حواراً مع الشيخ عبد الله على العرينى، ممثل مجلس النواب اليمنى فى المؤتمر الثامن لإتحاد مجالس الدول الإسلامية المنقعد بالخرطوم...فإلى مضابط الحوار:
بداية حدثنا عن أهداف مؤتمر إتحاد مجالس الدول الإسلامية ،وكيف يمكنه دعم الدول الأعضاء؟
المؤتمر يهدف للنهوض بالأمة الإسلامية فى مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية والقانونية ،وأشير هنا إلى أنه وبسبب بُعد الأمة الإسلامية عن تطبيق الشريعة الإسلامية ،تدنت مستوياتها أمام العالم وتخلفت جراء ذلك ،لذا أرى أن إنعقاد هذا المؤتمرفرصة سانحة لتشخيص الظواهر السالبة لتداركها ،والنهوض بالأمة الى المستوى الذي ينبغي عليه.
كيف يمكن لمؤتمر إتحاد المجالس الإسلامية و جامعة الدول العربية أن يضطلع بدور ريادي في حل قضايا الأمة؟
حقيقة ، قضايا الأمة الإسلامية متشابكة ومعقدة ،ولن تحلها البرلمانات ،ولا جامعة الدول العربية ؛ وكلاهما لايتعاون في هذا الصدد ،وبطبيعة الحال المؤسستان أنبثقتا من هذه الدول وأعتقد أن التغيير للأفضل أتتجه وتلتزم الأمة يقول الله سبحانه وتعالى (إن الله لايغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ،وذلك ببسط العدل والحرية والإلتزام بالقيم والحفاظ على سيادتها وأقول ،إن الأمة الإسلامية تسير من ضعف إلى ضعف، بسبب الفقر ,أصبحت الدول تقدم التنازلات في تشريعاتها وقراراتها .
وحتى تضطلع البرلمانات والجامعة العربية بدورهما ،عليها القيام بتغيير شامل فى مختلف المناحي، حتى يمكن لها الخروج من النفق المظلم الذي تسير فيه الآن ،وحتى يتحرر قرارها كاملاً.
هل ترى أن اليمن يمكن أن تطبق فيه الشريعة بعد الثورة؟
صحيح اليمن من ’’دول الربيع’’ ،ولكن برأي أن ثورتها لم تكتمل بعد ،لأن ’’المبادرة الخليجية’’ التي سعت لانقاذ اليمن من مستنقع دموي ، كما يحدث في سوريا الآن ؛لكن في حقيقة الأمر ’’المبادرة’’هي من أجهض ثورة اليمن بصورة أوقعت البلاد تحث الوصاية الأجنبية؛ الآن هيئة الجيش بيد أمريكا ،والدستور بين فرنسا ،والحوار تحت وصاية ألمانيا... وهكذا مما يجعل تطبيق الشريعة الإسلامية عسير ،فأمر اليمن الآن لم يعد بيدها ،ولابيد القوى السياسية باليمن ولا رئيس الدولة، ولكن يمكنني القول إن الحاكم الحقيقي لليمن اليوم ،هو السفير الأمركي ولابد من يقظة للقوى السياسية اليمنية لهذه المرحلة والحوار والتفاهم حول قضايا الأمة والتحرر من هذه الهيمنة الأجنبية حتى لا تكون البلاد قد خرجت من هيمنة الاستبداد إلى هيمنة الاستعمار.
لماذا ارتضى الشعب اليمني بخيار الهيمنة الأجنبية برأيك؟
إنها الضرورة، لقد كان أمام شعب اليمن خيارين إما الدخول في حرب أهلية تكلفه مزيداً من نزيف الدم أو القبول بالمبادرة الخليجية ،لذا الناس أختار أخف الضررين حقناً للدماء ،ولكن أشير هنا إلى أنه لابد من التخلص من الهيمنة الأجنبية وتحرير قرارنا منه فلا ينبغي لتلك الدول الأجنبية أن تحول اليمن وتضعه تحت (الوصاية) ،وجدنا انفسنا و قد خرجنا من مشكلة إلى مشكلة أخرى !!!
