مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:12
منصورالصمدي: الليبرالية مذهب سياسي واقتصادي شامل
حاوره: محمود الهجري
من مخرجات الثورة الشبابية الشعبية ظهور العديد من الأحزاب السياسية الجديدة, وكان الإعلان عن تأسيس حزب ليبرالي يمني هو الفكرة التي اتسمت بالجرأة والمغايرة في ظل واقع سياسي واجتماعي معقد لا تزال تعتاش معظم مكوناته على تنصيب الغ رب بحضارته ومعتقداته ومنظماته وأحراره الإنسانيين باعتبارهم أعداء أوكلوا إلى أنفسهم مهمة التربص وإلحاق الأذى بأوطاننا وشعوبنا.. “الجمهورية” أجرت حوارا مع الأخ منصور الصمدي ـ رئيس اللجنة التحضيرية للحزب الليبرالي اليمني, تم فيه التطرق إلى العديد من القضايا .. فإلى تفاصيل الحوار:

لماذا تأخر الحزب الليبرالي اليمني عن الإعلان رغم ظهور عدد من الأحزاب منذ انطلاق الثورة الشبابية الشعبية؟.

الحزب الليبرالي اليمني لم يكن وليد اللحظة، بل إن عملية إشهاره جاءت نتيجة جهود مضنية وطويلة بذلناها في الدراسة والتخطيط والإعداد والترتيب دامت قرابة عشرة أشهر، حيث تمكنا خلال تلك الفترة من دراسة واقعنا المعاش وقراءته بشكل متأنٍ ودقيق، وشخصنا كافة مشاكله ومتطلباته، وعلى ضوء العجز الذي أصبح واضحاً في مسار التسوية السلمية التي تحاول إفراغ أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية من مضامينها، أعددنا مشاريع وثائق الحزب المتمثلة في ’’دستور الحزب - والنظام الداخلي - والبرنامج السياسي’’ الى جانب قيامنا التنسيق والتواصل مع العديد من المكونات الثورية الشبابية - وذلك لأننا لا نريد فقط أن نؤسس لكيان سياسي نؤطر أنفسنا فيه، وإنما سعينا لوضع الأساس لنظام سياسي مدني حقيقي متكامل وحديث، حيث إننا نراهن عليه كمشروع المستقبل في اليمن وإنقاذه من دوامة الأزمات التي تهدد كيانه السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وعندما توصلنا إلى رؤية موحدة حول شكل ذلك الكيان التقى أكثر من122مؤسساً من شباب الثورة مطلع شهر رمضان وعقدنا اجتماعنا التأسيسي الذي خلص إلى إقرار مشاريع الوثائق وانبثق عنه إعلان لجنة تحضيرية شملت تسعة أعضاء يمثلون ثماني محافظات - وطبعاً هذه اللجنة لا يعني أنها قيادة الحزب ولن تتولى قيادته عبر التاريخ كما قد يفهم البعض، لكنها لجنة مهمتها تسيير شؤون الحزب حتى انعقاد المؤتمر العام التأسيسي فقط، وفي هذا المؤتمر ستجرى انتخابات حرة ونزيهة وفيها سيفتح المجال للتنافس الشريف بين كافة الأعضاء الراغبين بترشيح أنفسهم، ومن سيحظون بالأغلبية هم من سيتولون قيادة الحزب.

الفارون من الأيديولوجيات المحبطة، يلقون بذواتهم في مساحات الليبرالية الشاسعة، ومن يدعون الحداثة أيضاً يمارسون ذات الفعل، بمعنى أن الليبرالية في واقع يشبه واقعنا صارت بيئة لاحتضان الفرار .. ما رأيكم؟.

الواقع الذي تمر به اليمن في الوقت الحالي بكل أحداثه ومتغيراته وتداعياته ومفرداته يؤكد حقيقة واحدة هي أنه ليس أمام اليمنيين الحريصين على أمن واستقرار وسلامة هذا الوطن، من خيار سوى الاصطفاف تحت مظلة الليبرالية باعتبارها النهج والفكر الوحيد الذي يستوعب كل التيارات والطوائف والتكتلات والقبائل والأقليات والأفراد دون النظر الى الصراعات والأحقاد والمفاهيم الضيقة التي يتمترسون حولها - الليبرالية تطرح الانتخابات كمرتكز أساسي لعملية التغيير بدلاً من الولاءات الشخصية والقبلية والدينية وغيرها، وتوفر الأرضية القوية لبناء اقتصاد وطني حر وقوي يعتمد على الفرد باعتباره محور التنمية الاقتصادية، كما أن الليبرالية تضع كافة مكونات المجتمع على قدم المساواة أمام المهام والمسؤوليات والواجبات المتعلقة ببناء المستقبل.

