سيرة ذاتية مختصرة: د. سعيد العوادي. مدير المؤتمر. أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بكلية اللغة العربية/ جامعة القرويين. عضو مجموعة البحث في “البلاغة والخطاب”. منسق (بالاشتراك مع د. هشام فتح) لـ”مختبر التفكير المنهجي” داخل كلية اللغة العربية. أشرف على مجموعة كبيرة من الدورات التكوينية في تحليل الخطاب والقراءة المنتجة والتفكير النقدي. خبير ومحكم بعدد من المجلات. له مجموعة من المقالات في مجلات محكمة مغربية وعربية. وله كتابان منشوران: أسئلة البديع عودة إلى النصوص البلاغية الأولى عن المطبع الوطنية بمراكش ( نفدت طبعته الأولى ) حركية البديع في الخطاب الشعري: من التحسين إلى التكوين عن دار كنوز الأردنية ( وصل هذه السنة إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد العالمية ) له قيد النشر: كتاب “الصورة البلاغية: نحو قراءة حجاجية لعلم البيان”. موسوعة “التحليل الحجاجي للخطاب” (في ألف صفحة وتتضمن ثلاثين بحثا محكما لباحثين مغاربة متخصصين) بالاشتراك في التنسيق مع د. أحمد قادم. للتواصل: [email protected]
1. بعد أيام قليلة، تبدأ أعمال المؤتمر الدولي في موضوع “التفكير النحوي والبلاغي في تفسير البيضاوي “ الذي تنظمه كلية اللغة العربية (جامعة القرويين – مراكش) يومي 15-16 أبريل 2015. ويسعد هيئة تحرير شبكة ضياء أن تضيف اﻷستاذ الدكتور سعيد العوادي مدير المؤتمر لإطلاع السادة الباحثين على إشكاليته وأهدافه والنتائج البحثية المرجوة.
فضيلة اﻷستاذ، نرحب بكم، ونود أن تطلعونا على سياق عقد هذا المؤتمر العلمي واﻹشكاليات البحثية المحددة؟
* بداية أشكر لشبكة ضياء الرائدة اهتمامها بهذا المؤتمر الثاني، وأقدر الجهود الكبيرة التي قام بها المدير العام للشبكة الدكتور زكرياء السرتي الذي كاد أن يكون فردا من أفراد اللجنة المنظمة؛ إذ كثيرا ما أحال استفسارات المشاركين وغير المشاركين إلينا، فضلا عن ترحيبه الكبير بنشر ديباجة المؤتمر على شبكة ضياء. يأتي هذا المؤتمر الدولي الثاني ضمن سلسلة قراءة كتب التفسير، بدأت بندوتين وطنيتين الأولى حول تفسير مفاتيح الغيب للرازي والثانية حول تفسير الكشاف للزمخشري. وقد شددت التوصيات على ضرورة تحويله إلى مؤتمر دولي منبهة إلى جودة الاختيار ونضج التجربة، وتحقق هذا التحويل في السنة الماضية مع المؤتمر الأول حول تفسير الشهاب الألوسي الذي نجح نجاحا باهرا كما دلت على ذلك شهادات المشاركين والحضور. والجدير بالذكر أن هذه الملتقيات العلمية المباركة تندرج في سياق مشروع حضاري كبير نسعى من خلاله إلى إعادة قراءة كتب التفسير والخروج بها من دائرة المعرفة المرجعية التي تحصرها في مجرد تفسير آية أو شرح كلمة إلى الدائرة العلمية التحليلية التي ترتقي بها لأن تكون مادة غنية للنظر والتحليل العمودي والأفقي من أجل الوقوف عند الآليات النحوية والبلاغية وطرق توظيفها عند المفسرين في رحلتهم الشاقة نحو الاقتراب من مراد الله تعالى. وعلى الرغم من القيمة العلمية لمنحى رصد الآليات في البحث والمدارسة، إلا أننا نتطلع إلى الاستفادة منه في بناء تصور عربي إسلامي متكامل لتحليل الخطاب؛ فمن العيب المشين أن ينخرط باحثونا في استيراد نظريات تحليل الخطاب من ثقافة الآخر دونما وعي بالمنجز الثري لثقافتنا العربية سواء من ناحية تفسير الخطاب القرآني أو من ناحية شرح الخطاب الشعري. وعندما نتمثل هذا المنجز العربي الإسلامي سندرك فوائده وحدوده ثم نحاوره بما استجد في عصرنا الراهن. كما تشرئب أعناقنا في خطوة ثانية يفتحها هذا المشروع؛ وتتعلق بالعمل على إنجاز تفسير جديد يضاف إلى التفاسير السابقة وتتكلف بإنجازه مجموعة متنوعة المشارب العلمية من الباحثين القادرين على الاستفادة مما حققه القدماء مع الانفتاح على المعطيات السياقية والمنهجية والمعرفية الجديدة.
