مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
الشيخ تيسير التميمي : محاولات صهيونية لهدم الأقصى
الشيخ تيسير التميمي : محاولات صهيونية لهدم الأقصى بمواد كيمائية وبناء الهيكل المزعوم
الاثنين 27 جمادى الأولى 1434 الموافق 08 إبريل 2013
- الشعب الفلسطيني لديه القدرة على إجبار الفصائل على المصالحة

- لا أستبعد الترشح لرئاسة فلسطين في الانتخابات الرئاسية القادمة

حذر الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين السابق، ورئيس حزب الاستقلال من الحفريات التي يقوم بها الكيان الصهيوني حول المسجد الأقصى، واستخدام مواد كيمائية لإسقاط المسجد الأقصى وهدمه، وطالب الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف واضح وصارم حيال هذه الإجراءات الخطيرة، مؤكدًا على استمرار أبناء فلسطين في الدفاع مقدساتهم، كما طالب الفصائل الفلسطينية بضرورة المصالحة والانتصار على الخلافات؛ لمواجهة التحديات التي تواجه فلسطين وشعبها.

وأكد في حواره لـ’’الإسلام اليوم’’ أن تصريحات الرئيسَ الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته الأخيرة ليست جديدة أو مستغربة، وإنما عادية من جانب رئيس دولة طالما دافعت عن أخطاء هذا الكيان وبررت له جرائمه، موضحا أن القصة ليست قصة أوباما بالدرجة الأولى، ولكنها سياسة دولة تنحاز لهذا الكيان على طول الخط مهما تغير الرئيس سواء كان ديمقراطيًّا أو جمهوريًّا؛ حيث لا يزال اللوبي الصهيوني هو الذي يحكم أمريكا بالفعل، وعلي العرب أن يدركوا ذلك جيدًا. وختم حواره بإمكانية ترشحه للرئاسة في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية القادمة، وكذلك مشاركة حزب الاستقلال -الذي يترأسه- في الانتخابات البرلمانية.

والي تفاصيل الحوار:

كيف تري زيارة أوباما الأخيرة إلي الكيان الصهيوني؟

هذه زيارة طبيعية من رئيس دولة دائمًا ما تدافع عن هذا الكيان وتبرر له أعماله الإجرامية، والقصة ليست قصة أوباما بالدرجة الأولى، ولكنها سياسة دولة تنحاز لهذا الكيان على طول الخط مهما تغير الرئيس سواء كان ديمقراطيًّا أو جمهوريًّا؛ فلا يزال اللوبي الصهيوني هو الذي يحكم أمريكا بالفعل، وعلي العرب أن يدركوا ذلك جيدًا، وأن الأمور لن تأتي بالشجب والكلام، ولكن بالفعل وإرغام أمريكا وشعبها على احترام الشعوب العربية والاعتراف بحق الدولة وعاصمتها القدس الشريف.

وما الذي كان على أوباما أن يفعله تجاه الشعب الفلسطيني قبل هذه الزيارة؟

هناك الكثير الذي كان على أوباما أن يفعله تجاه هذا الشعب الذي سلبت حقوقه، على الأقل كان يجب عليه أن يشجب إجراءات التهويد والتطهير العرقي وخطط الاستيطان التي تنفذها سلطات الاحتلال، وأن يُدين الاقتحامات المتكررة يوميًّا واحتلال للمسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين والجماعات اليمينية المتطرفة والقوات الإسرائيلية، وأن يستنكر منع المصلين المسلمين من دخوله والصلاة فيه في اعتداء صارخ على حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية.

على ذكر القدس، هناك خطر الحفريات الذي يهدد القدس؛ إلى أي مدى وصلت خطورة هذه الحفريات؟

الحفريات حول القدس وصلت إلى مرحلة خطيرة للغاية، وأنا أحذر من انهيار وشيك للمسجد الأقصى بعد هذه الحفريات وشبكة الأنفاق التي فُتحت تحته وتذويب الصخور من حوله بالمواد الكيماوية؛ استعدادًا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم؛ لتنفيذ مخطط القدس كمدينة يهودية مقدسة.

