مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
حوار الوفاق مع الداعية الدكتور محمد العبده
نص حوار الوفاق مع الداعية الدكتور محمد العبده
نص حوار الوفاق مع الداعية الإسلامي الدكتور : محمد بن سليمان العبده
خاص بالوفاق: حاوره مدير الموقع :

في ربوة ذات قرار ومعين وفي الأرخبيل الأسيوي من إندونيسيا، وفي رحلة من رحلاته الدعوية التقينا، جمعتنا معه الأقدار، طالما قرأنا لقلمه السيال كثيرا،بانفتاحه المنضبط وأصالته الملتزمة وفهمه الدقيق للواقع ، ورغم ضيق وقته وازدحام برامجه وقبيل سفره بدقائق منحنا فرصة للحوار.
قضايا مختلفة وساخنة و صريحه طرحها في هذا الحوار، سلطت فيه الأضواء على الاستبداد الجاثم على أرضه ووطنه، وعلى مستقبل الحكومات السنية والامتداد الشيعي والقضية الفلسطينية ومقاومتها، وحوار الأديان كان له حظ، وماذا بعد الجماعات الإسلامية، وأمور أخرى تجدها في ثنايا هذا الحوار الجريء، نرحب بك أخي القارئ ومع الحوار.
الوفاق:دكتور نرحب بك أجمل ترحيب ومن فضلكم نبذة عن المحطات الرئيسة في حياتكم العامرة.
البطاقة الشخصية:
المحطة الأولى : من مواليد دمشق تخرجت من جامعة دمشق، كلية الشريعة والقانون 1965م.
المحطة الثانية : عملت بعدها في المملكة العربية السعودية في المعاهد الدينية فترة طويلة في التدريس.
المحطة الثالثة: انتقلت بعدها إلى سوريا بغية العمل التوعوي والدعوي .
المحطة الرابعة: عملت رئيساً لتحرير مجلة البيان سابقا
المحطة الخامسة : متفرغ للدعوة التأليف.
- حصلت على الماجستير في التاريخ من القاهرة ثم الدكتوراه من بريطانيا في التاريخ.
- لي مؤلفات قديمة في الفرق الصوفية والمعتزلة، ومؤلفات تاريخية منها: حركة النفس الذكية، وتعليقات على مقدمة ابن خلدون، ومؤلفات دعوية مثل: خواطر في الدعوة، وتأملات في الفكر والدعوة، ومؤلفات تاريخية مثل: وذكِّرهم بأيَّام الله، وفي السيرة النبوية أيضاً تعليقات على بعض الأحداث في السيرة النبوية ومؤلفات أخرى..
-الوفاق : مرحبا بكم شيخنا في هذا اللقاء .
ثورة الشباب والخروج من سوريا
- الوفاق :ممكن تتفضلوا بالإشارة إلى الظروف التي منعتكم من البقاء في سوريا ؟
- الدكتور : كان هناك ثورة أو حركة شباب ضد النظام بدأت عام 78/79 ووصلت إلى -80-81م، في هذه الفترة كنت هناك وما كان عندي أمل في نجاح الثورة لأسباب كثيرة لا يسع المجال لتفصيلها، وبدأ الوضع يشتد سوءا وكثرت الاعتقالات، وكان الشخص يؤخذ بتهمة التّديُّن أو بسبب قرابته لأحد أو لصلته به، ولم يبق لديّ أمل في أن يتغير الوضع فالظلم والاستبداد بلغ الذروة .
- الوفاق : ما هو الطابع العام للثورة سياسي أم ديني ؟ ولم لم تنجحْ ؟
- الدكتور: الطابع العام طابع ديني إسلامي، ولكنها ليست مؤهلة فعلا لإسقاط مثل هذا النظام؛ نظام قوي متمكن، مدعوم من الغرب ومن كل أعداء الإسلام، وهم قلّة بالنسبة للنظام، فالدافع ديني لاشك، والشباب كانوا متحمسين جدا، وبالمناسبة أنا ما رأيت مثل هؤلاء الشباب؛ كانوا من أروع الشباب أخلاقا وشجاعة وعلما أيضا، نوعية كانت جيدة جدا كان لهم تربية ممتازة، ثم قتل البعض وبقي البعض الآخر في السجون فللأسف خسرتهم سوريا .
وكان هؤلاء الشباب من طلائع الإخوان المسلمين ولكن قيادتهم آنذاك لم ترض لهم بذلك، فهم منشقون من الحركة، وكان الهدف الرئيسي منها إسقاط النظام .
- الوفاق : هل كان من الضروري حينئذ إسقاط الناظم ؟
- الدكتور:هذا هو هدفهم، النظام كان - ولم يزل - نظاما سيئا، النظام نظام خبيث جدا، نظام بشع وفاسد، طائفي، ومما فجر الوضع أنه بدأ يستبعد كل مدرس متدين سواء مدرس علوم أو إسلاميات أو رياضيات، ونقله إلى وزارات أخرى، فمثلا مدرس الرياضيات في الثانوية يُبْعَد ويحول إلى الصحة أو إلى التموين، وهكذا كان يفعل بالمدرسين المتدينين، وبدأ النظام يعتمد على الطائفية وأصبح نظاما طائفيا، باستلام حافظ الأسد له، ليس فقط أنه نظام دكتاتوري؛ بل طائفي (معتمد على الطائفة النصيرية في سوريا ) فهذه أحد الأسباب التي فجرت الأمور.
