|الشرق الاوسط|نفى الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد في اليمن في حوار مع «الشرق الأوسط» أن يكون لهم دخل في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المنتمي أصلا إلى قبيلة حاشد، كما نفى أن أخاه «حمير الأحمر» كان يوم جمعة الهجوم على مسجد الرئاسة في القصر الرئاسي لبحث ترتيبات هدنة مع الرئيس وأنه (حمير) غادر القصر قبيل الهجوم على المسجد كما تردد في حينها، وأوضح أن محاولة الاغتيال لا يزال يكتنفها الغموض وأن هناك تسريبات تفيد بأنها ربما عكست محاولة الاغتيال صراع الأجنحة حول الرئيس حسب تعبيره. وأكد الشيخ الأحمر في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن أن ما يحدث في اليمن هو ثورة شعبية شبابية سلمية وليس أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة، وأن القبائل تركت أسلحتها في البيوت ودخلت ساحات الاعتصام السلمي من دون سلاح لتعكس سلمية الثورة. وحول الأسباب الحقيقية للمعارك الأخيرة التي شهدتها منطقة الحصبة وعدد من أحياء العاصمة اليمنية صنعاء بين مقاتلين مؤيدين له وقوات من الأمن المركزي والحرس الجمهوري، قال الشيخ الأحمر إن الأسباب هي «وقوفنا مع ثورة التغيير السلمية ودعمنا لها لإيماننا بقيمها النبيلة وأهدافها العظيمة» على حد قوله. وقال الشيخ الأحمر إنه لا توجد لديه معلومات مؤكدة عن صحة الرئيس اليمني، غير أنه قال: «لا أعتقد ولا أنصح علي صالح بالعودة إلى اليمن» لأن عودته ستسبب فتنة بين اليمنيين، حسب تعبيره.
وأكد أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد قطع شعرة معاوية التي كانت بينه وبين الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، وذلك «بسفك الدماء وقتل الأبرياء». وإلى نص الحوار:
* بداية شيخ صادق ما هي العلاقة القبلية التي تربط بين بيت الأحمر في العصيمات (حاشد) وبيت الأحمر في سنحان قبيلة الرئيس علي عبد الله صالح؟
- بيت الأحمر في سنحان هو اسم لقرية صغيرة في سنحان، وهو جزء من قبيلة حاشد، أما بيت الأحمر في العصيمات فهو عائلة مشهورة عمرها 3 قرون.
* هل يمكن أن تطلع القراء على الأسباب الحقيقية والمباشرة للمعارك التي شهدتها صنعاء، وعلى وجه الخصوص حي الحصبة بين مقاتلين مؤيدين لكم من جانب وقوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي من جانب آخر، وما هي حصيلة تلك المعارك من الجانبين؟
- الأسباب الحقيقية والمباشرة هي وقوفنا مع ثورة التغيير السلمية ودعمنا لها لإيماننا بقيمها النبيلة وأهدافها العظيمة، وقد حاول علي صالح جرنا إلى معارك جانبية حتى يصرفنا عن اهتماماتنا الحقيقية ومطالب الشعب اليمني بالتغيير وحينما فشل في ذلك شن علينا عدوانه الظالم وأرسل الوسطاء إلينا ومن ورائهم الصواريخ فقتل وجرح الكثير من الوسطاء، واستمرت الحرب على الحصبة فوقفنا لقوات صالح بالمرصاد ولقناهم دروسا قاسية لأننا مدافعون وهم معتدون.
* لماذا برأيك انقطعت شعرة معاوية التي كانت بينكم وبين نظام الرئيس علي عبد الله صالح؟ وهل تدهورت العلاقات نتيجة للتنافس بينكم وبين أقارب الرئيس أو بين حميد الأحمر وأحمد علي عبد الله صالح على وجه الخصوص، مع أن والدكم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر كان حريصا على علاقة خاصة مع رئيس الجمهورية؟
- الذي قطع الشعرة بيننا وبين علي صالح هو سفك الدماء وإزهاق الأرواح وقتل المتظاهرين السلميين في ساحات الحرية والتغيير وقد حذرناه من الدماء مرارا وتكرارا ولكنه ركب رأسه واستمر في طغيانه وجرائمه، وكان لا بد لنا من موقف واضح نبرأ فيه إلى الله من جرائم نظام صالح في حق الشعب اليمني المطالب بالتغيير.