وما الدور الذي تقومون به أنتم وأبناء فلسطين للتصدي لهذه الممارسات؟

نتصدى لها بكل قوة، سواء بالدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته، أو بفضح الممارسات الصهيونية، خاصة في ظل غياب كامل للسلطة الفلسطينية ودورها في هذا الشأن، بل بالعكس، لقد تم اتهامي بالتحريض ضد ’’إسرائيل’’ من جانب السلطة وإحالتي إلى التقاعد قبل بلوغ سن التقاعد بـ12 عامًا.

وما المطلوب من الدول العربية لوقف هذا الخطر؟

لا بد من موقف عربي موحد مثلما حدث في عدوان غزة، بل أقوى، ويتمثل في اتخاذ خطوات جادة وملموسة من قبيل مقاطعة البضاعة الأمريكية والأوروبية، ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإغلاق القواعد الأمريكية، واستخدام سلاح النفط، وهو ما يهدد المصالح الأمريكية.

نأتي إلى ملف المصالحة الفلسطينية؛ هل باتت المصالحة الآن أقرب من أي وقت مضى؟

هذا صحيح إلى حد كبير، فإن ما حدث في غزة عقب الاعتداء الصهيوني خلال الشهور الماضية وحَّد الشعب الفلسطيني؛ حيث كانت الشعارات واحدة بين ’’فتح’’ و’’حماس’’ في مواجهة العدوان. وأعتقد أن الشعب الفلسطيني لديه القدرة على إجبار الفصائل على المصالحة؛ لأنه لا بديل عنها، ولا أفق من دونها. هناك مؤشرات إيجابية في هذا الإطار، منها: تصريحات الرئيس ’’محمود عباس أبو مازن’’ أثناء العدوان، وكذلك تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ’’خالد مشعل’’ عقب توقيع الهدنة، وكلها تتقاطع في خط واحد وهو المناداة بهذه المصالحة، ولكن المهم تفعيلها؛ لأن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بحاجة إلى هذه المصالحة؛ لأنها هي التي ستحقق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وهل يمكن أن تلعب مصر دورًا مؤثرًا في هذه المصالحة؟

بعد أداء مصر المشرِّف أثناء العدوان على غزة، فإنه يمكنها أن تلعب دورًا كبيرًا في هذه المصالحة، وإن كان الدور المصري معروفًا في هذا السياق، وعندما تكون على مسافة واحدة من الجميع سوف يُعجِّل هذا بالمصالحة، وعليها أن تضغط على مَن يُعرقل هذه المصالحة للتجاوب معها.

لكن هناك محاولات أخرى للمصالحة من جانب دول أخرى بالمنطقة؟

هذا جهد مشكور لأية دولة تحاول تحقيق هذه المصالحة، ولكن أعتقد أن مصر هي الأقرب والأقدر لتحقيق هذه المصالحة؛ لتعاملها مع الفلسطينيين بشكل مباشر من ناحية، ولدورها في إقرار التهدئة من ناحية أخرى.

وما الذي يجب أن تتضمنه هذه المصالحة؟

ضرورة الاتفاق على برنامج وطني موحد يفضي إلى قيادة جماعية تجمع ما بين العمل السياسي والمقاومة، على أن تكون هناك انتخابات تشريعية ورئاسية ومحلية وتشكل حكومة وحدة وطنية.

قمتم بإنشاء حزب ’’الحرية والاستقلال’’؛ فماذا عن برنامجه وظروف نشأته؟

هذا الحزب وُلد من رحِم الحراك الشعبي منذ شهرين تقريبًا، عندما نزل الناس إلى الشارع للاحتجاج على الأوضاع السياسية والاقتصادية وعدم القيام بدور جاد تجاه ما يجري في القدس، ورأينا الاستفادة بهذا الحراك وإعلان هذا الحزب للدفاع عن المقدسات والثوابت، وقد انضم إليه الآلاف فور الإعلان عنه من مختلف التخصصات والأعمار والقرى والمدن.

وماذا عن خوض الانتخابات القادمة؟

في حالة إتمام المصالحة، أعتقد سوف تكون هناك انتخابات تشريعية ورئاسية، وسوف نشارك في هذه الانتخابات، سواء التشريعية أو الرئاسية.

يبدو من هذا أنك سترشح نفسك لرئاسة فلسطين باعتبارك رئيسًا للحزب؟

هذا وارد إلى حد كبير، خاصة بعد توافق أعضاء الهيئة العليا على ذلك ومطالبتهم لي بالتقدم للترشح لهذا المنصب في حال إجراء الانتخابات الرئاسية.
*نوافذ
أضافة تعليق