برايك يمكن للحور بين القوى السياسية أن يقود اليمن للخلاص من تلك الهيمنة الأجنبية والوصاية ؟
لابد أن يسير الحوار الى الأمام بين القوى السياسية ؛ ويجري الان حوار بني (565)شخصية فى اليمن ،ولكنها شخصيات فرضتها أيضاً الوصاية الأجنبية ،فهي لم يأت الحوار بخيار قطاعات الشعب ؛والحوار الحقيقي هو الذي يجمع عقلاء اليمن المتفق حولهم للخروج بحل لقضايا اليمن ،والخشية تكمن في حدوث (توهان) في ذلك نقول (لابد لعلاج المرضى من طبيب وليس مدرسي).
مارؤيتكم لتداعيات أنشاطة جماعة الحوثيين في اليمن؟
الحوثيون يعد التحدي الثاني لليمن ،بعد معضلة الوصاية الأجنبية ،وأنشطتهم ليست حراك سياسي، خاصة أنهم اختاروا رفع السلاح في وجه الدولة ،وهذا ما يرفضه شعب اليمن.
كيف تنظرون إلى وضع المرأة في اليمن؟
الإسلام كرّم المرأة عبر القوانين والتشريعات الإسلامية التي لم يمنحها لها أي تشريع ،وفى اليمن كفلت للمرأة حقوقها عبر القوانين ،ولكن المشكلة فى تطبيق تلك القوانين ،كما تم الاستهداء بقوانين غربية تعبث بالمرأة تدفع بها نحو الإنحلال والتعري، ولابد من العودة للتشريع الإسلامي في هذا.
حدثنا عن الدستور في اليمن ألم يكفل كل تلك المطالب ويتبنى الطرح الإسلامي؟
دستور اليمن من أفضل دساتير العالم بما يتضمنه من نص صريح في (المادة الثالثة) والتى تنص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع التشريعات ،وتمّ ذلك بإجماع كل القوى السياسية ،وهم لن يتجاوزوا تلك المادة إتقاء الغضب الشعبي ،ولكن المؤامرة تكمن في الإلتفاف حول تلك المادة بوضع مادة إضافية في الباب الأول ،وصاغوها هكذا بان ’’الاتفاقيات الدولية هي الأساس فى مصادر التشريع ،وعلى اليمن المؤامة بين التشريعات والاتفاقيات الدولية’’.
ولقد زجت بتلك المادة ،المنظمات الحقوقية والأحزاب الليبرالية في اليمن التي يتبناها ويدعمها الغرب ،وحتى الآن لم يطرح الدستور للتغيير وأتوقع أن يتم نقاش قضية الدستور خلال مؤتمر ’’الحوار الوطني’’ المقبل ،والآن يوجد حراك شعبي كاسح يرفض أي إنتقاص لبنود الشريعة الإسلامية ،وإذا تمّ ذلك فإن عواقبه ستكون وخيمة ،وقد يقود البلاد إلى سفك الدماء ؛والله سبحانه وتعالى يوقول (فجعلناك على شريعة من الأمر فأتبعها ولا تتبع أهواء الذين لايعلمون).
وبالتالي،لن تحكمنا أهواء البشر وحتى قانون الأحزاب فى اليمن ينص على أن كل الأحزاب سلّمت ،وأرتضت الإسلام شريعة وعقيدة ،لكن البعض يريد أن نتجاوز ذلك بصورة غير مباشرة ،ويتآمرون مع دول غربية من طرف خفي ،ويسعون لـ(وضع السم في العسل)،ولن يقبل الشعب اليمني إطلاقاً بفرض العلمانية .
ما هى الإشكاليات التى تواجه الوحدة اليمنية؟
الوحدة في اليمن التي تحققت في مايو 1990م ،لكن الذي حدث أن ممارسات النطام السابق أساءت لنظام الوحدة ؛ وهو ما جعل أخوتنا في الجنوب ينظرون للوحدة بإعتبارها نظام ظلم لهم ،كما تمثل بالنسبة إليهم الفساد والاستبداد ،لهذا بدأوا في التضجر من الوحدة ،ولابد من حل تلك التداعيات وتحقيق مطالب الأخوة في اليمن الجنوبي في قسمة الثروة والسلطة بعدالة ،وتعويض الضرر والمظالم ليبقوا على خيار الوحدة حتى يعود مطلب الإنفصال مجدداً.
ما الذي يجمع اليمن كشعب واحد تعددد الطوائف والثقافات والقبائل ؟
الوضع اليمني معقد ،نتيجة لعوامل عدة أبرزها القبيلة ،وغياب التربية الوطنية ،كما أن تيار الصحوة الإسلامية لم يستطع نقل الشعب إلى مصاف أرقى ،رغم مكاسب تلك التيارات ،ولابد من تعاون الجميع للخروج بالبلاد إلى وضع أفضل ومتماسك.
