في هذا المقال نتحدث عن التخطيط، هل هو من الرفاهية أم أنه ضرورة ملحة؟ يعتقد البعض أن التخطيط شيء كمالي أو أنه مضيعة للوقت والجهد، ونسمع في كثير من الأحيان البعض يردد مقولة “هو انت لسه هتفكر وتخطط وترتب، دا كدا الوقت والعمر ممكن يمر ويعدي، بل ويضيع وانت شاغل نفسك بالتفكير والتخطيط!”.
نرد على من يرددون هذه المقولة وما يشابهها من مقولات ومأثورات وموروثات خاطئة راسخة في أذهان البعض، بأنه من دون تخطيط قد يضيع وقتك وعمرك بالفعل دون تحقيق ما تستحقه، وأنه عندما لا تخطط ويكون لك أهداف تسعى إلى تحقيقها لن تتطور وتتقدم، وستكون أداة لغيرك يستخدمك لتحقيق أهدافه وطموحاته، أي أن التخطيط نشاط يساعدك في أن تصبح الشخص الذي تتمناه، ومن هنا تأتي أهمية التخطيط وأنه ضرورة ملحة سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المؤسسات والهيئات والدول.
ما هو مفهوم التخطيط؟
التخطيط نشاط منظم وشامل، يركز على تفسير المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية وفهمها للدول والمؤسسات والأفراد، وتحديد القضايا والموضوعات الاستراتيجية التي يمكن أن تواجهنا، ووضع السياسات الملائمة للتعامل معها، كما يهدف التخطيط إلى وضع أهداف وغايات واضحة، والعمل على تحقيقها في إطار فترة زمنية محددة وفي ظل الموارد المتاحة والممكنة، حتى يتسنى بلوغ الحالة المستقبلية المرجوة، أي أن التخطيط في جوهره لا يخرج عن كونه عملية منظمة واعية لاختيار أفضل الحلول الممكنة للوصول إلى أهداف معينة، فالتخطيط أسلوب ونشاط علمي يهدف إلى ترتيب الأولويات في ضوء الإمكانات، ودراسة وتحديد الإجراءات للاستفادة منها لتحقيق أهداف منشودة في فترة زمنية محددة.
يرتكز التخطيط على أربعة مرتكزات تمثل الإطار الذي يتحرك داخله هذا المصطلح، تتمثل في:
التخطيط كونه عملية: تبدأ بصياغة الأهداف، مما يعني أنها عملية تسير على أسس واضحة، وفي نفس الوقت تتصف بالاستمرارية للسيطرة على التغيرات التي قد تستجد أو تطرأ.
مستقبلية القرارات: إذ يتجه التخطيط إلى تحديد مواطن القوة والضعف التي ينطوي عليها المستقبل، والاستفادة من الفرص المتاحة وتلافي المخاطر، ومن ثم فإن التخطيط يعني تصميمًا أو نموذجًا للمستقبل المرغوب، وتحديد الوسائل المؤدية إليه.
التخطيط كونه فلسفة: يمثل التخطيط اتجاهًا وأسلوبًا للحياة، بالتركيز على الأداء المستند إلى الدراسة والتنبؤ بالمستقبل، وكذلك على استمرارية عملية التخطيط وعدم استنادها فقط على مجموعة من الإجراءات والأساليب.
التخطيط كونه بناء: يسعى التخطيط إلى محاولة الربط بين أربعة أنواع رئيسية من المكونات: الخطط الاستراتيجية، والبرامج متوسطة المدى، والميزانيات قصيرة المدى، والخطط الإجرائية بغية انصهار التكامل بينها في صورة قرارات آنية.
كما يمكن وضع تقسيمات أو تصنيفات للخطط وفقًا لعدة مؤشرات، منها:
تصنيف وفق العامل الزمني: وهنا تنقسم الخطط إلى خطة طويلة الأجل “الخطة المستقبلية”، وخطة متوسط الأجل “الخطة الخمسية”، وخطة قصيرة الأجل “الخطة السنوية”.
تصنيف الخطط وفق الهيكل التنظيمي للاقتصاد الوطني: منها خطط اقتصادية عامة “خطط الاقتصاد الوطني”، وخطط إقليمية “خطط المحافظات”، وخطط الوزارات والقطاعات الاقتصادية “خطط القطاع الزراعي، والصناعي، والخدمات إلخ”، وخطط الفروع الاقتصادية، وخطط الوحدات الإنتاجية.