* تتناقل الأخبار أن قبيلة حاشد قد انحازت لحركة الاحتجاجات، هل يعني ذلك أن حاشد كلها مؤيدة لثورة الشباب أم أن هناك وجهات نظر مختلفة داخل حاشد إزاء الأحداث في اليمن، بتأييدكم للثورة الشبابية وتأييد آخرين للنظام؟
- الحقيقة أن حاشد وغيرها من القبائل اليمنية هي مع ثورة الشعب اليمني السلمية ومع التغيير وهناك دائما أفراد مستفيدون من النظام وعطاءاته وهم من حاشد وغير حاشد.
* كيف تنظرون إلى محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعه عدد من القيادات السياسية والتشريعية في مسجد دار الرئاسة؟ ومن هي برأيكم الجهة التي تقف وراء المحاولة خصوصا بعد سحب الرئاسة اتهاماتها لكم بالوقوف وراء الحادثة؟
- محاولة الاغتيال التي تعرض لها علي صالح لا تزال يكتنفها غموض كبير، وهناك تسريبات تفيد بأن العملية كانت من الداخل في إطار صراع الأجنحة حول الرئيس، ولعلكم سمعتم باتهام النظام تارة لأميركا وتارة لـ«القاعدة» وتارة للمتآمرين وهكذا.
* ما هي أبعاد الهجوم الذي راح ضحيته عدد من المشايخ في منزلكم أثناء احتدام المعارك بينكم وبين القوات الحكومية، وهل تواصلتم مع القبائل التي ذهب بعض مشايخها ضحايا للهجوم؟ وماذا أنتم فاعلون فيما يخص الدماء التي سفكت؟ هل ستعدونها دماء ذهبت في سبيل التغيير أم أنكم سوف تنظرون إلى المسألة على أنها ثأر قبلي؟
- الهجوم كان علمية غادرة من علي صالح للجنة الوساطة وكان يستهدف جميع الموجودين في المنزل ونحن على تواصل مع القبائل التي راح من أبنائها شهداء جراء ذلك الهجوم الغادر والدماء لا تسقط عن القتلة إلا بالقصاص أو بالعفو من أولياء الدم، والمتورطون هم معروفون لأبناء الشعب اليمني.
* هناك من يرى أن ما يحدث في اليمن هو ثورة شبابية وهناك من يرى أن الحاصل في اليمن هو أزمة سياسية بين أطراف السلطة والمعارضة، ما هي رؤية الشيخ صادق الأحمر لطبيعة الاحتجاجات المستمرة في اليمن منذ قرابة خمسة أشهر؟
- هي بالفعل ثورة شبابية شعبية وإرادة إلهية، فالذي يزور ساحات التغيير والحرية يرى الشيء العجيب في التحام كافة شرائح الشعب اليمني وصبرهم ومواجهتهم للقتل والبطش والتنكيل بصدور عارية، وقد تركت القبائل أسلحتها في البيوت ونزلت الساحات تنشد الحرية والتغيير، والقضية ليست أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة إنما هي ثورة من شعب ضد نظام ظالم انتهى عصره وطويت صفحته.
