مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
يمان سعودي: الأسد يجر المنطقة لحرب طائفية والقوى ا
جاوره :عبد الرحمن أبو عوف
اتَّهم الأمينُ العام للحزب السوري الديمقراطي الموحد ’’يمان سعودي’’ النظامَ السوري بمحاولة جر المنطقة لحرب طائفية، مراهنًا على أن هذه الحرب يمكن أن تبقي نظامه أو توفر له دورًا في المرحلة الانتقالية، مشيرًا لتورط مرتزقة شيعة هنود باكستانيين وأذريين في الحرب على الشعب السوري، في إطار مسعى الأسد وحلفائه لإعطاء الصراع بعدًا طائفيًّا.

وراهن ’’يمان’’ في حواره لـ’’الإسلام اليوم’’ على فشل مساعي الأسد في إعطاء الصراع هذا البعد، مرجحًا أن يلفظ الأسد أنفاسه الأخيرة خلال مؤتمر ’’جنيف 2’’، لاسيما إذا استطاعت واشنطن التوافق مع موسكو، وفي حالة توظيف المليارات العربية لتغيير موقف روسيا الداعم للأسد، كما حدث في الحالة الليبية.

واعتبر ’’يمان’’ أن مراهنة الأسد وحلفائه على إمكانية لعبه أي دور في المرحلة الانتقالية ستبوء بالفشل؛ فلا يمكن لأي سياسي سوري أن يضحي بتاريخه واسمه ويقبل بوضع يديه في يد هذا النظام المجرم، مشددًا على أن إدارة أوباما تجد صعوبة في تمويل العملية العسكرية ضد النظام، وفي حالة تسوية هذه الأزمة فإن عملية عسكرية ستُشن لإسقاط هذا النظام الطائفي.

وحذَّر ’’يمان’’ من المبالغة في تصوير ’’جبهة النصرة’’ واتِّهامها بالإرهاب، مشيرًا إلى أن أغلب أعضاء الجبهة سوريون، ومقاتلون عرب يرغبون فقط في رفع الظلم عن شعبنا، وليست لهم أجندة عالمية كالقاعدة أو غيرها.

الحوار مع الأمين العام للحزب السوري الديمقراطي الموحد تطرق لقضايا عديدة نسردها بالتفصيل في السطور التالية:

عجز طرفا الثورة السورية -سواء النظام السوري أو الجيش الحر- عن حسم الصراع بشكل أطال أمد الأزمة السورية وضاعف من أعداد ضحاياها. فماذا ترون؟

الحقيقة أن أخطر ما عانت منه الثورة السورية أن بعض السياسيين -ممن كانوا يعدون طويلاً من أشباه الرجال- سَعَوْا لإيجاد دور لهم على الساحة السورية على حساب دماء آلاف السوريين؛ حيث دخلوا في مناورات سياسية، وألقوا بطوق النجاة للنظام أكثر من مرة، مما عمق المشكلة، وأخَّر عملية الحسم وإسقاط النظام. يضاف إلى ذلك أن القوى الدولية -وخصوصًا الولايات المتحدة- حالت دون حسم الصراع لصالح الثوار وإسقاط النظام الذي لعب الدعم الروسي والإيراني له دورًا مهمًّا في إطالة أمد بقائه في السلطة. أما على الأرض، فأستطيع أن أؤكد أن الجيش السوري الحر قادر على إسقاط النظام والوصول لوسط دمشق؛ فهو يسيطر حاليًّا على أكثر من 85٪، ويستطيع بقليل من الدعم العسكري وإمداده بأسلحة نوعية أن يحسم الصراع مع الأسد.

