حوار/ عبدالله المنيفي
قال نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد قحطان إن الإصلاح ساهم بفاعلية في كل الحوارات والنقاشات بمؤتمر الحوار الوطني، وأن أعضاء مكون الإصلاح ادوا دورهم الذي يقدرون عليه.
وأضاف –في حوار أجرته صحيفة الصحوة الأسبوعية- ’’كان لنا بعض الاعتراضات ولكنا كنا دائماً نغلب التوافق، ونعتبر أن التوافق الوطني هو البداية الحقيقية لبناء يمن جديد، لأنه لا يمكن أن تبني يمن جديد في ظل شروخ في المجتمع، وبالتالي وضعنا هذا نصب أعيننا’’.
وأكد قحطان أن الإصلاح حاول أن يؤدي دوره بما يخدم مصالح الشعب وبناء اليمن الجديد، كعهد قطعه على نفسه.
وتطرق قحطان إلى قضايا الحوار الوطني، وما تتطلبه المرحلة القادمة، وهي المرحلة التي تعقب الحوار الوطني، كما تحدث عن دور الإصلاح ومستقبل اللقاء المشترك.
نص الحوار:
حـوار/ عبدالله المنيفي
* بداية وأنتم تنتهون اليوم من مؤتمر الحوار الوطني هل بإمكان أبناء الشعب اليمني أن يعلقوا آمالاً عريضة أنهم سيصلون إلى بناء الدولة التي ينشدونها وتحقق لهم الأمن والاستقرار؟
- اعتقد أن النظر إلى أهداف وتطلعات شباب الثورة الشعبية السلمية الذين خرجوا في ساحات وميادين الحرية والتغيير استطيع أن أقول أن انتخاب الرئيس هادي والجرعة الأولى من هيكلة الجيش يمثل ما يمكن أن نسميه المحطة الأولى من تحقيق أهداف الثورة وهي نقل السلطة وبإكمال مؤتمر الحوار تكون قد تحققت المحطة الثانية أو الجولة الثانية من أهداف الثورة وتبقى المحطة القادمة وهي تحويل الخارطة الرائعة التي رسمها مؤتمر الحوار لليمن الجديد، تحويلها إلى واقع ويجب أن تظل هذه عملية نضالية ويجب أن يستمر الشباب في حالة الأهبة والاستعداد فهم وحدهم الحارس الأمين على أهداف ثورة فبراير.
* لكن الأهم هي المرحلة المتبقية وهي الفيصل في تحقيق الأهداف الثورة.
- نعم هي مهمة ولكن بقدر يساوي أن يتفق الناس على الرؤية النظرية، نحن نتحاور ونتفق على خارطة المستقبل ونحن أشبه بمن قرروا أن يبنوا سكناً لهم واستحضروا المهندسين ورسموا الخرائط واتفقوا عليها، ستبقى عملية التنفيذ تواجه صعوبات لا شك لكنها صعوبات لا تثير خلافات جذرية، لأن الخارطة واضحة، وأستطيع أن أقول بشكل واضح في هذا اليوم الذي نختتم فيه أعمال مؤتمر الحوار أن المنتصر الوحيد في هذه العملية هو الشعب اليمني بكل ما تحمله الكلمة من معني، وعندما أقول للشعب اليمني يعني أنه لم يكن انتصاراً لحزب ولا لفئة ولا لجهة إنما للشعب اليمني، واتجوز القول وبالأخص شباب اليمن الذين يتطلعون إلى يمن جديد.
* لا شك أنها واجهت معوقات ومعرقلات سواء داخل مؤتمر الحوار أو على المستوى العام، كيف تم مواجهة هذه العراقيل والتغلب عليها؟
- الحقيقة يستطيع الواحد أن يقول أن الرئيس عبدربه منصور هادي هو الذي حمل العبْ الأكبر في صد لا أقول المعوقات، ولكن وجهت صواعق تدميرية نحو المؤتمر فتصدى لها بنحره وصدها، وايضاً تصدى لحالة الخلاف والانقسام وبذل جهود مضنية للوصول إلى وفاق، ويحضرني في هذا المقام أيضاً أن اتحدث عن هيئة الرئاسة والأمانة العامة وفي رأسها الدكتور أحمد بن مبارك، وهو بذلك جهود مضنية وكان له دور كبير في نجاح المؤتمر وأدى دور يشكر عليه، هيئة الرئاسة الذين هم نواب الرئيس كلهم بذلوا جهد وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن اتذكر المواقف الرائعة والجميلة للأستاذ ياسين سعيد نعمان، ونحن في هيئة الرئاسة كل واحد يمثل أطراف لكن بذلنا جهود معقولة للوصول إلى الوفاق، ايضاً الدور الرائع الذي قام به الأستاذ جمال بنعمر كان ربما حامي الظهر وهو المؤتمر من خلال عصاة المجتمع الدولي التي رُفعت في وجه عوائق كثيرة أريد لها أن تقوض المؤتمر، شكراُ له وشكراً لفريقه أيضاً الذين قدموا خبرات فنية واثروا المؤتمر بكثير من التجارب للبلدان وصابر الاستاذ جمال وثابر وأدى دوره بمحبة للشعب اليمني.
* لكنه تعرض أيضاً لحملة إعلامية على خلفية مهمته.
- تعرض وهذا يحدث عندما تكون مصد، عندما تكون مصد يعني أن يصد مثل هذا، واستطيع أقول أن الدكتور عبدالكريم الارياني يستحق أن يُشاد بذكره بدرجة أساسية، ويمكن أن يأتي هو بدرجة ثانية بعد الرئيس في أدواره القيمة، بفارق لأن الرئيس كان عليه مصاعب كثيرة تلقاها، الرئيس دفع مصائب وعالج مصاعب، وعموماً أعضاء مؤتمر الحوار في الجملة رجالاً ونساء كانوا رائعين وفي النهاية الكل أبدى حرص على نجاح المؤتمر.
* السؤال المطروح اليوم هو: كيف سيتمكن الرئيس والحكومة من إيجاد أرض صلبة يمكن من خلالها أو عليها تطبيق مخرجات الحوار الوطني؟
- القوى أو المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تشكل منها المؤتمر، أعني الأحزاب السياسية والشباب ومنظمات المجتمع المدني والمرأة يجب أن يشكلوا اصطفاف وطني متين للمستقبل، هذه الخارطة لا نستطيع أن نبني اليمن الجديد في ضوئها إلا باصطفاف وطني يلتف حول مخرجات المؤتمر كبرنامج يتبناه الجميع كلٌ من موقعه وبالتالي يمكن أن نجري انتخابات أو استفتاء، ولكن يجب في دورتين انتخابيتين قادمتين إلا أن نعلي من شأن التوافق الوطني، وستكمن الحكمة اذا توفقنا كيمنيين إذا استطعنا أن نجمع بين التنافس وصيغ التوافق.