* جاء في تسريبات لموقع «ويكيليكس» أن أخاك حميد الأحمر كان يعد العدة للتخلص من نظام حكم الرئيس صالح باستخدام المظاهرات الشعبية إذا لم يتعاط الرئيس إيجابيا مع مطالبات المعارضة في حينها. هل هناك علاقة مباشرة بين حميد وما يحدث من احتجاجات ضد نظام الرئيس صالح؟ وما صحة القول بأن حميد هو الممول لحركات الاحتجاج في كثير من المحافظات؟
- أخي حميد هو واحد من شباب المعارضة السلمية منذ وقت مبكر وقد أشار إلى الهبة الشعبية إذا استمر النظام في صلفه وتعنته في إغلاق أبواب الحوار وعدم الاستجابة لمطالب الشعب في التغيير وبعد ثورتي تونس ومصر هب الشعب اليمني مطالبا بحقوقه المشروعة، وإذا كان حميد اليوم يسهم مع كل أبناء الشعب اليمني في إنجاح ثورة التغيير السلمية فهذه ليست تهمة بل هو شرف نفخر به جميعا.
* وجهت الدولة لك ولإخوتك اتهامات بتشكيل مجموعات مسلحة خارجة على القانون واستعمال القوة للسيطرة على مرافق حكومية، كيف تتعاملون مع هذه الاتهامات؟
- هذه ترهات وأكاذيب من نظام صالح المنهار، وقد أوضحنا أننا مدافعون عن أنفسنا، والمرافق الحكومية التي تسلمناها ممن كانوا فيها هي ملك الشعب اليمني وقد حولها صالح لثكنات عسكرية للهجوم علينا فكان لا بد من السيطرة عليها من أنصارنا لحماية أنفسنا وحماية سكان حي الحصبة من جنون قوات علي صالح واستخدامهم لكل أنواع الأسلحة ما عدا الطيران لضرب المساكن في الحصبة وهدمها على رؤوس ساكنيها.
* هناك مخاوف في بعض الأوساط الشبابية من أن يكون إعلان تأييدكم للثورة جاء تجسيدا لرغبتكم في أن تحلوا محل سلطة الرئيس صالح وأقاربه، هل ينوي الشيخ صادق الأحمر أن يلعب هو أو أحد إخوته دورا سياسيا في المرحلة المقبلة؟
- لا ننوي ذلك، وقد أعلنت موقفي مرارا وتكرارا.
* ذكر أن أخاكم حمير الأحمر كان يوم تفجير مسجد الرئاسة موجودا في القصر الرئاسي لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار بينكم وبين القوات الحكومية، وبعد مغادرته للقصر حدث الهجوم على المسجد مما سوغ توجيه الاتهام لكم في بادئ الأمر، ما مدى صحة وجود حمير في القصر يوم جمعة الهجوم على مسجد القصر ولماذا ذهب إلى هناك إن صح ذلك؟
- لم يكن حمير في دار الرئاسة في ذلك اليوم.
* هل هناك أي نوع من التواصل بينكم وبين أبناء الرئيس صالح وأبناء أخيه الذين يقودون قوات النخبة في الجيش والأمن اليمني في فترة ما بعد خروج الرئيس صالح للعلاج في الرياض؟
- لا يوجد أي تواصل.
* هل تعتقد أن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي يستطيع تهدئة الأوضاع في الساحة اليمنية وما هي المشكلات التي يواجهها النائب وهل لديكم تواصل معه في هذا الخصوص؟
- نعم يستطيع ذلك ومعه الدستور والقانون وكافة أبناء الشعب اليمني وقواه الحية لكن يبدو أنه متردد ولا نعلم مبررا لتردده ونحن على تواصل معه وندعمه نؤيده إذا قاد اليمن إلى بر الأمان في هذه المرحلة الحرجة وهو مقبول من الجميع.
* هناك مخاوف من انفصال جنوب البلاد حال سقوط نظام الرئيس صالح، كيف تنظرون إلى هذه المخاوف وهل تعتقدون أن قادة الحراك الجنوبي سيعلنون الانفصال بعد سقوط النظام في صنعاء، خاصة أن هناك دعوات لتشكيل مجالس انتقالية في الجنوب؟
- لا خوف على اليمن من الانفصال ولا خوف على اليمن من «القاعدة»، فهذه كلها من المحن التي زرعها النظام وروج لها وجعلها فزاعة والحقيقة أن الحراك السلمي في الجنوب قد أعلن مواقف واضحة في هذا الشأن وأنه مع اليمن الموحد ومع معالجة مشكلات الجنوب التي أوجدها وغذاها نظام صالح طوال سنوات ما بعد الوحدة وخاصة ما بعد حرب صيف 1994 مع الأسف.