لكن هل هناك أية إشارات على تغيير الموقف الأمريكي من الأزمة في سوريا؟

إدارة أوباما لها حسابات معقدة جدًّا فيما يتعلق بالملف السوري؛ فهناك المعارضة الروسية لصدور قرار من مجلس الأمن يدين الأسد ويفتح الباب أمام أي عمل عسكري، فضلاً عن تمويل تكاليف العملية العسكرية المتوقعة، وكذلك تأثيرها على أمن ’’إسرائيل’’، لذا فهذا الأمر يخضع لتوازنات ومشاورات مكثفة قبل اتخاذ القرار، غير أنني أعتقد أن ضغوط الدول العربية وتركيا على هذا الصعيد يمكن أن تكون حاسمة على هذا الصعيد، خصوصًا أن ’’إسرائيل’’ ستدعم الموقف الأمريكي أيًّا كان.

انتهى الدرس

الحديث عن سيطرة الجيش الحر على 85٪ من الأراضي السورية يخالف ما يتردد عن تحقيق النظام العلوي نجاحات خلال الفترة الماضية. فكيف ذلك؟

الأسد لم يعد -ولن يكون- قادرًا على استرداد سيطرته التامة على الأراضي السورية، ولن تستطيع أجهزته من أمن ومخابرات ومقرات حزبية أن تذل الشعب السوري مجددًا، بل إنني أستطيع الجزم أن الثورة السورية وصلت لمراحلها النهائية، وسيشهد مؤتمر ’’جنيف 2’’ سقوط الأسد وتنحيته، باعتبار أن أي خيار آخر لن يكون مقبولاً، فهو لن يلعب أي دور في الساحة السورية، ولا يمكن أن يترشح لانتخابات الرئاسة -كما يحلم- على جماجم السوريين.

ولكن روسيا تتمسك بضرورة مشاركة سوريا الرسمية في المؤتمر كشرط لحضوره، بشكل يعرقل ما ذهبتَ إليه من انتهاء دور الأسد في الساحة السورية. فماذا تقول في هذا؟

لن يقبل السوريون بأي حال من الأحوال مشاركة الأسد أو لعبه دورًا في المرحلة الانتقالية، فهذا ما يمكن أن نطلق عليه ’’العهر السياسي’’. ومن جانبنا، لا نراهن أبدًا على أي تغيير في الموقف الروسي؛ فموسكو لن تجد أفضل لها من بشار ونظامه ونظام أبيه لتدافع عنه، فقد استفادت من وجود هذا النظام للترويج لأسلحتها، بل إن موسكو والأسد يحاولان حاليًّا إبرام صفقة أسلحة كبيرة ممولة من أطراف خارجية، عبارة عن أسلحة عتيقة سيجري تجديدها وإرسالها لسوريا على أنها جديدة، بشكل سيعزز من مكاسب الطغمة العسكرية الموجودة في موسكو حاليًّا ويدفعها لتأييد النظام، لذا لا يمكن أن يتخلى الروس عن الأسد وقد سلمهم سوريا على طبق من ذهب إلا إذا قُدمت لها إغراءات قوية تدفعهم لتغيير موقفهم.

رشاوى كبيرة

يعتبر المراقبون أن تخلي روسيا عن دعم النظام السوري أمر شديد الصعوبة، لاسيما أن هذا الدعم يضمن بشكل كبير بقاء النظام أو لعبه دورًا رئيسيًّا في المرحلة الانتقالية على الأقل. فما هو رأيكم؟

طبعًا موسكو لن تتخلى عن الأسد بسهولة، فلن تجد مقرًّا للقاعدة العسكرية البحرية في ’’طرطوس’’، والتسهيلات الجوية في ’’تدمر’’، والمرفأ الوحيد في المياه الدافئة، ولكن مع هذا فإن تخليها عن الأسد ليس أمرًا مستحيلاً، خصوصًا إذا قُدمت لها رشاوى يسيل معها لعابها، ولنا في سيناريو ليبيا مثال؛ فقد وَضعت روسيا العراقيلَ أمام شن عمليات عسكرية لإسقاط القذافي، ولكن الغرب قدَّم لها من المليارات ما دفعها لبيعه في مجلس الأمن وعدم استخدام ’’الفيتو’’ لمنع الحظر الجوي. وهذا ما يمكن تَكراره على الصعيد السوري؛ فيمكن للسعودية وقطر أن تلعبا هذا الدور، وتقدما مساعدات ومنح مالية كبيرة لموسكو بشكل يدفعها للتخلي عن النظام، وساعتها لن يبقى الأسد أو عصابته إلا عدة أيام فقط.