- الوفاق : وهل مازال النظام معتمدا على الطائفية ؟
- الدكتور: نعم ازداد أكثر وخاصة بعد الثورة هذه ؛ زاد الاعتماد على الطائفية ولا يزال ، فكل الماسِكين بمفاصل الحكم مائة بالمائة وُضِعوا على أساس طائفيٍّ ، فرؤساء أقسام المخابرات ورؤساء فرق الجيش كل هؤلاء من الطائفة الحاكمة، وإن وجد وزراء من أهل السنة فهم منفذين فقط ، فلم يزل طائفي مائة بالمائة .
- الوفاق : الثورة التي ذكرتها هل هي التي أدت إلى مأساة حماة ؟
- الدكتور: في نهايتها ضُربت حماة، ضُربت حماة بعد الثورة .
- الوفاق : من الذي بدأ بالثورة ؟
- الدكتور : الذي بدأها جزء من الإخوان انفصلوا عن الإخوان ، وسموا أنفسهم الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين ، والإخوان –كهيئة - لم يكونوا في البداية راضين ، ولم يكونوا يريدون الدخول في معركة مع النظام في ذلك الوقت . فهؤلاء الشباب انشقوا عن الإخوان وسمو أنفسهم طلائع الإخوان .
لكن النظام بعد ذلك لم يفرق بين سلفيين ولا إخوان ولا تلاميذ مشايخ كلهم صاروا في السجون ، في النهاية كلهم دخلوا في الموضوع.
- الوفاق : هل نستطيع أن نقول أن تلك الحركة كانت تهوّر واندفاع من الشباب غير محمود أم كان عندهم خطة إستراتيجية ؟
- الدكتور: لم يكن عندهم خطة إستراتيجية وإنما ظنوا باجتهاداتهم البسيطة أنهم يستطيعون إسقاط الناظم ، وظنوا أيضا أن الأسد ليس دمويًّا وأنه مجرد ما يبدأ القتال قد يستقيل، وذلك لعدم معرفتهم بشخصية حافظ الأسد، فكان اجتهادهم غير صحيح، مع أنهم أبدوا من الشجاعة والبسالة شيئا عظيما حتى أن الشعب كان معجبا بهم لكن الشجاعة وحدها لا تكفي .
- الوفاق : إذاً هذه هي الظروف التي أدت إلى خروجكم من سوريا ؟
- الدكتور: نعم أصبح الوضع سيئ جدا لأنك قد تُعْتَقل في أي لحظة وبدون أي سبب.

سوريا في عهد الأسد الابن

- الوفاق : هذه الوتيرة في النظام هل خفت في ظل قيادة الأسد الابن ؟
- الدكتور:لا ،الوتيرة لم تخف ، لكن كمية التعذيب لم تكن كما كانت في زمن الأب ،أما كمية المعتقلين لا تزال . والنظام أصبح أسوأ.
- الوفاق : هل هذا الشعور عند الذين في الخارج فقط أم حتى الذين في الداخل يعانون حاليًّا مما عانيتم منه ؟
- الآن في الداخل بتهمة أنه سلفي ولو كان جالسا في بيته لم يتكلم ولم يعمل أي عمل ؛ يعاقب بالسجن ستة أشهر ، كُتُب ابن تيمية وابن القيم
ممنوعة ،فالنظام عنده تخطيط نصيري شيعي ،فعدد مكاتب المخابرات هائل جدا ،والفساد و الرشاوى تعتبر سوريا من أكثر الدول ، فقد أفسدوا ذمم الناس وأخلاقهم ، وكأن البلد ليس بلدهم ، يترك الفساد يستشري في أجهزة الدولة وأهم شيء هو مصالحهم.
سوريا أصبحت ضعيفة علميا وثقافيا، الآن حتى الأسئلة في الجامعات تباع علنا والسؤال بعشرين ألف ليرى!.خربوا التعليم والاقتصاد وماسكين البلد كعسكر، فهؤلاء لا يحبون البلد. هل يوجد أسوء نظام في العالم كهذا النظام ؟ يمنع امرأة عجوز من الخروج إلى عمان أو القاهرة لزيارة ابنها وعمرها ثمانين سنة هل يوجد بلد في العالم يفعل هذا الفعل؟ .
في إسرائيل السجناء يزارون أسبوعيا، وفي سوريا هناك سجناء منذ عشرين سنة لا يعرف أهلهم عنهم شيء ،هل هم أحياء أم أموا ت؟ وهناك سجناء منذ عام 1980م لم يزرهم أهلهم ولو لمرة واحدة لا توجد زيارة ما رأيك ؟ فلا يوجد مثيل كالنظام السوري؟
- دكتور عفوا هل يشرفكم أن تعود – معارضة الخارج- على الدبابات الأمريكية لتحل محل النظام الموجود كما حصل في مشهد العراق ؟
- الدكتور هل هذا موجود ؟! هل هناك من يقول ذلك ؟!
- -الوفاق : عفوا أنا أسأل ؟
- الدكتور :أولاً : هل المعارضة تقول ذلك ؟ إلى حد الآن المعارضة في الخارج سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية لا تقول بهذا القول ولا تفكر فيه.
ثانيا: أمريكا هل تريد إسقاط النظام ؟ لا تريد ذلك ،النظام في سوريا من الداخل قوي لكن من الخارج ضعيف جدا وهش كالتمثال تراه فتظنه قويا ولكنه ليس كذلك ،لو أرادت أمريكا إسقاط النظام سهل جدا لكنها لا تريد ،نظام صدام كانت تريد إسقاطه لأنه كان نظاما قويا ليس كنظام النصيرية ، نظام صدام كان عنده صناعة وقوة ،أما سوريا فليست كذلك ، في فترة من الفترات كانت أمريكا تضغط على النظام السوري لأنه كان يسمح للشباب السوري أن يعبر إلى العراق ،فكانت إسرائيل تضغط على أمريكا لكي لا تضغط على سوريا ، فإسرائيل تريد بقاء النظام ، لأنه نظام ضعيف .