* في موضوع التوافق.. ما هو الوضع الدستوري والقانوني للجنة التوفيق التي سيستمر عملها بعد انتهاء مؤتمر الحوار؟
- هذا حُدد في الوثيقة بوضوح.
* ألا يعتبر عملها تعارض مع عمل الحكومة أو يؤدي إلى تعدد سلطات؟
- لا.. الحكومة عملها شيء واللجنة شيء آخر، هذه الهيئة المنبثقة ستكون مؤتمر وطني مصغر يتابع تحويل مخرجات مؤتمر الحوار، أو الموجهات الدستورية من مخرجات المؤتمر إلى الدستور، ويتابع تنفيذ العملية ويشكل حالة رقابة، وتكون هذه الهيئة هي الحارس الذي لا يسمح بالتلاعب بمخرجات الحوار أو الانتقاص منها أو الروغان في تنفيذها حتى تنشأ المؤسسات للدولة الجديدة الاتحادية.
* من أهم القضايا الشائكة التي كانت تمثل أهمية كبرى أمام مؤتمر الحوار هي القضية الجنوبية والتي توصل المؤتمر إلى حلها أخيراً عبر وثيقة الحلول والضمانات.. هل حل الدولة الاتحادية وهو الأبرز يلبي تطلعات ومطالب الشارع الجنوبي؟
- استطيع القول بكل ثقة بأن الوثيقة التي تقدم بها الفريق المصغر المنبثق عن فريق القضية الجنوبية، تقدم بحل، وكانت الأمم المتحدة حاضرة في كل الاجتماعات وكذلك الخبراء الدوليين حاضرين في كل الاجتماعات، لكنهم تحاوروا وتناقشوا في الفريق المصغر، وتوصلنا إلى وثيقة استطيع أن الخصها بعبارتين موجزتين، أقول أنها انصفت الجنوبيين وحفظت كيان اليمن الموحد ولكن وحدة بشكل جديد في ثوب دولة اتحادية، وحتى بعد ذلك ما قيل عنها أنها تكرس الانفصال، هذا غير صحيح، وحتى العبارات التي كانت موهمة إذا الواحد يركب نظارة سوداء أو ينظر للأمور بمنظار ليس فيه حسن نية حتى في هذه الحالة جاء البيان الرئاسي والذي صوت عليه المؤتمر بالإجماع، يقطع أي تشككات حول بعض العبارات، اعتقد أنها كانت خطوة رائعة وإذا قارنتها بوثيقة العهد والاتفاق يمكن القول أن هذه قدمت ضمانات حقيقية لأبناء الجنوب، هي ليست منة ولكن ضمانات لحقوقهم كشركاء في هذا الوطن وانصفت لبعض ممارسات الماضي، واعتقد أنها قامت على معادلة انصاف الجنوب والحفاظ على الوحدة وكانت رائعة، وادعوا كل اليمنيين أن يتحولوا إلى دافعين بقوة لتنفيذ هذه مخرجات مؤتمر الحوار كلها، وبالذات مخرجات القضية الجنوبية.
* ايضاً هناك من اعتبر بعض النقاط في الوثيقة اخلال بمبدأ العدالة والمواطنة المتساوية.
- ليس هناك اخلال، جرى الحديث عن فترة مؤقتة تعمل تميز محدد مقابل تهميش سابق محدد، نحن هنا عندما تريد أن تعطي من يسارك ليمينك، تعطي من يدك لرئتك، الجنوب هو رئتنا التي نتنفس من خلالها ونتجه للخارج، بالإضافة إلى إقليم تهامة، أنا أقول أن إقليم تهامة أُنصف من خلال الشكل الجديد للدولة، وكل المناطق إن شاء الله، وأنا لا استطيع أن افهم لماذا وكأننا أعطينا ذلك لأفريقيا الوسطى، هؤلاء شركاء في المعادلة الوطنية وينصفوا لبعض الوقت، وكنت اتمنى وكنت أقول أنه مثلما تولى الحكم سبعة عشر سنة طرف شمالي، فنعطي للجنوب سبعة عشر سنة ثم نرجع إلى التداول الديمقراطي، لكن الأخوة ممثلي الجنوب قالوا لا داعي لذلك، وعدد منهم أصدقاء قالوا هذا القدر من الانصاف كافي، لكنهم قالوا نحن ايضاً لدينا مخاوف من النكث ولذلك أقول أنا نفسي ويجب أن يكون هذا قول كل اصلاحي وكل مواطن وكل عضو بمؤتمر الحوار رقيب على سلامة التنفيذ ولا نسمح بأن يُغدر بأي منطقة، فما حصل في الثورات السابقة أن بعض المناطق غُدر بها كما حصل حتى لتعز وغيرها، فاليمن في هذا الظرف كانت أفضل لحظاتها استعداداً لبناء دولة مدنية تقوم على قاعدة المواطنة المتساوية، ولكن طبعاً عندما تضع أول مدماك تجد اشكالات لكن طالما ونحن متفقون على الخارطة نستطيع حصر الاختلال ونعيد ضبط البوصلة وسيكون هذا سهل وهذه نظرية واضحة.
* وماذا عن البعد الدولي، أعني ما يخص بدور مجلس الأمن ورعاة المبادرة؟
- أنا أريد أن أنوه ايضاً بأنه كان لمجلس الأمن ومواقف الدول الراعية أيضاً دور أساسي في نجاح مؤتمر الحوار، وسفراء الدول العشر بذلوا جهوداً رائعة، سواء من سافروا وحل محلهم آخرون أو من لا يزالون في أعمالهم الجميع يستحقون الشكر على ما بذلوه.
* فيما يتعلق باللجنة التي سيشكلها رئيس الجمهورية لتقسيم الأقاليم، متى سيتم تشكيلها لتباشر مهامها؟
- هذا أمر نحن كمؤتمر فوضنا الرئيس والمؤتمر صوت على التفويض بالغالبية الكبرى وبالتالي الكرة في مرمى رئيس الجمهورية وكلنا نثق به، هو إن شاء الله لن ينظر إلا إلى ما فيه الخير للشعب اليمني.
* أيضاً من القضايا ذات الأهمية الكبيرة في مؤتمر الحوار هي قضية صعدة، وخرج المؤتمر بمخرجات تهدف لحل القضية بدءً بإيقاف المواجهات ونزع السلاح وصولاً إلى بسط سيطرة الدولة، هل من سقف زمني لتنفيذ هذه المهام؟
- أولاً عندما تُذكر صعدة في هذا الظرف ابتداءً اعبر عن اقصى الإدانة الشديدة والاستنكار لهذا الحادث الارهابي الاجرامي الذي استهدف الدكتور أحمد شرف الدين، الذي كان سيفه قلمه ولسانه، كان استهداف بصورة بشعة وتنم عن ما يُكن لمستقبل اليمن من أخطار وما يمكن أن يواجه ويعترض عملية بناء اليمن الجديد وفق الخارطة التي اقرها المؤتمر، اكتفي بهذه الادانة ونترك أي تعليقات في هذا المقام اعتقد يجب أن نصمت على الأقل أربعين يوماً، وما حدث من استهداف الدكتور أحمد شرف الدين هي رسالة الإرهاب إلى كل صاحب قلم ورأي.
