دعا الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48؛ الأمتين العربية والإسلامية وخادم الحرمين الشريفين وجموع المسلمين؛ إلى التدخل العاجل والسريع من أجل حماية مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية التي تتعرَّض للتهويد الصهيوني بشكل يومي. وأكد الشيخ صلاح في حوار أجرته معه مجلة «البيان»، أن الاحتلال الصهيوني الجاثم على القدس، هو احتلال باطل بلا سيادة ولا شرعية؛ ولذلك فإنْ ملك القوة فهو لا يملك الحق، وإن ملك السيطرة فهو لا يملك البقاء، وهو إلى زوال قريب، على حد قوله.
وأضاف صلاح أن انتظار الخير من المحافل الدولية سيؤدي إلى ضياع القدس والمسجد الأقصى؛ «لأننا نعيش في مرحلة من عمر البشرية لا تحترم إلا صاحب الحق القوي، وقد تحترم الباطل إن كان قوياً»، مضيفاً أنه لا بد من «تجديد الدور الذي قاد إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى أكثر من مرة في تاريخنا الإسلامي».
وفيما يلي نص الحوار:
ماذا يعني إدخال الشمعدان التلمودي إلى الأقصى، وأين تكمن مخاطر هذا الأمر؟
هو من ضمن الطقوس الدينية التي حاول المحتلون «الإسرائيليون» أن يقوموا بها خلال اقتحاماتهم العدوانية للمسجد الأقصى، بهدف تكريس حق ديني باطل لليهود في المسجد الأقصى، ثم المطالبة بعد ذلك – وفق مخططاتهم – بتقسيم زماني للمسجد الأقصى، ثم تقسيم مكاني، ثم بناء هيكل أسطوري مزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
لماذا يعتبر المقدسيون أن قانون الاستفتاء شرعنة للاحتلال؟
أيُّ استفتاء؟ فهو مرفوض من أصله؛ لأنه صادر عن احتلال، وما قام على باطل فهو باطل.
إلى أين وصلت عمليات تهجير السكان المقدسيين، وكيف تتعاملون مع هذه الأمور؟
الاحتلال الإسرائيلي يواصل سعيه المحموم لتهويد القدس، إلى جانب عدوانيته المتواصلة على المسجد الأقصى، وإن أخطر ما في مخططاته الرامية لتهويد القدس، فرض تطهير عرقي تدريجي على الأهل المقدسيين؛ ولذلك يسعى الاحتلال الإسرائيلي اليوم إلى مصادرة أوسع مساحة من أرض القدس، إلى جانب مصادرة أكبر عدد ممكن من البيوت المقدسية، إلى جانب التضييق على الأهل المقدسيين ومنعهم من بناء بيوت جديدة في القدس، بهدف أن يصل الاحتلال الإسرائيلي – وفق مخططاته التي أعلنها - إلى تهويد كليّ للقدس القديمة حتى عام 2020م، بمعنى أن لا يبقى فيها إلا الاحتلال الإسرائيلي، ثم تهويد كليّ لكل القدس حتى عام 2050م، وبذلك يستفرد بالقدس والمسجد الأقصى. وما نعمله في المقابل هو تبنّي كل مشروع من شأنه أن يدعم بقاء الأهل المقدسيين في أرضهم وبيوتهم ومقدساتهم في القدس، ولقد أقمنا من أجل ذلك مؤسسة بعنوان (مؤسسة القدس للتنمية)، تعمل جاهدة وفق هذه الاستراتيجية.
كيف تنظرون إلى مخططات تهويد الأماكن الأثرية والدينية، وكيف تتصدّون لها؟
هي محاولة شريرة من الاحتلال الإسرائيلي لسرقة الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي في القدس، والعمل في نفس الوقت على تهويد هذه الأماكن المقدسة والأثرية بهدف فرض حضارة وتاريخ يهوديين عليها، وبهدف تدمير كل الشواهد التي تؤكد إسلامية القدس. ولخطورة هذا الموقف فقد أقمنا مؤسسة بعنوان (مؤسسة الأقصى للوقف والتراث)، تعمل على إعمار المساجد القديمة حتى لا تتعرَّض للطمس الإسرائيلي الممنهج، ولنا في ذلك مشوار طويل بدأ منذ سنوات طويلة، إلى جانب فضح أي محاولة اعتداء احتلالية إسرائيلية على الأماكن الأثرية.