أنتم في حزب (التجمع اليمنى للإصلاح) ما هو سقف طموحاتكم في الساحة السياسية خاصة أنكم تمثلون التيار الإسلامي هناك؟
طموحاتنا في (حزب الإصلاح) هى الإستقرار السياسي الأمني لليمن ،خاصة في ظل إنفلات أمني مشهود إلى جانب الإستقرار الإقتصادي ،ولن يتحقق هذا في تقديرنا ، هذا لن يتأتى إلا في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية ،والعمل بها إقراراً لقوله سبحانه وتعالى (فمن أتبع هداي فلا يضل ولايشقى) وقوله تعالى أيضاً(ومن أعرض عن ذكري فإنه له معيشة ضنكا) ،لذا نحن في حزب (التجمع اليمنى للإصلاح) نحلم بتحقق هذا الإستقرار الشامل.
يلاحظ إن المراة في اليمن ترتدي حجاب كامل كالنقاب فإلى اي مدى تسعود إلى تطبيق الشريعة؟
الشريعة ليست هي حجاب المرأة فقط ،لكن الشريعة هي الهيمنة على المناحي والقوات المسلحة والقضاء والحجاب و التشريع.
نريد الشريعة منهج حياة ،ولا أخفي عنكم إذا قلت لكي أن بعض النساء يعتبرن الحجاب الساري الآن عُرف إجتماعي ،وليس عبادة تتقرب بها لله ،ونحن نطمح للحجاب الواعي وليس إذا أمتطت المراة الطائرة خلعت الحجاب.
منح الناشطة اليمنية توكل كرمان جائزة نوبل كيف تقرأها؟
لا أتفق مع أفكار ’’توكل’’ ،رغم أنها عضو في مجلس شورى ’’حزب الإصلاح ’’وآرائها خاصة انها تاثرت بىراء غربية بعد سفرها للخارج وتلقيها دعماً من بعض المنظمات ،وهي ترأس كذلك إحدى المنظمات ؛فمثلاً قالت إنها ’’تؤمن بالإسلام كقيم ولا تؤمن به كتشريع’’ هذا حسب ما ذكرته في لقاءها ب’’قناة الجزيرة’’ ،وفسرت قولها بأنها تخشى أن يجرّد التشريع الإسلامي المرأة من حقوقها ،فهل تخشى على المرأة من التشريعي الإسلامي! وهذا الأمر جهل،و دعوتها الى التفقه في الدين ،وليس الإنبهار بالقوانين الغربية ،ولا ينبغي أن ننسى أن لدينا الأفضل الذى يمكن أن نصدره الى الغرب وليس العكس.
ورغم كل آراؤها تلك ، لا تزال توكل كرمان عضو حتى الآن فى حزب الإصلاح ،وهو حزب يمارس المرونة لإحتواء الجميع .
ما توقعاتكم للثورة في سوريا ؟
مايحدث في سوريا يدعم للألم ،والشعب السوري قدّم تضحيات عظيمة لم تقدم في أي ثورة في بلاد العرب ،وعليهم مواصلة المسير حتى بلوغ الغايات.
ماذا يمكن أن يقدم مؤتمركم من دعم لثوار سوريا؟
للأسف ،إن الدول العربية والإسلامية لديها قراءات ومواقف مختلفة ، بل أعتبر أن الشعب السوري الثائر ،هو ضحية للخلافات بين تلك الدول الإسلامية والعربية.
ما حقيقة الوضع الاقتصادي لديكم الآن في اليمن؟
الوضع الاقتصادي في اليمن صعب ،رغم أنه ينتج فقط (450)ألف برميل في اليوم ،وهو لايكاد يكفي الحاجة ،وأن معظم الميزانية تمول من النفط ،بالإضافة إلى أن الفساد مستشري في البلاد ،وبلغ العجز في الموزانة العام (682) مليار،ولذا فإن الوضع الإقتصادي متدن، وبالتالي فإن دخل الفرد والخدمات تشهد ضعفا كبيراً، وكل ذلك من السياسيات الفاشلة للنظام السابق.
ونأمل من حكومة ’’الوفاق الوطنى’’،الجلوس مع الجميع على طاولة الحوار لوضع سياسات وحول لكل تلك المشكلات ،وكعكة السلطة تكفي الجميع.