* حدثت عدة مناوشات بينكم وبين الحوثيين في حوث قبل أشهر، كيف تنظرون إلى تمكن الحوثيين من السيطرة على صعدة وهل هناك خشية من تمددهم جنوبا باتجاه صنعاء بعد محاولات التمدد في محافظتي حجة والجوف؟ وهل ترى أنهم ما زالوا يفكرون باستعادة سلطة الأئمة؟
- المناوشات التي حدثت بيننا وبين الحوثيين قد تجاوزناها، والحقيقة أن الثورة سوف تعالج مطالب الحوثيين التي لن تكون خارجة عن مطالب الشعب اليمني في الاستقرار والعدل والأمن والتنمية وغيرها والحوار الصادق والجاد سيوجد الحلول لكل قضايا ومشكلات الوطن بعد نجاح الثورة بإذن الله، ولا أحد اليوم يقبل باستعادة سلطة الإمامة.
* هل لديكم معلومات عن صحة الرئيس صالح في الرياض وخاصة بعد تضارب الأنباء حول وضعه الصحي؟ وهل تعتقدون أن الرئيس صالح سيعود إلى البلاد لممارسة مهام رئيس الجمهورية؟ وماذا تنوون أن تفعلوا في حال عودة الرئيس إلى صنعاء؟
- ليس لدينا معلومات دقيقة، ولكن نعلم أن وضعه الصحي ليس طيبا ولا أنصح علي صالح بالعودة لليمن لأن عودته إذا صحت سوف تكون فتنة على اليمنيين وسوف تزداد المواجهات وتتوسع دوامة العنف والقتل بين اليمنيين والله سبحانه قد أوجد له حلا من سمائه، فلماذا المكابرة والدبور ويختار الله له ما فيه الخير.
* في أوساط المعارضة وحركة الشباب وفيما يخص إدارة البلاد في الفترة المقبلة هناك من يدعو إلى تشكيل مجلس انتقالي، وآخرون يرون ضرورة الانتقال السلمي للسلطة عن طريق دعم نائب الرئيس إلى أي من الخيارين يميل الشيخ صادق الأحمر ولماذا؟
- نحن مع الخيار الثاني للانتقال السلمي عن طريق الدستور، وهو ما ينبغي على النائب العمل لأجله وإذا أغلق هذا الباب فليس أمام المعارضة والساحات إلا تشكيل المجلس الانتقالي والفعل الثوري هو كفيل بإخراج اليمن من المخاطر التي تهددها.
*عين اليمن
وأكد أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد قطع شعرة معاوية التي كانت بينه وبين الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، وذلك «بسفك الدماء وقتل الأبرياء». وإلى نص الحوار:
* بداية شيخ صادق ما هي العلاقة القبلية التي تربط بين بيت الأحمر في العصيمات (حاشد) وبيت الأحمر في سنحان قبيلة الرئيس علي عبد الله صالح؟
- بيت الأحمر في سنحان هو اسم لقرية صغيرة في سنحان، وهو جزء من قبيلة حاشد، أما بيت الأحمر في العصيمات فهو عائلة مشهورة عمرها 3 قرون.