كيف تنظرون إلى سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه مصادرة الأراضي والسيطرة على أملاك الغائبين في القدس؟
سعي الاحتلال الإسرائيلي المحموم لمصادرة أكبر عدد ممكن من أراضي المقدسيين، هو جزء لا يتجزأ من مخطط تهويد القدس، والإصرار على وضع اليد الاحتلالية الإسرائيلية على أكبر عدد ممكن من البيوت المقدسية والعقارات المقدَّسة بذريعة أنها من أملاك الغائبين، وهي وسيلة من وسائل التعجيل بمخططات تهويد القدس في حسابات الاحتلال الإسرائيلي.
هل لمستم أي موقف عربي معارض لعمليات التهويد؟
مع شديد الأسف فإن مواقف المعارضة العربية الرسمية لتهويد القدس باتت ضعيفة، لدرجة أنها باتت أضعف من بيانات الشجب والاستنكار، وما تقدمه الجهات العربية الرسمية لمنع تهويد القدس لا يرتقي إلى مستوى الحدث، ففي الوقت الذي ينفق فيه الاحتلال الإسرائيلي مليارات الدولارات كل عام لتهويد القدس، فإن ما تنفقه الجهات العربية الرسمية لا يتجاوز عشرات الملايين كل عام، وما نراه من مشاريع كثيرة كانت ولا تزال تقف في وجه تهويد القدس، فإن معظم هذه المشاريع تقوم على أكتاف مؤسسات أهلية وتبرعات شعبية من الأمة المسلمة والعالم العربي.
هل يمكن التعويل على الدول العربية أو السلطة الفلسطينية في إمكانية اتخاذ أي خطوة في المحافل الدولية من أجل حماية القدس أو دعمها أو تمكينها من مواجهة الاستيطان والتهويد؟
أنا شخصياً على قناعة تزداد يوماً بعد يوم بأننا إن انتظرنا خيراً من المحافل الدولية فستضيع القدس وسيضيع المسجد الأقصى؛ لأننا نعيش في مرحلة من عمر البشرية لا تحترم إلا صاحب الحق القوي، وقد تحترم الباطل إن كان قوياً؛ ولذلك فلا بد من تجديد الدور الذي قاد إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى أكثر من مرة في تاريخنا الإسلامي، وهذا الدور لن يتجدد إلا إذا التقت إرادة الحكام مع إرادة العلماء مع إرادة الشعوب، وشكَّلت إرادة واحدة صادقة، واتخذت من تحرير القدس والمسجد الأقصى غاية في مسيرتها.
كيف تنظرون إلى مخطط برافر الصهيوني، وما الخطوات العملية التي ستتخذونها من أجل التصدي له؟
هو مخطط استيطاني شرير يسعى إلى مصادرة مساحة أرض تزيد على 800 ألف دونم، وهي آخر ما تبقى من أرض لأهلنا في النقب، وإذا تمَّ تنفيذ هذا المخطط فستقع كارثة؛ لأنه سيؤدي إلى تدمير قرابة 40 قرية فلسطينية في النقب، وسيؤدي إلى ترحيل عشرات الآلاف من أهلنا، وليس أمامنا إلا مواجهة هذا المخطط بكل أدواتنا النضالية الشعبية بلا تراجع ولا استسلام.
هل تعتقدون أن المفاوضات شكَّلت غطاءً للاحتلال الصهيوني من أجل التمادي في عمليات التهويد، وما الخيارات البديلة عنها لديكم؟
مع الأسف، فإن المفاوضات تحوّلت إلى (حصان طروادة) في سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي والظلم الإسرائيلي، وحين فتح سقفها واصل المشروع الصهيوني تهويد الضفة الغربية وتهويد القدس، وها هو يحاول تنفيذ «مخطط برافر» وبناء «هيكل» باطل على حساب المسجد الأقصى؛ ولذلك فلا بد من إعادة ملف القضية الفلسطينية إلى القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والإرادة الشعبية الفلسطينية، والإبقاء على عنصر المقاومة وإلغاء التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، مع ضرورة التمسك بكل ثوابت القضية الفلسطينية وكل أبعادها الإسلامية والعربية والفلسطينية.
