- الأربعاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2013 12:27 ص
نص الجزء الأول من مقابلة قناة معين مع الدكتور ياسين سعيد نعمان نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ..
معين: كيف وجدت بيان مجلس الأمن الأخير
د. ياسين: البيان كان حقيقة في حده الادنى يتوافق مع ما كان يجب ان يقوله مجلس الامن في اللحظة الراهنة خاصة وقد وصلنا الى منعطفات كثيرة فيما يخص الحوار الوطني، واعتقد انه قال اقل مما يجب ان يقال في هذه اللحظة وخاصة فيما يخص المعطلين ولكن اعتقد انها رسالة كافية للجميع، رسالة مضمونها ان المشاركة الدولية لا زالت مستمرة، وان على اليمنيين ان ينجزوا هذه المهمة التاريخية، التي من شأنها أن تحقق حلمهم في بناء الدولة، وان يتجاوزوا الصغائر التي تُزرع هنا وهناك، واجاب على أسئلة كثيرة فيما يخص المستقبل، فيما يخص ما بعد الحوار.
معين: مثل ماذا؟
د. ياسين: يعني عندما كنا نتحدث عن موضوع ما هو الحال بعد 21 فبراير 2014م، أعتقد أن مجلس الامن كان حريص كل الحرص على أن يفهم الجميع أن المرحلة الانتقالية ليست زمن، ولكنها ايضاً مهام، وإشارته الى هذه القضية كانت في غاية الدقة، ان المرحلة الإنتقالية لم تكن فقط مجرد سنتين، ولكن المرحلة الانتقالية مهام يجب ان تنجز حتى نضع اليمن على الطريق الصحيح الذي من شأنه فعلا أن يساعد في بناء الدولة.
معين: دكتور ياسين قلت لي ان بيان مجلس الامن كان اقل مما ينبغي ان يقال في هذا الراهن لكن ايضاً رأينا ردة الفعل قوية وعنيفة من المؤتمر الشعبي العام وهجمته على جمال بن عمر مجدداً وسمعنا ايضاً ان احزاب التحالف اختلفت ايضاً مع المؤتمر الشعبي العام في ردة الفعل هذه كيف تقيّم انت الأمرين؟
د. ياسين: هي حقيقة الاخوة في المؤتمر لم يقفوا هذا الموقف بعد قرار مجلس الأمن، ولكن وقفوا من قبل، ونذكر الحملة التي قادها البعض ضد جمال بن عمر لأنه هناك تجارب كثيرة التجربة البشرية معروفة دائماً، عندما أشعر انك ستقول كلام لغير صالحي لابد ان احولك الى خصم حتى تصبح في هذه الحالة شاتك مجروحة، ولا أدري من نصحهم ان يقوموا بهذا العمل، ام هي عادة، انه عندما وقف الاستاذ جمال بن عمر في أكثر من محطة وخاطب الجميع بمنطق واحد عن التعطيل ولم يوجه حديثه فقط للمؤتمر الشعبي العام ولكن للأحزاب والقوى والمكونات الأخرى، لكن الحساسية عند المؤتمر الشعبي العام بلغت ذروتها عندما أشار أن هناك تعطيل وخاصة في حديثه معهم، تعطيل يقوم على أساس الانسحابات المستمرة، تعليق العمل من قبل ممثلي المؤتمر الشعبي، فأراد البعض أن يحوله الى خصم، ولذلك انا اعتقد ان ذلك هي المعادلة فقط.
معين: نعود الى الداخل بشكل مركز سآخذ معك محطة محطة لو سمحت لي، انت نائب رئيس مؤتمر الحوار بالاضافة الى كونك الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني واحد ابرز قيادات اللقاء المشترك، مؤتمر الحوار يكثر الحديث عنه بين غمزٍ ولمز متهماً له انه ديكور سياسي كوافير مكياج ليس أكثر وبين من يقول انه ليس أكثر من غطاء لإتفاقات في الكواليس وبين ان اتفاقه او اختلافه لا يقدم ولا يؤخر هي اتفاقات مراكز النفوذ والقوى والتأثير في البلاد.. على وجه الدقة مؤتمر الحوار يا سيدي ما الذي يستطيع أن يخرج به وما الذي سيعجز عن ان يقدمه لليمن؟
د. ياسين: اولا انا احد نواب رئيس مؤتمر الحوار.. لكن دعني أقول لك أن الحوار في تقديري الشخصي بالمستوى الذي يجري الآن في اليمن هو عملية جديدة، كان الحوار في فترات سابقة يتم كما لو كان هبه للناس يتولاها الحاكم ويدعوا للحوار متى ما اراد ان يخرج من مأزق، وبعدين يشوف الحوار اذا كان لصالحة مشى فيه، واذا شاف ان الحوار او نتائجه على الاقل تطالبه بعمل ما، يشله ويحطه في الدرج، اليوم الحوار انا في تقديري ليس هبه من احد ولكنه يأتي كتعبير عن حاجة وطنية، حاجة شعبية، اشراك كافة المكونات السياسية والقوى السياسية والاجتماعية بما فيهم الشباب والمرأة والمجتمع المدني والاحزاب وغيرها هي دعوة الى أن يبدأ اليمنيون يفكروا في انتاج عقد اجتماعي جديد لدولة جديدة، بمعنى أن الدولة التي عشناها سواء في اليمن او في التجربة العربية كانت دائماً هي دولة الغلبة، تصنعها نخبه معينة وتفرض شروطها وطابعها وتقول للناس هذه الدولة اقبلوها كما هي، لم تقم الدولة العربية الحديثة على اساس العقد الاجتماعي بين القوى و....
معين مقاطعاً: الدستور؟
د. ياسين: العلاقات الاجتماعية قبل الدستور، الذي هي التوافقات الاجتماعية والسياسية على ماذا نورد في الدستور؟ انا اعتقد لأول مرة يخوض اليمنيون تجربة من هذا النوع، والفضل يعود الى ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير)، يعود الى الحراك السلمي في الجنوب، يعود الى الانتفاضة الشعبية العامة التي ضاقت من دولة الغلبة في مراحل مختلفة وانا اعتقد ان هذا النوع من العمل الذي يتم الان في اليمن بالتأكيد سيجد مقاومة، سيجد مقاومة من كل القوى التي ترفض الدولة لذلك هذا الهجوم المستمر من قبل البعض للأسف هو ناشئ عن شيئين اما ان هناك مصالح تشعر ان الحوار سيؤدي الى انتاج دولة تعيد ضبط هذه المصالح الاجتماعية بطريقة مختلفة عن حالة الفوضى التي انتجتها، او ان هناك ايضاً قوى تعيش في احباطات الماضي وتطرح السؤال ما الذي انتجته الحوارات السابقة؟ لكنها لا تطرح ما هو البديل؟ البديل في تقديري اذا لم يكن هناك حوار، فلا بد ان تأتي نخبة معينة تنتج دولة الغلبة من جديد، ولذلك انا اعتقد ان الحوار اليوم يتم في ظروف صعبة ومعقدة ومع ذلك انا أعتقد انه ينتج حالة موضوعية سياسية فكرية ذهنية جديدة من شأنها أن تساعد على إقامة هذه الدولة.
معين: في هذه الحالة سيدي الدكتور ياسين سعيد نعمان ما حجم التعقيد في مؤتمر الحوار ؟ إسمحلي كرماً ان اضعك أمام محددات وإحداثيات بدأتم في مؤتمر الحوار يا سيدي والحالة في صعده مستتبه، الآن هناك حرب في صعده.. الحالة في المحافظات الجنوبية كادت تستقيم، واذا بالغليان عاد من جديد.. الإخوة في الحراك الجنوبي إتضح انهم يفاوضون ولا يحاورون، الافق لمؤتمر الحوار يكاد يكون غير واضح.. فحجم التعقيد والى أين؟
د. ياسين: هناك شوف اولاً دعني اقول لك هناك تعقيدات ناشئة عن طبيعة الموضوعات التي يجري الحوار حولها وهذا طبيعي، لأنه عندما نتحدث عن حوار ستأتي الى قاعة الحوار قوى ومكونات مختلفة وأراء ومشاريع عديدة وبالتالي لابد أن تنشأ بدرجة رئيسية كثير من الرؤى المختلفة، لكن لاحظ في هذه النقطة حقيقة في كثير من القضايا ذات التعقيدات سواء كانت التعقيدات الوطنية، او التعقيدات الفكرية او السياسية لم يبدأ الحوار حولها مباشرة لكن بُدء بتقييم جذر المشكلة، يعني مثلاً في القضية الجنوبية، في قضية صعده، في قضايا أخرى بدأ الحوار يأخذ بدلا من الانتقال مباشرة الى النتائج الى الحلول، جرى أولاً استعراض طبيعة المشكلة، ايش المشكلة في صعدة؟ ماهي المشكلة في الجنوب؟ ماهي المشكلة هنا أو هناك؟ ما هو مفهوم الحكم الرشيد؟ هذا أخذ وقت طويل في تحليل جذر المشكلة ومحتواها، وانا أعتقد هذا الحوار كان فكري وسياسي وتاريخي مهم جداً، ووصل يكاد يكون الى قواسم مشتركة لفهم المشكلة، بعدها بدأ الحديث عن الحلول، انتقل الى الحلول لذلك التعقيدات جاءت من طبيعة المشكلات التي تراكمت خلال سنوات طويلة، اما التعقيدات الأخرى التي ليس لها صله بالموضوعات فهي كما قلت ناشئة عن مخاوف، مخاوف كثير من القوى التي ترى في نجاح الحوار سواء كان من يرى ان نجاح الحوار سيؤدي الى نهاية مرحلة تاريخية كاملة وخلاص يعني، جزء من هؤلاء يعتقد انه لا فشل الحوار سيعيده من جديد الى الحياة السياسية، وبالتالي من مصلحته أن يفشل الحوار، يخلق تعقيدات بتحالفات معينة من نوع ما، قوى أخرى طبعاً بدأت تثير قضية هذه الدولة المستتبة الجميلة الحلوة، وأن الحوار الآن يقوم على تقسيمها، على ارباك الدولة، وأين هي الدولة التي كانت مستقرة في هذا البلد؟
تفضلت بالقول أن صعده كانت مستقرة، صعده لم تكن مستقرة..
معين: لم تكن هناك على الأقل حرب بعد الحرب السادسة
د. ياسين: لا يعني أن المشكلة انتهت، المشكلة لا زالت كانت تحت الرماد وفي أي لحظة كان ممكن أن تنفجر، لا أحد يستطيع أن يقول لي أن مشكلة صعدة حُلِّت بمجرد انتهاء الحرب السادسة، كانت تتفاعل، وتتفاعل بشكل قوي ونعرف انه بعد الحرب السادسة جرت حروب جزئية كثيرة في كتاف وغيرها ، وكانت ربما أكثر شراسة من الحروب التي تمت من قبل الدولة على صعدة، في الجنوب نفس الشيء..
معين مقاطعاً: تقصد من قبل الدولة على جماعة الحوثيين؟
د. ياسين: انا أقول في صعدة، ما جرى في الجنوب نفس الشيء تفاعلت القضايا والاوضاع وضلت مستمرة وكانت في الحقيقة المشكلة الوطنية الاساسية التي في تقديري الشخصي جرى مؤتمر الحوار او قام من أجل إنجازها هي هذه القضية الوطنية المتعلقة بالقضية في الجنوب وغيرها من الحاجة الى الانتقال الى دولة عادلة لكل اليمنيين، لذلك لا يغرينا الوضع المستقر آنياً، في هذا البلد كان يجري - في تقديري الشخصي- وأجزم انه كانت تنتج ثقافة تفكيكية لليمن بشكل عام، وكان لابد من إستعادة الروح الوطنية تحت هذا المسمى الجديد الذي هو الحوار الوطني، لكي يأتي الناس الى هذا الحوار ويبحثوا عن جذر المشكلة وانا أعتقد انهم استطاعوا خلال الفترة الماضية بكل مخرجات الحوار التي تمت الى الآن البحث في جذور المشكلات التي عرضت ولكن انا في تقديري الحلول التي تمت حتى الآن لمعظم القضايا، كانت في مستوى المسئولية، وبقيت معانا قضايا أخرى سنتحدث عنها لاحقاً.
