وطاقاته وموهبته وقد قيل “القدرة شرط التكيلف” وفي التنزيل (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).

وإن كان المقصود أن الحركات الإسلامية ينتظر منها حسب الزمان والمكان والفرص المتاحة والممكنة أن تحقق أهدافاً أو إنجازات ليست في حساباتها وبرامجها متعللة بأنها لا تمتلك من القدرات والاستطاعة ما يؤهلها ويمكنها لتبني تلك الأهداف والمطالب فهي قاصرة عنها لا مقصرة.

إن صحت مثل هذه الفرضية؛ فإن على الحركات أن تعيد النظر وتراجع أهدافها وقدراتها ثم تجعل من تحصيل الإمكانات والقدرات أهدافاً مرحلية ما إن تصل إليها حتى تسعى وتحث الخطى لتحقيق الأهداف والمطالب التي طال انتظار الأمة لها.

مع التذكير أن الزمن جزء من العلاج إلا أنه يتطلب السعي الحثيث لاختصاره فالحركات البشرية لا تعمل في فراغ ففي الوقت الذي تسعى الحركات الإسلامية للبناء والإصلاح حسب قناعاتها ونظرتها فهناك مايضادها ولديه من القدرات والامكانات مايفوقها مع سرعة سهول الهدم والتدمير.

ما الحيثيات التي أفضت إلى عملية التشاور على طريق الحوار الوطني؟

ـ الذي دفع المشترك للقيام بهذا النشاط هو قناعته الكاملة أن هناك أزمة في البلد صارت كبيرة ومعقدة وهناك أيضاً عجز من النظام في حلحلة هذه الأزمات والخروج منها ، فكان لابد أن يفكر المشترك بطريقة حضارية للخروج من هذه الأزمة، ولا يدعها تستفحل وتزداد إلى القدر الذي تتجاوز عنه قدرات الجميع سلطه ومعارضه وحتى يتم الخروج من هذه الازمة بصورة صحيحة وسليمة تؤدي إلى الآثار الايجابية الكبيرة ويقل فيها الجانب السلبي إلى أضيق حدود ممكنة رأى وأنه لابد أن يشترك الجميع في هذه الجهود الإنقاذية.

من خلال رؤية وتشخيص المشترك ؟

ـ لا ، ولكنه رأي انه لابد من أن يتواصل مع الناس بمختلف شرائحهم وفئاتهم دون استثناء أحد ليضع بين أيديهم التساؤلات حول :هل توجد أزمة وطنية فعلا؟ مانوع هذه الأزمة، وما حجمها ؟ فاذا وصل مع هؤلاء الناس إلى القناعة الكاملة بوجود الأزمة والإحساس الكامل بها والإحساس الكامل بضرورة الخروج منها طرح التساؤل الثاني : ماهي أسباب هذه الأزمة ، ماوراء هذه الأزمة ، ما ابعاد هذه الأزمة القريبة البعيدة، ثم آثارها على الوطن حالا ومستقبلا ثم ينتقل إلى مرحلة أخرى ، وهي كيفية الخروج من هذه الأزمة ، فالمشترك جعل هذه العملية من بدايتها وحتى النهاية شراكه مع الجميع وأن تكون هذه العملية ، ابتداء وانتهاء حلاً للإشكال وليس دخولا في إشكالات وأزمات جديدة .

وما هو البعد الفلسفي والسياسي لعملية التشاور؟

ـ البعد الفلسفي والسياسي والفكري والعملي أن الوطن بآلامه وآماله مسئولية الجميع وأن المشكلة تكمن في محاولة إقصاء الآخرين عن المشاركة في هذه الآمال والآلام ، وهي التي مافتئت تجعل الأمة ما إن تخرج من أزمة حتى تدخل في أخرى .

يعني إعادة اعتبار لحق المواطن في صناعة القرار؟

ـ إعادة اعتبار لحق الجميع في المشاركة في هذا الوطن غنماً وغرماً.