ولكن، ألا توجد قنوات اتصال بين المعارضة وقوى الثورة مع موسكو؛ سعيًا لتغيير موقفها من الأسد؟

لا توجد أية قنوات اتصال جادة مع موسكو الحريصة حتى الآن على استمرار النظام نظير المصالح الإستراتيجية بينهما. وأعتقد أن الموقف الروسي هو مَن وضع عراقيل حالت دون التواصل مع المعارضة، فضلاً عن أن تمسكها ببقاء الأسد وخروجه من السلطة بحلول عام 2014م وكأنه رئيس يغادر السلطة طواعية هو ما أوصد كل الطرق بين الطرفين، ومن ثَم فلن يغامر أي سياسي سوري بتاريخه ولن يضحي باسمه بقبوله استمرار الأسد حتى ولو مؤقتًا، فسقوط الأسد يُعد خطًّا أحمر لا يمكن تعديه، بل هو قرآن لا يستطيع سوري شريف مخالفته.

خلافات وأجندات

تدور خلافات داخل قوى المعارضة السورية حول طبيعة التمثيل في مؤتمر ’’جنيف 2’’، في ظل تعدد الأطياف السياسية لهذه القوى. فكيف ترون هذا؟

هذا الخلاف سيُسوَّى في النهاية، لاسيما إذا قُدمت ضمانات للمعارضة بتنحي الأسد، لاسيما أن الخلافات بين هذه القوى وتعدد أجنداتها هو مما أطال الأزمة ومعها عمر النظام. ويخطئ كثيرًا مَن يعتقد أن للمعارضة السورية في الخارج دورًا في الساحة السورية الداخلية، وكذا من يزعم أن أحدًا له تأثير على الجيش السوري الحر أو التحكم في عملياته. ومن ثَم أعتقد أن تنحي الأسد هو الأمر الوحيد المجمع عليه بين قوى المعارضة، بينما تسود بينها خلافات شديدة قد لا تسمح لهذه المعارضة بلعب دور كبير خلال المرحلة الانتقالية.

تثار من آنٍ لآخر تساؤلات شتي عن الموقف التركي من الأزمة السورية؛ فتارة نجد مواقف قوية، وتارة نشعر بحالة من الصمت تثير الجدل حول الموقف التركي. فما رأيكم؟

الأتراك يتحملون عبئًا يفوق قدراتهم؛ فيكفي أن تركيا تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري، وأغلبهم لا عمل له، ولا يحملون حتى بطاقة هوية، بشكل يزيد من صعوبة الموقف، ناهيك عن أن الموقف التركي من الأزمة مرتبط بعضوية تركيا في حلف ’’الناتو’’ واشتراطاته بعدم التورط في أي صراع عسكري بدون موافقته، فضلاً عن وجود مشاورات مستمرة مع إدارة أوباما حول إمكانية اندلاع عمل عسكري لإقصاء الأسد من السلطة.

قصم الظهر

على الصعيد العملياتي، أقر انخراط ’’حزب الله’’ في الأزمة السورية وتورطه في إزهاق الدم السوري تساؤلاتٍ حول تحول الصراع في سوريا لصراع مذهبي. فماذا تقولون؟

الأسد يعتقد أن تحويل الصراع إلى طائفي قد يطيل عمر نظامه ويسمح بانسياب المعونات والدعم القادم من دول الجوار، خصوصًا أن إيران ومن خلفها ’’حزب الله’’ والنظام الطائفي في العراق بقيادة المالكي؛ يعتقدون أن سقوط الأسد سيقصم ظهورهم، بل وسيفتح الباب لانهيار أنظمتهم وتهاوي نفوذهم، لدرجة أن هذه القوى تموِّل حاليًّا إجراءات جلب مرتزقة شيعة من: باكستان والهند وأذربيجان والعراق وإيران ولبنان؛ للقتال بجانب الأسد، بل إن هؤلاء المرتزقة مزَّقوا جثة مواطن مصري متزوج من سورية في مدينة ’’إدلب’’؛ قتلاً على الهوية، وهو ما يثبت أن هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام من قريب أو بعيد، بل إن دينهم هو الطائفية.