كان السياسي الأمريكي الذي يأتي من أمريكا إلى مصر؛ كان يزور المعارض المصري أيمن نور قبل أن يزور حسني مبارك ،ومع ذلك حسني مبارك سجن أيمن نور وأمريكا لم تفعل شيئا لأيمن نور ، لماذا ؟ لأنهم غيروا رأيهم . وفي تصريحٍ لرايس ، تعتذر عن دعم الدكتاتورية سابقا وقالت هذا خطأ وقعنا فيه ،لكن بعد ذلك رأوا أنهم لو حاربوا الدكتاتورية في البلاد العربية بعد ذلك سيأتي الإسلاميون ، فنترك الدكتاتورية أفضل ، فاطمأن حسني وغيره وبقوا ،فكيف يمكن أن نقول أن المعارضة السورية تريد العودة على الدبابات الأمريكية ، وهل أمريكا تريد إسقاط النظام؟ هي لا تريد.

إيران والتشيع العربي

-الوفاق : ما تقييمكم للعلاقات السورية الإيرانية في العهدين عهد الأسد الأب والأسد الابن ؟
- الدكتور : من ناحية فتح الباب للتشييع وللإيرانيين لكي يمارسون قضية التشييع في سوريا هذا لم يكن موجودا في عهد الأسد الأب ، وكانت العلاقات جيدة جدا لم تنقطع ولم تفتر يوما من الأيام حتى في زمن الشاه أو الخميني ،ولكن لم يكن لإيران الحرية في أن تدخل بهدف التشيع بعكس الآن ،الآن يوجد حوزات في دمشق وحدها هناك خمس حوزات) الحوزة الزينبية ، الحوزة الخمينية وغيرهما ، والتبشير بمنطقة الشمال والشمال الشرقي بالأسماء والأرقام ،وقد نشر بحث ميداني اسمه : البعث الشيعي بالأرقام والأسماء ،عدد المتشيعين في سوريا وأين وبأي مكان . فهذا كله - التشيع - في زمن بشار لم يكن في عهد أبيه .
- الوفاق : كيف ترى مستقبل السنة في منطقة الشام وما حولها في ظل تعدد دول متشيعة حول الشام ؟
- الدكتور :هناك نقطتان :الأولى :الواقع الآن سيئ جدا ولست متفائلا كثيرا لأن أهل السنة ليس لهم زعامة دينية أو دنيوية تستطيع أن ترتبهم وأن تقود أهل السنة ضد هذا الخطر القادم من الشرق الإيراني الصفوي الشيعي .
- النقطة الثانية :تتعلق بالقدر الكوني أعتقد أن الشيعة غير موفقين ،مخذولين ولا يَوفَّقون في إقامة دول، بسبب نواياهم وقلوبهم الحاقدة، قد لا يتمكنون كما يخططون هم، ولكن الواقع الآن أنهم نشطين وأنهم يعملون فعلاً .
فمثلا : قضية لبنان، حزب اللاة دخل بيروت ودخل على أهل السنة في بيروت وما استطاعوا أن يقاوموا، قاوموا قليلا في طرابلس وفي سوريا فالواقع الآن واقع أليم فلا دول لأهل السنة ولا زعامات.
- الوفاق : من الملاحظ الآن أن إيران ولبنان وباكستان والعراق دول ذات زعامات شيعية ؛برأيكم هل هذا يشكل خطرا على الحكومات السنّيّة الآمنة ؟
- الدكتور : بالتأكيد طبعا، لا شك هناك خطر والقضية ليست قضية مذاهب بين شيعة وسنة مثلا ، أو نحن مع الحق وهم مع الباطل، وممكن يناقَشوا أو يتنافسون لا، قضية الشيعة ليست قضية صراع فكري أو صراع عقائدي .
-الوفاق إذاً ماذا ؟
- الدكتور :هم يقتلون إذا تمكنوا، لا يرضون أن يعيش أهل السنة ويكون هناك صراع عقائدي، لا، تعرف ماذا حصل لأهل السنة في إيران من الصفويين؟ أكرَهوا الناس بالقوة على الصفوية وإلا يقتل هم لا يرضون أن تعيش وأنت حر في عقيدتك لا،لا يرضون ،يكفرون أهل السنة ويعتبرونهم ناصبيين وأعداء، فالأمر ليس في الجانب العقائدي الفاسد فقط ، بل الحقد أيضا، وما فعلوه في العراق معروف .
- الوفاق : وأهل السنة هل سيعطونهم مجالا وسيتركونهم يمارسون شعائرهم ؟
- الدكتور: من ناحية الواقع هم عاشوا تحت دول سنية ، كيف عاشوا حتى الآن ؟ فالدولة العباسية كانت في بغداد كان هناك شيعة وطلع منهم شيوخ، وتقرأ في القرن الرابع الهجري والقرن الخامس هناك ابن الأثير وغيره، تقرأ عن صراع بين أهل السنة في بغداد تقريبا في كل سنة خاصة في أيام عاشوراء، فهم عاشوا ضمن الدولة السنية ما قتلوهم وما ذبحوهم كان هناك صراع عقائدي ومؤلفات ، لكنهم لا يسمحون بذلك .
هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى؛ لو أن هناك دولة إسلامية حقيقية لا تسمح بنشأة أهل البدع، هذا من أهداف وواجبات الدولة الإسلامية أن لا تسمح لأصحاب البدع ينشرون مذاهبهم، هذا من واجبات الدولة الإسلامية .
-الوفاق- مقاطعا- إذاً هم سيعتبرون أنّ من واجبات دولتهم أنهم لا يسمحون لأهل السنة أن ينتشروا.