ثمة من يرى أن عملية التشاور تدخل في إطار البلاغ المبين وتهيئة المناخ الملائم أمام الناس لترجيح ميزان الحق ماتعليقكم؟

ـ نعم ، التشاور يأتي انسجاماً مع هذا المعنى وأن المشكلة في فقدان الوعي وأن الحل في وجود هذا الوعي وهذا يتوافق مع منهج القرآن الكريم في عملية الإصلاح والتغيير.

من ينشد التغيير لا يكتفي بالمقاعد الخلفية .. أين الإصلاح من هذا المبدأ؟

- المنهج الإسلامي يفرض على معتنقيه وحامله الحضور الفاعل والإيجابي في أوسط المجتمع باعتباره الميدان الواسع لتحقيق العبودية لله ومن ثم اكتساب الخيرية التي عناها قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).

ولا معنى لوجود حركة إسلامية تنكفئ على نفسها وتدور حول ذاتها أو تحصر نفسها وفعلها على ثلة من النخب الفكرية والاجتماعية.

ولعل من أسباب ضعف الأمة وتخلفها أن اكتفى الكثير من العلماء وأهل الفكر إما بتأليف الكتب وأغلبه إعادة الانتاج أو العيش مع أقرانهم يتحاورون ويتناقشون والكثرة الكاثرة من الأمة في جهل وسبات عميق يتسلط على رقابها المستبدون والتافهون والفاسدون من أبنائها، وما صحة أن الإصلاح كأي حركة أو حزب لم يكن ليتكون ويتأسس إلا من أجل العمل على تغيير وإصلاح حال الأمة وهل يمكن أن يصل إلى هذه الغاية والهدف دون أن يلتحم بين الناس بمختلف فئاتهم وشرائحهم أفراداً وجماعات في المدن والأرياف في السهول والجبال حيثما يحل مواطن ينبغي التواصل معه والارتباط به.

ونجاحه يتحقق حين يكون المجتمع بالنسبة له كالبحر للسمك.

ومن أهم الاتصال والتواصل مع المجتمع وسائل الإعلام المختلفة فتأثيرها واسع وسريع وخاصة تلك التي تجمع بين الصوت والصورة والكتابة “التلفاز” وهو أمر لا يغيب على الإصلاح قيادة وقواعد مازال يسعي في سبيل توفر أكبر عدد ممكن من الوسائل الإسلامية التي تبشر وتنشر فكره وبرامجه.

ومن باب التذكير فإن المسئولية تقع على الجميع وعجز وتقصير طرف لا يخلي مسئولية أحد .. ومن واجب القادر على إيجاد وسيلة إعلامية تخدم الأمة بطريقة صحيحة وسليمة وتساهم في التغيير والإصلاح والمبادرة وعدم الانتظار بل في أحيان كثيرة وخصوصاً الوسائل الإعلامية أن يحقق الفرد أو المجموعة المحدودة ما يعجز عنه الحزب سرعة وقوة ووضوحاً والحكمة السائرة “يسع الفرد ما لا يسع المجموع”.

وأخيراً اتقان ماهو موجود وتطويره وتحسينه من أولى الواجبات وقد يعطي الكثير بالكيف مايعجز عنه الكم.

والاتصال الفردي هو الوسيلة الفاعلة الممكنة والتي يطيقها الجميع.

التنشئة السوية للأفراد تعد من أنجع وسائل التغيير لكن المشكله أن البعض حول التربية من وسيلة إعداد الفرد للقيام بواجب الاستخلاف إلى أداة للتحكم والسيطرة؟

- أي تربية في أهدافها ومناهجها ووسائلها ترتكز على فلسفة ما، وبالتالي فالحكم نوع تلك التربية وحقيقتها يرجع إلى بعض خلفها من أسس ومبادئ وقيم ومنطلقات.