*المركز السودانى للخدمات الصحفية(smc)
بداية حدثنا عن أهداف مؤتمر إتحاد مجالس الدول الإسلامية ،وكيف يمكنه دعم الدول الأعضاء؟
المؤتمر يهدف للنهوض بالأمة الإسلامية فى مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية والقانونية ،وأشير هنا إلى أنه وبسبب بُعد الأمة الإسلامية عن تطبيق الشريعة الإسلامية ،تدنت مستوياتها أمام العالم وتخلفت جراء ذلك ،لذا أرى أن إنعقاد هذا المؤتمرفرصة سانحة لتشخيص الظواهر السالبة لتداركها ،والنهوض بالأمة الى المستوى الذي ينبغي عليه.
كيف يمكن لمؤتمر إتحاد المجالس الإسلامية و جامعة الدول العربية أن يضطلع بدور ريادي في حل قضايا الأمة؟
حقيقة ، قضايا الأمة الإسلامية متشابكة ومعقدة ،ولن تحلها البرلمانات ،ولا جامعة الدول العربية ؛ وكلاهما لايتعاون في هذا الصدد ،وبطبيعة الحال المؤسستان أنبثقتا من هذه الدول وأعتقد أن التغيير للأفضل أتتجه وتلتزم الأمة يقول الله سبحانه وتعالى (إن الله لايغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ،وذلك ببسط العدل والحرية والإلتزام بالقيم والحفاظ على سيادتها وأقول ،إن الأمة الإسلامية تسير من ضعف إلى ضعف، بسبب الفقر ,أصبحت الدول تقدم التنازلات في تشريعاتها وقراراتها .
وحتى تضطلع البرلمانات والجامعة العربية بدورهما ،عليها القيام بتغيير شامل فى مختلف المناحي، حتى يمكن لها الخروج من النفق المظلم الذي تسير فيه الآن ،وحتى يتحرر قرارها كاملاً.
هل ترى أن اليمن يمكن أن تطبق فيه الشريعة بعد الثورة؟
صحيح اليمن من ’’دول الربيع’’ ،ولكن برأي أن ثورتها لم تكتمل بعد ،لأن ’’المبادرة الخليجية’’ التي سعت لانقاذ اليمن من مستنقع دموي ، كما يحدث في سوريا الآن ؛لكن في حقيقة الأمر ’’المبادرة’’هي من أجهض ثورة اليمن بصورة أوقعت البلاد تحث الوصاية الأجنبية؛ الآن هيئة الجيش بيد أمريكا ،والدستور بين فرنسا ،والحوار تحت وصاية ألمانيا... وهكذا مما يجعل تطبيق الشريعة الإسلامية عسير ،فأمر اليمن الآن لم يعد بيدها ،ولابيد القوى السياسية باليمن ولا رئيس الدولة، ولكن يمكنني القول إن الحاكم الحقيقي لليمن اليوم ،هو السفير الأمركي ولابد من يقظة للقوى السياسية اليمنية لهذه المرحلة والحوار والتفاهم حول قضايا الأمة والتحرر من هذه الهيمنة الأجنبية حتى لا تكون البلاد قد خرجت من هيمنة الاستبداد إلى هيمنة الاستعمار.
لماذا ارتضى الشعب اليمني بخيار الهيمنة الأجنبية برأيك؟
إنها الضرورة، لقد كان أمام شعب اليمن خيارين إما الدخول في حرب أهلية تكلفه مزيداً من نزيف الدم أو القبول بالمبادرة الخليجية ،لذا الناس أختار أخف الضررين حقناً للدماء ،ولكن أشير هنا إلى أنه لابد من التخلص من الهيمنة الأجنبية وتحرير قرارنا منه فلا ينبغي لتلك الدول الأجنبية أن تحول اليمن وتضعه تحت (الوصاية) ،وجدنا انفسنا و قد خرجنا من مشكلة إلى مشكلة أخرى !!!
برايك يمكن للحور بين القوى السياسية أن يقود اليمن للخلاص من تلك الهيمنة الأجنبية والوصاية ؟
لابد أن يسير الحوار الى الأمام بين القوى السياسية ؛ ويجري الان حوار بني (565)شخصية فى اليمن ،ولكنها شخصيات فرضتها أيضاً الوصاية الأجنبية ،فهي لم يأت الحوار بخيار قطاعات الشعب ؛والحوار الحقيقي هو الذي يجمع عقلاء اليمن المتفق حولهم للخروج بحل لقضايا اليمن ،والخشية تكمن في حدوث (توهان) في ذلك نقول (لابد لعلاج المرضى من طبيب وليس مدرسي).