-الدكتور : هم ليس فقط لا يسمحون بل يقتلون إما تتشيّع أو تقتل.
- الوفاق : لكنهم يشكُون أن الحكومات السنية كمَّمت أفواههم وفي السعودية، وفي اليمن خمس سنوات وهم يقاتلون ؟
-الدكتور :غير صحيح يكذبون، في السعودية قبل أن تأتي منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة كان يمكن أن يقضي عليهم الملك عبد العزيز فلم يفعل وبقوا، وهم كم نسبتهم في السعودية 3% 4% ؟ هم يقولون نحن 20% نريد حقوقنا، كذابين، ومع ذلك يوجد منهم الآن أعضاء في مجلس الشورى السعودي.
-الوفاق:دكتور هناك تنشيط للجيوب الشيعية في شرق السعودية وجنوبها وفي شمال اليمن فمنْ برأيك المنشِّط لهذه الجيوب ؟
-الدكتور: إيران هي المنشطة لهذه الجيوب ، فهي ليست دولة سياسية فقط بل دولة عقائدية تنفق آلاف الملايين على التشييع في المناطق العربية والعالم كله ، ميزانية حزب ( اللاة ) في لبنان من ثلاث مائة إلى أربع مائة مليون دولار.
- الوفاق :دول الجوار شعوبا أو أنظمة ألا يشعرون بالخطر؟
- الدكتور: البعض في الكويت يشعر حقيقة، الأكثرية في السعودية تشعر بالخطر أقول الأكثرية ولكن ليست هناك جهود تعادل الشعور بالخطر ورد هذا الخطر بالدعوة أو بغيرها.
وتوجد فئة حتى من المتدينين يقولون أنتم تضخمون الأمور إيران اليوم تجابه أمريكا حتى في السعودية موجود، أما الحكام فنسمع أنهم يشعرون بالخطر لكن لم نر شيئا عمليا حيال هذا الخطر .
- الوفاق: ما الموقف العملي الذي ترى ضرورة القيام به ؟
- على الأقل يدعمون العلماء ليبينوا للنا س والشعوب خطر التشيع وأيضا يدعمون الجمعيات التي تستطيع أن تدفع الشيعة في بلدان أخرى فالجمعيات الإسلامية والمشايخ والعلماء الذين يؤلفون الكتب والنشرات وينشرونها بين الناس، فممكن دعم هذا الاتجاه حتى لا يتسلط عليهم وليس لهم مدافِع، لماذا نحن لا ندعم أهل السنة في إيران ؟ هم يدعمون الشيعة في داخل البلاد العربية لماذا نحن لا ندعم السنة في إيران؟
وهم كثر ومضطهدون ومظلومون، التركمان والأكراد ، حتى في الجنوب الشرقي، العرب في الأحواز مضطهدون وهم شيعة لأنهم عرب ولهم مواقع في أوروبا ولهم إذاعة ، ووصل الأمر إلى تغيير الأسماء العربية .
حوار التقارب بين السنة والشيعة
- الوفاق: هل ترون أن هناك جدوى لما يسمى بحوار التقارب بين السنة والشيعة؟
- الدكتور: لا، لا أرى جدوى، هناك تجارب طويلة، كيف نتقارب ؟هل نترك عقائدنا مثلا ونحن على حق ؟ هذه من ناحية هناك تجارب طويلة في محاولة أن يكون هناك نوع من الهدوء
كـــتـجـربة العالم عبد الله السويدي العراقي قديما في القرن التاسع عشر، تجربة مصطفى السباعي في سوريا حاول مع علماء الشيعة في لبنان ففشلت، وقد كتب عن هذا الشيخ مصطفى، تجربة رشيد رضا، وآخر شيء تجربة القرضاوي، نائبه في مجلس اتحاد علماء المسلمين إيراني شيعي، ومع ذلك مجرد ما انتقدهم سبوه سبا شنيعا، فالتقارب عندهم أنك أنت تصير شيعي وليس كفهم عن الشيء الذي يؤذي أهل السنة، هل يتوقفون مثلا عن الكتب التي تسب الصحابة ؟ هل يتوقفون للدعم الإيراني لسفاراتهم لدعم التشيع في دول السنة ؟ لا، مشكلة الشيعة الكذب، ممكن تحاور اليهود والنصارى والبوذيين وتحاور المعتزلة والمرجئة لأنهم لا يكذبون، لكن كيف تحاور من يعتقد أن التقية من الدين ومن أساس الدين؟
كيف تتحاور مع هؤلاء؟ بعض الخوارج يعتبرون الكذب كفرا؛ لكن هؤلاء يعتقدون أن الكذب من الدين ، فكيف نتحاور معهم ؟
- الوفاق : هل ترون أن إيقاف التشيع في مناطق السنة ممكنا وهل سيكون حلا للهدوء ؟
- الدكتور: هذا جزء بسيط من الحل وليس الحل، القضية أعمق بكثير من هذا الأمر، القضية يجب أن نرجعها إلى جذورها، لماذا هذا الكره للصحابة ؟ أليست هذه نغمة مجوسية فارسية ؟ ليس هناك تعليل لهذا الأمر إلا هذا .
