مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
هنية: الحوار الوطني وسيلة للإنقاذ وليس مجرد تكتيك
هنية: الحوار الوطني وسيلة للإنقاذ وليس مجرد تكتيك سياسي وأولويتنا تحقيق المصالحة
[ 26/02/2009 - 11:18 ص ]

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام



أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية الشرعية، أن الحوار الوطني هو وسيلة للإنقاذ الوطني وليس مجرد تكتيك سياسي، مشددًا على أن الأولوية عند الحكومة وحركة ’’حماس’’ هي ’’تحقيق مصالحة وطنية حقيقية’’.

وحدد هنية في مقابلة خاصة مع ’’المركز الفلسطيني للإعلام’’ قبيل انطلاق الحوار الفلسطيني بشكل رسمي اليوم الخميس (26/2)، ستة أهداف أساسية للحوار الذي تسعى إليه حركة ’’حماس’’، قائلاً: ’’إن الحوار يشكل جسرًا نحو التمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية؛ ويحفظ لشعبنا كرامته وصموده وتضحياته؛ ويحقق له مرجعية سياسية عليا عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية جديدة؛ ويحقق له حكومة فلسطينية وطنية غير مرتهنة للضغوط والشروط الخارجية، ويعيد لهم بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بعيدًا عن المحاصصة أو التعاون الأمني مع الاحتلال، ويحفظ للشعب الفلسطيني حقه في المقاومة’’.

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، أن اتفاق القاهرة، ووثيقة الوفاق الوطني، واتفاق مكة، والعمل الطويل المشترك في إطار لجنة المتابعة العليا للانتفاضة في القطاع، وهيئة التنسيق بين الفصائل في الضفة؛ تمثل أرضية صلبة لإنجاح الحوار.

وأشار هنية إلى أن الأولوية بعد معركة ’’الفرقان’’ في هذه المرحلة، هي توفير الإغاثة العاجلة وهي عملية مستمرة، ورفع الحصار والاعمار، مشددًا على ضرورة عدم تسييس هذه القضية أو إخضاعها للابتزاز أو الاستحواذ.

ورفع هنية شعار ’’شركاء في الصمود شركاء في الإعمار’’، مؤكدًا ضرورة إنجاز عمليات الإغاثة والاعمار في أسرع وقت من أجل إنهاء معاناة أهلنا الذين تضرروا من العدوان الصهيوني.


وحول العلاقة مع جمهورية مصر العربية، شدد على أنها خيار استراتيجي وليس مصلحة طارئة، مؤكدًا أن ’’حماس’’ التزمت بخطوات ثابتة في مسار هذه العلاقة من خلال حماية الأمن القومي المصري وعدم التدخل في الشأن الداخلي والحفاظ على المسافة المطلوبة للاختلاف السياسي.

ورأى أن التردد والمزايدات الحزبية الصهيونية؛ هي التي تعيق إنجاز اتفاق التهدئة، لافتًا إلى تراجع الاحتلال عن التفاهم الذي توصلت له حركة ’’حماس’’ والفصائل الفلسطينية مع القيادة المصرية.

ودعا هنية إلى استمرار الهبة الجماهيرية غير المسبوقة التي شملت العالمين العربي والإسلامي ومختلف أنحاء العالم، تعاطفًا مع الشعب الفلسطيني، والتي برزت خلال ’’معركة بدر غزة’’، مشددًا على أن هذه المعركة أعادت للقضية الفلسطينية مكانتها الطبيعية، وأصبحت وعاء استراتيجيًّا لنهضة الأمة.

وبخصوص تطورات صفقة التهدئة والأسرى قال هنية: ’’إننا ندور مع مصلحة شعبنا ونمضي حيث يمكن تحقيق هذه المصلحة’’، مشيرًا إلى تراجع الاحتلال عن تفاهم محدد مع القيادة المصرية بشأن التهدئة وسقفها ومطالبها وآلياتها.

وعزا هنية هذا التراجع إلى المزايدات بين الأحزاب الصهيونية ومحاولة التغطية على الفشل في غزة.

ورأى أن نتائج الانتخابات الصهيونية سوف يترتب عليها المزيد من التعقيدات في دولة الاحتلال، بما في ذلك المزيد من حالة الاضطراب في صنع واتخاذ القرار السياسي داخل الكيان، مؤكدًا أن هذه النتائج أظهرت فشل من قادوا الحرب على غزة وأصبحوا صرعى لها.