التربية التي مرجعتيها الإسٍلام أهم ماتقوم عليه التحرير الكامل للإنسان من ذاته (أهواءه ونزواته) ومحيطه (الأشياء والأشخاص) وذلك بتعبيده لله وحده وانفكاكه عما سواه.

(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) والبينة (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) .. فمخرجات التربية وفق المنهج الإسلامي تعد وتهيئ الإنسان المسلم ليكون إنساناً صالحاً.

ومختلف دوائر تواصله وارتباطاته

ولن يصل إلى هذا الشخصية السوية إلا من خلال مدخلات صحيحة وسليمة فالمقدمات الصحيحة تكون نتائجها كذلك.

إما إذا كانت التربية وسيلة للتحكم والسيطرة فيعني وجود خلل إما في المنهج والوسائل أو في القائمين على التربية وهم: العنصر الأساسي والمحور في عملية التربية.

أي هذه العناصر برأيكم أكثر تسببا في وجود هذا الخلل ؟

- الحاصل في كثير من الحالات أن الخلل يرجع إلى المربين فيعكسون علاقاتهم الإدارية والتربوية طبائعهم ونفسياتهم التي تنشأ عليها في أسرهم ومجتمعهم والذي تسود فيها ثقافات وعادات وتقاليد قامت الدعوات وحركات الإصلاح ضداً على الكثير منها.

وبالمقابل فهناك من المتلقين للتربية من تنشأ على التسلط والهيمنة لايظل متطلبات وضريبة العمل المؤسسي والجماعي والتنظيمي ويعد التوجهات والتعليمات أداة للتحكم والسيطرة مادرى أن الإنسان الحر يقدر الالتزام والنظام والوفاء بالعقود والعهود والحرية الحقيقية تثمر الإحساس العالمي بالمسئولية ومتطلباتها.

المهم هذه تشوهات تعطي حقها دون زيادة أو نقصان من الدراسة والتشخيص والمعالجات ولا تكون سبباً للتمزقات والتصدعات إلا إذا صارت هي الحالة الغالبة أنه فعند ذلك تفقد المؤسسة صلاحيتها وبالتالي يتم الصيانة أو إعادة الصياغة لها من جديد.

(إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه ودنيا مؤثرة فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أو العوام) أو كمال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا أليس موجود في الإصلاح ؟

ـ أولا موضوع السيطرة والتحكم أحيانا الإنسان يطلقها ولا تعبر عن واقع ،، بل قد تكون انعكاساً لقناعات خاطئة لديه ومن حيث المبدأ.

تحويله التربية إلى وسيلة للتحكم هذا عمل يتنافى تمام التنافي مع أي فكرة تريد التغير الحقيقي والصحيح والسليم في ذاتها ومحيطها ،، يتنافي تماما مع أهدافها ومناهجها والأسس والمنطلقات التي قامت على أساسها إذ أن أهم شيء تسعى إليه هذه الحركات التغييرية والإصلاحية هو تحرير نفسها وأفرادها من الاستبداد والهيمنة من الخضوع والخنوع الذي يتنافي مع الفطرة الإنسانية ومع متطلبات الفعل والمشاركة ومتطلبات الحياة السوية . فإن أوجد فهو خلل كبير ،، وأن ننفى اللازم،، ولا يعني مجرد تبني الإصلاح للفكر الإصلاحي ووسائل التربية الإصلاحية قد تحرر من كل السلبيات ومن كل الضعف والنقص ،، لا هناك ضعف وهناك نقص وهناك نتوءات واختلالات ، ولكن المهم في الأمر أن يظل الإصلاح يراقب هذه الاختلالات ويراجعها ولا يهرب منها أو يبررها أو يعتبر أن وجودها يشكل عيبا ونقصا يضعف قيمته عند أنصاره ومحيطه . والذي يظهر في الجانب العملي أن هناك مراجعات مستمرة في الإصلاح لكل الظواهر السلبية التي قد تبدو أحياناً من هنا أو هناك أو التي يلاحظها البعض من داخله أو خارجه .