في الكرة الأرضية هل يوجد بشر من البشر أو أمة من الأمم أو شعب من الشعوب عنده تاريخ ويعتبر تاريخه كله سيئ ؟ لا يوجد، أمريكا تحتفل في كل بطل من أبطالها حتى برعاة البقر، هل هناك امة تعتبر أن كل تاريخها سيئ والأجيال أسوء الأجيال ؟! هناك جذور فارسية مجوسية في الموضوع
يبغضون أبا بكر وعمر، وخاصة عمر لأنه هو الذي في عهده دُكّت الدولة الفارسية فلماذا هذا الكره لعمر زيادة على غيره ، يقول الكاتب الشيعي علي شريعتي إيراني: إن الفرق بين التشيع العربي والتشيع الإيراني أن التشيع العربي: يعتبر أبا بكر هو المصيبة فيكره أبا بكر أكثر لأنه أخذ الخلافة من علي، والتشيع الفارسي يكره عمر لأنه قضى على الدولة الفارسية . فلماذا هذا الكره إذاً ؟ هؤلاء الشيعة العرب الذين في العراق وغيرها لعب عليهم وضحك عليهم المجوس، وأدخلوا هذه العقيدة ـ كره الصحابة ـ وصدقوهم . والشيعة العرب والعجم يكرهون الصحابة .
لو سألت الآن من المستشرقين والمستغربين وكتاب التاريخ، هل كان عليا رضي الله عنه غير راض بخلافة عثمان ؟ لأجابوك بالعكس .
هل كان عليا يكره أبا بكر وعمر وعثمان ويسمي أولاده بأسمائهم ؟ ليس هنالك تعليل إلا جذور المجوسية في الموضوع ، لكن ضحكوا على العرب الشيعة ولعبوا عليهم، فالقضية ليست قضية مذهب أو عقيدة فقط كالمعتزلة لا، القضية خطيرة، هذا دين جديد دين غير دين الإسلام .
في موضوع القرآن بعضهم يقول هناك قرآن غير القرآن، وبعضهم يقول هذا هو القرآن لكنهم يحرفون من ناحية المعاني، فيقولون : كل الآيات نزلت في علي،! القرآن محرف، والسنة مرفوضة إلا ما كان عن طريقهم هم، وأكثرها كذب عن أبي عبد الله عن فلان عن فلان فكيف تتعامل مع هؤلاء ؟
-الوفاق : إذاً هل هناك ثمرة لحوار التقارب؟
- الدكتور : لا ثمرة إلا أن يُفضح هذا المذهب المجوسي وإذا كان فيهم عقل فيرجعون إلى الحق والصواب .
- الوفاق : إيران تدعم الشيعة شرق المملكة وشمال اليمن كما أشرتم آنفا أوفي الإمارات والكويت، وعلاقتها طيبة مع أمريكا والأخيرة صديقة أيضا للدول المستهدفة إيرانيا وإسرائيليا كيف نفهم هذه المعادلة ؟
-الدكتور : أمريكا دولة يسيطر عليها الفكر الرأسمالي بشركاتها ومصانع أسلحتها، فهناك جانب مصلحي وجانب عقائدي، الجانب العقائدي حماية إسرائيل، والجانب المصلحي؛ مصالحها كالبترول والهيمنة والسيطرة وغيره، والجمهوريون الجدد حزب عقائدي، فما المانع أن يكونوا على صداقة قوية مع دول الخليج ؟ ولكن الآن هناك دولة كبيرة في المنطقة لها وزنها ولها قوتها في العراق فإذا فكرت أمريكا بأن تؤذيها هي ستؤذيها في العراق أكثر، وبالتالي فإيران أصبحت دولة إقليمية – براغماتية – أكثر مما هي دينية، فممكن يتنازلون أكثر من أن يتوقع، مبدؤهم لايمنع التفاهم معهم ، ماداموا سيحصلون على مكاسب في العراق بل ربما يتنازلون عن القنبلة النووية أو يؤجلونها ليأخذوا مكاسب من أمريكا في العراق .
السياسيون من الملالي ممكن يتنازلون فليسو أصحاب مبادئ، سيتنازلون عن العقيدة لصالح الدولة إذا حققوا مكاسبهم، فهم ماهرون في أخذ المكاسب، وهم أذكياء لا يتنازلون عن شيء إلا إذا أخذوا مكاسب أكبر ،وبالتالي أمريكا عندها دولة كبيرة في المنطقة تتعامل معها، ومن جهة أنها متورطة في العراق فلا تستطيع مجابهة إيران الآن، فالأحسن لها أن تتنازل لها وتتعاون معها وتتفق معها وتبقى علا قتها بدول الخليج طبيعية.
وسبق أن كتبت مقالا بعنوان : هل هما مشروعان متضادان وأتيت بنصوص من كتاب مؤلفه أمريكي، واسم الكتاب - التحالف الغادر العلاقات السرية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل- بأدلة موثقة تؤكد علاقة إيران وإسرائيل، والكتاب ترجم إلى العربية .

القضية الفلسطينية
- الوفاق : حول القضية الفلسطينية، سوريا تحتضن رموز المقاومة الفلسطينية فهل هي مستفيدة من ذلك أم أنها متفانية مع القضية الفلسطينية؟
-الدكتور اسمح لي أن أعلق على كلمة متفانية، مستحيل أن نصير يًّا يتفانى في القضية الفلسطينية مستحيل، أليس هم الذين ضربوا الفلسطينيين في تل الزعتر وغيره، ناهيك من أربعين سنة لم يضربوا ولا طلقة واحدة على اليهود، كما أنهم لم يسمحوا بأي مقاوم أن يدخل إلى إسرائيل ، وسوريا كانت الدولة الأكبر المتسلح ضد إسرائيل ، ولكنها الآن ضعيفة ، أضعفت جيشها من ناحية السلاح ومن ناحية التدريب لمصلحة من ؟ لمصلحة إسرائيل، فأين القضية الفلسطينية ، لكنهم يتاجرون بالقضية الفلسطينية .
ومن المضحك أن بعض السياسيين والصحفيين العرب يعتبرون أن سوريا ضد إسرائيل ويسموه نظام الممانعة !، ضد إسرائيل وأمريكا ، وهذا في منتهى السطحية والسذاجة .