* هل يمكن أن تطلع القراء على الأسباب الحقيقية والمباشرة للمعارك التي شهدتها صنعاء، وعلى وجه الخصوص حي الحصبة بين مقاتلين مؤيدين لكم من جانب وقوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي من جانب آخر، وما هي حصيلة تلك المعارك من الجانبين؟
- الأسباب الحقيقية والمباشرة هي وقوفنا مع ثورة التغيير السلمية ودعمنا لها لإيماننا بقيمها النبيلة وأهدافها العظيمة، وقد حاول علي صالح جرنا إلى معارك جانبية حتى يصرفنا عن اهتماماتنا الحقيقية ومطالب الشعب اليمني بالتغيير وحينما فشل في ذلك شن علينا عدوانه الظالم وأرسل الوسطاء إلينا ومن ورائهم الصواريخ فقتل وجرح الكثير من الوسطاء، واستمرت الحرب على الحصبة فوقفنا لقوات صالح بالمرصاد ولقناهم دروسا قاسية لأننا مدافعون وهم معتدون.
* لماذا برأيك انقطعت شعرة معاوية التي كانت بينكم وبين نظام الرئيس علي عبد الله صالح؟ وهل تدهورت العلاقات نتيجة للتنافس بينكم وبين أقارب الرئيس أو بين حميد الأحمر وأحمد علي عبد الله صالح على وجه الخصوص، مع أن والدكم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر كان حريصا على علاقة خاصة مع رئيس الجمهورية؟
- الذي قطع الشعرة بيننا وبين علي صالح هو سفك الدماء وإزهاق الأرواح وقتل المتظاهرين السلميين في ساحات الحرية والتغيير وقد حذرناه من الدماء مرارا وتكرارا ولكنه ركب رأسه واستمر في طغيانه وجرائمه، وكان لا بد لنا من موقف واضح نبرأ فيه إلى الله من جرائم نظام صالح في حق الشعب اليمني المطالب بالتغيير.
* تتناقل الأخبار أن قبيلة حاشد قد انحازت لحركة الاحتجاجات، هل يعني ذلك أن حاشد كلها مؤيدة لثورة الشباب أم أن هناك وجهات نظر مختلفة داخل حاشد إزاء الأحداث في اليمن، بتأييدكم للثورة الشبابية وتأييد آخرين للنظام؟
- الحقيقة أن حاشد وغيرها من القبائل اليمنية هي مع ثورة الشعب اليمني السلمية ومع التغيير وهناك دائما أفراد مستفيدون من النظام وعطاءاته وهم من حاشد وغير حاشد.
* كيف تنظرون إلى محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعه عدد من القيادات السياسية والتشريعية في مسجد دار الرئاسة؟ ومن هي برأيكم الجهة التي تقف وراء المحاولة خصوصا بعد سحب الرئاسة اتهاماتها لكم بالوقوف وراء الحادثة؟
- محاولة الاغتيال التي تعرض لها علي صالح لا تزال يكتنفها غموض كبير، وهناك تسريبات تفيد بأن العملية كانت من الداخل في إطار صراع الأجنحة حول الرئيس، ولعلكم سمعتم باتهام النظام تارة لأميركا وتارة لـ«القاعدة» وتارة للمتآمرين وهكذا.
* ما هي أبعاد الهجوم الذي راح ضحيته عدد من المشايخ في منزلكم أثناء احتدام المعارك بينكم وبين القوات الحكومية، وهل تواصلتم مع القبائل التي ذهب بعض مشايخها ضحايا للهجوم؟ وماذا أنتم فاعلون فيما يخص الدماء التي سفكت؟ هل ستعدونها دماء ذهبت في سبيل التغيير أم أنكم سوف تنظرون إلى المسألة على أنها ثأر قبلي؟
- الهجوم كان علمية غادرة من علي صالح للجنة الوساطة وكان يستهدف جميع الموجودين في المنزل ونحن على تواصل مع القبائل التي راح من أبنائها شهداء جراء ذلك الهجوم الغادر والدماء لا تسقط عن القتلة إلا بالقصاص أو بالعفو من أولياء الدم، والمتورطون هم معروفون لأبناء الشعب اليمني.