لواء الفضل

ترددت أنباء عن تورط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الأزمة السورية بشكل كبير. فما الأمر؟

نوري المالكي هو صديق وشريك للأسد في جرائمه، ومتورط في الصراع حتى أذنَيْهِ؛ فقد أرسل مرتزقة عراقيين للدفاع عن النظام بمشاركة ’’لواء الفضل العباسي’’، بحجة الدفاع عن ’’المزارات الشيعية’’ في سوريا، رغم أن هذه المزارات موجودة في سوريا منذ 1000عام دون أن يمسها أحد، وهو ما ردده ’’حسن نصرالله’’، حينما زعم أن قواته تقاتل للدفاع عن ’’مقام السيدة زينب’’ في دمشق، وهو خلط مرفوض بين السياسي والديني يؤكد تحول الصراع لطائفي بامتياز غير أنه لن ينقذ الأسد.

انهيار الطائفية

في حالة ما إذا سقط النظام السوري؛ كيف تجد تأثير هذا السقوط على الأوضاع في الشرق الأوسط؟

سيشكل السقوط زلزالاً على المنطقة، وسيغير موازين القوى في لبنان والعراق، وسيُضعف من التوازن الإستراتيجي لطهران التي كانت تتطلع لتَكرار سيناريو ’’حزب الله’’ في عدد من دول الخليج، فيما ستتهاوى قلاع الطائفية واحدة تلو الأخرى، خصوصًا في العراق في ظل اشتعال التوترات في المدن السُّنية وتصميم السُّنة العرب على التصدي لمحاولات تهميشهم منذ احتلال العراق حتى الآن. لذا فإن خريطة المنطقة ستتغير بشكل ’’دراماتيكي’’، وستتبدل التحالفات التي كانت تضم: إيران، وسوريا الأسد، و’’حزب الله’’، وتل أبيب، وستتشكل معالم قوى جديدة، وهو ما ترفض إيران حدوثه، بل تحاول إنقاذ الأسد بكل الطرق.

كيف تتحدث عن تحالف في وقت قصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافًا سورية خلال الأيام الماضية؟!

القصف الإسرائيلي الأخير استهدف ’’رتلاً’’ من الصواريخ كانت تُجهز للوصول إلى ’’حزب الله’’، فضلاً عن أطنان من الأسلحة الكيماوية التابعة للنظام السوري، ومن ثَم فحديث البعض عن استهداف الجيش السوري الحر أمر لا أساس له من الصحة؛ حيث سعت ’’إسرائيل’’ لقطع الطريق على مساعي طهران ودمشق لتفعيل قدرات ’’حزب الله’’ ليستمر لاعبًا مهمًّا في الساحة اللبنانية، سواء سقط الأسد أو استمر.

مبالغات مرفوضة

في هذا السياق يعتقد الكثيرون أن مخاوف الغرب من تنامي نفوذ ’’جبهة النصرة’’ هي ما يؤخر تدخل الغرب لحسم الصراع مع الأسد؟

الحديث عن نفوذ ’’جبهة النصرة’’ وخطورتها هو جزء من مخطط لإهالة التراب على دور الإسلاميين في الثورة السورية، عبر محاولة اتِّهامها بالتطرف والإرهاب وما إلى ذلك من اتهامات، متجاهلين طبيعة الأجواء التي يعاني منها السوريون في ظل مجازر الأسد. ومن ثَم يجدر التأكيد أن دور ’’جبهة النصرة’’ هو دعم الشعب السوري إزاء الإجرام الأسدي، وتتكون من مقاتلين أغلبهم سوريون، وهناك مجاهدون عرب لا تتجاوز نسبتهم من 10: 15٪ وسيعودون لبلادهم فور انتصار الشعب السوري، لاسيما أنهم لا يحملون أجندة كـ’’القاعدة’’، ولا يتبنَّون مشروعًا أمميًّا كالخلافة، فالجبهة ستحل نفسها في حال سقوط الأسد، لاسيما أنها تنسق بشكل كبير مع الجيش السوري الحر.