* وماذا تحقق لشباب الثورة من مطالب من خلال الحوار، خصوصاً مطلب تشكيل اللجنة الخاصة بانتهاكات 2011 وموضوع العزل السياسي مقابل الحصانة؟
- أولاً دعني أقول أن على الشباب أن يدركوا أن هذا المؤتمر ونجاحه هو نجاح لهم، بعيداً عن التفاصيل الصغيرة، وعندما يرجع الناس إلى الاستراتيجية التي أنت نزلت إلى الساحة وحددته فهذه نعمة وخير كبير بالنسبة للشباب، والمطالب الأخرى ستتحقق، وموضوع الحصانة نحن كمكون سياسي وقع على المبادرة الخليجية نتعهد أننا ملتزمون بها، وهندنا طرح كإصلاح ولكن نقول أن الحصانة تعني أن الانسان يبعد عن المواقع الرسمية والحزبية وبالإمكان هنا –وسأتجنب استخدام كلمة المخلوع- أقول باستطاعة الرئيس السابق على عبدالله صالح أن يهتبل انهاء مؤتمر الحوار ويعتبره فرصة ليفتح مع نفسه ومع شعب حكمه 33سنة صفحة جديدة، يستطيع بكل بساطة أن يعتزل العمل الرسمي والحزبي وحتى السياسي ليظل رمز وطني للجميع، لا تزال لديه هذه الفرصة وأرجو أن لا يصدق الذين يهتفون له بغير هذا، فالزمن لا ترجع عقاربه إلى الوراء.
* وهل تتوقع أن يقتنص صالح هذه الفرصة؟
- اتمنى.
* في موضوع حكومة الوفاق الوطني، هناك حديث عن إجراء تغيير حكومي أو بعض التعديلات، من خلال مخرجات مؤتمر الحوار ما الذي سيتم بهذا الشأن؟
- نعتقد أن المؤتمر رأى أن يُناط هذا الأمر بالأخ الرئيس لأنه هو المتصدر للعملية وتنعكس أخطاء الوزراء في النهاية عليه، الشعب ينظر في النهاية لرئيس انتخبه، فهو بحكم صلاحياته الدستورية يستطيع أن يغير ويبدل بما يؤدي إلى مؤشرين: بما يحقق تحسين الأداء وتقديم خدمات مطلوبة للشعب، وبما يحقق بنفس الوقت الشراكة الوطنية، فعلى فخامة الرئيس أن يضع نصب عينيه هذا الأمر.
* وهل سيظل أداء سواء هذه الحكومة -أو حكومة جديدة- محكوماً بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؟
- مخرجات المؤتمر حددت هذا بوضوح، وما عمله المؤتمر وما أقره هو يعتبر أيضاً في إطار المبادرة الخليجية لأنه جاء على أساسها، وما أقره المؤتمر سيظل يعتبر من المبادرة حتى يتم بناء السلطات الجديدة.
* ما تقييمك أنت لأداء حكومة الوفاق؟
- الحكومة لا شك أنها جاءت في ظروف صعبة ولكن كان يمكن أن يكون أداءها أفضل من الأداء الحالي، وعندما تقرأ لأي كاتب من أساتذة العلوم السياسية عن الحكومات الائتلافية، هي عادة تكون ضعيفة، لكن مع ذلك ممكن يكون الأداء أفضل مما جرى، ونأمل أنه من خلال هذا التفويض الذي منحه مؤتمر الحوار الوطني لرئيسه رئيس الجمهورية يمكن أن يصبح الأداء أفضل، لكن كما قال الأخ الرئيس اليوم، قال أنا تسلمت عاصمة المتارس فيها في كل شارع، وبنك ليس فيه رواتب موظفين، وأنا على الأقل كشخص اطلعت على بعض محاولاته واتصالاته الخارجية في البحث عن تمويل للرواتب، وهو صاحب الإباء الكبير ومع ذلك كان يتحمل الشيء الكثير من أجل شعبه.
* كان أمام الحكومة وما يزال هاجسان هما: الوضع الأمني والوضع الاقتصادي، هل هناك أمل في تحسنهما خلال الأيام القادمة، خصوصاً أن مؤتمر الحوار الوطني وضع معالجات لذلك؟
- إن شاء الله، أنا اعتبر أن جزء من رهانات الاطراف التي كانت تراهن على فشل مؤتمر الحوار وبالتالي فشل العملية السياسية، وقد أثبت العزيمة أولئك المراهنين، ونحن بحاجة كيمنيين أن نجعل نصب أعيننا الوقوف في وجه في كل خارج عن القانون بما في ذلك الارهابيين.
* كيف تعامل الإصلاح مع قضايا الحوار الوطني؟
- نحن ساهمنا بفاعلية في كل الحوارات والنقاشات وادينا دورنا الذي نقدر عليه، ولا أريد أن نمدح أنفسنا، واترك هذا للآخرين ليتحدثوا وللتاريخ.
* هل كان للإصلاح اعتراضات على بعض القضايا كبقية المكونات التي كانت لها اعتراضات ووصلت إلى حد الانسحاب أو التعليق، لماذا لم يبد الإصلاح أي اعتراض؟
- كان لنا بعض الاعتراضات ولكنا كنا دائماً نغلب التوافق، ونعتبر أن التوافق الوطني هو البداية الحقيقية لبناء يمن جديد، لأنه لا يمكن أن تبني يمن جديد في ظل شروخ في المجتمع، وبالتالي وضعنا هذا نصب أعيننا، وابتداءً نحن قررنا أنه ليس عندنا أجندة خاصة، ولا أريد أن أطيل الحديث عن دور الإصلاح، لكنا حاولنا أن نؤدي دورنا بما يخدم مصالح هذا الشعب ويخدم بناء اليمن الجديد، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا وسنستمر فيه ليس فقط في مؤتمر الحوار؛ ولكن نحن نعتقد أن الروح التي سادت في مؤتمر الحوار يجب أن تسود في المجتمع. على الإصلاح وقواعد الإصلاح أن يمدوا جسور الشراكة باتجاهين: الاتجاه الأول تدعيم اللقاء المشترك وتطوير تجربته، والاتجاه الثاني اقامة شراكة مجتمعية، فهناك شباب مستقلون كانوا رائعين وكان أداؤهم ممتاز، أنا لا أريد أذكر أسماء لكن هناك كثير منهم حازوا الاعجاب ويستحقون التقدير، وهناك منظمات أيضاً، فالأمر يتطلب اقامة شراكة، وأنا أهيب بالإصلاحيين أن يمدوا جسور التواصل لشراكة مجتمعية واسعة، بالإضافة إلى تقوية عرى الشراكة في إطار اللقاء المشترك.