مارؤيتكم لتداعيات أنشاطة جماعة الحوثيين في اليمن؟
الحوثيون يعد التحدي الثاني لليمن ،بعد معضلة الوصاية الأجنبية ،وأنشطتهم ليست حراك سياسي، خاصة أنهم اختاروا رفع السلاح في وجه الدولة ،وهذا ما يرفضه شعب اليمن.
كيف تنظرون إلى وضع المرأة في اليمن؟
الإسلام كرّم المرأة عبر القوانين والتشريعات الإسلامية التي لم يمنحها لها أي تشريع ،وفى اليمن كفلت للمرأة حقوقها عبر القوانين ،ولكن المشكلة فى تطبيق تلك القوانين ،كما تم الاستهداء بقوانين غربية تعبث بالمرأة تدفع بها نحو الإنحلال والتعري، ولابد من العودة للتشريع الإسلامي في هذا.
حدثنا عن الدستور في اليمن ألم يكفل كل تلك المطالب ويتبنى الطرح الإسلامي؟
دستور اليمن من أفضل دساتير العالم بما يتضمنه من نص صريح في (المادة الثالثة) والتى تنص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع التشريعات ،وتمّ ذلك بإجماع كل القوى السياسية ،وهم لن يتجاوزوا تلك المادة إتقاء الغضب الشعبي ،ولكن المؤامرة تكمن في الإلتفاف حول تلك المادة بوضع مادة إضافية في الباب الأول ،وصاغوها هكذا بان ’’الاتفاقيات الدولية هي الأساس فى مصادر التشريع ،وعلى اليمن المؤامة بين التشريعات والاتفاقيات الدولية’’.
ولقد زجت بتلك المادة ،المنظمات الحقوقية والأحزاب الليبرالية في اليمن التي يتبناها ويدعمها الغرب ،وحتى الآن لم يطرح الدستور للتغيير وأتوقع أن يتم نقاش قضية الدستور خلال مؤتمر ’’الحوار الوطني’’ المقبل ،والآن يوجد حراك شعبي كاسح يرفض أي إنتقاص لبنود الشريعة الإسلامية ،وإذا تمّ ذلك فإن عواقبه ستكون وخيمة ،وقد يقود البلاد إلى سفك الدماء ؛والله سبحانه وتعالى يوقول (فجعلناك على شريعة من الأمر فأتبعها ولا تتبع أهواء الذين لايعلمون).
وبالتالي،لن تحكمنا أهواء البشر وحتى قانون الأحزاب فى اليمن ينص على أن كل الأحزاب سلّمت ،وأرتضت الإسلام شريعة وعقيدة ،لكن البعض يريد أن نتجاوز ذلك بصورة غير مباشرة ،ويتآمرون مع دول غربية من طرف خفي ،ويسعون لـ(وضع السم في العسل)،ولن يقبل الشعب اليمني إطلاقاً بفرض العلمانية .
ما هى الإشكاليات التى تواجه الوحدة اليمنية؟
الوحدة في اليمن التي تحققت في مايو 1990م ،لكن الذي حدث أن ممارسات النطام السابق أساءت لنظام الوحدة ؛ وهو ما جعل أخوتنا في الجنوب ينظرون للوحدة بإعتبارها نظام ظلم لهم ،كما تمثل بالنسبة إليهم الفساد والاستبداد ،لهذا بدأوا في التضجر من الوحدة ،ولابد من حل تلك التداعيات وتحقيق مطالب الأخوة في اليمن الجنوبي في قسمة الثروة والسلطة بعدالة ،وتعويض الضرر والمظالم ليبقوا على خيار الوحدة حتى يعود مطلب الإنفصال مجدداً.
ما الذي يجمع اليمن كشعب واحد تعددد الطوائف والثقافات والقبائل ؟
الوضع اليمني معقد ،نتيجة لعوامل عدة أبرزها القبيلة ،وغياب التربية الوطنية ،كما أن تيار الصحوة الإسلامية لم يستطع نقل الشعب إلى مصاف أرقى ،رغم مكاسب تلك التيارات ،ولابد من تعاون الجميع للخروج بالبلاد إلى وضع أفضل ومتماسك.