توجد أقلية يهودية في اليمن هل لديها تمثيل في حزبكم؟. وهل لديكم الاستعداد لإفساح المجال أمام هذه الأقلية للتعبير عن ذاتها عبر حزبكم؟.

حتى الآن ليس هناك تمثيل للطائفة اليهودية كوننا مازلنا لجنة تحضيرية ومن السابق لأوانه التحدث عن تمثيل لهذه الطائفة أو غيرها، وفي حال وصلنا طلب بالتأكيد لن نرفضه كون أبناء هذه الطائفة هم في المقام الأول مواطنون يمنيون، ومن عاش كمواطن يخدم هذا البلد لا يمكن أن نعاديه.

بل إن واجبنا الإنساني والقيمي والأخلاقي يفرض علينا احترامه والوقوف إلى جانبه حتى ينال كافة حقوق مواطنته كغيرة من اليمنيين، وعلينا ألا ننسى أن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، توجب جميعها التعدد والتنوع، والتمايز والاختلاف، والتسامح والقبول بالمختلف والتعايش معه، وتجرم التمييز بكل أشكاله وأنواعه.. وتقوم أيضاً على مدماك أن التعاطي مع الفكر والرأي والموقف المختلف يجب أن يتم من خلال وعبر الحوار العقلاني المسؤول القائم على المناقشة والتفنيد، والتحليل، بل والنقد ، وغيرها، ولكن بأسلوب علمي ومنهجي رصين ورفيع أخلاقياً.

ما موقفكم من الوحدة الوطنية؟ وهل ستقفون في حال فشل كل الخيارات أمام المطالبين بفك الارتباط؟.

نحن مع وحدة الوطن، وفي الوقت ذاته نحن مع مطالب أي أقلية، والمطالبون بفك الارتباط لديهم جملة من المطالب المشروعة، ورفعهم مطلب فك الارتباط جاء نتيجة للظلم الكبير والجائر وعمليات الإقصاء والتهميش والمصادرة للحقوق التي تعرضوا لها خلال السنوات الماضية، وباعتقادي أنه إذا تم إنصافهم ومساواتهم بغيرهم من اليمنيين، وأعيدت لهم حقوقهم فإنهم سيتخلون عن هذا المطلب وسيكونون في صدارة المدافعين عن الوحدة - ومن هنا نؤكد استعدادنا الكامل للوقوف الى جانبهم ومساندتهم حتى تتحقق كافة مطالبهم.

وأقول لك أيضاً نحن في الحزب الليبرالي اليمني نكاد نكون الحزب السياسي الأول الذي يقوم بناؤه الداخلي وهيكله التنظيمي على أساس فيدرالي .. فقد أكدنا في برنامجنا السياسي بشكل واضح وصريح على أهمية تبنى نظام فيدرالي يضمن حقوق وكرامة المواطن اليمني وفقاً لدستور اتحادي يحفظ سيادة الدولة الاتحادية ويعطي للمقاطعات حقها في إدارة شؤون نفسها بنفسها.. وهناك جملة من الحلول طرحناها في برنامجنا السياسي وجميعها تعالج هذه القضية.

هل لديكم رؤية لتحرير الحياة السياسية من الديكتاتوريات المعشعشة في داخلها؟.

بالتأكيد لدينا رؤية كاملة وشاملة لتحرير اليمن بشكل عام وإنقاذه من أتون الأزمات والمشكلات السياسية والاقتصادية وغيرها التي تتفاقم يوماً بعد يوم، والبرنامج السياسي العام للحزب يتضمن رؤية كاملة للكيفية التي يجب أن نتبعها في حلحلة كافة المشكلات والآلية الناجعة التي ستمكننا من تخطي جميع الأزمات التي نعيشها، وتمكن الشعب من انتزاع حقه في الحياة بكرامة وحرية ومساواة تحت سقف القانون، وحتى يصبح بلدنا مكاناً أفضل للعيش، بلداً يحرر نفسه من أغلال الماضي ويصنع نظاماً سياسياً يستلهم الروح الوطنية التي جسدتها الثورة الشبابية الشعبية لأول مرة في التاريخ اليمني للوصول إلى أفضل نماذج الإدارة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، يُلغي مركزية الدولة ويتيح للمجتمعات المحلية إدارة نفسها بحرية واستقلالية تامة وبما يفضي إلى التعايش الحر بين مختلف المعتقدات والأفكار والفئات داخل المجتمع ويحقق التوزيع العادل للموارد والفرص وبما يتيح للمواطنين المشاركة الواسعة في صنع القرار - وهذا البرنامج منشور ومتاح حالياً على الإنترنت ونأمل من الجميع قراءته.