* ما يلاحظ أن اللقاء المشترك دخل مؤتمر الحوار برؤى مختلفة وكان قد قدم في 2005 رؤية موحدة هي مشروع الإنقاذ الوطني، لماذا لم يحدث هذه الرؤية لتكون رؤية موحدة له في الحوار.
- أنا أقول أن 90% من هذه الرؤية تبنيناها في الحوار بشكل غير منسق، ولكن جاء خروج هنا وهناك عندها في هذا الحد.
* لكن يبدو أن وضع المشترك ليوم ليس كما يجب وأنه يعاني ضعف ومن يرى أن عرى المشترك تتفكك.. كيف يبدو الأمر؟
- اعتقد أن المرحلة القادمة تتطلب شراكة وطنية يمتد أفقها إلى ما هو أوسع من اللقاء المشترك، أولاً يجب أن نجعل الشراكة المجتمعية ديدننا، بمعنى أنه لا يوجد حزب ينطوي على نفسه، سواء في الأشكال الانتخابية التي ستأتي محلية أو اقليمية أو وطنية اتحادية، أو في مختلف المناشط، يجب أن نتعلم كيف نشرك بعضنا البعض في القرار، جيل الشباب القادم هو الذي سيتحمل المسئولية، وأنا خرجت من هذه التجربة التي جرت من بداية الثورة وحتى انعقاد المؤتمر وحتى اختتام أعماله، بقناعة تامة أن شبابنا شباب اليمن من مختلف الاتجاهات يحملون مقدرة وكفاءة ويجب على الأطر السياسية القديمة أن تنفتح وتشرك الشباب والمرأة ايضاً، هاتان شريحتان في المجتمع يجب أن يكون لهم دور كبير في المستقبل، يجب أن تكون هناك شراكة اجتماعية معهم، لا يكفي فقط الانضمام إلى الحزب.
* وهل بدأ الإصلاح يسير بهذا الاتجاه؟
- أنا اخاطب شباب الإصلاح أنه لا يكفي الانضمام إلى الحزب، ولكن تكون الشراكة المجتمعية هي الأساس ويجب أن يكون للروابط المجتمعية دور في بناء الأطر وفي القرار اللامركزي، القرار على مستوى الإقليم، يعني لا يتحول إلى نوع من الأثرة، وهذا مهم وعندما تنظر في التجربة الديمقراطية الغربية على سبيل المثال مراكز البحث المتخصصة شريكة فعلاً في القرار السياسي في كثير من البلدان الديمقراطية، ومختلف الأشكال المجتمعية المجتمع شريك أساسي في القرار، فلا يعتبر في الديمقراطية أن صاحب الأغلبية هو الذي يتحكم في القرار، وانما صاحب الأغلبية يقود القرار، هذا في فترة ما بعد التوافق، يقود القرار ولكن أيضاً لا يستأثر به.
* ما دور الإصلاح في التأسيس لتمكين الشباب والمرأة؟
- هذا نداء اطلقه عبر الصحوة إلى كل أعضاء الإصلاح في مختلف المناطق أن يبدأوا بهذا المستوى من التفكير.
* نعود إلى المشترك.. هل ستعيدون تقييم التجربة وإعادة ترتيب الأوراق ليعود إلى فاعليته؟
- المشترك بالنسبة لنا خيار استراتيجي، وجميع مكونات المشترك مصممة وعازمة على تطوير التجربة، وايضاً على توسيعها.
* لكن هل هناك خارطة تحالف جديدة بعد الثورة السلمية ومؤتمر الحوار تفرضها المرحلة؟
- ليس بالضرورة خارطة تحالفات جديدة، نحن نعتبر المشترك تكتل وطني لكن التوافق الوطني المنشود هو ليس فقط بين مكونات المشترك، ولكن مع مكونات المجتمع ومع المكونات السياسية الأخرى، المرحلة القادمة تتطلب قدراً من التوافق بين مختلف المكونات بما فيها المؤتمر وحلفاؤه، يعني لا بد أن يكون هناك قدراً من التوافق بين الكتلتين الكبيرتين المشترك وشركاؤه والمؤتمر وحلفاؤه.
* وداخل المشترك وشركاؤه هلا لا يزال التوافق كما كان من قبل؟
- نحن متفقين على تطوير والوسائل والأساليب والآليات بما يتناسب مع الوضع الجديد والمرحلة القادمة.
* بعد الحوار الوطني وما سبقه إلى أين وصلت العملية السياسية اليوم وما الذي انجزته؟
- أنا تكلمت عن هذا في البداية أنه بنجاح أعمال المؤتمر انتقلنا من المحطة الثانية إلى المحطة الثالثة وهي تحويل المخرجات النظرية إلى عمل بدءً بتحويلها إلى دستور، وبعد ذلك إلى برنامج عمل للحكومات القادمة الإقليمية والاتحادية وكل ذلك، وهذه عملية ليست سهلة وتحتاج إلى قدر من التوافق.
* ما الذي تود أن تضيفه في هذا الحوار؟
- ادعوا جميع الذين يمكن أن تصلهم الصحوة وكل أبناء الشعب، إلى أن نفكر بروح متفائلة للمستقبل، ولكن في نفس الوقت أن ندرك مدى حاجتنا للاصطفاف الوطني لنتمكن من بناء دولة، ليست دولة هذا الطرف أو ذاك، ولا هذه الجهة أو تلك، ولكن دولة الجميع، لقد وقف اليمنيون أجمعون واجتمعوا حول طاولة واحدة وهم يمثلون جميع اليمن جهات واتجاهات، وبالتالي هذه المخرجات يجب أن ننظر لها أنها حقنا جميعاً، وعندما نقول حقنا جميعاً بمعنى انها تعبر عن المستوى الوسطي لتطلعاتنا جميعاً، لأنه إذا كنت أريد حقي أنا وحدي هذا لا يمكن، أو ذلك يريد حقه وحده لا يمكن، هي حقنا جمعياً لأنها عبرت عن مستوى وسطي لتطلعاتنا، كلنا موجودين فيها، ولكن موجودين بنقص، وهذا طبيعة العمل المشترك، هو تنازل كما يقال، العمل الجماعي المشترك يعني الإرادات الناقصة أما إذا تريد ’’قلايتي وإلا الديك’’ تجلس وحدك في شعب، وهذا هو بعض معاني الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وسلم ’’إذا رأيت هوىً متبع ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك ودع عنك أمر العوام’’ يعني إذا الواحد يريد لا يمشي إلا على هواه ويعجب برأيه فقط أنه ليس هناك عمل جماعي أو مشترك، وبلغة السياسة يعني لا توجد في هذه الحالة جماعة سياسية أو جماعة وطنية بالمعنى السياسي المتداول.