وأكد أن صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقه سيكلف قادة الاحتلال أحلامهم السياسية، رادًّا على كل من يتخوف من قدوم اليمين الصهيوني بقول الله تعالى: ’’إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ’’.

وفيما يلي نص المقابلة:

الحوار وفرص النجاح

* مع بدء الحوارات واللقاءات الثنائية مع حركة ’’فتح’’ تمهيدًا لانطلاق الحوار الشامل، ما يزال البعض يتساءل ويتشكك في جدية الأطراف المختلفة وقناعتها بهذا الحوار وما يمكن أن ينتج عنه؟

بداية نعتبر الانقسام الفلسطيني بغض النظر عن ظروفه وملابساته ظاهرة غير طبيعية، لابد من العمل بجدية للخروج منها، ونرى أن الحوار هو السبيل إلى ذلك، بغرض إحياء مبدأ الشراكة الوطنية في العمل السياسي، وبحسب القواعد الدستورية والأعراف السياسية، خاصة أننا في مرحلة السعي للتحرر من الاحتلال، ولذلك نحن نضع الصالح العام للقضية الفلسطينية في مقدمة الأولوليات وخاصة وحدة الضفة وغزة وتقديمها على المصالح المحددة، خاصة في حال التعارض بينهما.



* لكن ما هو شكل الحوار المطلوب والذي يمكن أن يُبنى عليه ويفضي إلى نتائج؟

نحن نسعى إلى حوار وطني جاد ومخلص ومعمق؛ يشكل جسرًا نحو التمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية؛ ويحفظ لشعبنا كرامته وصموده وتضحياته؛ ويحقق له مرجعية سياسية عليا عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية جديدة، ويحقق حكومة فلسطينية وطنية غير مرتهنة للضغوط والشروط الخارجية، ويعيد بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بعيدًا عن المحاصصة أو التعاون الأمني مع الاحتلال، ويحفظ للشعب الفلسطيني حقه في المقاومة.



مصالحة لمجابهة استحقاقات المرحلة

* هناك من يستغرب كيف أن بعض الأطراف التي كانت ترفض الحوار باتت تنادي به بشدة، هل من تفسير لديكم؟

بعيدًا عن الدخول في تفسير ودوافع الأطراف الأخرى من وراء هذا الحوار، خاصة بعد الصمود الأسطوري لشعبنا وحكومتنا وحركتنا في القطاع، فإن الأولوية عندنا هي تحقيق مصالحة وطنية حقيقية على سياسية جامعة وواضحة تعيد للفلسطينيين وحدتهم، وتمكنهم من مواجهة استحقاقات المرحلة القادمة برؤية وبرنامج سياسي مشترك يعبر عن الكل الفلسطيني، بعيدًا عن التهميش والإقصاء، على طريق التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.



إذاً هل تعتقدون أنه بالإمكان الوصول لشيء من وراء هذا الحوار؟ وما الأرضية التي يمكن الاعتماد عليها؟

نذكِّر أننا نملك موروثًا من الأدبيات والوثائق ما يساعدنا على الوصول إلى تطلعات شعبنا من هذا الحوار، فاتفاق القاهرة، ووثيقة الوفاق الوطني، واتفاق مكة، والعمل الطويل المشترك في إطار لجنة المتابعة العليا للانتفاضة في القطاع، وهيئة التنسيق الفصائلي في الضفة، كل ذلك يمثل أرضية صلبة لإنجاح الحوار.

ومن المهم أن نذكر بأن تهيئة المناخ واجب لانطلاق الحوار قويًّا وفاعلاَ بما يقتضي خطوات واضحة وملموسة لإغلاق ملف الاعتقال السياسي، ووقف الحملات الأمنية، وإعادة فتح المؤسسات المغلقة، والإيمان بالشراكة في القرار السياسي والأمني.