هل يقوم المقدسيون بالدور الواجب القيام به لمناهضة ومواجهة عمليات التهويد، وهل هذا يتناسب مع خطورتها، وكيف تقيّمون هذا الدور؟
هناك معادلة يجب أن يدركها كل مسلم وكل عربي وكل فلسطيني في العالم، ومفاد هذه المعادلة أن صمود المقدسيين في القدس يعني الحفاظ على حقنا الإسلامي العربي الفلسطيني في القدس، وإذا أردنا من المقدسيين أن يؤدوا هذا الدور بجدارة، فلا بد من دعمهم مالياً وإعلامياً وسياسياً وشعبياً، وكل هذه الأشكال من الدعم متاحة، وأرجو من الأمة المسلمة والعالم العربي أن يدركا أنه لا يجوز شرعاً ولا عرفاً ولا عروبة تركهم لوحدهم في المعركة.
في أي اتجاه تسير الخطوات والسياسات الصهيونية التهويدية في مدينة القدس وفي أراضي الـ 48؟
أؤكد ما قلته في سياق أجوبتي السابقة، وألفت الانتباه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يطمع في الوصول إلى مدينة «قدس» لا وجود فيها إلا للاحتلال الإسرائيلي. وألفت الانتباه إلى أن المشروع الصهيوني قد بات يصرّح علانية على لسان قياداته، بأن فلسطينيي أراضي الـ 48 يشكلون خطراً استراتيجياً على المشروع الصهيوني، وهذا يعني أن في جعبة المؤسسة الإسرائيلية مخططات تستهدف ترحيل فلسطينيي الـ 48 بواسطة أساليب خبيثة مختلفة تتناسب مع كل مرحلة وفق حسابات هذه المؤسسة الإسرائيلية.
كيف تنظرون إلى مستقبل القدس في ضوء الإجراءات الاستيطانية والتهويدية في العام الجاري؟
أنا متفائل جداً؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على القدس هو احتلال باطل بلا سيادة ولا شرعية؛ ولذلك فإنْ ملك القوة فهو لا يملك الحق، وإنْ ملك السيطرة فهو لا يملك البقاء، وهو إلى زوال قريب بإذن الله تعالى.
ما رسالتكم إلى الشعوب والحكام العرب؟
من خلال مجلتكم الغراء لا يسعني إلا أن أقول للحكام والعلماء والشعوب، إن كل ذرة تراب في القدس تستغيث بكم وتصيح «وا إسلاماه»، وإن كل حجر في المسجد الأقصى يستصرخ همتكم الإسلامية ونخوتكم العربية وينتظر منكم مسيرة عمرية وعزيمة صلاحية، وإن أهلنا في القدس وأكنافها ينتظرون يوماً قريباً يستقبلونكم فيه في رحاب القدس وقد زال الاحتلال الإسرائيلي عنها.
المصدر:
مجلة البيان
وأضاف صلاح أن انتظار الخير من المحافل الدولية سيؤدي إلى ضياع القدس والمسجد الأقصى؛ «لأننا نعيش في مرحلة من عمر البشرية لا تحترم إلا صاحب الحق القوي، وقد تحترم الباطل إن كان قوياً»، مضيفاً أنه لا بد من «تجديد الدور الذي قاد إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى أكثر من مرة في تاريخنا الإسلامي».
وفيما يلي نص الحوار:
ماذا يعني إدخال الشمعدان التلمودي إلى الأقصى، وأين تكمن مخاطر هذا الأمر؟
هو من ضمن الطقوس الدينية التي حاول المحتلون «الإسرائيليون» أن يقوموا بها خلال اقتحاماتهم العدوانية للمسجد الأقصى، بهدف تكريس حق ديني باطل لليهود في المسجد الأقصى، ثم المطالبة بعد ذلك – وفق مخططاتهم – بتقسيم زماني للمسجد الأقصى، ثم تقسيم مكاني، ثم بناء هيكل أسطوري مزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
لماذا يعتبر المقدسيون أن قانون الاستفتاء شرعنة للاحتلال؟
أيُّ استفتاء؟ فهو مرفوض من أصله؛ لأنه صادر عن احتلال، وما قام على باطل فهو باطل.