تصنيف الخطط وفق طريقة التنفيذ: خطة مباشرة “تلك الخطط التي يكون تنفيذها إلزاميًا”، وخطة غير مباشرة “هذا النوع من الخطط لا يمكن للسلطات التخطيطية أن تجبر الوحدات الإنتاجية على تنفيذ الخطط”.
تصنيف الخطط وفق الشمول: خطط شاملة، وخطط جزئية، وخطط قومية، وخطط إقليمية.
فوائد عديدة للتخطيط
أسلوب منظم للتعامل مع المستقبل، تحديد الأولويات والمصادر اللازمة، زيادة القدرة على التعامل مع المخاطر الخارجية، المساعدة في إدارة الأزمات، يساعد على زيادة الإنتاجية وكفاءة الأداء، التعرف على مصادر القوة والضعف وتحليلها، التعرف على الفرص المتاحة والعمل على استثمارها، التعرف على التهديدات المحتملة والعمل على تفاديها أو التقليل من آثارها.
مقولات تحثنا وتشجعنا على الاهتمام بالتخطيط
“الرؤية من دون عمل ما هي إلا حلم، والعمل من دون رؤية ما هو إلا مضيعة للوقت، أما الرؤية مع العمل هي ما يمكنها أن تغير العالم”.
“كل ساعة تقضى في التخطيط الجيد توفر ثلاث أو أربع ساعات في التنفيذ”.
أيضًا الدين الإسلامي أوضح لنا أهمية التخطيط والتنظيم في حياة المسلم، لما جاء في الحديث النبوي الشريف أن رسول الله ﷺ قال: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه”، في هذا الحديث بيان لضرورة أن تكون حياة المسلم منظمة ومعروفة المقاصد والغايات، ومعلومة المسالك والخطوات في كل النواحي، بدءًا من تنظيم الوقت كله مرورًا بتنظيم حياته الصحية وإدارة قدراته الجسمية، والمالية، والعلمية، والعملية وفق علمٍ ودراية، بحيث تكون حياته كلها واضحة المعالم في التحصيل والأهداف والغايات.
ختامًا يأتي تأكيدنا على أهمية التخطيط على مستوى الفرد والمؤسسات والدول، إذ إنه عندما لا تخطط لمستقبلك ستفرض عليك الحياة أن تعيش واقعًا ليس من صنعك ومستقبلًا لا يليق بك.
د. محمد عبدالقادر عطاالله
00201060860637
[email protected]
نرد على من يرددون هذه المقولة وما يشابهها من مقولات ومأثورات وموروثات خاطئة راسخة في أذهان البعض، بأنه من دون تخطيط قد يضيع وقتك وعمرك بالفعل دون تحقيق ما تستحقه، وأنه عندما لا تخطط ويكون لك أهداف تسعى إلى تحقيقها لن تتطور وتتقدم، وستكون أداة لغيرك يستخدمك لتحقيق أهدافه وطموحاته، أي أن التخطيط نشاط يساعدك في أن تصبح الشخص الذي تتمناه، ومن هنا تأتي أهمية التخطيط وأنه ضرورة ملحة سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المؤسسات والهيئات والدول.
ما هو مفهوم التخطيط؟
التخطيط نشاط منظم وشامل، يركز على تفسير المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية وفهمها للدول والمؤسسات والأفراد، وتحديد القضايا والموضوعات الاستراتيجية التي يمكن أن تواجهنا، ووضع السياسات الملائمة للتعامل معها، كما يهدف التخطيط إلى وضع أهداف وغايات واضحة، والعمل على تحقيقها في إطار فترة زمنية محددة وفي ظل الموارد المتاحة والممكنة، حتى يتسنى بلوغ الحالة المستقبلية المرجوة، أي أن التخطيط في جوهره لا يخرج عن كونه عملية منظمة واعية لاختيار أفضل الحلول الممكنة للوصول إلى أهداف معينة، فالتخطيط أسلوب ونشاط علمي يهدف إلى ترتيب الأولويات في ضوء الإمكانات، ودراسة وتحديد الإجراءات للاستفادة منها لتحقيق أهداف منشودة في فترة زمنية محددة.
يرتكز التخطيط على أربعة مرتكزات تمثل الإطار الذي يتحرك داخله هذا المصطلح، تتمثل في:
التخطيط كونه عملية: تبدأ بصياغة الأهداف، مما يعني أنها عملية تسير على أسس واضحة، وفي نفس الوقت تتصف بالاستمرارية للسيطرة على التغيرات التي قد تستجد أو تطرأ.