ارتياح وتخوف

* ولكن حدثت في الأيام الماضية تفاهمات على وقف الحملات الإعلامية وإطلاق سراح المعتقلين لم يتم الالتزام الكامل بها؟

استقبلنا في الحكومة بارتياح التفاهمات التي جرت بين قيادة الحركتين -التي أعلن عنها قبل عدة أيام، وليس الاتفاق الجديد الذي أًعلن عنه في وقت متأخر مساء الأربعاء (25-2)- والتي ارتكزت على وقف الحملات الإعلامية والأمنية، وإنهاء ملف الاعتقال السياسي، والتزامًا من الحكومة بهذه التفاهمات وحرصًا منها على خدمة الأجواء المناسبة، اتخذت جملة من الإجراءات على هذا الصعيد، لكن المراقبين لم يروا أي مؤشرات من قبل رام الله على الالتزام بالاتفاق، حيث لم تتراجع مفردات الخطاب التوتيري واستحضار القضايا المفبركة، ولم يتم الإفراج عن المعتقلين، بل بالعكس الإجراءات على الأرض أخذت منحى التصعيد، والمعلومات التي تصل من الضفة لا تبشر بخير حتى فيما يتعلق بأساليب التعذيب.



هناك من يقول أن غزة لا تخلوا من انتهاكات مماثلة؟

عندنا قد تقع أخطاء وتجاوزات ولا أحد معصوم من الخطأ، ولكننا نحاسب ونراجع ونضع الضوابط، ولا نجعل من السلوك الفردي نهجًا وسلوكًا عامًّا، ولكنني أخشى أن هناك من يضع العصي في دواليب الحوار.

إنني أدرك أن ما بيننا مصانع الحداد، وأن طريق الحوار ليست مفروشة بالورود، وسوف تتعرض لكثير من العقبات والمنغصات، ولكن في الوقت ذاته أؤكد بأن الحوار مصلحة وطنية عليا ومبدأ جوهري في العمل السياسي، لذلك لا بد من السعي له، والعمل على إنجاحه على النحو الذي ينجز أهدافه الوطنية، ولا يكون وسيلة لتغليب مصلحة غير وطنية أو مصلحة طرف فلسطيني على حساب طرف آخر.



الأولويات في هذه المرحلة: الإغاثة ورفع الحصار والاعمار

* على صعيد الوضع في غزة بعد العدوان الصهيوني الأخير، ما الأولويات الحالية؟

إن أحد أهم عوامل النصر الذي تحقق خلال معركة ’’الفرقان’’ هو هذه اللحمة الرائعة التي تجلت أجمل صورها بين المقاومة والشعب، وهذا الالتفاف الجماهيري حول برنامج الصمود والتمسك بالثوابت، وقد فشل العدوان في إحداث شرخ بين الشعب والحكومة والمقاومة، ومن هنا فإن سياستنا اليوم تسعى أكثر من أي وقت مضى إلى الالتحام بالجماهير والوفاء لصمود الشعب وتضحياته، ووضعنا في سبيل ذلك الأولويات التالية:

1- الإغاثة العاجلة وتقديم العون السريع لأهلنا المتضررين وأصحاب البيوت وعوائل الشهداء والجرحى والعمال والمزارعين والصيادين وأصحاب المصانع الوطنية وغير ذلك.

2- العمل من أجل فتح المعابر ورفع الحصار والعمل على أكثر من صعيد سياسي ودبلوماسي وإعلامي وجماهيري من أجل تحقيق ذلك.

3- إعادة الإعمار: وقدمنا صيغًا عديدة للشروع في هذا الأمر بما في ذلك الموافقة على تشكيل لجنة برلمانية، وبإضافة بعض الإخوة المستقلين حتى تتولى هذه اللجنة الإشراف على مشروع إعادة الإعمار، ونحن بذلك نؤكد على عدم تسييس هذه القضية أو إخضاعها للابتزاز أو الاستحواذ، فالإجراء العاجل هو إيواء الأهل وتضميد جراحهم وإسكانهم وهم الذين واجهوا أشرس حرب خاضها شعبنا منذ احتلال فلسطين، لذلك نحن نرفع شعار (شركاء في الصمود، شركاء في الإعمار)، وإننا حريصون كل الحرص ومصرون بقوة وفي أسرع وقت ممكن على انجاز عمليات الإغاثة والاعمار، وقلنا مرارًا لسنا حريصين على تسلم الأموال بقدر ما نحن حريصون على البدء في إنهاء معاناة أهلنا الذين تضرروا من العدوان الصهيوني، وأريد أن أطمئن هؤلاء بأننا لن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاههم.