* هناك من يرى أن ما يحدث في اليمن هو ثورة شبابية وهناك من يرى أن الحاصل في اليمن هو أزمة سياسية بين أطراف السلطة والمعارضة، ما هي رؤية الشيخ صادق الأحمر لطبيعة الاحتجاجات المستمرة في اليمن منذ قرابة خمسة أشهر؟
- هي بالفعل ثورة شبابية شعبية وإرادة إلهية، فالذي يزور ساحات التغيير والحرية يرى الشيء العجيب في التحام كافة شرائح الشعب اليمني وصبرهم ومواجهتهم للقتل والبطش والتنكيل بصدور عارية، وقد تركت القبائل أسلحتها في البيوت ونزلت الساحات تنشد الحرية والتغيير، والقضية ليست أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة إنما هي ثورة من شعب ضد نظام ظالم انتهى عصره وطويت صفحته.
* جاء في تسريبات لموقع «ويكيليكس» أن أخاك حميد الأحمر كان يعد العدة للتخلص من نظام حكم الرئيس صالح باستخدام المظاهرات الشعبية إذا لم يتعاط الرئيس إيجابيا مع مطالبات المعارضة في حينها. هل هناك علاقة مباشرة بين حميد وما يحدث من احتجاجات ضد نظام الرئيس صالح؟ وما صحة القول بأن حميد هو الممول لحركات الاحتجاج في كثير من المحافظات؟
- أخي حميد هو واحد من شباب المعارضة السلمية منذ وقت مبكر وقد أشار إلى الهبة الشعبية إذا استمر النظام في صلفه وتعنته في إغلاق أبواب الحوار وعدم الاستجابة لمطالب الشعب في التغيير وبعد ثورتي تونس ومصر هب الشعب اليمني مطالبا بحقوقه المشروعة، وإذا كان حميد اليوم يسهم مع كل أبناء الشعب اليمني في إنجاح ثورة التغيير السلمية فهذه ليست تهمة بل هو شرف نفخر به جميعا.
* وجهت الدولة لك ولإخوتك اتهامات بتشكيل مجموعات مسلحة خارجة على القانون واستعمال القوة للسيطرة على مرافق حكومية، كيف تتعاملون مع هذه الاتهامات؟
- هذه ترهات وأكاذيب من نظام صالح المنهار، وقد أوضحنا أننا مدافعون عن أنفسنا، والمرافق الحكومية التي تسلمناها ممن كانوا فيها هي ملك الشعب اليمني وقد حولها صالح لثكنات عسكرية للهجوم علينا فكان لا بد من السيطرة عليها من أنصارنا لحماية أنفسنا وحماية سكان حي الحصبة من جنون قوات علي صالح واستخدامهم لكل أنواع الأسلحة ما عدا الطيران لضرب المساكن في الحصبة وهدمها على رؤوس ساكنيها.
* هناك مخاوف في بعض الأوساط الشبابية من أن يكون إعلان تأييدكم للثورة جاء تجسيدا لرغبتكم في أن تحلوا محل سلطة الرئيس صالح وأقاربه، هل ينوي الشيخ صادق الأحمر أن يلعب هو أو أحد إخوته دورا سياسيا في المرحلة المقبلة؟
- لا ننوي ذلك، وقد أعلنت موقفي مرارا وتكرارا.
* ذكر أن أخاكم حمير الأحمر كان يوم تفجير مسجد الرئاسة موجودا في القصر الرئاسي لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار بينكم وبين القوات الحكومية، وبعد مغادرته للقصر حدث الهجوم على المسجد مما سوغ توجيه الاتهام لكم في بادئ الأمر، ما مدى صحة وجود حمير في القصر يوم جمعة الهجوم على مسجد القصر ولماذا ذهب إلى هناك إن صح ذلك؟
- لم يكن حمير في دار الرئاسة في ذلك اليوم.
* هل هناك أي نوع من التواصل بينكم وبين أبناء الرئيس صالح وأبناء أخيه الذين يقودون قوات النخبة في الجيش والأمن اليمني في فترة ما بعد خروج الرئيس صالح للعلاج في الرياض؟
- لا يوجد أي تواصل.
