يعتبر الصومُ أعظم مدرسة تربوية تُزَكِّي النفس، وتُطَهِّر القلب، وتُقَوِّم السلوك، والصيام جُنَّة ووقاية لصاحبه من نار جهنم ومن المعاصي والسيئات قال رسول الله ﷺ:(الصيام جُنَّة من النار كَجُنَّة أحدكم من القتال) وفي رواية: (الصوم جنة)، وهذه العبارة النبوية الجامعة تحمل دلالات كثيرة منها: أولاً: الصومُ جُنَّة بمعنى الوقاية من سُوء الخُلُق والسَّفَه والجَهْل، قالﷺ : "الصيامُ جُنَّة، فلا يَرْفُتْ ولا يَجْهَل".(رواه البخاري). ثانياً: الصوم جُنَّة: بمعنى حاجز للصائم من مجاراة السفهاء ومخاصمة الجهلاء، ولُزومه العفو وحسن الخلق، قال ﷺ:"فإنْ سابَّهُ أحَدٌ أوْ قاتَلَه، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائِمٌ ".(رواه البخاري) ثالثاً: الصوم جنة من المعاصي ووقاية من مقارفة الحرام، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال ﷺ في وصيته للشباب: « ومَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».(متفق عليه). رابعاً: الصيام جُنَّةٌ ووقايةٌ للعبد من النار، قالﷺ: "الصِّيامُ جُنَّةٌ وحِصنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّار ".(حديث حسن) خامساً: وقاية من العِلل والأمراض الناشئة عن الإفراط في تناول اللذات. تنبيه: أيها الصائم: إذا كانت هذه الفضائل في صوم النافلة، فما بالك بصوم الفريضة الذي هو أحد أركان الإسلام؟ لا شك أن شهر رمضان يحوز هذه الفضائل المتقدمة وأكثر.