التهدئة وصفقة التبادل

* ماذا عن مصير صفقة التهدئة من جهة، وصفقة ’’شاليط’’ من جهة أخرى، بعد التراجع الصهيوني؟

إننا ندور مع مصلحة شعبنا، ونمضي حيث يمكن تحقيق هذه المصلحة، والتهدئة لم تكن خطوة جديدة، بل إنها خطوة أقدمت عليها الفصائل الفلسطينية أكثر من مرة وبأكثر من طريقة منذ بداية انتفاضة الأقصى، وبناء على ذلك سارت الفصائل وبعد انتهاء العدوان في هذا الاتجاه تمشيًا مع التحرك المصري من ناحية، ومن أجل حماية شعبنا ووقف العدوان وفتح المعابر وإنهاء الحصار من ناحية ثانية، ويمكن القول أن الحركة والفصائل الفلسطينية تمكنت من التوصل إلى تفاهم محدد مع القيادة المصرية بشأن التهدئة وسقفها ومطالبها وآلياتها، ولكن هذا الاتفاق لم ير النور بسبب التراجع ’’الإسرائيلي’’ والدفع مجددًا بملف الجندي ’’شاليط’’ على خط التهدئة.



* برأيكم لماذا تراجع الاحتلال عن هذا الاتفاق؟

يبدو أن الاحتلال يسعى إلى التغطية على فشله في العدوان على غزة من خلال انتزاع تهدئة وفق الرؤية ’’الإسرائيلية’’، الأمر الذي لم يقبله شعبنا، بل أصر على التمسك بالمطالب الفلسطينية المذكورة، بما في ذلك عدم الخلط بين التهدئة و’’شاليط’’.

ونرى أن شعبنا أكثر حرصًا من الاحتلال على انجاز صفقة التبادل وذلك في حال تمت الاستجابة لمطالب المقاومة والشعب الفلسطيني، وأن التردد والمزايدات الحزبية ’’الإسرائيلية’’ هي التي تعيق إنجاز هذه الصفقة.

العلاقة مع مصر: خيار استراتيجي وليس مصلحة طارئة

* علاقتكم مع مصر دائمًا موضع تساؤل، وبعض الأطراف تحاول أن تؤجج نار الاختلافات التي تحدث بين الحين والآخر لدرجة تصوير أن حركة ’’حماس’’ تشكل تهديدًا للأمن القومي المصري؟

العلاقات مع الدول إما أن تكون ’’تكتيكية’’ أو ’’إستراتيجية’’، والعلاقة بين الشعب الفلسطيني ومصر الشقيقة من النوع الثاني لهذه العلاقة، بمعنى أن البعد الجغرافي والتاريخ والعقائدي لا يسمح بوضع هذه العلاقة في منطقة الرمال المتحركة، وبكل وضوح فنحن نؤكد بأن الاختلافات أو الانتقادات أو العتب الذي يظهره شعبنا أحيانا هو منصب على السياسات وليس على عمق العلاقة.

ونحن نؤكد أن ’’حماس’’ التزمت بخطوات ثابتة في مسار هذه العلاقة من خلال حماية الأمن القومي المصري، وعدم التدخل في الشأن الداخلي، والحفاظ على المسافة المطلوبة للاختلاف السياسي، ولم تشأ الحركة أن تجعل من التباين بين الرؤية السياسية والنظر لطبيعة الصراع مع الاحتلال نقاط تفجير في هذه العلاقة، بل استمرت هذه العلاقة منذ بداية التسعينيات وحتى وقتنا الحاضر على أساس الاحترام المتبادل، ونحن نعرف أن هناك من يرفع راية التخويف منا، لكن الذي يعمل على التهويل بشأن خطر الحركة على أشقائها العرب هو شخص إما جاهل بأفكار الحركة وسياساتها في الفضاء العربي، أو شخص ينسى التاريخ أو يسعى لإبقاء الحصار السياسي والاقتصادي يطوق شعبنا في القطاع.


* هناك من يثير ويطرح مخاوف من لجوء وهجرة إلى سيناء؟

إن شعبنا متجذر في أرضه ولن يفارقها، لا إلى سيناء ولا إلى غيرها، بل الذين كانوا خارج القطاع عادوا إليه في أتون الحرب والعدوان، ونحن أساسًا نرفض التنازل عن حق العودة، فكيف نسوغ أو نمهد لهجرة جديدة.



* وماذا عن مطلبكم المستمر بفتح معبر رفح؟

نعتقد أن الأشقاء في مصر بحكم الثقل العربي والإقليمي قادرون على اتخاذ قرارات متقدمة بشأن فتح معبر رفح، ليس فقط لأغراض إنسانية بل وفي سياق سياسي وسيادي.