* هل تعتقد أن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي يستطيع تهدئة الأوضاع في الساحة اليمنية وما هي المشكلات التي يواجهها النائب وهل لديكم تواصل معه في هذا الخصوص؟
- نعم يستطيع ذلك ومعه الدستور والقانون وكافة أبناء الشعب اليمني وقواه الحية لكن يبدو أنه متردد ولا نعلم مبررا لتردده ونحن على تواصل معه وندعمه نؤيده إذا قاد اليمن إلى بر الأمان في هذه المرحلة الحرجة وهو مقبول من الجميع.
* هناك مخاوف من انفصال جنوب البلاد حال سقوط نظام الرئيس صالح، كيف تنظرون إلى هذه المخاوف وهل تعتقدون أن قادة الحراك الجنوبي سيعلنون الانفصال بعد سقوط النظام في صنعاء، خاصة أن هناك دعوات لتشكيل مجالس انتقالية في الجنوب؟
- لا خوف على اليمن من الانفصال ولا خوف على اليمن من «القاعدة»، فهذه كلها من المحن التي زرعها النظام وروج لها وجعلها فزاعة والحقيقة أن الحراك السلمي في الجنوب قد أعلن مواقف واضحة في هذا الشأن وأنه مع اليمن الموحد ومع معالجة مشكلات الجنوب التي أوجدها وغذاها نظام صالح طوال سنوات ما بعد الوحدة وخاصة ما بعد حرب صيف 1994 مع الأسف.
* حدثت عدة مناوشات بينكم وبين الحوثيين في حوث قبل أشهر، كيف تنظرون إلى تمكن الحوثيين من السيطرة على صعدة وهل هناك خشية من تمددهم جنوبا باتجاه صنعاء بعد محاولات التمدد في محافظتي حجة والجوف؟ وهل ترى أنهم ما زالوا يفكرون باستعادة سلطة الأئمة؟
- المناوشات التي حدثت بيننا وبين الحوثيين قد تجاوزناها، والحقيقة أن الثورة سوف تعالج مطالب الحوثيين التي لن تكون خارجة عن مطالب الشعب اليمني في الاستقرار والعدل والأمن والتنمية وغيرها والحوار الصادق والجاد سيوجد الحلول لكل قضايا ومشكلات الوطن بعد نجاح الثورة بإذن الله، ولا أحد اليوم يقبل باستعادة سلطة الإمامة.
* هل لديكم معلومات عن صحة الرئيس صالح في الرياض وخاصة بعد تضارب الأنباء حول وضعه الصحي؟ وهل تعتقدون أن الرئيس صالح سيعود إلى البلاد لممارسة مهام رئيس الجمهورية؟ وماذا تنوون أن تفعلوا في حال عودة الرئيس إلى صنعاء؟
- ليس لدينا معلومات دقيقة، ولكن نعلم أن وضعه الصحي ليس طيبا ولا أنصح علي صالح بالعودة لليمن لأن عودته إذا صحت سوف تكون فتنة على اليمنيين وسوف تزداد المواجهات وتتوسع دوامة العنف والقتل بين اليمنيين والله سبحانه قد أوجد له حلا من سمائه، فلماذا المكابرة والدبور ويختار الله له ما فيه الخير.
* في أوساط المعارضة وحركة الشباب وفيما يخص إدارة البلاد في الفترة المقبلة هناك من يدعو إلى تشكيل مجلس انتقالي، وآخرون يرون ضرورة الانتقال السلمي للسلطة عن طريق دعم نائب الرئيس إلى أي من الخيارين يميل الشيخ صادق الأحمر ولماذا؟
- نحن مع الخيار الثاني للانتقال السلمي عن طريق الدستور، وهو ما ينبغي على النائب العمل لأجله وإذا أغلق هذا الباب فليس أمام المعارضة والساحات إلا تشكيل المجلس الانتقالي والفعل الثوري هو كفيل بإخراج اليمن من المخاطر التي تهددها.
*عين اليمن