مستقبلية القرارات: إذ يتجه التخطيط إلى تحديد مواطن القوة والضعف التي ينطوي عليها المستقبل، والاستفادة من الفرص المتاحة وتلافي المخاطر، ومن ثم فإن التخطيط يعني تصميمًا أو نموذجًا للمستقبل المرغوب، وتحديد الوسائل المؤدية إليه.
التخطيط كونه فلسفة: يمثل التخطيط اتجاهًا وأسلوبًا للحياة، بالتركيز على الأداء المستند إلى الدراسة والتنبؤ بالمستقبل، وكذلك على استمرارية عملية التخطيط وعدم استنادها فقط على مجموعة من الإجراءات والأساليب.
التخطيط كونه بناء: يسعى التخطيط إلى محاولة الربط بين أربعة أنواع رئيسية من المكونات: الخطط الاستراتيجية، والبرامج متوسطة المدى، والميزانيات قصيرة المدى، والخطط الإجرائية بغية انصهار التكامل بينها في صورة قرارات آنية.
كما يمكن وضع تقسيمات أو تصنيفات للخطط وفقًا لعدة مؤشرات، منها:
تصنيف وفق العامل الزمني: وهنا تنقسم الخطط إلى خطة طويلة الأجل “الخطة المستقبلية”، وخطة متوسط الأجل “الخطة الخمسية”، وخطة قصيرة الأجل “الخطة السنوية”.
تصنيف الخطط وفق الهيكل التنظيمي للاقتصاد الوطني: منها خطط اقتصادية عامة “خطط الاقتصاد الوطني”، وخطط إقليمية “خطط المحافظات”، وخطط الوزارات والقطاعات الاقتصادية “خطط القطاع الزراعي، والصناعي، والخدمات إلخ”، وخطط الفروع الاقتصادية، وخطط الوحدات الإنتاجية.
تصنيف الخطط وفق طريقة التنفيذ: خطة مباشرة “تلك الخطط التي يكون تنفيذها إلزاميًا”، وخطة غير مباشرة “هذا النوع من الخطط لا يمكن للسلطات التخطيطية أن تجبر الوحدات الإنتاجية على تنفيذ الخطط”.
تصنيف الخطط وفق الشمول: خطط شاملة، وخطط جزئية، وخطط قومية، وخطط إقليمية.
فوائد عديدة للتخطيط
أسلوب منظم للتعامل مع المستقبل، تحديد الأولويات والمصادر اللازمة، زيادة القدرة على التعامل مع المخاطر الخارجية، المساعدة في إدارة الأزمات، يساعد على زيادة الإنتاجية وكفاءة الأداء، التعرف على مصادر القوة والضعف وتحليلها، التعرف على الفرص المتاحة والعمل على استثمارها، التعرف على التهديدات المحتملة والعمل على تفاديها أو التقليل من آثارها.
مقولات تحثنا وتشجعنا على الاهتمام بالتخطيط
“الرؤية من دون عمل ما هي إلا حلم، والعمل من دون رؤية ما هو إلا مضيعة للوقت، أما الرؤية مع العمل هي ما يمكنها أن تغير العالم”.
“كل ساعة تقضى في التخطيط الجيد توفر ثلاث أو أربع ساعات في التنفيذ”.
أيضًا الدين الإسلامي أوضح لنا أهمية التخطيط والتنظيم في حياة المسلم، لما جاء في الحديث النبوي الشريف أن رسول الله ﷺ قال: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه”، في هذا الحديث بيان لضرورة أن تكون حياة المسلم منظمة ومعروفة المقاصد والغايات، ومعلومة المسالك والخطوات في كل النواحي، بدءًا من تنظيم الوقت كله مرورًا بتنظيم حياته الصحية وإدارة قدراته الجسمية، والمالية، والعلمية، والعملية وفق علمٍ ودراية، بحيث تكون حياته كلها واضحة المعالم في التحصيل والأهداف والغايات.
ختامًا يأتي تأكيدنا على أهمية التخطيط على مستوى الفرد والمؤسسات والدول، إذ إنه عندما لا تخطط لمستقبلك ستفرض عليك الحياة أن تعيش واقعًا ليس من صنعك ومستقبلًا لا يليق بك.
د. محمد عبدالقادر عطاالله
00201060860637
[email protected]