- الوفاق لكن ما هي الفائدة التي ستجدها سوريا من ذلك ؟
- الدكتور : طبعا الفائدة للألاعيب والمناورات التي ستأتي بعدين ، نوقف حماس نوقف الجهاد، إذا تعطونا كذا، ورقة في أيديهم للضغط على أمريكا وعلى إسرائيل، وإيران داخلة في الموضوع، فهي تضغط على سوريا لإيواء المقاومة، هي تريد تناور أيضا، تناور بحماس وبحزب اللاة، في مساومتها مع أمريكا، إذا ما تعطونا كذا نجعل حزب اللاة يضرب إسرائيل، تعطونا نسكت، فهي في المنطقة العربية تتلاعب في هذا الموضوع، وسوريا كذلك، الآن أهل غزة جوعانين ماذا فعلت لهم إيران ؟
القضية الفلسطينية قضية معقدة تحتاج إلى جهود كبيرة من المسلمين أما الاتجار بها فمربح كما قال نزار: ومن بيضها السمين تأكلون، فهم يتاجرون بالقضية وهذا هو الواقع والقضية كبيرة وهو صراع بين الإسلام واليهود والصليبية فالقضية ليست بسيطة .
وسوريا وإسرائيل مستفيدتان من القضية فلا يريدا السلام ولا الحرب فالحرب مكلفهم لاسيما سوريا والسلام لا يريدونه أيضا، فهكذا أحسن لهم فهم أمام الشعوب العربية أنها دولة ممانعة ضد أمريكا وإسرائيل .فإذا عمل سلام سيكون واضح وأما الحرب فلا يستطيع فلا يمكن أن تتنازل إسرائيل عن الضفة وغزة مقابل السلام كما يقولون .
- الوفاق : والأردن ؟
- الدكتور: الأردن الأمر عنده منتهي هو في هدنة واتفاقية سلام سواء مستفيد أم لا ، والمستفيد الآن من القضية والمتلاعب بالناس هو النظام السوري .
- الوفاق : هل الطرف المستفيد فقط سوريا ؟
الدكتور: طبعا لأن الآخر قد رفع الراية البيضاء، عمل اتفاق ومعاهدة مع إسرائيل كمصر والأردن، والمشروع العربي يرفع شعار الأرض مقابل السلام الذي قدمه الملك عبد الله، لكن سوريا تتلاعب بالموضوع، فهم موافقون على الصلح والسلام لكن الرافض هو إسرائيل .
- الوفاق : هل يوجد مداهنة من بعض دول الخليج لإرضاء أمريكا على حساب القضية الفلسطينية ؟
- الدكتور: كان وزير خارجية قطر واضح في هذا وهو معروف بعلاقاته مع إسرائيل يصيّف في إسرائيل يعمل وسطاء، ويقول نحن دولة صغيرة ولا نستطيع نفعل شيء وهذا هو واقعنا .
هل تفكر أن هناك إنسان وطني يعتبر جزءا من بلادنا الوطن العربي محتل فيدافع عنه بشتى الوسائل ؟ هذا ليس موجود، وقضية الوحدة العربية أصبح السياسيون يضحكون على ما كان يسمى بالوحدة العربية والقومية العربية، الآن كل دولة لوحدها تضبط أمورها مع أمريكا وانتهى الموضوع، فالواقع قد وصل إلى هذه الدرجة من السوء، وتلك الشعارات انتهت وذهبت وأصبحت كلاما خياليا.
- الوفاق : إذا كان الأمر كذلك فما استشرافكم للقضية الفلسطينية والحل النهائي في ظل الانقسام الداخلي والتخاذل العربي؟
- الدكتور:لا أستطيع أن حدد تماما، لكن يمكن إسرائيل تعطي الفلسطينيين كما ذكر أحد الصحفيين الغربيين ’’جبنة سويسرية ’’ الجبنة السويسرية فيها نقاط وحفرة، فيقول يمكن تعطي العرب حفرة لكن لن تعطيهم الضفة الغربية كلها، فواضح ليس هناك ما يجعلني أتفاءل بعودة الضفة أو غيرها حتى لو افترضنا أعطوهم الدولة، ستكون هناك شروط قوية كمنع حمل السلاح مثلا ولن يعطوهم إلا شئون البلديات والزبالة.
الآن في غزة والضفة من أين الكهرباء ؟ من إسرائيل، أي استقلال ؟ كيف رئيس وزراء – إسماعيل هنية - يمنع من دخول بلده فيجلس على الأرض عند بوابة رفح وهو راجع من مصر، لا أقبل أن يكون رئيس وزراء بهذا الشكل، إهانة كبيرة جدا .
- الوفاق مع التغيير الحاصل في أمريكا هل تتوقع أن أوبا ما سيواصل مشوار كلينتون؟ كون الديمقراطيين أعطوا شيئا للفلسطينيين هل بعودتهم سينال الشعب الفلسطيني بقية حقوقه ؟
- الدكتور: ممكن في الداخل سيسير أوبا ما على خطاه وسيهتم بمصلحة بلده في الداخل، أما الخارج فلن يكون مثل سوء بوش ولكن أيضا لن يكون كما يظن البعض أنه سيكون مع المسلمين جيدا، هو سيعمل لصالح أمريكا هو أمريكي، فلن يكون كالجمهوريين .
المسلمون مساكين ضعفاء يظنو أنه لو جاء أوباما سيغير الوضع لن يغير تغييرا كبيرا.
إضافة إلى ذلك هناك كونجرس ومجلس شيوخ ووزارة الدفاع ..فهو لن يكون زعيما دكتاتوريا كما في الدول العربية ما يقرره الزعيم يمشي.
