الــتوكــل
التوكل: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل فى استجلاب المصالح ودفع المضار في أمور الدنيا والآخرة .
قال الله عز وجل : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (الطلاق : من الآية 2 ، 3) .
فمن حقق التقوى والتوكل، اكتفى بذلك في مصالح دينه ودنياه.
وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال : ’’لو أنكم كنتم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً’’ [1]. - حسن صحيح - .
قال أبو حاتم الرازى: هذا الحديث أصل فى التوكل وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق .
وقال سعيد ابن جبير: ’’التوكل جماع الإيمان’’ ، وتحقيق التوكل لا ينافى الأخذ بالأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى المقدرات بها، وجرت سنته في خلقه بذلك، فإن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب، مع أمره بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة لله، والتوكل بالقلب عليه إيمان به، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ} (النساء : من الآية 71) .
قال سهل: ’’من طعن في الحركة يعني في السعي والكسب فقد طعن في السنة، من طعن في التوكل فقد طعن فى الإيمان’’، فالتوكل حال النبي - صلى الله عليه وسلم - والكسبُ سنته فمن عمل على حاله فلا يتركن سننه .
وقيل: ’’عدم الأخذ بالأسباب طعن في التشريع، والاعتقاد في الأسباب طعن في التوحيد’’ .
والأعمال التي يعملها العبد ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الطاعات التي أمر الله بها عباده، وجعلها سبباً للنجاة من النار ودخول الجنة، فهذا لابد من فعله، مع التوكل على الله عز وجل فيه، والاستعانة به عليه، فإنه لا حول ولا قوة إلا به، وما شاء سبحانه كان وما لم يشأ لم يكن، فمن قصّر في شيء مما وجب عليه من ذلك استحق العقوبة في الدنيا والآخرة شرعاً وقدراً.
قال يوسف بن أسباط: ’’ قال اعملْ عملَ رجل لا ينجيه إلا عَمَلُه، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كُتب له’’.
القسم الثانى: ما أجرى الله العادة به في الدنيا وأمر عباده بتعاطيه كالأكل عند الجوع، والشرب عند العطش، والاستظلال من الحر، والتدفؤ من البرد، ونحو ذلك، فهذا أيضاً واجب على المرء تعاطى أسبابه ومن قصّر فيه حتى تضرر بتركه - مع القدرة على استعماله - فهو مفرط يستحق العقوبة.
القسم الثالث: ما أجرى الله العادة به في الدنيا في الأعم الأغلب، وقد يخرق العادة في ذلك لمن شاء من عباده وهى أنواع: كالأدوية مثلاً وقد اختلف العلماء: هل الأفضل لمن أصابه المرض التداوي أم تركه لمن حقق التوكل على الله ؟
فيه قولان مشهوران، وظاهر كلام الإمام أحمد أن التوكل لمن قوى عليه أفضل لما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ’’يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب ثم قال : هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون’’ [2] .
ومن رجح التداوي قال: إنه حال النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يداوم عليه - وهو لا يفعل إلا الأفضل - وحمل الحديث على الرقى المكروهة، التي يخشى منها الشرك، بدليل أنه قرنها بالكي والطيرة وكلاهما مكروه.
قال مجاهد، وعكرمة ، والنَخعى، وغير واحد من السلف: لا يرخص في تلك السبب بالكلية إلا لمن انقطع قلبه عن الاستشراف إلى المخلوقين بالكلية.
وسئل إسحق بن راهويه: هل للرجل أن يدخل المفازة بغير زاد؟ فقال : ’’إن كان الرجل مثل عبد الله بن جبير فله أن يدخل المفازة بغير زاد، وإلا لم يكن له’’ .
[1] رواه الترمذى ( 10/208) الزهد، وقال صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن ماجه ( 64 ، 41 )، والحاكم ( 4/318) الرقاق، وقال صحيح ولم يخرجاه، وصححه الألبانى .
[2] واه البخارى ( 10/155) الطب ،(3/88) الإيمان، الترمذى (9/267) صفة القيامة وفيه زيادة : ’’ مع كل ألف سبعون ألفاً وثلاث حثيات من حثياته’’، وقال : هذا حديث حسن صحيح، وحسن الألبانى هذه الزيادة .