معين: طيب دكتور ياسين الآن مددتم لمؤتمر الحوار وبدأتم تتحدثون عن أن المهم ليس الزمن وانما القضايا والموضوعات والمهام الى متى سيتم التمديد لمؤتمر الحوار وكيف ترد على من يقول بأن التمديد لمؤتمر الحوار ما هو الاّ بروفه لتتهيأ اليمن ويتهيأ الشعب للتمديد للحكم وللرئيس عبد ربه منصور هادي.
د. ياسين: اولا دعني أقول لك أن كل حالة شك ينتجها أي كاتب أو مفكر هي صحيحة بمعنى أنه حالة الشك يجب أن تتحول الى رقابه مش الى تيئيس، انا مع من سيشكك، وهو ليس خاطئ في هذه الحالة، وعليه أن يقول أكثر من الكلام الذي قلته، بسبب تجاربنا الماضية، التجارب اللي عشناها حقيقة لم تنتج أي موقف ثابت تجاه أي قضية من القضايا، ولذلك لن يكون كاتب قارئ ممتاز لهذا الوضع ما لم يشكك ويجب أن يتحول الشك الى حالة من التحفيز ولفت النظر تجاه كل القضايا المطروحة، من حقه أن يقول لي لماذا التمديد؟ وعليك أن ترد عليه في هذه الحالة بما يقنعه.
معين: وما هو المقنع؟
د. ياسين: انا بقول لك.. بقول لك.. ولذلك اولاً هذه الحالة الأولى انا حقيقة لا أجد فيها ما يعيب لكن العيب أن تتحول الى حالة إحباط يجب أن يدور حوار موضوعي بين هذه الفئات الإجتماعية والسياسية والمثقفين بشكل واسع، انا اشعر الآن في ظل غياب هذا الحوار مع هذه الفئات، تتحول حالة التشكيك الى حالة من التيئيس، ولو لاحظت في حالة من الإحباط تكاد تكون الآن بدأت تسود كثير من الفئات الإجتماعية.
معين: خاصة يا دكتور اسمح لي اقاطعك لو سمحت لي هذه الملاحظة التي تقول عنها أن التشكيك ينتقل الى ربما تيئيس او ربما غمامة من الإحباط سببه انكم كما يرى البعض لم تحلوا مشكلة صعده، ولم تحلوا المشكلة الجنوبية، والاغتيالات زالت في الآونة الاخيرة، والبلد ضعيف وسيادتنا تبدو منتقصة لماذا...
د. ياسين مقاطعاً: اولا دعني افهَمَك.. نقطة نقطة.. انت تطرح أكثر من مشكله في وقت واحد..
معين: سنأتي اليهن جميعاً
د. ياسين: طيب.. لكن انا أقول اولاً الجانب الأول أنت أثرت موضوع التشكيك انا أقول انه ليست مشكلة وليست تهمة، بالعكس انا أقول انها يجب ان تتحول الى حالة رقابة على العملية السياسية بشكل عام لكن عندما أقول يجب أن يكون في قدر من الحوار الموضوعي مع كل هذه القوى والفئات لتعرف ما الذي يجري في مؤتمر الحوار الوطني، داخل مؤتمر الحوار انا اعتقد انه ورشة في غاية الأهمية، يعني هناك من يتحدث عن موفمبيك وان الناس يعني ...
معين مقاطعاً: في منتجع
د. ياسين: انا أعتقد انه تحول الى ورشة سياسية وفكرية لا يستهان بها بين كل القوى السياسية الحديثة بين الشباب انتاج حالة سياسية موضوعية في هذا البلد، قصة انتاج الحلول انا في تقديري طبعاً مهمة هذا الحوار طبعاً أن ينتج حلول، الآن لما نأخذ يعني بعض القضايا التي ظلت مثار خلاف حول مفهوم الدولة، حول مفهوم الحكم الرشيد، قضية صعده، جذر المشكلة في الجنوب ومحتواها، انا أعتقد تقدمنا خطوات كثيرة جداً للوصول الى فهم طبيعة المشكلة، الآن مثلاً قضية صعده أعتقد الورقة التي خرجت بها لجنة صعده او فريق صعده، انا أعتقد انها شكلّت حالة موضوعية متقدمة في فهم الوضع داخل صعده من الناحية التاريخية، السياسية، في اطار الدولة، نفس الشيء بما يتعلق بالموضوع في الجنوب، يعني الجذور وفهم محتوى المشكلة، الآن الانتقال الى مفهوم طبيعة الدولة ويجري الحديث عن دولة إتحادية مثلاً، مضمون الدولة الاتحادية مضمون....
معين مقاطعاً: اقاليمها؟
د.ياسين: سآتي للأقاليم.. يتحدث الناس عن مفهوم الحكم الرشيد ما هي شروط تولي الـ.... يعني في اشياء كثيرة في تقديري الشخصي جرى إنجازها وهي ليست هينة أن يتفق اليمنيون بمختلف مكوناتهم هو أفضل من أن تأتي نخبة تقول اقبلوا هذا الدستور، اقبلوا هذه الدولة، دولة الغلبة التي يحميها البندق ويحميها السلاح وتحميها بعض الأحيان العصبية القبلية او العصبية الحزبية نحن نريد دولة في هذه الحالة يحميها التوافق الوطني، التوافق الاجتماعي والسياسي وهذا الذي يدور الآن ولذلك انا اقول انه مؤتمر الحوار او الحوار كما جرى حتى اليوم بالرغم من التمديد كما يقال، في بعض البلدان يضل الحوار اربع سنوات خمس سنوات، نحن نريد أن ننجز كل شيء، راكمنا المشكلات على مدى قرون ونريد من مؤتمر الحوار أن يحلها خلال شهر او شهرين.
معين: انتم التزمتم لنا بسته أشهر
د. ياسين: حقيقة كان التفاؤل كبير ان يأتي الناس مستوعبين المسئولية، لكنهم لم يكونوا حقيقة مستوعبي حقيقة الركام الطويل من المشكلات التاريخية التي انتجتها الأنظمة السابقة، لدينا مشكلات حقيقية بكل معنى الكلمة، ولذلك انا أعتقد أن ما يجري الآن يجب أن لا يرهن او لا يجري رهنه على شهر او شهرين زياده او ناقص، هل نستطيع ان نصل الى دولة انتظرناها طويلاً؟ لا نبخلش عليها بشهر او شهرين، ولذلك انا أعتقد انه مؤتمر الحوار في الوقت الحاضر يسير بشكل.... ويمكن برزت هناك بعض الصعوبات، لكن هو المؤسسة الحديثة بين كل المؤسسات التي أنتجتها الأنظمة السابقة.
معين: كيف تفهم الحرب الدائرة في دماج اليوم؟ من أي زاوية تقرأها؟
د. ياسين: شوف اولاً لكل حادث مقدمات لا تستطيع أن تقرأ ما يجري في دماج اليوم بدون العودة الى التاريخ، وخليني أقول التاريخ القريب مش البعيد، انا لا أريد ان اتحدث عن التاريخ الموغل في الصراعات القديمة والذي يجري استحضاره بعض الأحيان على المائدة بدون أي مسوغ لا انساني ولا فكري ولا أي شيء، لكن مسوغ سياسي ومصلحي، دماج حقيقة وما يجري فيها او في صعدة بشكل عام أعتقد ان جزء منها لعبة سياسية، جرى إنتاج كثير من البؤر في هذا المجتمع لحماية النظام السياسي في مرحلة معينة وجرى توظيف - للأسف - ’’الفكر الديني’’ ولا أقول الدين، انا أقول الفكر الديني بمكوناته المختلفة، جرى توظيفه في الصراعات السياسية ولصالح أنظمة سياسية، شعر القائمون على النظام السياسي في مرحلة معينة انه لا أحد يستطيع أن يحمي كرسي النظام إلا بتفجير صراعات على قاعدة الفكر الديني في صيغته المذهبية او في صيغته التي ربما لم نصل اليها في اليمن وهي الصيغ الطائفية ذات البعد السياسي، عندما أخذت المذاهب يجري تفسيرها على قاعدة الحكم والسياسة، أخذت منحى طائفي، مع العلم انه في اليمن يفترض ان لا نتكلم ابداً عن الطائفية.
معين: لماذا؟
د. ياسين: اولاً الطائفية في اليمن محكومة بقاعدة جذرية، يعني جذرية ما يسمى بالأعراق، في اليمن نحن الحمد لله يعني لا تحكمنا هذه الاعراق، عندما يجري توظيفها على أساس صراعات عرقية، في اليمن غير موجودة، لكن جرى استغلال التنوع المذهبي في اليمن، والتنوع المذهبي طبيعي، لكن يجري توظيف التنوع المذهبي بإستحضار التاريخ والاحقية في الحكم، شفت كيف، وان كان بعض الأحيان لا يتم الحديث عنه، هذه المسألة حسمت يوم 26 سبتمبر نهائياً واتفقوا الناس على نظام جمهوري واتفقوا الناس على كذا، واتفقوا الناس فيما بعد على ان الديمقراطية هي الطريق لإنتاج المواطنة المتساوية بين الناس، وان كانت لم تتحقق بسبب طبيعة الأنظمة السائدة وجرى توظيفها من قبل الأنظمة نفسها وليس من قبل حملة المذاهب، جرى إنعاش الفكرة واستحضارها من داخل التاريخ لحماية النظام السياسي، لذلك انا أعتقد انه عندما نتحدث عن الصراع في صعدة او في غيرها، لابد ان يكون النظام السياسي المنتج لهذه المشكلة حاضر في العملية.
معين: طيب دكتور ياسين سعيد نعمان برأيك ماهي المصلحة لجماعة الحوثيين تحديداً من تفجير الوضع في دماج، وفي البداية طردوا اليهود، الطائفة اليهودية من داخل صعدة، واليوم يطردون كل من يخالف لهم، كيف اذا حكموا؟ سيطردون من؟ هل سيطردون الشعب اليمني؟ بمعنى آخر كيف انت كسياسي سواء قيادي في اللقاء المشترك نائب رئيس مؤتمر الحوار، كيف تقرأ ما يقوم به الحوثي من محاوله لطرد كل من يخالف في الرأي له في صعدة؟
د. ياسين: دعني أقول اولاً أن ما يجري في اليمن بشكل عام هو صراع مصالح ولم توجد حتى اليوم الدولة القادرة على ادارة هذه المصالح المتناقضة، لاحظ في اليمن اليوم تتسع الفجوة الكبيرة ما بين الغنى والفقر، قاعدة الفقر تتزايد بشكل سريع وبمعدلات اعلى من موارد البلاد، يعني موارد البلاد يذهب جزء رئيسي منها لطبقة بعينها، انا أرى أن هذه الطبقة التي استأثرت بموارد البلاد وإقتصادها هي وراء كل مشكلات هذا البلد، هي وراء مشكلة انتاج الحروب بصعدة، هي وراء مشكلة تحويل الوحدة في الجنوب الى مجرد هيكل خاوي بلا مضمون، هي وراء افساد الحياة السياسية والاجتماعية، داخل هذا البلد علينا ان نبحث عن من وراء كل هذه المشكلات.
معين: لا تستطيع ان تحدد وتشير بأصابع الاتهام
د. ياسين: انا اقول السياسة لا تتحرك بمعزل عن المصالح الإقتصادية والاجتماعية، هذه سياسة مثالية لذلك كل هذه الظواهر السياسية التي تنقلنا من حروب صعده الى مشاكل الجنوب الى مشاكل التناقضات المختلفة العنف وراءها طبقة اجتماعية استأثرت بثروة البلد وأصبحت تحرك كل هذه التناقضات لحماية هذه المصلحة، جاء نظام سياسي في مرحلة معينة وحماها واصبح جزء منها لكن لم يدرك هذا النظام في يوم من الايام انه يخدم هذه الطبقة التي ستثور عليه فيما بعد او ستتناقض معه في مرحلة معينة اصبح نظام سياسي لا يحمي مصلحة المجتمع وانما يحمي مصلحة طبقة معينة أصبحت هي التي تنتج الحكام وتدافع عنهم، انا لا استطيع ان افهم الوضع في صعده بمعزل عن هذا الموضوع اياً كان، لا استطيع ان اتحدث عن الحوثيون او غيرهم او...او...، أنا أفهم الصراع داخل المجتمع، في صعده هو نموذج لهذا الصراع الاجتماعي الذي حمّل النظام السياسي لصالح طبقة معينه، لذلك علينا أن نبحث ان وراء كل ظاهرة مصلحة اقتصادية كان يحميها نظام إجتماعي وتحول في يوم من الأيام الى شرطي لحماية مصالح هذه الطبقة، بعد ذلك تنوعت الصراعات وتعددت وأخذت شكل الصراع الذي يدور في صعده، الثورة التي نشأت في الجنوب في مواجهة تفريغ الوحدة من مضمونها، وايضاً التناقضات السياسية والاجتماعية التي نشأت في مختلف أنحاء اليمن، اذاً علينا ان نبحث عن المشكلة في هذا الجانب وليس بمعزل عن ذلك.