تتشكل الآن ملامح صراع مذهبي بين شيعة وسنة، واليمن مرشح لاحتلال المركز الأول في مضمار هذا الصراع .. ما هو الدور الذي ستبذلونه في سبيل حلحلة الاحتقانات التي تقود إلى هذا الصراع؟.

كما سبق وذكرت السبيل الوحيد الذي سيجنب اليمن ويلات تلك الصراعات والاحتقانات هو الاصطفاف تحت مظلة الحزب الليبرالي اليمني كونه سيتقبل ويساوي بين الجميع، وهو المكان الوحيد الذي تنتفي فيه النزعات والادعاءات والصراعات الضيقة تلك، لذلك فإنني أوجه دعوتي لكل فرقاء الحياة السياسية لترك خلافاتهم جانباً، والابتعاد عن سياسة العناد والمكابرة التي لا تقود الوطن سوى إلى مزيد من الفوضى وتأزيم المشكلات وتعقيدها، والالتفاف حول هذا الحزب وتسخير كل ما لديهم من قدرات وإمكانات في سبيل دعمه، كونه يمثل فرصة ذهبية ستمكن اليمنيين من صنع مستقبلهم بإرادة سياسية حرة وإطلاق طاقاتهم الكامنة وانبعاث الروح اليمنية العظيمة كقوة دافعة يمكنها أن تقود نهضة شاملة في اليمن ليصبح نموذجاً جذاباً في منطقة إقليمية تفتقر شعوبها لروح الحرية والحق في تقرير المصير والمشاركة السياسية الواسعة، ولا ننسى هنا أنه لابد من استنهاض قوى الشباب الفاعلة في الساحة اليمنية لحماية ثورتهم ومحاصرة قوى التخلف والفساد وإنهاء نفوذها على مستوى الوطن كله، وعلى هذه القوى أيضاً تجديد رؤيتها العتيقة للواقع وذلك بما يتوافق ويتماشى مع متغيرات ومتطلبات العصر.

كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن في ظل تنامي ذلك الصراع المذهبي الذي يتغذى من أجندة إقليمية ودولية؟.

رغم أن هناك حالة من فقدان اليقين بشأن المستقبل لدى الكثيرين إلا أننا لسنا متشائمين بل إن إيماننا كبير بأن التحديات والأخطار الحاشدة التي تتربص بنا لن تقف عائقاً في طريق اليمنيين الذين خرجوا بالملايين لأول مرة من أجل صناعة بلد جديد يكون فيه سيد نفسه، وطالما نحن في الحزب الليبرالي نشق طريقنا بمعزل عن ذلك الصراع فإننا واثقون بأن كل قوى الخير، وكل الشرفاء والوطنيين سيغلبون المصلحة الوطنية العليا، ويلتفون حول هذا الحزب ذي التوجه الأممي والإنساني الرفيع والسامي، ويعملون معنا في سبيل بناء يمن جديد يسوده الأمن والاستقرار والمحبة والإخاء والتسامح والايثار.

منذ قيام ثورة الشباب تشكلت في الساحة العديد من الأحزاب السياسية الجديدة، وكل يدعي أنه حامل لواء التغيير - ترى ما الذي يميز حزبكم عن بقية الأحزاب؟.