يعني الأخطاء لاتقلل من قيمة الفرد والجماعة أن جاءت في إطار الممارسة، لإنتاج منطلقات فكرية وتربوية؟

ـ هذا ما اعتقده، وإذا وجد العكس فهذا أمر مرفوض مطلقا يعني أن يوجد الخطأ هذا أمر طبيعي ، أما أن يتواطأ الناس ويقبلون هذا الخطأ هذا ويتعايشون معه فهذا أمر مرفوض.

أوضحت أن الإصلاح يقوم بعمليات مراجعة .. أين نتائج هذا المراجعات؟

ـ كثير من المراجعات التي يقوم الإصلاح أساسا هي داخلية لا ينشرها في وسائل الإعلام ، لكنها مراجعات تتم دورية عبر التقارير ، والمحطات المختلفة وبالذات قبل وبعد الانتخابات .

مستقبل العمل الإسلامي وحركات الممانعة؟

- أستشعر أن مستقبل العمل الإسلامي يكون بقراءة حاضرة حيث يتجلى هذا المستقبل في رحم الحاضر والراهن، وهو عمل فكري وعلمي بمراكز البحث والدراسات يقوم بتناوله مجموعات واسعة من أصحاب العقول العلمية الكبيرة ومن مختلف التخصصات وأي حديث خارج هذا المسلك هو أقرب إلى التخرصات وفي أحسن الظروف إلى الانطباعات، ومن هذه الزاوية يمكن القول إن مستقبل العمل الإسلامي بينه وبين التمكين لمشروعه زمناً ليس بالقصير وذلك يعود للإعاقات الذاتية بالدرجة الأولى من الشرذمة والتآكل والارتهان للأبعاد المذهبية والطائفية وغيرها، ثم للاختلال الكبير والهائل لميزان القوى المضادة لمشروعه على مختلف الدوائر “المحلية والدولية”.

وذكر حركات الممانعة في السؤال يدل أن العمل الإسلامي لم يبارح موقع الدفاع ورد الفعل.

وكما يقال إن التعميم ظالم فهناك حركات إسلامية استطاعت أن تصل في مشروعها إلى مرحلة الظهور والاقتراب من التمكين، فضلاً أن التعامل مع الإسلام والعاملين له صار قدراً لابد من القبول به بصورة أو بأخرى سواء في البلاد الإسلامية أو خارجها.

كيف يمكن للعاملين في الحقل الاسلامي تجاوز هذه التحديات وتحسين الاداء؟

- لكي تتحسن الصورة ويرتفع منسوب الأمل لدى العاملين الإسلامي يجدر بهم القيام بمراجعات جادة وشاملة لأهدافهم ومناهجهم ووسائلهم والابتعاد عن إلقاء قصورهم وتقصيرهم على خصومهم وأعداءهم والذي كثيراً ما يجعلهم لايعالجون الأسباب الحقيقية وراء الاخفاقات والانتكاسات الحاصلة لهم بالرغم من الفرص الكبيرة في أكثر من موقع وبلد التي أتيحت لهم وما زالت، وهو سلوك يبتعد عما أكد عليه القرآن الكريم في حديثه عما وقع للمسلمين من هزيمة في معركة “أحد” حين تساءلوا لم الهزيمة وهم مسلمون وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الرد الحاسم والقاطع، في أن النصر له سنته وقوانينه، وكذا الهزيمة وليست المسألة ... إسلام وكفر فقال: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم).


كلمه أخيره ؟

ـ على أعضاء الإصلاح أن يدركوا أن وجودهم ومصلحتهم وسعادتهم واستقرارهم وأمنهم في استقرار المجتمع وأمنه وحرياته وكرامته وسعادته وبالجملة يكون مع الناس وللناس
المصدر : موقع الصحوة نت .
أضافة تعليق