معين: طيب سلاح الحوثي في صعدة برأيك هل هو معادل مؤثر في استقرار الوطن بأكمله؟ ام تقرأه من زاوية أخرى؟
د. ياسين: من الذي سلم السلاح للحوثيين في صعدة؟
معين: من تقصد؟ النظام السابق؟ الرئيس علي عبدالله صالح السابق؟
د. ياسين: فتش عن هذا الموضوع، انا في تقديري الحروب التي تمت في صعدة بتلك الطريقة المشوهة وبتلك الطريقة التي اريد من خلالها اضعاف أجنحة النظام لبعضها البعض اوصلت الوضع الى هذا المستوى. ولذلك سواء كانوا الحوثيون او غيرهم، دولة تسلم سلاحها بهذه البساطة سواء كان مع الحوثيون او مع غيرهم من الناس، علينا ان نبحث المشكلة في اطارها وليس خارج الإطار، عندما نتوجه للبحث عن مشكلة انا في تقديري الشخصي هذه فروع، هذه مجرد فروع، اليوم السلاح الذي أخذ من الجنوب بعد حرب 94م فين راح؟ دبابات وطائرات وأسلحة ثقيلة، هل ذهب الى الدولة؟ لا استطيع أن أقول لك انه ذهب الى الدولة، الجزء الاساسي منه ذهب الى المتفيدين ولا زال في مخازنهم، هنا المشكلة، علينا أن نبحث... كان يفترض في هذه الحالة نظام اجتماعي نظام انتصر في الحرب في 94م ليش يسمح بتوزيع هذا السلاح بكل مستوياته الى قوى مختلفة، بإعتبار أن هذا حقها في...
معين: حصتها
د. ياسين: ايوه حصتها وبدأت في هذه الحالة تنشأ انه كل من حارب مع الدولة والا كذا أخذ نصيبه من السلاح، كان لابد ان يوجد نظام يحمي الدولة من نفسه اولاً من النظام نفسه، ويحميها ايضاً من المتفيدين، ولذلك دعني أقول اننا عندما نتحدث عن السلاح اليوم بهذا الشكل او ذاك لابد أن نذهب الى او نوجه سؤالنا بدرجة رئيسية الى الموقع الى المكان الصحيح، لماذا توزع السلاح منذ 94م وما قبلها سواء كان في صورة حروب، في صورة تجارة سلاح، في اشكال مختلفة من الحصول عليه، ولذلك لابد ان نبحث في هذه الحالة وانا اقول وكنت أقول دائماً، أن الذي أوصلنا الى هذا الوضع، وسنظل نواجه مشكلة حتى بعد مؤتمر الحوار، أن ياتي الى الحوار قوى لديها سلاح، ويأتي للحوار قوى سياسية لا يغطيها الا فكرها وموقفها السياسي، وهذه واحدة من العناصر الرئيسية التي لا أتوجه فيها باللوم الى احد، ولكن الى النظام السياسي الذي انتج هذا الوضع.
معين: طيب في الأخير هناك سلاح وجيش داخل الجيش ودولة داخل الدولة في الأخير الى أين يقودنا هذا المشهد؟
د. ياسين: هاااا، هنا السؤال.. الآن يفترض في هذه الحالة أن الجميع جاء الى الحوار.. صح؟ يعني...
معين : قدم في صعدة وقدم في مؤتمر الحوار يعني يد تمسك بالزناد ويد تحاور
د. ياسين: لا.. خلي حديثنا يكون موضوعي.. انا اقول انه نحن جميعاً إتفقنا على أهمية أن ننشئ دولة، هل تخلى المتحاربون عن حاجتهم الى الدولة؟ ايش الذي حصل؟ بعد ما تفجرت الأوضاع في دماج الجميع يقول فين الدولة؟ الجميع يبحث عن الدولة، لكن هل تركوا فرصة لهذه الدولة أن تكون حاضرة، بالعكس كلهم همشوا الدولة، وعندما احتاجوا اليها كلهم تنادوا وصاحوا فين الدولة؟ نحن اليوم بكل هذا العمل انا أعتقد الجميع أدرك، الذي معه سلاح والذي قد أثرى، والذي قد... الآن انا في تقديري الشخصي على الجميع أن يدرك انه لا يستطيع ان يستغني عن الدولة بأي صيغة من الصيغ، الذي أثرى يحتاج الى دولة قانون تحمي ثروته التي حصل عليها أيام الفوضى، والذي حصل على السلاح هو يعرف انه لا يستطيع ان يبقى هذا السلاح بحوزته إلا إذا أُمِّنْ من قبل دولة تحميه، نحن القاسم المشترك الأعظم بين كل هذه القوى ونحن ما نطرحه كقوى سياسية اليوم، انه انتم يا اصحاب السلاح و يا أصحاب الثروات لا تستكبروش على الدولة، ولا تستكبروا على القوى السياسية التي تريد أن تساعد وتبحث عن بناء الدولة لصالح الجميع، انا أعتقد هذا التوافق الى حدٍ ما استطيع ان اقول انه اليوم حاضر في الذهن حاضر في الوعي لكن نريد ان ننتقل من مجرد حضور في الوعي الى حضور مادي حقيقي بمعنى أن الدولة يجب أن تتحول من حاجة ذهنية في الوعي الى قوة مادية يشعر الجميع انهم في حاجة اليها وأن السلاح الذي كدسوه هنا وهناك والأموال التي حصلوا عليها هنا وهناك لن تستمر الا كوسيلة للمواجهات المستمرة الدموية التي نشأت الآن في كل مكان.
معين: يعني في الأخير اذا عادت الدولة الى قوتها وتماسكها ستنتهي هذه الاعراك في كل مناطق البلاد؟
د. ياسين: انا لا أستطيع أن أقول عادت، لأنه لم تكن في دولة، انا ما أقولش عادت انا اقول نحن الآن نريد دولة نتفق عليها بإعتبارها دولة ننتقل اليها من دولة الغلبة التي اوصلتنا الى هذا الوضع أياً كان معناها ومحتواها، الى الدولة التي نتوافق عليها جميعاً.
معين: المشهد في المحافظات الجنوبية كيف يبدو لك .. حجم المشكلة وتعقيداتها وأفق الحل؟
د. ياسين: انا أعتقد في الجنوب المشهد معقَّد، ويزداد التعقيد من ان النخب السياسية لم تستطع أن تنفذ الى قلب هذا المشهد لتقرأه من الداخل، هي تقرأه من الخارج، التردد الذي نلمسه اليوم لدى كثير من النخب السياسية في تقديم مشروع حل للقضية الجنوبية هو ناشئ عن قراءتها للمشهد من خارج المشهد نفسه، لكن دعني أقول أن المشهد من داخله معقد كثير، وكثير من المشاريع مطروحة في الجنوب بمختلف الألوان والإتجاهات، هناك مشاريع تستنهض هوية مختلفة للجنوب عن هويته اليمنية، وهي تشتغل بشكل - للأسف - يعني مفتوح ولا تجد مشروع وطني سياسي حقيقي في مواجهتها، تجد مراوغات، تجد بعض الأحيان تلويح بالقوة، وتلويح حقيقة بالوحدة في ظروف غير مفهومة، كلما تحدرك الناس في الجنوب لإصلاح الوضع، كلما جرى التلويح بالوحدة في وجههم من قبل...
معين مقاطعاً: كيف؟
د. ياسين: كيف؟ خذ من 94م، من 94م لم يسمع الناس في الجنوب حل لمشاكلهم غير ’’الوحدة خط احمر، سنقاتل من أجل الوحدة، الوحدة كذا، الوحدة مصير، الوحدة او الموت’’ يعني الناس يبحثوا عن حل، عن مشروع سياسي، لكن يصطدموا بهذه الشعارات الجوفاء التي ترفع، وهي في تقديري أكذوبة، أكذوبة بكل معنى الكلمة للأسف، البعض كذب على نفسه بأنه وحدوي، وصدق نفسه، لكنه لم يكن ينتج على الأرض غير الانفصال، وينتج هذه الروح التي تسود الآن في الجنوب، البحث عن هويات مختلفة، العودة الى ما قبل 67م، العودة الى الصراعات القديمة، هذا في تقديري الشخصي لم ينتجها الناس في الجنوب، أنتجتها الممارسات، ممارسات النظام وكثير من القوى التي رأت في الوحدة مجرد أداة لقمع الناس وتأديبهم.
معين: اسمح لي هنا بمقاطعتك دكتور ياسين، هناك عتب كبير عليك شخصياً وعلى الحزب الإشتراكي اليمني بأنكم حينما رأيتم الوضع يغلي في المحافظات الجنوبية، أو بدأ يتشكل غليانه، تركتم الساحة فارغة لبعض العناصر التي شحنت هذه الساحة بدعاوي الإنفصال، لماذا لم يملأ الحزب الإشتراكي ساحة الحراك؟ لماذا لم تنضموا للحراك أو ينضم الحراك لكم؟ او لم تنسقوا معاً اليس كذلك؟
د. ياسين: اولاً هذا مفهوم في تقديري الشخصي خاطئ، لم يكن الحزب الإشتراكي بعيد عن القضية الجنوبية منذ 94م بالرغم من كل الظروف التي مر فيها، الحزب الاشتراكي في 94م ، لكنه ظل حاضراً في الجنوب، بينما كان الآخرون يزرعون الإنفصال في الجنوب، لا أحد كان يدافع عن الوحدة غير الحزب الإشتراكي، بأشكال مختلفة يعني، الحزب الإشتراكي كان حاضر في الحراك، لكن انا كيف أستطيع أن أسوق هذه الوحدة التي أُخذت بمفهوم خاطئ لمضمونها بعد حرب 94م، أسوقها مع أعضائي وهو مطارد، مفصول من العمل، جائع ، مشرد، أجي أسوق له الوحدة التي ينتجها نظام..
معين: ضربه وفصله و... و...
د. ياسين: بالضبط.. لذلك نحن حقيقة لم نترك الساحة، نحن دافعنا عن الوحدة ولكن الوحدة التي كنا نرى فيها تحقيق العدالة بين الناس، المدّ الواسع داخل الجنوب حقيقة لم يكن بإمكان الحزب الإشتراكي - ولم نقبل أن نتصدره نحن في الحزب الإشتراكي - كان المدّ الواسع هو بسبب الممارسات الخاطئة، بسبب السياسة الخاطئة التي قمعت الجنوب وحولته الى مجرد ملحق وأرض بلا شعب، لذلك يخطئ من يقول أن الحزب الإشتراكي ترك الساحة، نحن بالعكس انا أعتقد لو لم يبقى الحزب الإشتراكي حاضر في المشهد السياسي سواء كان في اطار الحراك بدرجة رئيسية او غيره انا اعتقد لنحرت الوحدة بشكل نهائي حينها، لكن ظلينا نطرح سواء كان في اللقاء المشترك، مع... يعني بشكل او بآخر.
قدِّموا مشروع سياسي.. لكن للأسف لا النظام استجاب لرأي الحزب الاشتراكي.... طرحنا النقاط هذه التي تكلمنا عنها النقاط الـ12 من فترة مبكرة، طرحنا موضوع المصالحة الوطنية، طرحنا مسائل كثيرة جداً، لكن لم يستجاب لها، كان النصر حينها مخادع، القوى التي إعتقدت انها إنتصرت على الجنوب، وبالتالي لم تسمح لنفسها بمجرد التفكير في كيفية معالجة أوضاع الناس في الجنوب، لكن انا أعتقد أن الهوية التي ناضل الحزب الاشتراكي بالنسبة للجنوب وظل يناضل من اجلها، تحمل من أجلها الكثير من المشاق سواء في الجنوب - المتهم بتركه للجنوب - او من قبل النخب في الشمال التي قالت انه الحزب الاشتراكي لا زال انفصالي، الحزب الإشتراكي أخذ هذا الموقف...