*الإصلاح نت
قال نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد قحطان إن الإصلاح ساهم بفاعلية في كل الحوارات والنقاشات بمؤتمر الحوار الوطني، وأن أعضاء مكون الإصلاح ادوا دورهم الذي يقدرون عليه.
وأضاف –في حوار أجرته صحيفة الصحوة الأسبوعية- ’’كان لنا بعض الاعتراضات ولكنا كنا دائماً نغلب التوافق، ونعتبر أن التوافق الوطني هو البداية الحقيقية لبناء يمن جديد، لأنه لا يمكن أن تبني يمن جديد في ظل شروخ في المجتمع، وبالتالي وضعنا هذا نصب أعيننا’’.
وأكد قحطان أن الإصلاح حاول أن يؤدي دوره بما يخدم مصالح الشعب وبناء اليمن الجديد، كعهد قطعه على نفسه.
وتطرق قحطان إلى قضايا الحوار الوطني، وما تتطلبه المرحلة القادمة، وهي المرحلة التي تعقب الحوار الوطني، كما تحدث عن دور الإصلاح ومستقبل اللقاء المشترك.
نص الحوار:
حـوار/ عبدالله المنيفي
* بداية وأنتم تنتهون اليوم من مؤتمر الحوار الوطني هل بإمكان أبناء الشعب اليمني أن يعلقوا آمالاً عريضة أنهم سيصلون إلى بناء الدولة التي ينشدونها وتحقق لهم الأمن والاستقرار؟
- اعتقد أن النظر إلى أهداف وتطلعات شباب الثورة الشعبية السلمية الذين خرجوا في ساحات وميادين الحرية والتغيير استطيع أن أقول أن انتخاب الرئيس هادي والجرعة الأولى من هيكلة الجيش يمثل ما يمكن أن نسميه المحطة الأولى من تحقيق أهداف الثورة وهي نقل السلطة وبإكمال مؤتمر الحوار تكون قد تحققت المحطة الثانية أو الجولة الثانية من أهداف الثورة وتبقى المحطة القادمة وهي تحويل الخارطة الرائعة التي رسمها مؤتمر الحوار لليمن الجديد، تحويلها إلى واقع ويجب أن تظل هذه عملية نضالية ويجب أن يستمر الشباب في حالة الأهبة والاستعداد فهم وحدهم الحارس الأمين على أهداف ثورة فبراير.
* لكن الأهم هي المرحلة المتبقية وهي الفيصل في تحقيق الأهداف الثورة.
- نعم هي مهمة ولكن بقدر يساوي أن يتفق الناس على الرؤية النظرية، نحن نتحاور ونتفق على خارطة المستقبل ونحن أشبه بمن قرروا أن يبنوا سكناً لهم واستحضروا المهندسين ورسموا الخرائط واتفقوا عليها، ستبقى عملية التنفيذ تواجه صعوبات لا شك لكنها صعوبات لا تثير خلافات جذرية، لأن الخارطة واضحة، وأستطيع أن أقول بشكل واضح في هذا اليوم الذي نختتم فيه أعمال مؤتمر الحوار أن المنتصر الوحيد في هذه العملية هو الشعب اليمني بكل ما تحمله الكلمة من معني، وعندما أقول للشعب اليمني يعني أنه لم يكن انتصاراً لحزب ولا لفئة ولا لجهة إنما للشعب اليمني، واتجوز القول وبالأخص شباب اليمن الذين يتطلعون إلى يمن جديد.
* لا شك أنها واجهت معوقات ومعرقلات سواء داخل مؤتمر الحوار أو على المستوى العام، كيف تم مواجهة هذه العراقيل والتغلب عليها؟
- الحقيقة يستطيع الواحد أن يقول أن الرئيس عبدربه منصور هادي هو الذي حمل العبْ الأكبر في صد لا أقول المعوقات، ولكن وجهت صواعق تدميرية نحو المؤتمر فتصدى لها بنحره وصدها، وايضاً تصدى لحالة الخلاف والانقسام وبذل جهود مضنية للوصول إلى وفاق، ويحضرني في هذا المقام أيضاً أن اتحدث عن هيئة الرئاسة والأمانة العامة وفي رأسها الدكتور أحمد بن مبارك، وهو بذلك جهود مضنية وكان له دور كبير في نجاح المؤتمر وأدى دور يشكر عليه، هيئة الرئاسة الذين هم نواب الرئيس كلهم بذلوا جهد وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن اتذكر المواقف الرائعة والجميلة للأستاذ ياسين سعيد نعمان، ونحن في هيئة الرئاسة كل واحد يمثل أطراف لكن بذلنا جهود معقولة للوصول إلى الوفاق، ايضاً الدور الرائع الذي قام به الأستاذ جمال بنعمر كان ربما حامي الظهر وهو المؤتمر من خلال عصاة المجتمع الدولي التي رُفعت في وجه عوائق كثيرة أريد لها أن تقوض المؤتمر، شكراُ له وشكراً لفريقه أيضاً الذين قدموا خبرات فنية واثروا المؤتمر بكثير من التجارب للبلدان وصابر الاستاذ جمال وثابر وأدى دوره بمحبة للشعب اليمني.
* لكنه تعرض أيضاً لحملة إعلامية على خلفية مهمته.
- تعرض وهذا يحدث عندما تكون مصد، عندما تكون مصد يعني أن يصد مثل هذا، واستطيع أقول أن الدكتور عبدالكريم الارياني يستحق أن يُشاد بذكره بدرجة أساسية، ويمكن أن يأتي هو بدرجة ثانية بعد الرئيس في أدواره القيمة، بفارق لأن الرئيس كان عليه مصاعب كثيرة تلقاها، الرئيس دفع مصائب وعالج مصاعب، وعموماً أعضاء مؤتمر الحوار في الجملة رجالاً ونساء كانوا رائعين وفي النهاية الكل أبدى حرص على نجاح المؤتمر.
* السؤال المطروح اليوم هو: كيف سيتمكن الرئيس والحكومة من إيجاد أرض صلبة يمكن من خلالها أو عليها تطبيق مخرجات الحوار الوطني؟
- القوى أو المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تشكل منها المؤتمر، أعني الأحزاب السياسية والشباب ومنظمات المجتمع المدني والمرأة يجب أن يشكلوا اصطفاف وطني متين للمستقبل، هذه الخارطة لا نستطيع أن نبني اليمن الجديد في ضوئها إلا باصطفاف وطني يلتف حول مخرجات المؤتمر كبرنامج يتبناه الجميع كلٌ من موقعه وبالتالي يمكن أن نجري انتخابات أو استفتاء، ولكن يجب في دورتين انتخابيتين قادمتين إلا أن نعلي من شأن التوافق الوطني، وستكمن الحكمة اذا توفقنا كيمنيين إذا استطعنا أن نجمع بين التنافس وصيغ التوافق.