إلى أين وصلت عمليات تهجير السكان المقدسيين، وكيف تتعاملون مع هذه الأمور؟
الاحتلال الإسرائيلي يواصل سعيه المحموم لتهويد القدس، إلى جانب عدوانيته المتواصلة على المسجد الأقصى، وإن أخطر ما في مخططاته الرامية لتهويد القدس، فرض تطهير عرقي تدريجي على الأهل المقدسيين؛ ولذلك يسعى الاحتلال الإسرائيلي اليوم إلى مصادرة أوسع مساحة من أرض القدس، إلى جانب مصادرة أكبر عدد ممكن من البيوت المقدسية، إلى جانب التضييق على الأهل المقدسيين ومنعهم من بناء بيوت جديدة في القدس، بهدف أن يصل الاحتلال الإسرائيلي – وفق مخططاته التي أعلنها - إلى تهويد كليّ للقدس القديمة حتى عام 2020م، بمعنى أن لا يبقى فيها إلا الاحتلال الإسرائيلي، ثم تهويد كليّ لكل القدس حتى عام 2050م، وبذلك يستفرد بالقدس والمسجد الأقصى. وما نعمله في المقابل هو تبنّي كل مشروع من شأنه أن يدعم بقاء الأهل المقدسيين في أرضهم وبيوتهم ومقدساتهم في القدس، ولقد أقمنا من أجل ذلك مؤسسة بعنوان (مؤسسة القدس للتنمية)، تعمل جاهدة وفق هذه الاستراتيجية.
كيف تنظرون إلى مخططات تهويد الأماكن الأثرية والدينية، وكيف تتصدّون لها؟
هي محاولة شريرة من الاحتلال الإسرائيلي لسرقة الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي في القدس، والعمل في نفس الوقت على تهويد هذه الأماكن المقدسة والأثرية بهدف فرض حضارة وتاريخ يهوديين عليها، وبهدف تدمير كل الشواهد التي تؤكد إسلامية القدس. ولخطورة هذا الموقف فقد أقمنا مؤسسة بعنوان (مؤسسة الأقصى للوقف والتراث)، تعمل على إعمار المساجد القديمة حتى لا تتعرَّض للطمس الإسرائيلي الممنهج، ولنا في ذلك مشوار طويل بدأ منذ سنوات طويلة، إلى جانب فضح أي محاولة اعتداء احتلالية إسرائيلية على الأماكن الأثرية.
كيف تنظرون إلى سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه مصادرة الأراضي والسيطرة على أملاك الغائبين في القدس؟
سعي الاحتلال الإسرائيلي المحموم لمصادرة أكبر عدد ممكن من أراضي المقدسيين، هو جزء لا يتجزأ من مخطط تهويد القدس، والإصرار على وضع اليد الاحتلالية الإسرائيلية على أكبر عدد ممكن من البيوت المقدسية والعقارات المقدَّسة بذريعة أنها من أملاك الغائبين، وهي وسيلة من وسائل التعجيل بمخططات تهويد القدس في حسابات الاحتلال الإسرائيلي.
هل لمستم أي موقف عربي معارض لعمليات التهويد؟
مع شديد الأسف فإن مواقف المعارضة العربية الرسمية لتهويد القدس باتت ضعيفة، لدرجة أنها باتت أضعف من بيانات الشجب والاستنكار، وما تقدمه الجهات العربية الرسمية لمنع تهويد القدس لا يرتقي إلى مستوى الحدث، ففي الوقت الذي ينفق فيه الاحتلال الإسرائيلي مليارات الدولارات كل عام لتهويد القدس، فإن ما تنفقه الجهات العربية الرسمية لا يتجاوز عشرات الملايين كل عام، وما نراه من مشاريع كثيرة كانت ولا تزال تقف في وجه تهويد القدس، فإن معظم هذه المشاريع تقوم على أكتاف مؤسسات أهلية وتبرعات شعبية من الأمة المسلمة والعالم العربي.
هل يمكن التعويل على الدول العربية أو السلطة الفلسطينية في إمكانية اتخاذ أي خطوة في المحافل الدولية من أجل حماية القدس أو دعمها أو تمكينها من مواجهة الاستيطان والتهويد؟
أنا شخصياً على قناعة تزداد يوماً بعد يوم بأننا إن انتظرنا خيراً من المحافل الدولية فستضيع القدس وسيضيع المسجد الأقصى؛ لأننا نعيش في مرحلة من عمر البشرية لا تحترم إلا صاحب الحق القوي، وقد تحترم الباطل إن كان قوياً؛ ولذلك فلا بد من تجديد الدور الذي قاد إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى أكثر من مرة في تاريخنا الإسلامي، وهذا الدور لن يتجدد إلا إذا التقت إرادة الحكام مع إرادة العلماء مع إرادة الشعوب، وشكَّلت إرادة واحدة صادقة، واتخذت من تحرير القدس والمسجد الأقصى غاية في مسيرتها.