معين: لم نسمع هذه العبارة في الشمال أن الحزب الإشتراكي إنفصالي
د. ياسين: سمعناها نحن، انتم ربما لم تسمع
معين: انا قارئ ومتابع
د. ياسين: وانا أسمعه اليوم
معين: حتى اليوم؟
د. ياسين: نعم.. لكن ذلك انا أقول لا يعنينا شيء، لا يعنينا في شيء، نحن كما قلت في الوقت الذي كانوا يزرعون فيه الإنفصال في الجنوب نحن الذين كنا ندافع عن الوحدة، ولكن مش وحدة النظام الذي دمر الوحدة بحرب 94م، الوحدة التي حملناها في كل تاريخ نضالنا السياسي، في الجنوب، على صعيد الجنوب، وعلى صعيد الشمال، الحزب الاشتراكي لم يتكون...
معين: حجم التعقيد في المحافظات الجنوبية؟
د. ياسين: انا أعتقد أن التعقيد لا زال مستمر حتى الآن، الناس كانوا ينظروا لمؤتمر الحوار الوطني بأنه القضية الرئيسية التي سيقف أمامها مؤتمر الحوار هي قضية الجنوب، كانت القضية الأولى بين موضوعات الحوار الوطني، لكنها لا زالت حتى اليوم متعثرة، الى اليوم لم نسمع أي مشروع سياسي يخاطب الناس في الجنوب، والله بالنسبة لنا الحل هو كذا، الحزب الوحيد الذي قدم مشروع هو الحزب الاشتراكي حتى الآن، وهو الذي يهاجَم، وتأتي النخب السياسية الآن والفكرية و.. و..الخ تناقش مشروع الحزب الاشتراكي وتنتقده لكنها لا تسأل أين مشاريع الأحزاب الأخرى حتى الآن؟ حالة اليأس انا في تقديري التي بدأت الآن...
معين: ما هو مشروع الحزب الاشتراكي لحل القضية الجنوبية؟
د. ياسين: مشروعه واضح .. دولة اتحادية من اقليمين بمواطنة يمنية وهوية يمنية واحدة، هذا هو مشروعنا المطروح اليوم لأننا ندرك طبيعة المشهد السياسي في الجنوب الذي لم تستطيع القوى الأخرى أن تذهب الى عمقه، كما ضلت تتعامل مع هذا الموضوع من خارجه.
معين: دكتور ياسين لو سمحت لي حين تتحدثون في الحزب الإشتراكي عن دولة وطنية من اقليمين، الا تعتقد سيدي أن الاقليمين في اطار الفيدرالية هو الشوط الاول نحو الانفصال
د. ياسين: ومتى كانت الوحدة الاندماجية طريق الى بقاء الوحدة؟ الم تكن الوحدة الاندماجية هي التي قادت الى هذا الوضع؟ الى انتاج حالة انفصال في الجنوب؟
معين: لم يعد عاقل في اليمن يتحدث عن أهمية الوحدة الاندماجية
د. ياسين: اذاً تمام كويس.. متى؟ بعد كم؟
معين : لكن...
د. ياسين مقاطعاً: اسمح لي بس بعد كم سنة؟ بعد حرب.. بعد عشرين سنة.. بعد أن فوتنا فرصة تاريخية كان من شأنها أن تنقذ الوحدة وتنقذ الناس وتنقذ اليمن من التفكك، يعني هل نحتاج الى عشرين سنة جديدة لكي نقول أن هذا المشروع او ذاك سينقذ البلد؟ طوال عشرين سنه كان عليهم أن يفكروا جميعاً في انقاذ اليمن وانقاذ الوحدة بطريقة مختلفة غير الاستناد الى مفاهيم تقليدية مدعومة بالقوة الذي جرى خلال عشرين سنة انه جربوا القوة بدرجة رئيسية، استحضروا تاريخ - للأسف - عقيم فيما يفهم بجزء ملحق بكذا... انا أقول الآن نحن طرحنا مشروع، انا لا اريد من أحد ان يناقشني في مشروعي من مفهوم الوحدة او الانفصال.
معين: لا اريد ان اناقشك من مفهوم آخر دكتور ياسين سعيد نعمان، مفهوم آخر هو ان الفيدرالية اصلاً في معنى من معانيها تكون مجدية حين يكون المركز أقوى من الأطراف، لكن اذا كانت الاطراف أقوى من المركز فهذا مقدمة للانفصال وبالتالي اقليمين...
د. ياسين مقاطعاً: ومتى كانت لدينا... الآن لا توجد لدينا لا قوة في الأطراف ولا قوة في المركز نحن الان نبحث عن دولة، هذه الدولة تقوم على قاعدة دولة اتحادية - هذه وجهة نظرنا - يكون فيها مركز في دولة وتكون في أقاليم، هذه الأقاليم تكون لديها القدرة، لديها القوة على ان تحفظ حقوق الناس في مواجهة مركز قادر على أن يدير هذه الاقاليم او الإقليمين. هذه المعادلة الآن...
معين: ما السبيل الى الاثنين معاً .. الا يبدو الامر الى حد ما صعباً او مستحيلاً؟
د. ياسين: ليش مستحيلاً؟ لماذا؟ يعني ليش مستحيل؟
معين: بالنظر انا لست من يحكم انا أتساءل بالنظر الى واقع مقدرات وحجم التعقيد في البلاد
د. ياسين: لا.. لا.. انا لا اراه مستحيلاً، انا أرى بالنسبة لي هو الحل الذي من شأنه ان يحفظ اليمن، ان ينتج معادلات سياسية بأطرافها المختلفة، انه الذي يستطيع في هذا الوضع ان توجد حكومة ودولة مركزية تدير اقليمين أكثر من ان تدير خمسة او سبعة، هذه وجهة نظرنا، الشيء الثاني لا ننسى أن في الجنوب مشاريع جاهزة للإنفصال، ولذلك هذه المشاريع، ما اقدرش أقول بمجرد أن أطرح اقليمين انها انتهت.. ستضل تقاوم هذا المشروع، لكن لما يكونوا الناس... القوى السياسية الأخرى مش قادرة الآن تفكر بأن المشروع المسوق الآن في الجنوب هو مشروع فك الارتباط او الانفصال، بأيش با تواجهه؟ بالقوة؟ جربنا القوة في 94م وانتجنا هذا الوضع، انا في تقديري الشخصي في حالة من التردد للأسف، وفي حالة من تسويق الوحدة - الذي بلا مضمون - في مواجهة جزء من الوطن، جنوب يتجه نحو الانفصال، هذا لا يريدوا الآخرون ان يفهموه، الآن يجري أعادة لملمة تحالف 94م - الوحدوي كما يقال - لإعادة انتاجه من جديد، بدلاً من أن نبحث عن مشروع سياسي لمواجهة الجنوب، الآن نعيد تحالف 94م لمواجهة الوضع في الجنوب باسم أن الوحدة خط أحمر واننا سنقاتل من اجل الوحدة هذا كلام فارغ، ولذلك انا اقول لا اجد امامي اليوم أي مشروع آخر مطروح سوى الحديث عن الانفصال.. أن هذا المشروع انفصالي.. أن هذا خطير.. طيب قول لي أيش مشروعك.. عشان افهم انا في هذه الحالة ان هذا المشروع.. يمكن بعد ذلك أقارنه بالمشروع الذي قدمه الحزب الاشتراكي لنصل في الأخير الى ما هو مفيد للجميع..
لكن انا لا اسمع الآن في الوقت الحاضر غير الاتهامات.. انه هذا المشروع انفصالي.. طيب ما الوضع الآن عمليا يتحرك الآن على الأرض هو مشروع انفصال.. انفصال في الجنوب وانفصال في الشمال.. (مع طبعاً الحراك الشمالي الآن). لذلك انا أقول ان حالة التفكيك العامة التي انتجتها ثقافة لم تكن مع المشروع الوطني، ولم تحميه الا بمشاريع عائلية مشاريع صغيرة مشاريع هنا وهناك هذا الوضع..
معين: نتيجة لغياب المشروع.. المشروع الكبير وهو مشروع الدولة
د. ياسين: نعم.. هذه الحالة التفكيكية هي التي انتجتها..
معين: طيب دكتور ياسين انا في آخر لحظات الحلقة هذه وسنكمل في الحلقة القادمة انشاء الله أو الجزء الثاني، دكتور ياسين اخواننا في الحراك في المحافظات الجنوبية لديكم في مؤتمر الحوار يفاوضون ولا يحاورون الى أين يمكن ان يصل هذا الأمر؟
د. ياسين: لا.. أولاً هذا غير صحيح.. انا أقول الأخوة في الحراك، قدموا رؤيتهم حول محتوى القضية الجنوبية، قدموا رؤيتهم حول جذور القضية الجنوبية، مجلدات جابوا، الذي يفاوض ما يجيبش....
معين مقاطعاً: كيف نفهم هذه الانسحابات والبقاء وتقديم رجل وتأخير أخرى؟
د. ياسين: انا اقول هذه واحدة من المشكلات الرئيسية التي يواجهها مؤتمر الحوار، لكن انا أعتقد انه الحديث عن انهم يفاوضون ليس صحيحاً، عندما جاء الحديث عن موضوع الثمانية وكذا الخ هي كان الهدف الأساسي إيجاد لجنة مصغرة طبعاً في مفهومنا في... انا انتقدت هذا المفهوم من البداية انه الحديث عن ثمانية من الشمال وثمانية من الجنوب لأنه انا مثلا كحزب اشتراكي عندي اثنين في الثمانية، واحد من الجنوب وواحد من الشمال، هل بـ أضع الجنوبي في مواجهة الشمالي، انا عندي مشروع واحد.. ولذلك لم يستطيعوا ان يفهموا هذا الموضوع من البداية وأخذ شكلياً، يعني من الناحية الشكلية فقط لا اقل ولا اكثر، لكن عملياً عندما اشترك انا مثلاً الحزب الاشتراكي او الاصلاح او غيرها من الاحزاب الاخرى والمكونات الأخرى، لن يدخلوا الى هذه اللجنة الا بمشروع واحد ويجب أن يدخلوا بمشروع واحد سواء كان من حضرموت والاّ من تهامة، هي القضية كانت شكلية لا أقل ولا أكثر وانا كنت شخصياً أحد من انتقدوا هذا الموضوع لانه لا يعني شيء في الأخير، لا يعني أي شيء في الأخير يعني.
معين: في نهاية هذه الحلقة لو سمحت لي الى أي حد انت متفائل بما يجري الآن من مناقشات وحلول في مؤتمر الحوار ولمعالجة اوضاع البلد؟
د. ياسين: انا الآن وبعيداً عن التفاؤل والتشاؤم اتحدث عن ماذا يعني الحوار؟ الحوار في تقديري الشخصي يجب أن يحقق الهدف الذي جاء من أجله، لدينا بعض القضايا التي لا زالت معلقة، انا مثلا ما كنت اتصور ان موضوع العدالة الانتقالية سيكون مشكلة، انا كنت الى قبل شهرين عندما يسألني البعض ايش باقي في مؤتمر الحوار؟ كنت اقول باقي معانا القضية الجنوبية، وباقي معانا بعض القضايا المعلقة من بناء الدولة، باختصار يعني، لكن لم يدر في ذهني مثلاً أن العدالة الانتقالية ستصبح مشكلة، مع العلم أن العدالة الانتقالية مقابل الحصانة.. الحصانة والعدالة الانتقالية صنوان، احنا حصنّا المسئولين ولما جينا عشان نعمل العدالة الانتقالية للضحايا قاوموا البعض، وتحول الى مشكلة، اذا لم يخرج هذا المؤتمر بقانون فعال للعدالة الانتقالية، فانا اعتقد انه واحدة من الاسباب الرئيسية التي لن تقود او لن تؤدي الى نجاح المؤتمر لأنه انا في تقديري الشخصي موضوع العدالة الانتقالية أكثر أهمية من أي موضوع آخر، ولذلك محاولة تعطيل العدالة الانتقالية في اللحظة الراهنة، هو محاولة لتعطيل بناء الدولة.
معين: اذا سنستكمل بقية المحاور الكثيرة جداً والساخنة جداً معك دكتور ياسين سعيد نعمان في الجزء الثاني او في الحلقة القادمة انشاء الله، لا يسعني في نهاية هذه الحلقة الا أن أشكرك شكراً جزيلا يليق بشخصك ومقامك واعتذر على بعض المقاطعات البسيطة رغم انك لم تترك لي مجالا كبيراً لمقاطعتك لكن كان حديثك بالغ الأهمية أشكرك شكراً جزيلاً..