* في موضوع التوافق.. ما هو الوضع الدستوري والقانوني للجنة التوفيق التي سيستمر عملها بعد انتهاء مؤتمر الحوار؟
- هذا حُدد في الوثيقة بوضوح.
* ألا يعتبر عملها تعارض مع عمل الحكومة أو يؤدي إلى تعدد سلطات؟
- لا.. الحكومة عملها شيء واللجنة شيء آخر، هذه الهيئة المنبثقة ستكون مؤتمر وطني مصغر يتابع تحويل مخرجات مؤتمر الحوار، أو الموجهات الدستورية من مخرجات المؤتمر إلى الدستور، ويتابع تنفيذ العملية ويشكل حالة رقابة، وتكون هذه الهيئة هي الحارس الذي لا يسمح بالتلاعب بمخرجات الحوار أو الانتقاص منها أو الروغان في تنفيذها حتى تنشأ المؤسسات للدولة الجديدة الاتحادية.
* من أهم القضايا الشائكة التي كانت تمثل أهمية كبرى أمام مؤتمر الحوار هي القضية الجنوبية والتي توصل المؤتمر إلى حلها أخيراً عبر وثيقة الحلول والضمانات.. هل حل الدولة الاتحادية وهو الأبرز يلبي تطلعات ومطالب الشارع الجنوبي؟
- استطيع القول بكل ثقة بأن الوثيقة التي تقدم بها الفريق المصغر المنبثق عن فريق القضية الجنوبية، تقدم بحل، وكانت الأمم المتحدة حاضرة في كل الاجتماعات وكذلك الخبراء الدوليين حاضرين في كل الاجتماعات، لكنهم تحاوروا وتناقشوا في الفريق المصغر، وتوصلنا إلى وثيقة استطيع أن الخصها بعبارتين موجزتين، أقول أنها انصفت الجنوبيين وحفظت كيان اليمن الموحد ولكن وحدة بشكل جديد في ثوب دولة اتحادية، وحتى بعد ذلك ما قيل عنها أنها تكرس الانفصال، هذا غير صحيح، وحتى العبارات التي كانت موهمة إذا الواحد يركب نظارة سوداء أو ينظر للأمور بمنظار ليس فيه حسن نية حتى في هذه الحالة جاء البيان الرئاسي والذي صوت عليه المؤتمر بالإجماع، يقطع أي تشككات حول بعض العبارات، اعتقد أنها كانت خطوة رائعة وإذا قارنتها بوثيقة العهد والاتفاق يمكن القول أن هذه قدمت ضمانات حقيقية لأبناء الجنوب، هي ليست منة ولكن ضمانات لحقوقهم كشركاء في هذا الوطن وانصفت لبعض ممارسات الماضي، واعتقد أنها قامت على معادلة انصاف الجنوب والحفاظ على الوحدة وكانت رائعة، وادعوا كل اليمنيين أن يتحولوا إلى دافعين بقوة لتنفيذ هذه مخرجات مؤتمر الحوار كلها، وبالذات مخرجات القضية الجنوبية.
* ايضاً هناك من اعتبر بعض النقاط في الوثيقة اخلال بمبدأ العدالة والمواطنة المتساوية.
- ليس هناك اخلال، جرى الحديث عن فترة مؤقتة تعمل تميز محدد مقابل تهميش سابق محدد، نحن هنا عندما تريد أن تعطي من يسارك ليمينك، تعطي من يدك لرئتك، الجنوب هو رئتنا التي نتنفس من خلالها ونتجه للخارج، بالإضافة إلى إقليم تهامة، أنا أقول أن إقليم تهامة أُنصف من خلال الشكل الجديد للدولة، وكل المناطق إن شاء الله، وأنا لا استطيع أن افهم لماذا وكأننا أعطينا ذلك لأفريقيا الوسطى، هؤلاء شركاء في المعادلة الوطنية وينصفوا لبعض الوقت، وكنت اتمنى وكنت أقول أنه مثلما تولى الحكم سبعة عشر سنة طرف شمالي، فنعطي للجنوب سبعة عشر سنة ثم نرجع إلى التداول الديمقراطي، لكن الأخوة ممثلي الجنوب قالوا لا داعي لذلك، وعدد منهم أصدقاء قالوا هذا القدر من الانصاف كافي، لكنهم قالوا نحن ايضاً لدينا مخاوف من النكث ولذلك أقول أنا نفسي ويجب أن يكون هذا قول كل اصلاحي وكل مواطن وكل عضو بمؤتمر الحوار رقيب على سلامة التنفيذ ولا نسمح بأن يُغدر بأي منطقة، فما حصل في الثورات السابقة أن بعض المناطق غُدر بها كما حصل حتى لتعز وغيرها، فاليمن في هذا الظرف كانت أفضل لحظاتها استعداداً لبناء دولة مدنية تقوم على قاعدة المواطنة المتساوية، ولكن طبعاً عندما تضع أول مدماك تجد اشكالات لكن طالما ونحن متفقون على الخارطة نستطيع حصر الاختلال ونعيد ضبط البوصلة وسيكون هذا سهل وهذه نظرية واضحة.
* وماذا عن البعد الدولي، أعني ما يخص بدور مجلس الأمن ورعاة المبادرة؟
- أنا أريد أن أنوه ايضاً بأنه كان لمجلس الأمن ومواقف الدول الراعية أيضاً دور أساسي في نجاح مؤتمر الحوار، وسفراء الدول العشر بذلوا جهوداً رائعة، سواء من سافروا وحل محلهم آخرون أو من لا يزالون في أعمالهم الجميع يستحقون الشكر على ما بذلوه.
* فيما يتعلق باللجنة التي سيشكلها رئيس الجمهورية لتقسيم الأقاليم، متى سيتم تشكيلها لتباشر مهامها؟
- هذا أمر نحن كمؤتمر فوضنا الرئيس والمؤتمر صوت على التفويض بالغالبية الكبرى وبالتالي الكرة في مرمى رئيس الجمهورية وكلنا نثق به، هو إن شاء الله لن ينظر إلا إلى ما فيه الخير للشعب اليمني.
* أيضاً من القضايا ذات الأهمية الكبيرة في مؤتمر الحوار هي قضية صعدة، وخرج المؤتمر بمخرجات تهدف لحل القضية بدءً بإيقاف المواجهات ونزع السلاح وصولاً إلى بسط سيطرة الدولة، هل من سقف زمني لتنفيذ هذه المهام؟
- أولاً عندما تُذكر صعدة في هذا الظرف ابتداءً اعبر عن اقصى الإدانة الشديدة والاستنكار لهذا الحادث الارهابي الاجرامي الذي استهدف الدكتور أحمد شرف الدين، الذي كان سيفه قلمه ولسانه، كان استهداف بصورة بشعة وتنم عن ما يُكن لمستقبل اليمن من أخطار وما يمكن أن يواجه ويعترض عملية بناء اليمن الجديد وفق الخارطة التي اقرها المؤتمر، اكتفي بهذه الادانة ونترك أي تعليقات في هذا المقام اعتقد يجب أن نصمت على الأقل أربعين يوماً، وما حدث من استهداف الدكتور أحمد شرف الدين هي رسالة الإرهاب إلى كل صاحب قلم ورأي.