أنتم في حزب (التجمع اليمنى للإصلاح) ما هو سقف طموحاتكم في الساحة السياسية خاصة أنكم تمثلون التيار الإسلامي هناك؟
طموحاتنا في (حزب الإصلاح) هى الإستقرار السياسي الأمني لليمن ،خاصة في ظل إنفلات أمني مشهود إلى جانب الإستقرار الإقتصادي ،ولن يتحقق هذا في تقديرنا ، هذا لن يتأتى إلا في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية ،والعمل بها إقراراً لقوله سبحانه وتعالى (فمن أتبع هداي فلا يضل ولايشقى) وقوله تعالى أيضاً(ومن أعرض عن ذكري فإنه له معيشة ضنكا) ،لذا نحن في حزب (التجمع اليمنى للإصلاح) نحلم بتحقق هذا الإستقرار الشامل.
يلاحظ إن المراة في اليمن ترتدي حجاب كامل كالنقاب فإلى اي مدى تسعود إلى تطبيق الشريعة؟
الشريعة ليست هي حجاب المرأة فقط ،لكن الشريعة هي الهيمنة على المناحي والقوات المسلحة والقضاء والحجاب و التشريع.
نريد الشريعة منهج حياة ،ولا أخفي عنكم إذا قلت لكي أن بعض النساء يعتبرن الحجاب الساري الآن عُرف إجتماعي ،وليس عبادة تتقرب بها لله ،ونحن نطمح للحجاب الواعي وليس إذا أمتطت المراة الطائرة خلعت الحجاب.
منح الناشطة اليمنية توكل كرمان جائزة نوبل كيف تقرأها؟
لا أتفق مع أفكار ’’توكل’’ ،رغم أنها عضو في مجلس شورى ’’حزب الإصلاح ’’وآرائها خاصة انها تاثرت بىراء غربية بعد سفرها للخارج وتلقيها دعماً من بعض المنظمات ،وهي ترأس كذلك إحدى المنظمات ؛فمثلاً قالت إنها ’’تؤمن بالإسلام كقيم ولا تؤمن به كتشريع’’ هذا حسب ما ذكرته في لقاءها ب’’قناة الجزيرة’’ ،وفسرت قولها بأنها تخشى أن يجرّد التشريع الإسلامي المرأة من حقوقها ،فهل تخشى على المرأة من التشريعي الإسلامي! وهذا الأمر جهل،و دعوتها الى التفقه في الدين ،وليس الإنبهار بالقوانين الغربية ،ولا ينبغي أن ننسى أن لدينا الأفضل الذى يمكن أن نصدره الى الغرب وليس العكس.
ورغم كل آراؤها تلك ، لا تزال توكل كرمان عضو حتى الآن فى حزب الإصلاح ،وهو حزب يمارس المرونة لإحتواء الجميع .
ما توقعاتكم للثورة في سوريا ؟
مايحدث في سوريا يدعم للألم ،والشعب السوري قدّم تضحيات عظيمة لم تقدم في أي ثورة في بلاد العرب ،وعليهم مواصلة المسير حتى بلوغ الغايات.
ماذا يمكن أن يقدم مؤتمركم من دعم لثوار سوريا؟
للأسف ،إن الدول العربية والإسلامية لديها قراءات ومواقف مختلفة ، بل أعتبر أن الشعب السوري الثائر ،هو ضحية للخلافات بين تلك الدول الإسلامية والعربية.
ما حقيقة الوضع الاقتصادي لديكم الآن في اليمن؟
الوضع الاقتصادي في اليمن صعب ،رغم أنه ينتج فقط (450)ألف برميل في اليوم ،وهو لايكاد يكفي الحاجة ،وأن معظم الميزانية تمول من النفط ،بالإضافة إلى أن الفساد مستشري في البلاد ،وبلغ العجز في الموزانة العام (682) مليار،ولذا فإن الوضع الإقتصادي متدن، وبالتالي فإن دخل الفرد والخدمات تشهد ضعفا كبيراً، وكل ذلك من السياسيات الفاشلة للنظام السابق.
ونأمل من حكومة ’’الوفاق الوطنى’’،الجلوس مع الجميع على طاولة الحوار لوضع سياسات وحول لكل تلك المشكلات ،وكعكة السلطة تكفي الجميع.
*المركز السودانى للخدمات الصحفية(smc)