*مأرب برس اعد المادة للنشر: بدر القباطي
نص الجزء الأول من مقابلة قناة معين مع الدكتور ياسين سعيد نعمان نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ..
معين: كيف وجدت بيان مجلس الأمن الأخير
د. ياسين: البيان كان حقيقة في حده الادنى يتوافق مع ما كان يجب ان يقوله مجلس الامن في اللحظة الراهنة خاصة وقد وصلنا الى منعطفات كثيرة فيما يخص الحوار الوطني، واعتقد انه قال اقل مما يجب ان يقال في هذه اللحظة وخاصة فيما يخص المعطلين ولكن اعتقد انها رسالة كافية للجميع، رسالة مضمونها ان المشاركة الدولية لا زالت مستمرة، وان على اليمنيين ان ينجزوا هذه المهمة التاريخية، التي من شأنها أن تحقق حلمهم في بناء الدولة، وان يتجاوزوا الصغائر التي تُزرع هنا وهناك، واجاب على أسئلة كثيرة فيما يخص المستقبل، فيما يخص ما بعد الحوار.
معين: مثل ماذا؟
د. ياسين: يعني عندما كنا نتحدث عن موضوع ما هو الحال بعد 21 فبراير 2014م، أعتقد أن مجلس الامن كان حريص كل الحرص على أن يفهم الجميع أن المرحلة الانتقالية ليست زمن، ولكنها ايضاً مهام، وإشارته الى هذه القضية كانت في غاية الدقة، ان المرحلة الإنتقالية لم تكن فقط مجرد سنتين، ولكن المرحلة الانتقالية مهام يجب ان تنجز حتى نضع اليمن على الطريق الصحيح الذي من شأنه فعلا أن يساعد في بناء الدولة.
معين: دكتور ياسين قلت لي ان بيان مجلس الامن كان اقل مما ينبغي ان يقال في هذا الراهن لكن ايضاً رأينا ردة الفعل قوية وعنيفة من المؤتمر الشعبي العام وهجمته على جمال بن عمر مجدداً وسمعنا ايضاً ان احزاب التحالف اختلفت ايضاً مع المؤتمر الشعبي العام في ردة الفعل هذه كيف تقيّم انت الأمرين؟
د. ياسين: هي حقيقة الاخوة في المؤتمر لم يقفوا هذا الموقف بعد قرار مجلس الأمن، ولكن وقفوا من قبل، ونذكر الحملة التي قادها البعض ضد جمال بن عمر لأنه هناك تجارب كثيرة التجربة البشرية معروفة دائماً، عندما أشعر انك ستقول كلام لغير صالحي لابد ان احولك الى خصم حتى تصبح في هذه الحالة شاتك مجروحة، ولا أدري من نصحهم ان يقوموا بهذا العمل، ام هي عادة، انه عندما وقف الاستاذ جمال بن عمر في أكثر من محطة وخاطب الجميع بمنطق واحد عن التعطيل ولم يوجه حديثه فقط للمؤتمر الشعبي العام ولكن للأحزاب والقوى والمكونات الأخرى، لكن الحساسية عند المؤتمر الشعبي العام بلغت ذروتها عندما أشار أن هناك تعطيل وخاصة في حديثه معهم، تعطيل يقوم على أساس الانسحابات المستمرة، تعليق العمل من قبل ممثلي المؤتمر الشعبي، فأراد البعض أن يحوله الى خصم، ولذلك انا اعتقد ان ذلك هي المعادلة فقط.
معين: نعود الى الداخل بشكل مركز سآخذ معك محطة محطة لو سمحت لي، انت نائب رئيس مؤتمر الحوار بالاضافة الى كونك الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني واحد ابرز قيادات اللقاء المشترك، مؤتمر الحوار يكثر الحديث عنه بين غمزٍ ولمز متهماً له انه ديكور سياسي كوافير مكياج ليس أكثر وبين من يقول انه ليس أكثر من غطاء لإتفاقات في الكواليس وبين ان اتفاقه او اختلافه لا يقدم ولا يؤخر هي اتفاقات مراكز النفوذ والقوى والتأثير في البلاد.. على وجه الدقة مؤتمر الحوار يا سيدي ما الذي يستطيع أن يخرج به وما الذي سيعجز عن ان يقدمه لليمن؟
د. ياسين: اولا انا احد نواب رئيس مؤتمر الحوار.. لكن دعني أقول لك أن الحوار في تقديري الشخصي بالمستوى الذي يجري الآن في اليمن هو عملية جديدة، كان الحوار في فترات سابقة يتم كما لو كان هبه للناس يتولاها الحاكم ويدعوا للحوار متى ما اراد ان يخرج من مأزق، وبعدين يشوف الحوار اذا كان لصالحة مشى فيه، واذا شاف ان الحوار او نتائجه على الاقل تطالبه بعمل ما، يشله ويحطه في الدرج، اليوم الحوار انا في تقديري ليس هبه من احد ولكنه يأتي كتعبير عن حاجة وطنية، حاجة شعبية، اشراك كافة المكونات السياسية والقوى السياسية والاجتماعية بما فيهم الشباب والمرأة والمجتمع المدني والاحزاب وغيرها هي دعوة الى أن يبدأ اليمنيون يفكروا في انتاج عقد اجتماعي جديد لدولة جديدة، بمعنى أن الدولة التي عشناها سواء في اليمن او في التجربة العربية كانت دائماً هي دولة الغلبة، تصنعها نخبه معينة وتفرض شروطها وطابعها وتقول للناس هذه الدولة اقبلوها كما هي، لم تقم الدولة العربية الحديثة على اساس العقد الاجتماعي بين القوى و....
معين مقاطعاً: الدستور؟
د. ياسين: العلاقات الاجتماعية قبل الدستور، الذي هي التوافقات الاجتماعية والسياسية على ماذا نورد في الدستور؟ انا اعتقد لأول مرة يخوض اليمنيون تجربة من هذا النوع، والفضل يعود الى ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير)، يعود الى الحراك السلمي في الجنوب، يعود الى الانتفاضة الشعبية العامة التي ضاقت من دولة الغلبة في مراحل مختلفة وانا اعتقد ان هذا النوع من العمل الذي يتم الان في اليمن بالتأكيد سيجد مقاومة، سيجد مقاومة من كل القوى التي ترفض الدولة لذلك هذا الهجوم المستمر من قبل البعض للأسف هو ناشئ عن شيئين اما ان هناك مصالح تشعر ان الحوار سيؤدي الى انتاج دولة تعيد ضبط هذه المصالح الاجتماعية بطريقة مختلفة عن حالة الفوضى التي انتجتها، او ان هناك ايضاً قوى تعيش في احباطات الماضي وتطرح السؤال ما الذي انتجته الحوارات السابقة؟ لكنها لا تطرح ما هو البديل؟ البديل في تقديري اذا لم يكن هناك حوار، فلا بد ان تأتي نخبة معينة تنتج دولة الغلبة من جديد، ولذلك انا اعتقد ان الحوار اليوم يتم في ظروف صعبة ومعقدة ومع ذلك انا أعتقد انه ينتج حالة موضوعية سياسية فكرية ذهنية جديدة من شأنها أن تساعد على إقامة هذه الدولة.
معين: في هذه الحالة سيدي الدكتور ياسين سعيد نعمان ما حجم التعقيد في مؤتمر الحوار ؟ إسمحلي كرماً ان اضعك أمام محددات وإحداثيات بدأتم في مؤتمر الحوار يا سيدي والحالة في صعده مستتبه، الآن هناك حرب في صعده.. الحالة في المحافظات الجنوبية كادت تستقيم، واذا بالغليان عاد من جديد.. الإخوة في الحراك الجنوبي إتضح انهم يفاوضون ولا يحاورون، الافق لمؤتمر الحوار يكاد يكون غير واضح.. فحجم التعقيد والى أين؟
د. ياسين: هناك شوف اولاً دعني اقول لك هناك تعقيدات ناشئة عن طبيعة الموضوعات التي يجري الحوار حولها وهذا طبيعي، لأنه عندما نتحدث عن حوار ستأتي الى قاعة الحوار قوى ومكونات مختلفة وأراء ومشاريع عديدة وبالتالي لابد أن تنشأ بدرجة رئيسية كثير من الرؤى المختلفة، لكن لاحظ في هذه النقطة حقيقة في كثير من القضايا ذات التعقيدات سواء كانت التعقيدات الوطنية، او التعقيدات الفكرية او السياسية لم يبدأ الحوار حولها مباشرة لكن بُدء بتقييم جذر المشكلة، يعني مثلاً في القضية الجنوبية، في قضية صعده، في قضايا أخرى بدأ الحوار يأخذ بدلا من الانتقال مباشرة الى النتائج الى الحلول، جرى أولاً استعراض طبيعة المشكلة، ايش المشكلة في صعدة؟ ماهي المشكلة في الجنوب؟ ماهي المشكلة هنا أو هناك؟ ما هو مفهوم الحكم الرشيد؟ هذا أخذ وقت طويل في تحليل جذر المشكلة ومحتواها، وانا أعتقد هذا الحوار كان فكري وسياسي وتاريخي مهم جداً، ووصل يكاد يكون الى قواسم مشتركة لفهم المشكلة، بعدها بدأ الحديث عن الحلول، انتقل الى الحلول لذلك التعقيدات جاءت من طبيعة المشكلات التي تراكمت خلال سنوات طويلة، اما التعقيدات الأخرى التي ليس لها صله بالموضوعات فهي كما قلت ناشئة عن مخاوف، مخاوف كثير من القوى التي ترى في نجاح الحوار سواء كان من يرى ان نجاح الحوار سيؤدي الى نهاية مرحلة تاريخية كاملة وخلاص يعني، جزء من هؤلاء يعتقد انه لا فشل الحوار سيعيده من جديد الى الحياة السياسية، وبالتالي من مصلحته أن يفشل الحوار، يخلق تعقيدات بتحالفات معينة من نوع ما، قوى أخرى طبعاً بدأت تثير قضية هذه الدولة المستتبة الجميلة الحلوة، وأن الحوار الآن يقوم على تقسيمها، على ارباك الدولة، وأين هي الدولة التي كانت مستقرة في هذا البلد؟
تفضلت بالقول أن صعده كانت مستقرة، صعده لم تكن مستقرة..
معين: لم تكن هناك على الأقل حرب بعد الحرب السادسة
د. ياسين: لا يعني أن المشكلة انتهت، المشكلة لا زالت كانت تحت الرماد وفي أي لحظة كان ممكن أن تنفجر، لا أحد يستطيع أن يقول لي أن مشكلة صعدة حُلِّت بمجرد انتهاء الحرب السادسة، كانت تتفاعل، وتتفاعل بشكل قوي ونعرف انه بعد الحرب السادسة جرت حروب جزئية كثيرة في كتاف وغيرها ، وكانت ربما أكثر شراسة من الحروب التي تمت من قبل الدولة على صعدة، في الجنوب نفس الشيء..
معين مقاطعاً: تقصد من قبل الدولة على جماعة الحوثيين؟
د. ياسين: انا أقول في صعدة، ما جرى في الجنوب نفس الشيء تفاعلت القضايا والاوضاع وضلت مستمرة وكانت في الحقيقة المشكلة الوطنية الاساسية التي في تقديري الشخصي جرى مؤتمر الحوار او قام من أجل إنجازها هي هذه القضية الوطنية المتعلقة بالقضية في الجنوب وغيرها من الحاجة الى الانتقال الى دولة عادلة لكل اليمنيين، لذلك لا يغرينا الوضع المستقر آنياً، في هذا البلد كان يجري - في تقديري الشخصي- وأجزم انه كانت تنتج ثقافة تفكيكية لليمن بشكل عام، وكان لابد من إستعادة الروح الوطنية تحت هذا المسمى الجديد الذي هو الحوار الوطني، لكي يأتي الناس الى هذا الحوار ويبحثوا عن جذر المشكلة وانا أعتقد انهم استطاعوا خلال الفترة الماضية بكل مخرجات الحوار التي تمت الى الآن البحث في جذور المشكلات التي عرضت ولكن انا في تقديري الحلول التي تمت حتى الآن لمعظم القضايا، كانت في مستوى المسئولية، وبقيت معانا قضايا أخرى سنتحدث عنها لاحقاً.