البعض في الوسط الفلسطيني يقول أننا نرى الحل السحري في فتح معبر رفح من أجل تكريس الانفصال، وهذا تجنٍّ علينا وعلى شعبنا المحاصر، ويكفي النظر إلى كيفية عرضنا للصيغة الانتقالية لفتح معبر رفح، والتي تؤمن مشاركة الجميع إلى حين تشكيل حكومة وحدة وطنية ليتسنى لها الإشراف الكامل على المعبر.



زيارات الوفود للقطاع

* كيف تنظرون وتقيِّمون الزيارات التي تقوم بها الوفود المختلفة إلى قطاع غزة؟

ننظر باحترام إلى كل الزيارات التي تمت للقطاع، ونقدر عاليًا كل الذين وقفوا مع شعبنا وقدموا إلى القطاع أثناء العدوان وبعده، وننظر بارتياح لزيارة الوفود الرسمية والبرلمانية العربية والأجنبية بما في ذلك لجان تقصي الحقائق وجمع المعلومات بشأن جرائم الحرب التي ارتكبها العدو، ولا شك أن صمود شعبنا الأسطوري فرض احترامه على كافة الأطراف، ولكن المواطن في القطاع يود أن يرى نتائج عملية لهذه الزيارات على صعيد إعادة الأعمار وفتح المعابر وتحريك القضايا لمحاكمة قادة الاحتلال، ويود أن يرى استثمار هذا الصمود في اتجاه إنهاء المعاناة الإنسانية والسياسية التي تطوق الأرض والإنسان.



* لكن بعض هذه الوفود لم تتعامل مع حكومتكم الشرعية؟

صحيح أن بعض الوفود الأمريكية والأوربية لم تتعامل مع المكون الشرعي (الحكومة والمجلس التشريعي)، غير أن ذلك لا يؤثر على هذه الشرعية، فضلاً عن أن هذه الزيارات من هذه الدول تمثل بحد ذاتها تغيرًا في المواقف، وربما بداية عودة إلى التوازن السياسي المفقود.



معركة ’’الفرقان’’

* كيف تابعتم الحراك العربي والإسلامي إبان معركة ’’الفرقان’’؟

إن الهبة الجماهيرية غير المسبوقة التي شملت العالمين العربي والإسلامي ومختلف أنحاء العالم تعاطفًا مع شعبنا في معركة بدر غزة، قد أعادت للقضية الفلسطينية مكانتها الطبيعية، وأكدت وجود جبهة شعبية متماسكة ومؤيدة للحق ورافضة للظلم والعدوان، إلى جانب تمجيدها للبطولة والصمود الذين تجليا في أهلنا في القطاع.

ونحن نتأمل ألا تخبوا هذه الهبة، خاصة أن الحصار ما زال يضرب أطنابه، والعدو يلوح مجددًا بالعدوان، والأمر الأخطر من هذا كله ما تتعرض له القدس وسكانها من تهديد وتهجير؛ لذلك ندعو إلى تعميق وتطوير الأداء الشعبي، وتجيير الجهود وتنسيق العمل في إطار بناء إستراتيجي، كأحد وجوه استثمار النصر في غزة والحفاظ على همة شعوبنا العربية والإسلامية.



الانتخابات الصهيونية: اضطراب سياسي

* إلى أين تسير الأمور داخل الكيان الصهيوني بعد فوز اليمين المتطرف في الانتخابات؟

نعتقد أن نتائج الانتخابات الصهيونية سوف يترتب عليها المزيد من التعقيدات في دولة الاحتلال، بما في ذلك المزيد من حالة الاضطراب واللا يقين في صنع القرار السياسي داخل الكيان واتخاذه.

وبكلمات أخرى فإن الانتخابات المبكرة لم تسفر عن تقديم أي حل للأزمة السياسية التي أدت إليها، وإنما أضافت المزيد من التعقيدات الجديدة.

ونرى في الوقت ذاته أن الذين قادوا الحرب على غزة لأغراض انتخابية، فشلوا في تحقيق ذلك سواء كان حزب ’’العمل’’ أو حزب ’’كاديما’’، وبالتالي هم صرعى الحرب على غزة، وهذا مؤشر إلى أن صمود شعبنا وتمسكنا بحقنا وتجذرنا سيكلف قادة الاحتلال أحلامهم السياسية.

البعض يتخوف من اليمين القادم، ونحن نردد قول الله عز وجل: ’’إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ’’.
*المركز الفلسطيني للإعلام
أضافة تعليق