اللواء عمر الحريري عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي لـ«المجتمع»: «القذافي» مستعد للتعامل مع الشيطان لتحقيق أهدافه.
أجرى الحوار في أثينا: شادي الأيوبي
قال اللواء عمر الحريري المسؤول العسكري الرفيع في المجلس الوطني الانتقالي الليبي: إن المجلس يتوقع أن تعترف اليونان قريباً بالمجلس الوطني الانتقالي، وهو الأمر الذي يشكل مصلحة لليونان قبل الليبيين. وكان اللواء الحريري، والسيد فضل علي، مدير مصلحة الآثار في المجلس، قد زارا اليونان للتواصل مع المسؤولين اليونانيين حول مسألة الاعتراف بالمجلس. وعلى هامش الزيارة التقى المسؤولان بالجالية الليبية في أثينا، ودار حديث مطول مع أبناء الجالية حول مستجدات الأوضاع الميدانية في ليبيا. وكان لـ«المجتمع» مع اللواء الحريري لقاء سريع عن تطورات الأوضاع في ليبيا: < ما أهداف زيارتكم لليونان؟ ومَََنْ قابلتم فيها؟ - وصلنا في زيارة رسمية، حاملين رسالة لرئيس مجلس الوزراء اليوناني «جورج باباندريو»، وقابلنا خلال زيارتنا مديرة مكتبه، والتقينا بوكيل وزارة الخارجية مع مسؤولين آخرين، حيث أبلغناهم بهدف زيارتنا وهي مد جسور حسن الجوار مع اليونان، داعين أن تكون اليونان من السباقين في مجال الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، وأوضحنا لها أن أي اعتراف يوناني بالمجلس قبل سقوط نظام «القذافي» سيكون له تأثير كبير جداً في نفوس الشعب الليبي، وتقدير خاص من قبل المجلس الوطني.. كما أكدنا للجهات اليونانية أن اعتراف اليونان مهم لأنها دولة من دول حوض المتوسط، ولها خصوصيات في علاقاتها مع ليبيا، بل إن علاقات البلدين تمتد إلى عصور قديمة للغاية. كذلك كانت العلاقات بين اليونان وليبيا ممتازة أيام الملكية، حيث كانت خيرة ضباط الجيش الليبي في مجالي الطيران والبحرية، من خريجي المدارس العسكرية اليونانية.. هذه العلاقات استمرت بشكل طيب، وفي الوقت الحالي هناك ظرف آخر غير الظرف السابق، ونحن نريد من اليونان أن تتجه إلينا، لأننا سنكون - بإذن الله - من يبني ليبيا الحرة. < بكلام آخر.. هل ما تطلبونه من اليونان هو مجرد الاعتراف بكم أم دور أكبر من ذلك؟ - هو أكثر من اعتراف، لكنه اعتراف بالدرجة الأولى، وبالطبع لو اعترفت اليونان بنا قبل سقوط «القذافي»، فهذا يعني أنه سيكون لها موطئ قدم في التنمية التي ستحدث فيما بعد، لكننا لم نطلب منها أكثر من الاعتراف، في الواقع هم أرسلوا طائرة إغاثة مع أطباء وسيارة إسعاف، وصلت إلى مدينة بنغازي، كما أرسلوا سفينة محملة بالمواد الإغاثية والطبية، كما زارنا في بني غازي ممثل للخارجية اليونانية. وكان مطلبنا أن تكون اليونان سبّاقة نحونا، وهذا حصل مع دول أخرى، فتركيا غيّرت موقفها ثلاث مرات إلى أن أصبح لديها أخيراً مبادرة سلام، لكنها لم تكن مقبولة، فنحن نرحب بأي مبادرة من أي طرف، شرط أن تنص على رحيل «القذافي» وأولاده وأذنابه، وأي مبادرة لا تنص على هذا المطلب الشرعي مرفوضة، لأن بقاءه يعني أنه لن يبقى على أي معارض له، بعض الدول عابت علينا هذا الأمر واعتبرت أننا نضع شروطاً مسبقاً، لكن في الواقع هذا ضمان لنا ولشعبنا، لأنه طالما أن «القذافي» موجود فشلال الدم سيستمر. < هل قابلتم أطرافاً أخرى في اليونان؟ - إضافة إلى الشخصيات السياسية، قابلنا أكاديميين وشخصيات اعتبارية يونانية، وقد أعرب العديدون منهم عن انتقادهم لموقف الحكومة اليونانية القريب من نظام «القذافي»، ورأوا أنه يجب أن يكون مختلفاً تماماًً. < كيف وجدتم الأجواء في اليونان بالنسبة لزيارتكم؟ - الأجواء كانت جيدة، وقد سمعنا من مصادر غير رسمية أنهم يرغبون في توجيه دعوات لرئاسة المجلس لحضور مؤتمر الاشتراكية الأممية الذي سيعقد في اليونان بعد شهر تقريباً، لكي تتاح لنا الفرصة لشرح قضيتنا بالكامل، لكننا أوضحنا لهم أن مدة شهر هي مدة كبيرة، وأننا ننتظر منهم خطوات قبل ذلك التاريخ. < ما تفسيركم لهذا التغير في الموقف اليوناني تجاهكم؟ - التفسير الأصح يبقى لديهم بالطبع، لكن تقديري هو أنهم رأوا أن لديهم مصالح في ليبيا، وأنه لا بد لهم من التحرك للحفاظ على تلك المصالح، كما أن توالي الاعترافات الدولية بالمجلس يحفز أي دولة لم تعترف به بعد لتغيير موقفها، خصوصاً دول الجوار المتوسطية التي اعترف معظمها بنا، وقد أوضحنا لهم أمراً مهماً وهو أن أي جهة تأتينا بعد سقوط «القذافي» لن يكون لها أي أولوية، فيما الجهات التي اعترفت بنا وساندتنا في هذه الظروف العصيبة سيكون لها التقدير الواسع لدى الشعب الليبي.. والاعتراف اليوناني سيكون له تأثير واضح على حركتنا، فاليونان بلد قريب لنا جغرافياً، ولديها وسائل نقل بحرية، وهذا يعني أنه مع الاعتراف سيكون هناك تبادل مصالح. < راجت معلومات عن تصدير سلاح «إسرائيلي» إلى نظام «القذافي»، وجرى الحديث عن بواخر يونانية قامت بالمهمة، كما تمت مصادرة باخرة يونانية حملت وقوداً لنفس الجهة.. ما معلوماتكم حول الموضوع؟ - بصراحة، لا أستبعد أي شيء عن نظام «القذافي» هو مستعد للتعامل مع الشيطان لتحقيق أهدافه، فمن غير المستبعد أن يتعاون مع «الإسرائيليين»، أنا سمعت - كما سمع غيري - من مصادر غير رسمية، أن «سيف الإسلام القذافي»، زار «إسرائيل» وقابل مسؤولين «إسرائيليين» وطلب منهم المساعدة في الوصول إلى بعض الأموال والأصول المجمدة من قبل مجلس الأمن، واعداً إياهم بإعطائهم 10% من قيمة الأموال المفرج عنها. < ما حقيقة اتهامكم للجزائر بالوقوف ضدكم؟ - موقف الجزائر منا حتى اللحظة غير جيد، لدينا إثباتات على دعمهم لنظام «القذافي»، وعندما اتصلنا بهم للاستفسار عن الأمر كان جوابهم بارداً، ويبدو أنهم متخوفون عموماً من انتشار الثورات العربية في المنطقة وتأثرهم بها.
مجلة المجتمع