معين: طيب دكتور ياسين الآن مددتم لمؤتمر الحوار وبدأتم تتحدثون عن أن المهم ليس الزمن وانما القضايا والموضوعات والمهام الى متى سيتم التمديد لمؤتمر الحوار وكيف ترد على من يقول بأن التمديد لمؤتمر الحوار ما هو الاّ بروفه لتتهيأ اليمن ويتهيأ الشعب للتمديد للحكم وللرئيس عبد ربه منصور هادي.
د. ياسين: اولا دعني أقول لك أن كل حالة شك ينتجها أي كاتب أو مفكر هي صحيحة بمعنى أنه حالة الشك يجب أن تتحول الى رقابه مش الى تيئيس، انا مع من سيشكك، وهو ليس خاطئ في هذه الحالة، وعليه أن يقول أكثر من الكلام الذي قلته، بسبب تجاربنا الماضية، التجارب اللي عشناها حقيقة لم تنتج أي موقف ثابت تجاه أي قضية من القضايا، ولذلك لن يكون كاتب قارئ ممتاز لهذا الوضع ما لم يشكك ويجب أن يتحول الشك الى حالة من التحفيز ولفت النظر تجاه كل القضايا المطروحة، من حقه أن يقول لي لماذا التمديد؟ وعليك أن ترد عليه في هذه الحالة بما يقنعه.
معين: وما هو المقنع؟
د. ياسين: انا بقول لك.. بقول لك.. ولذلك اولاً هذه الحالة الأولى انا حقيقة لا أجد فيها ما يعيب لكن العيب أن تتحول الى حالة إحباط يجب أن يدور حوار موضوعي بين هذه الفئات الإجتماعية والسياسية والمثقفين بشكل واسع، انا اشعر الآن في ظل غياب هذا الحوار مع هذه الفئات، تتحول حالة التشكيك الى حالة من التيئيس، ولو لاحظت في حالة من الإحباط تكاد تكون الآن بدأت تسود كثير من الفئات الإجتماعية.
معين: خاصة يا دكتور اسمح لي اقاطعك لو سمحت لي هذه الملاحظة التي تقول عنها أن التشكيك ينتقل الى ربما تيئيس او ربما غمامة من الإحباط سببه انكم كما يرى البعض لم تحلوا مشكلة صعده، ولم تحلوا المشكلة الجنوبية، والاغتيالات زالت في الآونة الاخيرة، والبلد ضعيف وسيادتنا تبدو منتقصة لماذا...
د. ياسين مقاطعاً: اولا دعني افهَمَك.. نقطة نقطة.. انت تطرح أكثر من مشكله في وقت واحد..
معين: سنأتي اليهن جميعاً
د. ياسين: طيب.. لكن انا أقول اولاً الجانب الأول أنت أثرت موضوع التشكيك انا أقول انه ليست مشكلة وليست تهمة، بالعكس انا أقول انها يجب ان تتحول الى حالة رقابة على العملية السياسية بشكل عام لكن عندما أقول يجب أن يكون في قدر من الحوار الموضوعي مع كل هذه القوى والفئات لتعرف ما الذي يجري في مؤتمر الحوار الوطني، داخل مؤتمر الحوار انا اعتقد انه ورشة في غاية الأهمية، يعني هناك من يتحدث عن موفمبيك وان الناس يعني ...
معين مقاطعاً: في منتجع
د. ياسين: انا أعتقد انه تحول الى ورشة سياسية وفكرية لا يستهان بها بين كل القوى السياسية الحديثة بين الشباب انتاج حالة سياسية موضوعية في هذا البلد، قصة انتاج الحلول انا في تقديري طبعاً مهمة هذا الحوار طبعاً أن ينتج حلول، الآن لما نأخذ يعني بعض القضايا التي ظلت مثار خلاف حول مفهوم الدولة، حول مفهوم الحكم الرشيد، قضية صعده، جذر المشكلة في الجنوب ومحتواها، انا أعتقد تقدمنا خطوات كثيرة جداً للوصول الى فهم طبيعة المشكلة، الآن مثلاً قضية صعده أعتقد الورقة التي خرجت بها لجنة صعده او فريق صعده، انا أعتقد انها شكلّت حالة موضوعية متقدمة في فهم الوضع داخل صعده من الناحية التاريخية، السياسية، في اطار الدولة، نفس الشيء بما يتعلق بالموضوع في الجنوب، يعني الجذور وفهم محتوى المشكلة، الآن الانتقال الى مفهوم طبيعة الدولة ويجري الحديث عن دولة إتحادية مثلاً، مضمون الدولة الاتحادية مضمون....
معين مقاطعاً: اقاليمها؟
د.ياسين: سآتي للأقاليم.. يتحدث الناس عن مفهوم الحكم الرشيد ما هي شروط تولي الـ.... يعني في اشياء كثيرة في تقديري الشخصي جرى إنجازها وهي ليست هينة أن يتفق اليمنيون بمختلف مكوناتهم هو أفضل من أن تأتي نخبة تقول اقبلوا هذا الدستور، اقبلوا هذه الدولة، دولة الغلبة التي يحميها البندق ويحميها السلاح وتحميها بعض الأحيان العصبية القبلية او العصبية الحزبية نحن نريد دولة في هذه الحالة يحميها التوافق الوطني، التوافق الاجتماعي والسياسي وهذا الذي يدور الآن ولذلك انا اقول انه مؤتمر الحوار او الحوار كما جرى حتى اليوم بالرغم من التمديد كما يقال، في بعض البلدان يضل الحوار اربع سنوات خمس سنوات، نحن نريد أن ننجز كل شيء، راكمنا المشكلات على مدى قرون ونريد من مؤتمر الحوار أن يحلها خلال شهر او شهرين.
معين: انتم التزمتم لنا بسته أشهر
د. ياسين: حقيقة كان التفاؤل كبير ان يأتي الناس مستوعبين المسئولية، لكنهم لم يكونوا حقيقة مستوعبي حقيقة الركام الطويل من المشكلات التاريخية التي انتجتها الأنظمة السابقة، لدينا مشكلات حقيقية بكل معنى الكلمة، ولذلك انا أعتقد أن ما يجري الآن يجب أن لا يرهن او لا يجري رهنه على شهر او شهرين زياده او ناقص، هل نستطيع ان نصل الى دولة انتظرناها طويلاً؟ لا نبخلش عليها بشهر او شهرين، ولذلك انا أعتقد انه مؤتمر الحوار في الوقت الحاضر يسير بشكل.... ويمكن برزت هناك بعض الصعوبات، لكن هو المؤسسة الحديثة بين كل المؤسسات التي أنتجتها الأنظمة السابقة.
معين: كيف تفهم الحرب الدائرة في دماج اليوم؟ من أي زاوية تقرأها؟
د. ياسين: شوف اولاً لكل حادث مقدمات لا تستطيع أن تقرأ ما يجري في دماج اليوم بدون العودة الى التاريخ، وخليني أقول التاريخ القريب مش البعيد، انا لا أريد ان اتحدث عن التاريخ الموغل في الصراعات القديمة والذي يجري استحضاره بعض الأحيان على المائدة بدون أي مسوغ لا انساني ولا فكري ولا أي شيء، لكن مسوغ سياسي ومصلحي، دماج حقيقة وما يجري فيها او في صعدة بشكل عام أعتقد ان جزء منها لعبة سياسية، جرى إنتاج كثير من البؤر في هذا المجتمع لحماية النظام السياسي في مرحلة معينة وجرى توظيف - للأسف - ’’الفكر الديني’’ ولا أقول الدين، انا أقول الفكر الديني بمكوناته المختلفة، جرى توظيفه في الصراعات السياسية ولصالح أنظمة سياسية، شعر القائمون على النظام السياسي في مرحلة معينة انه لا أحد يستطيع أن يحمي كرسي النظام إلا بتفجير صراعات على قاعدة الفكر الديني في صيغته المذهبية او في صيغته التي ربما لم نصل اليها في اليمن وهي الصيغ الطائفية ذات البعد السياسي، عندما أخذت المذاهب يجري تفسيرها على قاعدة الحكم والسياسة، أخذت منحى طائفي، مع العلم انه في اليمن يفترض ان لا نتكلم ابداً عن الطائفية.
معين: لماذا؟
د. ياسين: اولاً الطائفية في اليمن محكومة بقاعدة جذرية، يعني جذرية ما يسمى بالأعراق، في اليمن نحن الحمد لله يعني لا تحكمنا هذه الاعراق، عندما يجري توظيفها على أساس صراعات عرقية، في اليمن غير موجودة، لكن جرى استغلال التنوع المذهبي في اليمن، والتنوع المذهبي طبيعي، لكن يجري توظيف التنوع المذهبي بإستحضار التاريخ والاحقية في الحكم، شفت كيف، وان كان بعض الأحيان لا يتم الحديث عنه، هذه المسألة حسمت يوم 26 سبتمبر نهائياً واتفقوا الناس على نظام جمهوري واتفقوا الناس على كذا، واتفقوا الناس فيما بعد على ان الديمقراطية هي الطريق لإنتاج المواطنة المتساوية بين الناس، وان كانت لم تتحقق بسبب طبيعة الأنظمة السائدة وجرى توظيفها من قبل الأنظمة نفسها وليس من قبل حملة المذاهب، جرى إنعاش الفكرة واستحضارها من داخل التاريخ لحماية النظام السياسي، لذلك انا أعتقد انه عندما نتحدث عن الصراع في صعدة او في غيرها، لابد ان يكون النظام السياسي المنتج لهذه المشكلة حاضر في العملية.
معين: طيب دكتور ياسين سعيد نعمان برأيك ماهي المصلحة لجماعة الحوثيين تحديداً من تفجير الوضع في دماج، وفي البداية طردوا اليهود، الطائفة اليهودية من داخل صعدة، واليوم يطردون كل من يخالف لهم، كيف اذا حكموا؟ سيطردون من؟ هل سيطردون الشعب اليمني؟ بمعنى آخر كيف انت كسياسي سواء قيادي في اللقاء المشترك نائب رئيس مؤتمر الحوار، كيف تقرأ ما يقوم به الحوثي من محاوله لطرد كل من يخالف في الرأي له في صعدة؟
د. ياسين: دعني أقول اولاً أن ما يجري في اليمن بشكل عام هو صراع مصالح ولم توجد حتى اليوم الدولة القادرة على ادارة هذه المصالح المتناقضة، لاحظ في اليمن اليوم تتسع الفجوة الكبيرة ما بين الغنى والفقر، قاعدة الفقر تتزايد بشكل سريع وبمعدلات اعلى من موارد البلاد، يعني موارد البلاد يذهب جزء رئيسي منها لطبقة بعينها، انا أرى أن هذه الطبقة التي استأثرت بموارد البلاد وإقتصادها هي وراء كل مشكلات هذا البلد، هي وراء مشكلة انتاج الحروب بصعدة، هي وراء مشكلة تحويل الوحدة في الجنوب الى مجرد هيكل خاوي بلا مضمون، هي وراء افساد الحياة السياسية والاجتماعية، داخل هذا البلد علينا ان نبحث عن من وراء كل هذه المشكلات.
معين: لا تستطيع ان تحدد وتشير بأصابع الاتهام
د. ياسين: انا اقول السياسة لا تتحرك بمعزل عن المصالح الإقتصادية والاجتماعية، هذه سياسة مثالية لذلك كل هذه الظواهر السياسية التي تنقلنا من حروب صعده الى مشاكل الجنوب الى مشاكل التناقضات المختلفة العنف وراءها طبقة اجتماعية استأثرت بثروة البلد وأصبحت تحرك كل هذه التناقضات لحماية هذه المصلحة، جاء نظام سياسي في مرحلة معينة وحماها واصبح جزء منها لكن لم يدرك هذا النظام في يوم من الايام انه يخدم هذه الطبقة التي ستثور عليه فيما بعد او ستتناقض معه في مرحلة معينة اصبح نظام سياسي لا يحمي مصلحة المجتمع وانما يحمي مصلحة طبقة معينة أصبحت هي التي تنتج الحكام وتدافع عنهم، انا لا استطيع ان افهم الوضع في صعده بمعزل عن هذا الموضوع اياً كان، لا استطيع ان اتحدث عن الحوثيون او غيرهم او...او...، أنا أفهم الصراع داخل المجتمع، في صعده هو نموذج لهذا الصراع الاجتماعي الذي حمّل النظام السياسي لصالح طبقة معينه، لذلك علينا أن نبحث ان وراء كل ظاهرة مصلحة اقتصادية كان يحميها نظام إجتماعي وتحول في يوم من الأيام الى شرطي لحماية مصالح هذه الطبقة، بعد ذلك تنوعت الصراعات وتعددت وأخذت شكل الصراع الذي يدور في صعده، الثورة التي نشأت في الجنوب في مواجهة تفريغ الوحدة من مضمونها، وايضاً التناقضات السياسية والاجتماعية التي نشأت في مختلف أنحاء اليمن، اذاً علينا ان نبحث عن المشكلة في هذا الجانب وليس بمعزل عن ذلك.