ما يميزنا هو أن حزبنا يشكل امتداداً لنهج فكري وسياسي أممي أثبت شجاعته في شتى أقطار الدنيا التي اتخذت منه نظاماً لها، الى جانب أننا ومن خلال استقراءنا للتاريخ اليمني الطويل الممتد لأكثر من خمسة آلاف سنة، وللواقع الحالي الذي نعيشه اليوم - توصلنا الى حقيقة أن الفيدرالية، والانتقال السريع إلى اللامركزية السياسية والإدارية بالنسبة لبلدنا تمثل أفضل نموذج سياسي للحكم والإدارة، كونها النهج الفكري الوحيد الذي سيتناغم مع كافة أطياف ومكونات النسيج الاجتماعي اليمني، ويلبي تطلعات وطموحات مختلف المجتمعات المحلية التي تشكل تنوعاً فكرياً وثقافياً واجتماعياً، ويوائم التركيبة السياسية المتعددة الميول والاتجاهات.. وكما سبق وذكرت لك أننا أكدنا في برنامجنا السياسي على ضرورة تحقق نظام الاتحاد الفيدرالي الذي يكفل التعايش الإنساني والوطني القائم على أسس الوحدة والشراكة والتعاون والتوافق والهدف المشترك - وذلك من خلال إقامة دولة فيدرالية اتحادية تتكون من خمس مقاطعات متناسقة هي ’’الشرقية، الشمالية، الوسطى، الجنوبية، الساحلية’’ - وكل مقاطعة عبارة عن نسيج اجتماعي يتعايش على مساحة جغرافية محددة ويعيش نمطاً اجتماعياً متوائماً فكرياً ومعيشياً، على أن تتمتع كل مقاطعة على حدة بإمكانيات وصلاحيات كاملة في حرية وإدارة شؤونها باستقلالية تامة تحت سقف دستور اتحادي يجسد سيادة الوحدة الوطنية.

من الذي يدعمكم ويوفر لكم التمويل اللازم لاستكمال مراحل التأسيس؟.

ليس هناك أي دعم، ولم نتلق من أحد فلساً واحداً، ولو كان هناك داعم كما تقول كنا على الأقل فتحنا مكاتب للحزب، منذ لحظة تأسيسه لكننا كنا نعمل من ساحة التغيير التي نعتبرها مقرنا، وقبل أيام تمكنا من افتتاح مقر متواضع للحزب في العاصمة وطباعة بعض وثائقه وكل ذلك كان بجهود ذاتية من أعضاء اللجنة التحضيرية، بالإضافة الى تبرعات بسيطة من قبل بعض الإخوة المؤمنين بفكرة الحزب.

وبصراحة نحن حريصون على ألا نقبل أي دعم من جهة أو شخصية كانت داخل الوطن أو خارجه تشترط ارتهاننا أو تبعيتنا لها، وذلك حتى نضمن استقلالية الحزب، وابتعاده عن الصراعات والمماحكات والأحقاد والمفاهيم الضيقة التي تشهدها الساحة السياسية، والحقيقة أن كل ما نتلقاه هو عبارة عن دعم معنوي عبر الاتصالات ورسائل الفيس بوك والبريد الإلكتروني من مختلف الشخصيات والجهات اليمنية داخل الوطن وخارجه.

طالما لا يوجد هناك من يدعمكم إذن كيف ستتمكنون من توفير مقرات الحزب واستكمال مراحل التأسيس، وتوفير المتطلبات والإمكانيات الكبيرة في المرحلة المقبلة؟.

رهاننا على اشتراكات الأعضاء، وكذلك تبرعاتهم.. وكما ذكرت لك نحن نسعى في الوقت الحالي للبحث عن تبرعات بحيث نتمكن من مواجهة المتطلبات المادية لمرحلة التأسيس هذه، وقد وصلتنا عروض من جهات اشترطت موالاتنا لها لكننا رفضناها، وأكدنا صراحة ونؤكد هنا أننا لن نقبل أي تبرعات مشروطة مهما كانت مغرية، من لديه الاستعداد أن يتبرع ويدعم هذا الحزب دون شروط فأهلاً وسهلاً به.. وأقول لك رغم أننا نواجه الكثير من الصعوبات إلا أننا متفائلون كثيراً، وسنواصل مشوارنا في إرساء داعم هذا الحزب مهما واجهنا من تحديات وعقبات.

هناك من يقول إنكم عبارة عن تيار تابع للإخوان المسلمين ’’الإصلاح’’ ولكن بصورة جديدة، وآخرون يؤكدون تبعيتكم لجماعة الحوثي، فيما فريق ثالث يعتبركم من بقايا النظام المخلوع - ما هي حقيقة تبعيتكم؟.