-الوفاق : هل هناك أمل لعودة اللحمة الفلسطينية ؟
- الدكتور: المفروض يكون هناك شيء من التنازل من هنا وهنا لأن الناس تعبوا في الداخل والخارج، لكن لا أستطيع أن أقول شيئا، فالجميع ليس مستقلا تماما، فهناك ضغوط عليهم صالح أولا تصالح.

حوار الأديان

-الوفاق:من أواخر الأحداث عالميا هي قضية الحوار بين الأديان ما رأي الدكتور بحوار الزعماء السياسيين عن الأديان؟
- الحقيقة أنا لم أتابع ولن أتابع، أنا أسأل ما هو الهدف النهائي من الحوار؟ ماذا يريد المتحاورون؟ أيريدون أن نلتقي في منتصف الطريق أو يريدون لكم دينكم ولي دين ؟ لا يتدخل أحد بشئون الآخر ، أم نحترم دينكم وتحترمون ديننا مثلا ؟ أنا أعتقد أن حوار الأديان إذا كان المقصود أن نبين من نحن بصراحة ، نحن المسلمون كذا وكذا ، وهم يقولون أهلا وسهلا، إذا كان كذلك فليس هناك مانع ، أما إذا كان أن نقول عنكم أنتم جيدين ونحن جيدين أيضا ؟ لا لن نقول .
فنحن نبين ديننا ويسمعون لنا فهذا ممكن ، أما أن نقول نحن وإياكم سواء نحن وإياكم دين إبراهيمي تبع غارودي ( جعل مركزا في أسبانيا للدين الإبراهيمي) نصارى ويهود ومسلمون كلهم دين إبراهيم هذا غير مقبول ونرفض هذا.
- الوفاق : في ظل حضور الرئيس الإسرائيلي ومشاركة الملك عبد الله وكلمته التي ألقاها المنددة بالإرهاب ـ الدكتور مقاطعا- ماعلاقة الإرهاب بالحوار؟
-الوفاق: لا أدري هم يتحدثون عن الإرهاب وليسوا متفقين على تعريفه.
- الدكتور لا علاقة بين هذا وذاك.
هذه قضايا سياسية ليس لها علاقة بالتقارب، إذا كان الحوار كأديان طبيعي أن يحضر اليهود، أما إذا كان حوار سياسي فهذا شيء آخر .
- الوفاق بنظرك من المخول بحوار الأديان، السياسيون أم العلماء؟
- الدكتور: المبدأ أساسا غير مقبول ، ما المطلوب من حوار الأديان وما الهدف ؟ إذا كان الإسلام والإنسانية، فالعلماء هم المخولون يُبَيِّنون ما هو الإسلام بدون تراجعات وتنازلات، وأن هذا دين أنزله الله سبحانه وأن القرآن لم يتغير ولم يتبدل كما آمن بذلك المستشرقون، وأنه كتاب إلهي لا نستطيع أن نزيد أو ننقص فيه تقبلوا أو لا تقبلوا؛ فلا أعتقد انه سيكون هناك نتائج إيجابية للحوار على المستوى العام .
- الوفاق: ألا ترى أن العلماء هم الذين كان يجب أن يقدموا مشروعا لحوار الحضارات وأنهم الأطراف المهمة في موضوع الحوار؟
-الدكتور: المسلمون مشغولون – كعلماء- عندنا ألف مشكلة قبل هذه يجب أن تُحَل ، حوار الحضارات لا فتة جميلة لكن أين نحن والحوار.
- الوفاق : ألا ترون ضرورة الحوار لاسيما ونحن في عالم القرية الواحدة اليوم ؟
- الدكتور: لا ، هذا كلام غير صحيح هذا كلام إعلامي أننافي قرية واحدة، هذا كلام كذب ، هناك آلاف القوميات والثقافات فلسنا في قرية واحدة ، ونحن نعتز بثقافتنا وهويتنا ؛ نعم كرة أرضية واحدة وليس قرية واحدة ، نحن لنا تميزنا وحضارتنا وثقافتنا وعندنا ألف مشكلة يجب أن تحل قبل حوار الحضارات.
-الوفاق: لكن قد يتهمك القارئ الكريم بأنك تدعو إلى الانغلاق على الآخر؟
- الدكتور : أي آخر ؟ الآخر هذا ذبحنا ، ذبحنا الغربيون من خمس مائة سنة وهم ينحتون في إفريقيا وآسيا، ونحن لم نفعل لهم شيء، طردونا من أسبانيا واحتلوا آسيا وإفريقيا واستعمرونا، ويريدون أن نعاملهم بدبلوماسية ولطف ؟ يتركونا نحل مشاكلنا، اتركونا نحن والآخر.
-الوفاق إذا ما هو الحل العملي غير الحوار ما هو؟
- الحل العملي عندنا مشاكل عويصة نحن المسلمون، العلماء يجب أن يشغلوا دماغهم في حل مشاكلنا .
- الوفاق مقاطعا مثل؟
- الدكتور : عندنا مشكلة ثقافية اقتصادية فكرية، هل الأمة الإسلامية لها حضور في العالم ؟ هل لها مندوب دائم في الأمم المتحدة ؟ هل يؤخذ برأيها في الثماني الكبار والثماني الصغار؟ المسلمون لا يمثلون، أين المسلمون إذاً ؟ الشعوب الإسلامية شعوب مستضعفة، شعوب منهوبة شعوب ضعيفة فقيرة نحل مشاكلنا نحن.