* وماذا تحقق لشباب الثورة من مطالب من خلال الحوار، خصوصاً مطلب تشكيل اللجنة الخاصة بانتهاكات 2011 وموضوع العزل السياسي مقابل الحصانة؟
- أولاً دعني أقول أن على الشباب أن يدركوا أن هذا المؤتمر ونجاحه هو نجاح لهم، بعيداً عن التفاصيل الصغيرة، وعندما يرجع الناس إلى الاستراتيجية التي أنت نزلت إلى الساحة وحددته فهذه نعمة وخير كبير بالنسبة للشباب، والمطالب الأخرى ستتحقق، وموضوع الحصانة نحن كمكون سياسي وقع على المبادرة الخليجية نتعهد أننا ملتزمون بها، وهندنا طرح كإصلاح ولكن نقول أن الحصانة تعني أن الانسان يبعد عن المواقع الرسمية والحزبية وبالإمكان هنا –وسأتجنب استخدام كلمة المخلوع- أقول باستطاعة الرئيس السابق على عبدالله صالح أن يهتبل انهاء مؤتمر الحوار ويعتبره فرصة ليفتح مع نفسه ومع شعب حكمه 33سنة صفحة جديدة، يستطيع بكل بساطة أن يعتزل العمل الرسمي والحزبي وحتى السياسي ليظل رمز وطني للجميع، لا تزال لديه هذه الفرصة وأرجو أن لا يصدق الذين يهتفون له بغير هذا، فالزمن لا ترجع عقاربه إلى الوراء.
* وهل تتوقع أن يقتنص صالح هذه الفرصة؟
- اتمنى.
* في موضوع حكومة الوفاق الوطني، هناك حديث عن إجراء تغيير حكومي أو بعض التعديلات، من خلال مخرجات مؤتمر الحوار ما الذي سيتم بهذا الشأن؟
- نعتقد أن المؤتمر رأى أن يُناط هذا الأمر بالأخ الرئيس لأنه هو المتصدر للعملية وتنعكس أخطاء الوزراء في النهاية عليه، الشعب ينظر في النهاية لرئيس انتخبه، فهو بحكم صلاحياته الدستورية يستطيع أن يغير ويبدل بما يؤدي إلى مؤشرين: بما يحقق تحسين الأداء وتقديم خدمات مطلوبة للشعب، وبما يحقق بنفس الوقت الشراكة الوطنية، فعلى فخامة الرئيس أن يضع نصب عينيه هذا الأمر.
* وهل سيظل أداء سواء هذه الحكومة -أو حكومة جديدة- محكوماً بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؟
- مخرجات المؤتمر حددت هذا بوضوح، وما عمله المؤتمر وما أقره هو يعتبر أيضاً في إطار المبادرة الخليجية لأنه جاء على أساسها، وما أقره المؤتمر سيظل يعتبر من المبادرة حتى يتم بناء السلطات الجديدة.
* ما تقييمك أنت لأداء حكومة الوفاق؟
- الحكومة لا شك أنها جاءت في ظروف صعبة ولكن كان يمكن أن يكون أداءها أفضل من الأداء الحالي، وعندما تقرأ لأي كاتب من أساتذة العلوم السياسية عن الحكومات الائتلافية، هي عادة تكون ضعيفة، لكن مع ذلك ممكن يكون الأداء أفضل مما جرى، ونأمل أنه من خلال هذا التفويض الذي منحه مؤتمر الحوار الوطني لرئيسه رئيس الجمهورية يمكن أن يصبح الأداء أفضل، لكن كما قال الأخ الرئيس اليوم، قال أنا تسلمت عاصمة المتارس فيها في كل شارع، وبنك ليس فيه رواتب موظفين، وأنا على الأقل كشخص اطلعت على بعض محاولاته واتصالاته الخارجية في البحث عن تمويل للرواتب، وهو صاحب الإباء الكبير ومع ذلك كان يتحمل الشيء الكثير من أجل شعبه.
* كان أمام الحكومة وما يزال هاجسان هما: الوضع الأمني والوضع الاقتصادي، هل هناك أمل في تحسنهما خلال الأيام القادمة، خصوصاً أن مؤتمر الحوار الوطني وضع معالجات لذلك؟
- إن شاء الله، أنا اعتبر أن جزء من رهانات الاطراف التي كانت تراهن على فشل مؤتمر الحوار وبالتالي فشل العملية السياسية، وقد أثبت العزيمة أولئك المراهنين، ونحن بحاجة كيمنيين أن نجعل نصب أعيننا الوقوف في وجه في كل خارج عن القانون بما في ذلك الارهابيين.
* كيف تعامل الإصلاح مع قضايا الحوار الوطني؟
- نحن ساهمنا بفاعلية في كل الحوارات والنقاشات وادينا دورنا الذي نقدر عليه، ولا أريد أن نمدح أنفسنا، واترك هذا للآخرين ليتحدثوا وللتاريخ.
* هل كان للإصلاح اعتراضات على بعض القضايا كبقية المكونات التي كانت لها اعتراضات ووصلت إلى حد الانسحاب أو التعليق، لماذا لم يبد الإصلاح أي اعتراض؟
- كان لنا بعض الاعتراضات ولكنا كنا دائماً نغلب التوافق، ونعتبر أن التوافق الوطني هو البداية الحقيقية لبناء يمن جديد، لأنه لا يمكن أن تبني يمن جديد في ظل شروخ في المجتمع، وبالتالي وضعنا هذا نصب أعيننا، وابتداءً نحن قررنا أنه ليس عندنا أجندة خاصة، ولا أريد أن أطيل الحديث عن دور الإصلاح، لكنا حاولنا أن نؤدي دورنا بما يخدم مصالح هذا الشعب ويخدم بناء اليمن الجديد، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا وسنستمر فيه ليس فقط في مؤتمر الحوار؛ ولكن نحن نعتقد أن الروح التي سادت في مؤتمر الحوار يجب أن تسود في المجتمع. على الإصلاح وقواعد الإصلاح أن يمدوا جسور الشراكة باتجاهين: الاتجاه الأول تدعيم اللقاء المشترك وتطوير تجربته، والاتجاه الثاني اقامة شراكة مجتمعية، فهناك شباب مستقلون كانوا رائعين وكان أداؤهم ممتاز، أنا لا أريد أذكر أسماء لكن هناك كثير منهم حازوا الاعجاب ويستحقون التقدير، وهناك منظمات أيضاً، فالأمر يتطلب اقامة شراكة، وأنا أهيب بالإصلاحيين أن يمدوا جسور التواصل لشراكة مجتمعية واسعة، بالإضافة إلى تقوية عرى الشراكة في إطار اللقاء المشترك.