كيف تنظرون إلى مخطط برافر الصهيوني، وما الخطوات العملية التي ستتخذونها من أجل التصدي له؟
هو مخطط استيطاني شرير يسعى إلى مصادرة مساحة أرض تزيد على 800 ألف دونم، وهي آخر ما تبقى من أرض لأهلنا في النقب، وإذا تمَّ تنفيذ هذا المخطط فستقع كارثة؛ لأنه سيؤدي إلى تدمير قرابة 40 قرية فلسطينية في النقب، وسيؤدي إلى ترحيل عشرات الآلاف من أهلنا، وليس أمامنا إلا مواجهة هذا المخطط بكل أدواتنا النضالية الشعبية بلا تراجع ولا استسلام.
هل تعتقدون أن المفاوضات شكَّلت غطاءً للاحتلال الصهيوني من أجل التمادي في عمليات التهويد، وما الخيارات البديلة عنها لديكم؟
مع الأسف، فإن المفاوضات تحوّلت إلى (حصان طروادة) في سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي والظلم الإسرائيلي، وحين فتح سقفها واصل المشروع الصهيوني تهويد الضفة الغربية وتهويد القدس، وها هو يحاول تنفيذ «مخطط برافر» وبناء «هيكل» باطل على حساب المسجد الأقصى؛ ولذلك فلا بد من إعادة ملف القضية الفلسطينية إلى القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والإرادة الشعبية الفلسطينية، والإبقاء على عنصر المقاومة وإلغاء التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، مع ضرورة التمسك بكل ثوابت القضية الفلسطينية وكل أبعادها الإسلامية والعربية والفلسطينية.
هل يقوم المقدسيون بالدور الواجب القيام به لمناهضة ومواجهة عمليات التهويد، وهل هذا يتناسب مع خطورتها، وكيف تقيّمون هذا الدور؟
هناك معادلة يجب أن يدركها كل مسلم وكل عربي وكل فلسطيني في العالم، ومفاد هذه المعادلة أن صمود المقدسيين في القدس يعني الحفاظ على حقنا الإسلامي العربي الفلسطيني في القدس، وإذا أردنا من المقدسيين أن يؤدوا هذا الدور بجدارة، فلا بد من دعمهم مالياً وإعلامياً وسياسياً وشعبياً، وكل هذه الأشكال من الدعم متاحة، وأرجو من الأمة المسلمة والعالم العربي أن يدركا أنه لا يجوز شرعاً ولا عرفاً ولا عروبة تركهم لوحدهم في المعركة.
في أي اتجاه تسير الخطوات والسياسات الصهيونية التهويدية في مدينة القدس وفي أراضي الـ 48؟
أؤكد ما قلته في سياق أجوبتي السابقة، وألفت الانتباه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يطمع في الوصول إلى مدينة «قدس» لا وجود فيها إلا للاحتلال الإسرائيلي. وألفت الانتباه إلى أن المشروع الصهيوني قد بات يصرّح علانية على لسان قياداته، بأن فلسطينيي أراضي الـ 48 يشكلون خطراً استراتيجياً على المشروع الصهيوني، وهذا يعني أن في جعبة المؤسسة الإسرائيلية مخططات تستهدف ترحيل فلسطينيي الـ 48 بواسطة أساليب خبيثة مختلفة تتناسب مع كل مرحلة وفق حسابات هذه المؤسسة الإسرائيلية.
كيف تنظرون إلى مستقبل القدس في ضوء الإجراءات الاستيطانية والتهويدية في العام الجاري؟
أنا متفائل جداً؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على القدس هو احتلال باطل بلا سيادة ولا شرعية؛ ولذلك فإنْ ملك القوة فهو لا يملك الحق، وإنْ ملك السيطرة فهو لا يملك البقاء، وهو إلى زوال قريب بإذن الله تعالى.
ما رسالتكم إلى الشعوب والحكام العرب؟
من خلال مجلتكم الغراء لا يسعني إلا أن أقول للحكام والعلماء والشعوب، إن كل ذرة تراب في القدس تستغيث بكم وتصيح «وا إسلاماه»، وإن كل حجر في المسجد الأقصى يستصرخ همتكم الإسلامية ونخوتكم العربية وينتظر منكم مسيرة عمرية وعزيمة صلاحية، وإن أهلنا في القدس وأكنافها ينتظرون يوماً قريباً يستقبلونكم فيه في رحاب القدس وقد زال الاحتلال الإسرائيلي عنها.
المصدر:
مجلة البيان