الأقاويل كثيرة والإشاعات أكثر في وقتنا الحالي، ولن نستبعد أن يقال عننا في الفترة القادمة إننا من أتباع النظام الإسرائيلي، ولذلك نحن لا نلق بالاً، ولا نضع أي اعتبار لما يقال وما يشاع، يقولون ما يريدون، ثقتنا بذواتنا وبوطنية وعظمة واستقلالية وطهارة ونقاء مشروعنا بحجم هذا الكون، ومن يدعي عكس ذلك عليه أن يثبت ويبرهن وإلا فليصمت، والزمن كفيل بكشف أي خبايا، وللعلم نحن لسنا نعمل بالسر نحن ليبراليون والليبرالية متسمة بالشفافية والوضوح، عملنا وتحركاتنا كلها بالمكشوف وحزبنا فاتح ذراعيه لكل اليمنيين، ومن في نفسه ذرة شك حول ما يقال ويشاع عنا عليه أن يأتي ويتقصى حقيقة ذلك بنفسه.

بماذا تردون على من يقولون عنكم إنكم مجرد ظاهرة إعلامية، ولا أثر أو تأثير لكم على الواقع اليمني؟

إن غداً لناظره قريب.

ماذا عن مكانة المرأة وتمكينها من حقوقها عندكم؟.

المرأة في الفكر الليبرالي شريك أساسي وحقيقي للرجل، حيث إن لها كامل الحرية في الحياة والعمل والتعبير عن ذاتها كما تريد - وهذا ما عملنا وسنعمل عليه وقد أفردنا لها حيزاً كبيراً في وثائق الحزب، حيث أكدنا في برنامجنا السياسي أن المرأة شريك رئيسي في بناء المجتمع والوطن، وأكدنا ضرورة تمكينها سياسياً من خلال الدفع بها للمشاركة الفاعلة في دوائر صنع القرار عن طريق توسيع نطاق الفرص والخيارات والبدائل المتاحة لها بشكل عام، وأكدنا أيضاًَ بأننا سنعمل على إعادة بناء وعيها بما يضمن التغيير الجذري للمفاهيم الخطأ التي ترسخت لديها عن نفسها وحقوقها أولاً، ولدى المجتمع عن الأدوار المختلفة التي يمكن أن تمارسها كإنسان وتتفوق فيها ضمن عملها وأدائها جنباً إلى جنب مع الرجل، وبما يضمن أيضا وصولها إلى مراكز صنع القرار والمراكز التي تؤثر في وضع السياسات.

هل يوجد لدى الحزب مانع في قبول عضوية شخصيات سياسية اشتهرت سابقاً بالفساد؟.

كما سبق وأكدت لك نحن ليست لدينا مشكلة مع أحد، والليبرالي حزب كل اليمنيين باستثناء القتلة والملوثة أياديهم وبطونهم بالفساد وأموال الشعب، لأن الثورة الشبابية الذي يعد هذا الحزب أحد مخرجاتها جاءت للقضاء على تلك الثلة الفاسدة وهذا معناه أن لا مكان لهم في هذا الحزب.

ماهي ضمانات استقلالية الحزب التي تحول دون تأثره وتبعيته لأي كيان سياسي محلي؟.

الضمانات هي أننا حزب ليبرالي والليبرالية قائمة على قيم ومبادئ إنسانية ثابتة ومحددة والجميع يدركونها، ومن الصعب تجاوزها أو الالتفاف عليها أو الخلط بينها وأي مبادئ أخرى، ولعلمك هناك من أبدى اعتراضه على تسمية الحزب بـ’’الليبرالي’’ مبرراً ذلك بصعوبة المصطلح وعدم قدرة الكثير من اليمنيين على استيعابه وتقبله - وقد كان ردنا عليهم بالقول:’’ نحن نعمل بالمكشوف ولا يوجد لدينا مجال للمساومات أو المغالطة’’ نحن ليبراليون وضمانات استقلاليتنا هو أننا سنواصل مشوارنا على ذات الفكر والنهج بكل دقة وحياد وموضوعية، باستثناء ما يتعارض مع قيم وطبيعة مجتمعنا فقط.

كلمة أخيرة ؟.

هذا حزبكم أيها اليمنيون، ونحن لسنا أول من يؤمن بالنهج والفكر الليبرالي ولسنا الأخيرين، بل إننا ندرك أن غالبية الشعب ليبراليون بالفطرة، كما ندرك أننا لسنا سوى تلاميذ، وأن هناك من هو أعلم وأفقه منا بماهية الليبرالية، لذلك فإننا ندعو الجميع الى مؤازرتنا ومساندتنا والوقوف إلى جانبنا وتوجيهنا وتصويب أخطائنا - لأن الحزب هو المستقبل وعملية تأسيسه وبناءه على أسس وقواعد سليمة تهمنا جميعاً

*نقلا عن صحيفة الجمهورية
أضافة تعليق