* ما يلاحظ أن اللقاء المشترك دخل مؤتمر الحوار برؤى مختلفة وكان قد قدم في 2005 رؤية موحدة هي مشروع الإنقاذ الوطني، لماذا لم يحدث هذه الرؤية لتكون رؤية موحدة له في الحوار.
- أنا أقول أن 90% من هذه الرؤية تبنيناها في الحوار بشكل غير منسق، ولكن جاء خروج هنا وهناك عندها في هذا الحد.
* لكن يبدو أن وضع المشترك ليوم ليس كما يجب وأنه يعاني ضعف ومن يرى أن عرى المشترك تتفكك.. كيف يبدو الأمر؟
- اعتقد أن المرحلة القادمة تتطلب شراكة وطنية يمتد أفقها إلى ما هو أوسع من اللقاء المشترك، أولاً يجب أن نجعل الشراكة المجتمعية ديدننا، بمعنى أنه لا يوجد حزب ينطوي على نفسه، سواء في الأشكال الانتخابية التي ستأتي محلية أو اقليمية أو وطنية اتحادية، أو في مختلف المناشط، يجب أن نتعلم كيف نشرك بعضنا البعض في القرار، جيل الشباب القادم هو الذي سيتحمل المسئولية، وأنا خرجت من هذه التجربة التي جرت من بداية الثورة وحتى انعقاد المؤتمر وحتى اختتام أعماله، بقناعة تامة أن شبابنا شباب اليمن من مختلف الاتجاهات يحملون مقدرة وكفاءة ويجب على الأطر السياسية القديمة أن تنفتح وتشرك الشباب والمرأة ايضاً، هاتان شريحتان في المجتمع يجب أن يكون لهم دور كبير في المستقبل، يجب أن تكون هناك شراكة اجتماعية معهم، لا يكفي فقط الانضمام إلى الحزب.
* وهل بدأ الإصلاح يسير بهذا الاتجاه؟
- أنا اخاطب شباب الإصلاح أنه لا يكفي الانضمام إلى الحزب، ولكن تكون الشراكة المجتمعية هي الأساس ويجب أن يكون للروابط المجتمعية دور في بناء الأطر وفي القرار اللامركزي، القرار على مستوى الإقليم، يعني لا يتحول إلى نوع من الأثرة، وهذا مهم وعندما تنظر في التجربة الديمقراطية الغربية على سبيل المثال مراكز البحث المتخصصة شريكة فعلاً في القرار السياسي في كثير من البلدان الديمقراطية، ومختلف الأشكال المجتمعية المجتمع شريك أساسي في القرار، فلا يعتبر في الديمقراطية أن صاحب الأغلبية هو الذي يتحكم في القرار، وانما صاحب الأغلبية يقود القرار، هذا في فترة ما بعد التوافق، يقود القرار ولكن أيضاً لا يستأثر به.
* ما دور الإصلاح في التأسيس لتمكين الشباب والمرأة؟
- هذا نداء اطلقه عبر الصحوة إلى كل أعضاء الإصلاح في مختلف المناطق أن يبدأوا بهذا المستوى من التفكير.
* نعود إلى المشترك.. هل ستعيدون تقييم التجربة وإعادة ترتيب الأوراق ليعود إلى فاعليته؟
- المشترك بالنسبة لنا خيار استراتيجي، وجميع مكونات المشترك مصممة وعازمة على تطوير التجربة، وايضاً على توسيعها.
* لكن هل هناك خارطة تحالف جديدة بعد الثورة السلمية ومؤتمر الحوار تفرضها المرحلة؟
- ليس بالضرورة خارطة تحالفات جديدة، نحن نعتبر المشترك تكتل وطني لكن التوافق الوطني المنشود هو ليس فقط بين مكونات المشترك، ولكن مع مكونات المجتمع ومع المكونات السياسية الأخرى، المرحلة القادمة تتطلب قدراً من التوافق بين مختلف المكونات بما فيها المؤتمر وحلفاؤه، يعني لا بد أن يكون هناك قدراً من التوافق بين الكتلتين الكبيرتين المشترك وشركاؤه والمؤتمر وحلفاؤه.
* وداخل المشترك وشركاؤه هلا لا يزال التوافق كما كان من قبل؟
- نحن متفقين على تطوير والوسائل والأساليب والآليات بما يتناسب مع الوضع الجديد والمرحلة القادمة.
* بعد الحوار الوطني وما سبقه إلى أين وصلت العملية السياسية اليوم وما الذي انجزته؟
- أنا تكلمت عن هذا في البداية أنه بنجاح أعمال المؤتمر انتقلنا من المحطة الثانية إلى المحطة الثالثة وهي تحويل المخرجات النظرية إلى عمل بدءً بتحويلها إلى دستور، وبعد ذلك إلى برنامج عمل للحكومات القادمة الإقليمية والاتحادية وكل ذلك، وهذه عملية ليست سهلة وتحتاج إلى قدر من التوافق.
* ما الذي تود أن تضيفه في هذا الحوار؟
- ادعوا جميع الذين يمكن أن تصلهم الصحوة وكل أبناء الشعب، إلى أن نفكر بروح متفائلة للمستقبل، ولكن في نفس الوقت أن ندرك مدى حاجتنا للاصطفاف الوطني لنتمكن من بناء دولة، ليست دولة هذا الطرف أو ذاك، ولا هذه الجهة أو تلك، ولكن دولة الجميع، لقد وقف اليمنيون أجمعون واجتمعوا حول طاولة واحدة وهم يمثلون جميع اليمن جهات واتجاهات، وبالتالي هذه المخرجات يجب أن ننظر لها أنها حقنا جميعاً، وعندما نقول حقنا جميعاً بمعنى انها تعبر عن المستوى الوسطي لتطلعاتنا جميعاً، لأنه إذا كنت أريد حقي أنا وحدي هذا لا يمكن، أو ذلك يريد حقه وحده لا يمكن، هي حقنا جمعياً لأنها عبرت عن مستوى وسطي لتطلعاتنا، كلنا موجودين فيها، ولكن موجودين بنقص، وهذا طبيعة العمل المشترك، هو تنازل كما يقال، العمل الجماعي المشترك يعني الإرادات الناقصة أما إذا تريد ’’قلايتي وإلا الديك’’ تجلس وحدك في شعب، وهذا هو بعض معاني الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وسلم ’’إذا رأيت هوىً متبع ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك ودع عنك أمر العوام’’ يعني إذا الواحد يريد لا يمشي إلا على هواه ويعجب برأيه فقط أنه ليس هناك عمل جماعي أو مشترك، وبلغة السياسة يعني لا توجد في هذه الحالة جماعة سياسية أو جماعة وطنية بالمعنى السياسي المتداول.
*الإصلاح نت