.رسالة الإسلام
التوكل: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل فى استجلاب المصالح ودفع المضار في أمور الدنيا والآخرة .
قال الله عز وجل : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (الطلاق : من الآية 2 ، 3) .
فمن حقق التقوى والتوكل، اكتفى بذلك في مصالح دينه ودنياه.
وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال : ’’لو أنكم كنتم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً’’ [1]. - حسن صحيح - .
قال أبو حاتم الرازى: هذا الحديث أصل فى التوكل وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق .
وقال سعيد ابن جبير: ’’التوكل جماع الإيمان’’ ، وتحقيق التوكل لا ينافى الأخذ بالأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى المقدرات بها، وجرت سنته في خلقه بذلك، فإن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب، مع أمره بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة لله، والتوكل بالقلب عليه إيمان به، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ} (النساء : من الآية 71) .
قال سهل: ’’من طعن في الحركة يعني في السعي والكسب فقد طعن في السنة، من طعن في التوكل فقد طعن فى الإيمان’’، فالتوكل حال النبي - صلى الله عليه وسلم - والكسبُ سنته فمن عمل على حاله فلا يتركن سننه .
وقيل: ’’عدم الأخذ بالأسباب طعن في التشريع، والاعتقاد في الأسباب طعن في التوحيد’’ .
والأعمال التي يعملها العبد ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الطاعات التي أمر الله بها عباده، وجعلها سبباً للنجاة من النار ودخول الجنة، فهذا لابد من فعله، مع التوكل على الله عز وجل فيه، والاستعانة به عليه، فإنه لا حول ولا قوة إلا به، وما شاء سبحانه كان وما لم يشأ لم يكن، فمن قصّر في شيء مما وجب عليه من ذلك استحق العقوبة في الدنيا والآخرة شرعاً وقدراً.
قال يوسف بن أسباط: ’’ قال اعملْ عملَ رجل لا ينجيه إلا عَمَلُه، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كُتب له’’.
القسم الثانى: ما أجرى الله العادة به في الدنيا وأمر عباده بتعاطيه كالأكل عند الجوع، والشرب عند العطش، والاستظلال من الحر، والتدفؤ من البرد، ونحو ذلك، فهذا أيضاً واجب على المرء تعاطى أسبابه ومن قصّر فيه حتى تضرر بتركه - مع القدرة على استعماله - فهو مفرط يستحق العقوبة.
القسم الثالث: ما أجرى الله العادة به في الدنيا في الأعم الأغلب، وقد يخرق العادة في ذلك لمن شاء من عباده وهى أنواع: كالأدوية مثلاً وقد اختلف العلماء: هل الأفضل لمن أصابه المرض التداوي أم تركه لمن حقق التوكل على الله ؟
فيه قولان مشهوران، وظاهر كلام الإمام أحمد أن التوكل لمن قوى عليه أفضل لما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ’’يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب ثم قال : هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون’’ [2] .
ومن رجح التداوي قال: إنه حال النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يداوم عليه - وهو لا يفعل إلا الأفضل - وحمل الحديث على الرقى المكروهة، التي يخشى منها الشرك، بدليل أنه قرنها بالكي والطيرة وكلاهما مكروه.
قال مجاهد، وعكرمة ، والنَخعى، وغير واحد من السلف: لا يرخص في تلك السبب بالكلية إلا لمن انقطع قلبه عن الاستشراف إلى المخلوقين بالكلية.
وسئل إسحق بن راهويه: هل للرجل أن يدخل المفازة بغير زاد؟ فقال : ’’إن كان الرجل مثل عبد الله بن جبير فله أن يدخل المفازة بغير زاد، وإلا لم يكن له’’ .
[1] رواه الترمذى ( 10/208) الزهد، وقال صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن ماجه ( 64 ، 41 )، والحاكم ( 4/318) الرقاق، وقال صحيح ولم يخرجاه، وصححه الألبانى .
[2] واه البخارى ( 10/155) الطب ،(3/88) الإيمان، الترمذى (9/267) صفة القيامة وفيه زيادة : ’’ مع كل ألف سبعون ألفاً وثلاث حثيات من حثياته’’، وقال : هذا حديث حسن صحيح، وحسن الألبانى هذه الزيادة .
.رسالة الإسلام