معين: طيب سلاح الحوثي في صعدة برأيك هل هو معادل مؤثر في استقرار الوطن بأكمله؟ ام تقرأه من زاوية أخرى؟
د. ياسين: من الذي سلم السلاح للحوثيين في صعدة؟
معين: من تقصد؟ النظام السابق؟ الرئيس علي عبدالله صالح السابق؟
د. ياسين: فتش عن هذا الموضوع، انا في تقديري الحروب التي تمت في صعدة بتلك الطريقة المشوهة وبتلك الطريقة التي اريد من خلالها اضعاف أجنحة النظام لبعضها البعض اوصلت الوضع الى هذا المستوى. ولذلك سواء كانوا الحوثيون او غيرهم، دولة تسلم سلاحها بهذه البساطة سواء كان مع الحوثيون او مع غيرهم من الناس، علينا ان نبحث المشكلة في اطارها وليس خارج الإطار، عندما نتوجه للبحث عن مشكلة انا في تقديري الشخصي هذه فروع، هذه مجرد فروع، اليوم السلاح الذي أخذ من الجنوب بعد حرب 94م فين راح؟ دبابات وطائرات وأسلحة ثقيلة، هل ذهب الى الدولة؟ لا استطيع أن أقول لك انه ذهب الى الدولة، الجزء الاساسي منه ذهب الى المتفيدين ولا زال في مخازنهم، هنا المشكلة، علينا أن نبحث... كان يفترض في هذه الحالة نظام اجتماعي نظام انتصر في الحرب في 94م ليش يسمح بتوزيع هذا السلاح بكل مستوياته الى قوى مختلفة، بإعتبار أن هذا حقها في...
معين: حصتها
د. ياسين: ايوه حصتها وبدأت في هذه الحالة تنشأ انه كل من حارب مع الدولة والا كذا أخذ نصيبه من السلاح، كان لابد ان يوجد نظام يحمي الدولة من نفسه اولاً من النظام نفسه، ويحميها ايضاً من المتفيدين، ولذلك دعني أقول اننا عندما نتحدث عن السلاح اليوم بهذا الشكل او ذاك لابد أن نذهب الى او نوجه سؤالنا بدرجة رئيسية الى الموقع الى المكان الصحيح، لماذا توزع السلاح منذ 94م وما قبلها سواء كان في صورة حروب، في صورة تجارة سلاح، في اشكال مختلفة من الحصول عليه، ولذلك لابد ان نبحث في هذه الحالة وانا اقول وكنت أقول دائماً، أن الذي أوصلنا الى هذا الوضع، وسنظل نواجه مشكلة حتى بعد مؤتمر الحوار، أن ياتي الى الحوار قوى لديها سلاح، ويأتي للحوار قوى سياسية لا يغطيها الا فكرها وموقفها السياسي، وهذه واحدة من العناصر الرئيسية التي لا أتوجه فيها باللوم الى احد، ولكن الى النظام السياسي الذي انتج هذا الوضع.
معين: طيب في الأخير هناك سلاح وجيش داخل الجيش ودولة داخل الدولة في الأخير الى أين يقودنا هذا المشهد؟
د. ياسين: هاااا، هنا السؤال.. الآن يفترض في هذه الحالة أن الجميع جاء الى الحوار.. صح؟ يعني...
معين : قدم في صعدة وقدم في مؤتمر الحوار يعني يد تمسك بالزناد ويد تحاور
د. ياسين: لا.. خلي حديثنا يكون موضوعي.. انا اقول انه نحن جميعاً إتفقنا على أهمية أن ننشئ دولة، هل تخلى المتحاربون عن حاجتهم الى الدولة؟ ايش الذي حصل؟ بعد ما تفجرت الأوضاع في دماج الجميع يقول فين الدولة؟ الجميع يبحث عن الدولة، لكن هل تركوا فرصة لهذه الدولة أن تكون حاضرة، بالعكس كلهم همشوا الدولة، وعندما احتاجوا اليها كلهم تنادوا وصاحوا فين الدولة؟ نحن اليوم بكل هذا العمل انا أعتقد الجميع أدرك، الذي معه سلاح والذي قد أثرى، والذي قد... الآن انا في تقديري الشخصي على الجميع أن يدرك انه لا يستطيع ان يستغني عن الدولة بأي صيغة من الصيغ، الذي أثرى يحتاج الى دولة قانون تحمي ثروته التي حصل عليها أيام الفوضى، والذي حصل على السلاح هو يعرف انه لا يستطيع ان يبقى هذا السلاح بحوزته إلا إذا أُمِّنْ من قبل دولة تحميه، نحن القاسم المشترك الأعظم بين كل هذه القوى ونحن ما نطرحه كقوى سياسية اليوم، انه انتم يا اصحاب السلاح و يا أصحاب الثروات لا تستكبروش على الدولة، ولا تستكبروا على القوى السياسية التي تريد أن تساعد وتبحث عن بناء الدولة لصالح الجميع، انا أعتقد هذا التوافق الى حدٍ ما استطيع ان اقول انه اليوم حاضر في الذهن حاضر في الوعي لكن نريد ان ننتقل من مجرد حضور في الوعي الى حضور مادي حقيقي بمعنى أن الدولة يجب أن تتحول من حاجة ذهنية في الوعي الى قوة مادية يشعر الجميع انهم في حاجة اليها وأن السلاح الذي كدسوه هنا وهناك والأموال التي حصلوا عليها هنا وهناك لن تستمر الا كوسيلة للمواجهات المستمرة الدموية التي نشأت الآن في كل مكان.
معين: يعني في الأخير اذا عادت الدولة الى قوتها وتماسكها ستنتهي هذه الاعراك في كل مناطق البلاد؟
د. ياسين: انا لا أستطيع أن أقول عادت، لأنه لم تكن في دولة، انا ما أقولش عادت انا اقول نحن الآن نريد دولة نتفق عليها بإعتبارها دولة ننتقل اليها من دولة الغلبة التي اوصلتنا الى هذا الوضع أياً كان معناها ومحتواها، الى الدولة التي نتوافق عليها جميعاً.
معين: المشهد في المحافظات الجنوبية كيف يبدو لك .. حجم المشكلة وتعقيداتها وأفق الحل؟
د. ياسين: انا أعتقد في الجنوب المشهد معقَّد، ويزداد التعقيد من ان النخب السياسية لم تستطع أن تنفذ الى قلب هذا المشهد لتقرأه من الداخل، هي تقرأه من الخارج، التردد الذي نلمسه اليوم لدى كثير من النخب السياسية في تقديم مشروع حل للقضية الجنوبية هو ناشئ عن قراءتها للمشهد من خارج المشهد نفسه، لكن دعني أقول أن المشهد من داخله معقد كثير، وكثير من المشاريع مطروحة في الجنوب بمختلف الألوان والإتجاهات، هناك مشاريع تستنهض هوية مختلفة للجنوب عن هويته اليمنية، وهي تشتغل بشكل - للأسف - يعني مفتوح ولا تجد مشروع وطني سياسي حقيقي في مواجهتها، تجد مراوغات، تجد بعض الأحيان تلويح بالقوة، وتلويح حقيقة بالوحدة في ظروف غير مفهومة، كلما تحدرك الناس في الجنوب لإصلاح الوضع، كلما جرى التلويح بالوحدة في وجههم من قبل...
معين مقاطعاً: كيف؟
د. ياسين: كيف؟ خذ من 94م، من 94م لم يسمع الناس في الجنوب حل لمشاكلهم غير ’’الوحدة خط احمر، سنقاتل من أجل الوحدة، الوحدة كذا، الوحدة مصير، الوحدة او الموت’’ يعني الناس يبحثوا عن حل، عن مشروع سياسي، لكن يصطدموا بهذه الشعارات الجوفاء التي ترفع، وهي في تقديري أكذوبة، أكذوبة بكل معنى الكلمة للأسف، البعض كذب على نفسه بأنه وحدوي، وصدق نفسه، لكنه لم يكن ينتج على الأرض غير الانفصال، وينتج هذه الروح التي تسود الآن في الجنوب، البحث عن هويات مختلفة، العودة الى ما قبل 67م، العودة الى الصراعات القديمة، هذا في تقديري الشخصي لم ينتجها الناس في الجنوب، أنتجتها الممارسات، ممارسات النظام وكثير من القوى التي رأت في الوحدة مجرد أداة لقمع الناس وتأديبهم.
معين: اسمح لي هنا بمقاطعتك دكتور ياسين، هناك عتب كبير عليك شخصياً وعلى الحزب الإشتراكي اليمني بأنكم حينما رأيتم الوضع يغلي في المحافظات الجنوبية، أو بدأ يتشكل غليانه، تركتم الساحة فارغة لبعض العناصر التي شحنت هذه الساحة بدعاوي الإنفصال، لماذا لم يملأ الحزب الإشتراكي ساحة الحراك؟ لماذا لم تنضموا للحراك أو ينضم الحراك لكم؟ او لم تنسقوا معاً اليس كذلك؟
د. ياسين: اولاً هذا مفهوم في تقديري الشخصي خاطئ، لم يكن الحزب الإشتراكي بعيد عن القضية الجنوبية منذ 94م بالرغم من كل الظروف التي مر فيها، الحزب الاشتراكي في 94م ، لكنه ظل حاضراً في الجنوب، بينما كان الآخرون يزرعون الإنفصال في الجنوب، لا أحد كان يدافع عن الوحدة غير الحزب الإشتراكي، بأشكال مختلفة يعني، الحزب الإشتراكي كان حاضر في الحراك، لكن انا كيف أستطيع أن أسوق هذه الوحدة التي أُخذت بمفهوم خاطئ لمضمونها بعد حرب 94م، أسوقها مع أعضائي وهو مطارد، مفصول من العمل، جائع ، مشرد، أجي أسوق له الوحدة التي ينتجها نظام..
معين: ضربه وفصله و... و...
د. ياسين: بالضبط.. لذلك نحن حقيقة لم نترك الساحة، نحن دافعنا عن الوحدة ولكن الوحدة التي كنا نرى فيها تحقيق العدالة بين الناس، المدّ الواسع داخل الجنوب حقيقة لم يكن بإمكان الحزب الإشتراكي - ولم نقبل أن نتصدره نحن في الحزب الإشتراكي - كان المدّ الواسع هو بسبب الممارسات الخاطئة، بسبب السياسة الخاطئة التي قمعت الجنوب وحولته الى مجرد ملحق وأرض بلا شعب، لذلك يخطئ من يقول أن الحزب الإشتراكي ترك الساحة، نحن بالعكس انا أعتقد لو لم يبقى الحزب الإشتراكي حاضر في المشهد السياسي سواء كان في اطار الحراك بدرجة رئيسية او غيره انا اعتقد لنحرت الوحدة بشكل نهائي حينها، لكن ظلينا نطرح سواء كان في اللقاء المشترك، مع... يعني بشكل او بآخر.
قدِّموا مشروع سياسي.. لكن للأسف لا النظام استجاب لرأي الحزب الاشتراكي.... طرحنا النقاط هذه التي تكلمنا عنها النقاط الـ12 من فترة مبكرة، طرحنا موضوع المصالحة الوطنية، طرحنا مسائل كثيرة جداً، لكن لم يستجاب لها، كان النصر حينها مخادع، القوى التي إعتقدت انها إنتصرت على الجنوب، وبالتالي لم تسمح لنفسها بمجرد التفكير في كيفية معالجة أوضاع الناس في الجنوب، لكن انا أعتقد أن الهوية التي ناضل الحزب الاشتراكي بالنسبة للجنوب وظل يناضل من اجلها، تحمل من أجلها الكثير من المشاق سواء في الجنوب - المتهم بتركه للجنوب - او من قبل النخب في الشمال التي قالت انه الحزب الاشتراكي لا زال انفصالي، الحزب الإشتراكي أخذ هذا الموقف...