2. بعد اﻹعـلان عن المؤتمر في نهاية السنة الماضية، استقبلت اللجنة العلمية للمؤتمر طلبات كثيرة للمشاركة في أعماله وجلساته. هل يمكن تقديم صورة عامة عن مسار ونتائج تحكيم الملخصات واﻷبحاث العلمية؟
* فعلا، فمنذ أن أعلنا عن المؤتمر الثاني حول تفسير “أنوار التنزيل وأسرار التأويل” للقاضي البيضاوي في نهاية السنة الماضية ونحن نتلقى طلبات كثيرة للمشاركة في أشغاله، وبقيت هذه الطلبات تصلنا حتى بعد انتهاء المدة الزمنية لتلقي المشاركات. علما أننا توصلنا بما يزيد عن مئة طلب من أساتذة الجامعات من كل الدول العربية، وأحيانا من دول غير عربية مما يدل على عناية الباحثين والمتخصصين بالخطاب التفسيري. ورغم هذه الطلبات الكثيرة فقد تجندت اللجنة المنظمة من أجل أن تصنف الطلبات بحسب المحاور المعلن عنها، ثم تقدمها إلى لجان التحكيم من أجل النظر فيها، مراعية الالتزام بالمحاور وجودة الطرح وتغطية الدول المشاركة وإرغامات العدد. وفور توصلنا بالأبحاث في صيغتها النهائية نعيد تقديمها إلى اللجان العلمية لتحكيمها وإرسال خلاصات التحكيم إلى أصحاب البحوث. وليس الهدف هو الاثقال على الباحثين الأفاضل، وإنما الهدف هو الارتقاء الجماعي بالمؤتمر من خلال تبادل وجهات النظر وتعزيز الإيجابيات. كما أنبه إلى أننا تلقينا ما يزيد عن ستين طلبا للحضور من دول عربية متعددة، فضلا عن طلبات بعض المجلات ووسائل الإعلام العربية لتغطية أشغال المؤتمر.
3. ضيفنا الكريم، توصلت شبكة ضياء بالبرنامج اﻷولي للمؤتمر. فهل من معلومات عن المحاور والجلسات العلمية المقترحة؟
* سيشارك في هذا المؤتمر خمسة وثلاثون باحثا أكاديميا بالإلقاء وتسعة بدون إلقاء، يمثلون عشر دول هي: المغرب والسعودية وتركيا وليبيا والإمارات والسودان ومصر والجزائر والأردن والكويت. كما تمثل المغرب ثماني مدن هي: مراكش وكلميم والرباط وتازة والقنيطرة وبني ملال والرشيدية وآسفي. وتوزعت جلسات المؤتمر إلى سبع جلسات جاءت على النحو الآتي: الجلسة االأولى: كلمات الترحيب والافتتاح الجلسة الثانية: محور التأطيرات الجلسة الثالثة والرابعة: محور التفكير النحوي في تفسير البيضاوي: الاستمداد والاجتهاد الجلسة الخامسة والسادسة: محور التفكير البلاغي في تفسير البيضاوي: الاستيعاب والإضافة الجلسة السابعة: قراءة التوصيات وتوقيع اتفاقية الشراكة مع مؤسسة البشير. ونشير في هذا السياق إلى أننا أشركنا ثمانية من الطلبة الباحثين الواعدين في الإلقاء وصياغة التقارير بهدف إعطاء فرصة لهم للاحتكاك وتقوية الأداء العلمي. كما استعنا بفريق آخر من ثمانية طلبة للمساعدة في التنظيم.
4. هل من كلمة أخيرة؟
* أحب أن تكون كلمتي الأخيرة عبارة عن شكر وامتنان. إذ أتقدم ببالغ الشكر والتقدير إلى السيد عميد كلية اللغة العربية د. محمد أزهري على دعمه المادي والمعنوي وتفاعله الكبير ومتابعته الدائمة ومشاركته الفعلية لكل ما نقوم به من صغيرة أو كبيرة في المؤتمر، كما أشكر شكرا بالغا نائبيه د. علي المتقي ود. مولاي مامون المريني لما بذلاه من جهد واضح في المتابعة والتشجيع. دون أن أنسى شكر الكاتب العام الأستاذ مصطفى بوفردي على جميل عنايته وتعاونه، والأختين الكريمتين حسناء ونادية على ما تجشمتاه من عناء الرقن والكتابة وعلى ابتسامتهما الدائمة. لم يكن لهذا المؤتمر أن يتحقق في الواقع لولا المساعدة المادية التي قدمت إليه بكل محبة وأريحية من لدن مؤسسة البشير للتعليم الخصوصي والمجلس الجماعي لمدينة مراكش. فإليهما نقدم عبارات التقدير والامتنان كما لا تفوتني الفرصة دون أن أشكر منسقي الدعم المادي ذ. محمد البندوري ود. عبد العزيز لحويدق. والشكر الجزيل لكل أعضاء مجموعتي البحث في كلية اللغة العربية “مجموعة البحث في البلاغة والخطاب” و”مجموعة البحث في الدرس اللغوي العربي: الأسس والمناهج” على نشاطهما اللافت، والشكر كل الشكر للجنة المنظمة على صبرها وجديتها وعلى الأخص د. أحمد قادم ود. هشام فتح فقد كابدا معاناة التواصل والقراءة والتنظيم والبحث عن الداعمين، فكانا نعم المعين. مع تقديري وامتناني للفريق المساعد من الطلبة على تفانيه وإخلاصه. وأخيرا، أجدد الشكر لشبكة ضياء ولمديرها العام د. زكرياء السرتي على اقتراحه لهذا الحوار من أجل إطلاع الباحثين والقراء على المجهودات الطيبة التي تقوم بها كلية اللغة العربية بمراكش. ومازال في الجعبة الكثير. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.