إذا نَحَّينا ’’جبهة النصرة’’ جانبًا؛ فما تصورك لدور الإسلاميين قي مرحلة ما بعد سقوط الأسد؟

الإسلاميون هم أحد أطياف الشعب السوري، ولعبوا دورًا مهمًّا في الثورة السورية، ومن ثَم هم كغيرهم سيكون لهم دور في مرحلة ما بعد الأسد، خصوصًا أن القوى الإسلامية تعكس صورة الإسلام المعتدل، ولكن مدى قوة هذا الدور مرتبط بنتائج الانتخابات وما سيفرزه صندوق الانتخابات. ولا أرى اعتراضًا على أي دور لفصيل وطني سواء علماني أو إسلامي أو صوفي في بناء سوريا الجديدة

يتخوف الغرب من طبيعة العلاقات مع ’’إسرائيل’’ في مرحلة ما بعد الأسد، لاسيما أن مشاركة إسلاميين قد تضع العلاقات مع ’’تل أبيب’’ في منعرج خطير. فما رأيكم؟

لا أعتقد؛ فالشعب السوري سيركز خلال السنوات التالية لسقوط النظام على إعادة بناء البلاد وتأهيل مؤسساتها، وهو شعب يريد السلام الشريف، فإذا أعادت ’’إسرائيل’’ هضبة الجولان وانسحبت منها فلا مانع من إبرام معاهدة سلام معها وإنهاء الأزمة معها. غير أنني أعتقد أن مخاوف ’’إسرائيل’’ من مرحلة ما بعد الأسد طبيعية؛ فهي لن تجد شخصًا يبيع الجولان كوالده، ولا القنيطرة بعد تحريرها، ولا يطلق رصاصة واحدة على حدودها طوال أربعين عامًا.

كلما ضاقت الدوائر على الأسد ونظامه كلما عاد سيناريو تقسيم سوريا للمشهد وتأسيس دولة علوية في الساحل. فكيف ترون هذا؟

بشار الأسد سعى سعيًا حثيثًا لإقامة دولته العلوية أو دويلته العلوية في الساحل السوري، ولكني لا أعتقد أنه قادر على تحقيق هذا الهدف؛ فمن ترك له والده بلدًا بحجم سوريا بأجهزته الأمنية، و16فرعًا للاستخبارات، وعلاقات مع دول العالم، ودعم عربي، ثم لا يستطيع أن يحافظ على هذه الدولة؛ فلا أعتقد أنه قادر على تأسيس دولة، فلن يقبل السوريون أبدًا هذا الأمر، وأعتقد أن القرار الحاسم لو كان يتعلق بالأسد شخصيًّا وعائلته فقط لتَرَك البلاد منذ مدة، ولكنه يبقى في السلطة لحماية المصالح الروسية والإيرانية ومَن يوفرون له ملاذًا آمنًا للخروج من البلاد، ومساعدته من مواجهة غضب شعبه.

أعادت مصر القائم بالأعمال للعاصمة دمشق. كيف كان رد فعل المعارضة والقوى الثورية عليه؟

للأسف الشديد هذه كانت خطوة قاسية جدًّا وغير مفهومة وغير منطقية، وتكشف الطابع السياسي للقرار الذي لعبت إيران والأوضاع الاقتصادية المعقدة دورًا في تمريره. وأعتقد أن الإيرانيين استطاعوا خداع مصر وإقناعها بضرورة أن يلعب الأسد دورًا في العملية الانتقالية، وهو ما لن يقبل به السوريون ومن ثَم فأعتقد أن هذا الموقف يعكس ضعف الموقف العربي إزاء تنامي نفوذ أطراف دولية وإقليمية وغير عربية في الأزمة السورية.
*الإسلام اليوم
أضافة تعليق