معين: لم نسمع هذه العبارة في الشمال أن الحزب الإشتراكي إنفصالي
د. ياسين: سمعناها نحن، انتم ربما لم تسمع
معين: انا قارئ ومتابع
د. ياسين: وانا أسمعه اليوم
معين: حتى اليوم؟
د. ياسين: نعم.. لكن ذلك انا أقول لا يعنينا شيء، لا يعنينا في شيء، نحن كما قلت في الوقت الذي كانوا يزرعون فيه الإنفصال في الجنوب نحن الذين كنا ندافع عن الوحدة، ولكن مش وحدة النظام الذي دمر الوحدة بحرب 94م، الوحدة التي حملناها في كل تاريخ نضالنا السياسي، في الجنوب، على صعيد الجنوب، وعلى صعيد الشمال، الحزب الاشتراكي لم يتكون...
معين: حجم التعقيد في المحافظات الجنوبية؟
د. ياسين: انا أعتقد أن التعقيد لا زال مستمر حتى الآن، الناس كانوا ينظروا لمؤتمر الحوار الوطني بأنه القضية الرئيسية التي سيقف أمامها مؤتمر الحوار هي قضية الجنوب، كانت القضية الأولى بين موضوعات الحوار الوطني، لكنها لا زالت حتى اليوم متعثرة، الى اليوم لم نسمع أي مشروع سياسي يخاطب الناس في الجنوب، والله بالنسبة لنا الحل هو كذا، الحزب الوحيد الذي قدم مشروع هو الحزب الاشتراكي حتى الآن، وهو الذي يهاجَم، وتأتي النخب السياسية الآن والفكرية و.. و..الخ تناقش مشروع الحزب الاشتراكي وتنتقده لكنها لا تسأل أين مشاريع الأحزاب الأخرى حتى الآن؟ حالة اليأس انا في تقديري التي بدأت الآن...
معين: ما هو مشروع الحزب الاشتراكي لحل القضية الجنوبية؟
د. ياسين: مشروعه واضح .. دولة اتحادية من اقليمين بمواطنة يمنية وهوية يمنية واحدة، هذا هو مشروعنا المطروح اليوم لأننا ندرك طبيعة المشهد السياسي في الجنوب الذي لم تستطيع القوى الأخرى أن تذهب الى عمقه، كما ضلت تتعامل مع هذا الموضوع من خارجه.
معين: دكتور ياسين لو سمحت لي حين تتحدثون في الحزب الإشتراكي عن دولة وطنية من اقليمين، الا تعتقد سيدي أن الاقليمين في اطار الفيدرالية هو الشوط الاول نحو الانفصال
د. ياسين: ومتى كانت الوحدة الاندماجية طريق الى بقاء الوحدة؟ الم تكن الوحدة الاندماجية هي التي قادت الى هذا الوضع؟ الى انتاج حالة انفصال في الجنوب؟
معين: لم يعد عاقل في اليمن يتحدث عن أهمية الوحدة الاندماجية
د. ياسين: اذاً تمام كويس.. متى؟ بعد كم؟
معين : لكن...
د. ياسين مقاطعاً: اسمح لي بس بعد كم سنة؟ بعد حرب.. بعد عشرين سنة.. بعد أن فوتنا فرصة تاريخية كان من شأنها أن تنقذ الوحدة وتنقذ الناس وتنقذ اليمن من التفكك، يعني هل نحتاج الى عشرين سنة جديدة لكي نقول أن هذا المشروع او ذاك سينقذ البلد؟ طوال عشرين سنه كان عليهم أن يفكروا جميعاً في انقاذ اليمن وانقاذ الوحدة بطريقة مختلفة غير الاستناد الى مفاهيم تقليدية مدعومة بالقوة الذي جرى خلال عشرين سنة انه جربوا القوة بدرجة رئيسية، استحضروا تاريخ - للأسف - عقيم فيما يفهم بجزء ملحق بكذا... انا أقول الآن نحن طرحنا مشروع، انا لا اريد من أحد ان يناقشني في مشروعي من مفهوم الوحدة او الانفصال.
معين: لا اريد ان اناقشك من مفهوم آخر دكتور ياسين سعيد نعمان، مفهوم آخر هو ان الفيدرالية اصلاً في معنى من معانيها تكون مجدية حين يكون المركز أقوى من الأطراف، لكن اذا كانت الاطراف أقوى من المركز فهذا مقدمة للانفصال وبالتالي اقليمين...
د. ياسين مقاطعاً: ومتى كانت لدينا... الآن لا توجد لدينا لا قوة في الأطراف ولا قوة في المركز نحن الان نبحث عن دولة، هذه الدولة تقوم على قاعدة دولة اتحادية - هذه وجهة نظرنا - يكون فيها مركز في دولة وتكون في أقاليم، هذه الأقاليم تكون لديها القدرة، لديها القوة على ان تحفظ حقوق الناس في مواجهة مركز قادر على أن يدير هذه الاقاليم او الإقليمين. هذه المعادلة الآن...
معين: ما السبيل الى الاثنين معاً .. الا يبدو الامر الى حد ما صعباً او مستحيلاً؟
د. ياسين: ليش مستحيلاً؟ لماذا؟ يعني ليش مستحيل؟
معين: بالنظر انا لست من يحكم انا أتساءل بالنظر الى واقع مقدرات وحجم التعقيد في البلاد
د. ياسين: لا.. لا.. انا لا اراه مستحيلاً، انا أرى بالنسبة لي هو الحل الذي من شأنه ان يحفظ اليمن، ان ينتج معادلات سياسية بأطرافها المختلفة، انه الذي يستطيع في هذا الوضع ان توجد حكومة ودولة مركزية تدير اقليمين أكثر من ان تدير خمسة او سبعة، هذه وجهة نظرنا، الشيء الثاني لا ننسى أن في الجنوب مشاريع جاهزة للإنفصال، ولذلك هذه المشاريع، ما اقدرش أقول بمجرد أن أطرح اقليمين انها انتهت.. ستضل تقاوم هذا المشروع، لكن لما يكونوا الناس... القوى السياسية الأخرى مش قادرة الآن تفكر بأن المشروع المسوق الآن في الجنوب هو مشروع فك الارتباط او الانفصال، بأيش با تواجهه؟ بالقوة؟ جربنا القوة في 94م وانتجنا هذا الوضع، انا في تقديري الشخصي في حالة من التردد للأسف، وفي حالة من تسويق الوحدة - الذي بلا مضمون - في مواجهة جزء من الوطن، جنوب يتجه نحو الانفصال، هذا لا يريدوا الآخرون ان يفهموه، الآن يجري أعادة لملمة تحالف 94م - الوحدوي كما يقال - لإعادة انتاجه من جديد، بدلاً من أن نبحث عن مشروع سياسي لمواجهة الجنوب، الآن نعيد تحالف 94م لمواجهة الوضع في الجنوب باسم أن الوحدة خط أحمر واننا سنقاتل من اجل الوحدة هذا كلام فارغ، ولذلك انا اقول لا اجد امامي اليوم أي مشروع آخر مطروح سوى الحديث عن الانفصال.. أن هذا المشروع انفصالي.. أن هذا خطير.. طيب قول لي أيش مشروعك.. عشان افهم انا في هذه الحالة ان هذا المشروع.. يمكن بعد ذلك أقارنه بالمشروع الذي قدمه الحزب الاشتراكي لنصل في الأخير الى ما هو مفيد للجميع..
لكن انا لا اسمع الآن في الوقت الحاضر غير الاتهامات.. انه هذا المشروع انفصالي.. طيب ما الوضع الآن عمليا يتحرك الآن على الأرض هو مشروع انفصال.. انفصال في الجنوب وانفصال في الشمال.. (مع طبعاً الحراك الشمالي الآن). لذلك انا أقول ان حالة التفكيك العامة التي انتجتها ثقافة لم تكن مع المشروع الوطني، ولم تحميه الا بمشاريع عائلية مشاريع صغيرة مشاريع هنا وهناك هذا الوضع..
معين: نتيجة لغياب المشروع.. المشروع الكبير وهو مشروع الدولة
د. ياسين: نعم.. هذه الحالة التفكيكية هي التي انتجتها..
معين: طيب دكتور ياسين انا في آخر لحظات الحلقة هذه وسنكمل في الحلقة القادمة انشاء الله أو الجزء الثاني، دكتور ياسين اخواننا في الحراك في المحافظات الجنوبية لديكم في مؤتمر الحوار يفاوضون ولا يحاورون الى أين يمكن ان يصل هذا الأمر؟
د. ياسين: لا.. أولاً هذا غير صحيح.. انا أقول الأخوة في الحراك، قدموا رؤيتهم حول محتوى القضية الجنوبية، قدموا رؤيتهم حول جذور القضية الجنوبية، مجلدات جابوا، الذي يفاوض ما يجيبش....
معين مقاطعاً: كيف نفهم هذه الانسحابات والبقاء وتقديم رجل وتأخير أخرى؟
د. ياسين: انا اقول هذه واحدة من المشكلات الرئيسية التي يواجهها مؤتمر الحوار، لكن انا أعتقد انه الحديث عن انهم يفاوضون ليس صحيحاً، عندما جاء الحديث عن موضوع الثمانية وكذا الخ هي كان الهدف الأساسي إيجاد لجنة مصغرة طبعاً في مفهومنا في... انا انتقدت هذا المفهوم من البداية انه الحديث عن ثمانية من الشمال وثمانية من الجنوب لأنه انا مثلا كحزب اشتراكي عندي اثنين في الثمانية، واحد من الجنوب وواحد من الشمال، هل بـ أضع الجنوبي في مواجهة الشمالي، انا عندي مشروع واحد.. ولذلك لم يستطيعوا ان يفهموا هذا الموضوع من البداية وأخذ شكلياً، يعني من الناحية الشكلية فقط لا اقل ولا اكثر، لكن عملياً عندما اشترك انا مثلاً الحزب الاشتراكي او الاصلاح او غيرها من الاحزاب الاخرى والمكونات الأخرى، لن يدخلوا الى هذه اللجنة الا بمشروع واحد ويجب أن يدخلوا بمشروع واحد سواء كان من حضرموت والاّ من تهامة، هي القضية كانت شكلية لا أقل ولا أكثر وانا كنت شخصياً أحد من انتقدوا هذا الموضوع لانه لا يعني شيء في الأخير، لا يعني أي شيء في الأخير يعني.
معين: في نهاية هذه الحلقة لو سمحت لي الى أي حد انت متفائل بما يجري الآن من مناقشات وحلول في مؤتمر الحوار ولمعالجة اوضاع البلد؟
د. ياسين: انا الآن وبعيداً عن التفاؤل والتشاؤم اتحدث عن ماذا يعني الحوار؟ الحوار في تقديري الشخصي يجب أن يحقق الهدف الذي جاء من أجله، لدينا بعض القضايا التي لا زالت معلقة، انا مثلا ما كنت اتصور ان موضوع العدالة الانتقالية سيكون مشكلة، انا كنت الى قبل شهرين عندما يسألني البعض ايش باقي في مؤتمر الحوار؟ كنت اقول باقي معانا القضية الجنوبية، وباقي معانا بعض القضايا المعلقة من بناء الدولة، باختصار يعني، لكن لم يدر في ذهني مثلاً أن العدالة الانتقالية ستصبح مشكلة، مع العلم أن العدالة الانتقالية مقابل الحصانة.. الحصانة والعدالة الانتقالية صنوان، احنا حصنّا المسئولين ولما جينا عشان نعمل العدالة الانتقالية للضحايا قاوموا البعض، وتحول الى مشكلة، اذا لم يخرج هذا المؤتمر بقانون فعال للعدالة الانتقالية، فانا اعتقد انه واحدة من الاسباب الرئيسية التي لن تقود او لن تؤدي الى نجاح المؤتمر لأنه انا في تقديري الشخصي موضوع العدالة الانتقالية أكثر أهمية من أي موضوع آخر، ولذلك محاولة تعطيل العدالة الانتقالية في اللحظة الراهنة، هو محاولة لتعطيل بناء الدولة.
معين: اذا سنستكمل بقية المحاور الكثيرة جداً والساخنة جداً معك دكتور ياسين سعيد نعمان في الجزء الثاني او في الحلقة القادمة انشاء الله، لا يسعني في نهاية هذه الحلقة الا أن أشكرك شكراً جزيلا يليق بشخصك ومقامك واعتذر على بعض المقاطعات البسيطة رغم انك لم تترك لي مجالا كبيراً لمقاطعتك لكن كان حديثك بالغ الأهمية أشكرك شكراً جزيلاً..
*مأرب برس اعد المادة للنشر: بدر القباطي