حلم النهوض وماذا بعد الجماعات؟

- الوفاق: ما الطريق للنهوض والحضور ؟
- الخطو ة الأولى : العلماء بالمعنى الحقيقي علماء ربانيين يفهمون الأمور ويخططون ويربون الناس إذا لم يوجد علماء ليس هنالك خطوات، ويبقى الدجالون ينهبون البلاد ويسرقون حقوق الأمة باسم السياسة والعلماء بعيدون عن الموضوع، من يعلمها ويهذبها ويقودها إلى الطريق الصحيح ؟ إما السياسيون الدجالون وإما العلماء .
- الوفاق : ما هي مواصفات العالم الرباني الذي تريده ؟
- الدكتور : العالم الرباني إضافة إلى التمكن العلمي هو الذي يهتم بشؤون الأمة ، الذي يربي الأمة بصغار الأمور قبل كبارها، متمكنا في فهم الإسلام ومقاصده والواقع، وكيف نتدرج في الواقع السيئ وننتقل من مرحلة إلى مرحلة .
- الوفاق : من كتبكم المؤلفة كتاب ( حتى لا تُسلب الجهود الإسلامية ) وذكرتم قبل قليل أنه ليس هناك حضور للأمة فهل هنالك جهود وليس هناك حضور؟
- الدكتور : طبعا هنالك جهود جبارة كانت مثل جهود الأمير محمد عبد الكريم الخطابي في المغرب، وفي الجزائر أيضا وغيرها كان هناك جهود كبيرة لرفع شأن المسلمين، فبعضها سلبت وبعضها ضعفت، وهناك جهود لا بأس بها تقوم بها الجماعات الإسلامية، لكنها جهود صغيرة ليست على مستوى التحديات .
-الوفاق أي الجماعات الإسلامية التي تقصدها ؟
-الدكتور: كلها كلها .
- الوفاق : مثل ؟
- الدكتور : كلها، لكنه ليس هناك مشروع كبير واضح قوي موحد له رؤية له خطوات واضحة حتى نصل إلى النتيجة التي نريد.
إنما اجتهادات هنا وهنا، هذا في التعليم وهذا في العمل الخيري وهذا في كذا، كل قائم بجزء.
الوفاق: دكتور في ظل سلب الحقوق وفي ظل القيادات المنحنية في عالمنا هل نحن نعيش في حالة استثنائية أم حالة طبيعية ؟
- الدكتور : لا ، لا طبيعية ولا استثنائية بل حالة من يريد النهوض ولكنه لم يزل يتلمس الطريق الصحيح للنهوض، هناك نوايا طيبة لكن المشروع القوي للنهوض والطريق الصحيح القوي للنهوض لم يتلمّس بعد .
- الوفاق : كلٌّ يقول أنه على هذا الطريق فهل يمكن أن تضع نقاطا على الطريق الصحيح للنهوض ؟
- الدكتور : هذا الذي يدعي أنه وحده أخذ بطريق الصحيح للنهوض فقط ، إذا كان يعتبر نفسه كاملا فهو مخطئ، والذين يقولون نحن اشتغلنا ولكن النتائج على الله هذا من ناحية شرعية غير صحيح، أنت تقوم بالجهد الكافي والكامل والله سبحانه يعطيك النتائج، لكن لا تجد من يعترف مِن هؤلاء بجوانب النقص لديه سواء كان في العقيدة أو السياسة، لا يعترفون
- الوفاق :هل تفرّ ق جهود العاملين في الميدان الدعوي هو سبب ضعف النتائج ؟
- ليس فقط التفرق بل الأهداف المرحلية غير واضحة ؛ كل يريد خدمة الإسلام كهدف عام، لكن الأهداف المرحلية غير واضحة، مازال فيها غبش ، وقد كتبت كتابا عن الأهداف المرحلية عند ابن باديس كيف كانت الأهداف المرحلية واضحة عنده فانتقل من مرحلة إلى مرحلة.
الوفاق : ذكرتم أن الجماعات الإسلامية لها وجود وجهود، لكن ماذا بعد الجماعات حسب ما أشرتم في أحد مقالاتكم ؟
- الدكتور:الجماعات إما أن تصلح نفسها وإما أن تتحول كلها إلى تيار كبير يستطيع أن يفعل شيئا ، بغير تعصب، هذا هو ما بعد الجماعات، أما إذا استمرت بهذا الشكل فليس عندي أمل في أي جماعة من الجماعات أنها تستطيع أن تفعل شيئا، فالعصبية الحزبية تقتلهم .
- الوفاق : كلمتك الأخيرة لرواد الحركات الإسلامية والأتباع عبر الوفاق.
- الدكتور:أتمنى أن يتركوا الحزبية، ويهتموا في تصحيح المنهج ووضوح الرؤية والعمل، والتعاون والتنسيق، وليس بالضرورة الإتحاد أو الوحدة ، مادام هناك تنسيق.
- الوفاق :لكن التكتل الحزبي أصبح اليوم أمرا واقعيا ؟
- الدكتور: التكتل لا مانع منه،كن شافعيا لكن لا تتعصب، الحزبية هي التعصب الأعمى، التعصب الجاهلي على الحق أو على الباطل، كن إخوانيا لكن لا تتعصب .
فالحزبية هي التعصب الأعمى بحيث لا يعامل الآخرين كما يعامل جماعته، أما التكتل فلا مانع، بغير التعصب الجاهلي، فنقول لرواد الحركات الإسلامية والأتباع : يتقوا الله ويخلصوا له العمل ، ولينظروا إلى أحوال المسلمين المؤلمة ويتعاونوا في سبيل الله، ويتحملوا مسئوليتهم أمام الله تعالى في ذلك .
- الوفاق شكرا جزيلا دكتور أن منحتنا هذه الفرصة رغم أنك مسافر بعد دقائق شكر الله لكم ودمتم في رعاية الله.
-مركز الوفاق الإنمائي للدراسات والبحوث
http://wefaqdev.net/index.php




أضافة تعليق