نزلت في فندق سيبورت بمانهاتن نيويورك، غير بعيد عن المكان الشهير كونيا أرضية الصفر التي تعرضت لهجوم إرهابي إجرامي من المجرم بن لادن...في 11/09/2001
في ذلك اليوم المشرق، أصبحت علي رغبة كبيرة في إستكشاف المكان، تناولت وجبة فطور الصباح في المطعم و في لحظة مغادرتي إلتقيت بأختي التونسية سارة تحدثنا للحظات قصيرة فإذا به جاءتني سيدة مسنة و خاطبتني باللغة الإنجليزية :
-من فضلك سيدتي هل بإمكانك إتباعي ؟ حفيدي سيتزوج غدا و أريد منك أن تهنئيه مع خطيبته ؟
إندهشت من الطلب، فقد كان بهو الفندق مليء بالناس، لماذا إختارتني أنا ؟
إستجبت لطلبها و أتبعتها للمصاعد الآلية، هناك كان الخطيبين واقفين إلي جنب الجد، عرفتني بهما الجدة و بدوري قلت لهما مبتسمة :
"أنا سعيدة حقا بتقديم لكما تهاني الصادقة أتمني لكما حياة سعيدة عامرة بالخير و الأبناء الصالحين".
فرأيت الفرحة علي وجهيهما و كانا جد متأثرين شكرا لي تهاني ، حييتهم جميعا ثم إنسحبت...
عدت إلي جناحي هيأت نفسي لنزهة طويلة و غادرت الفندق في صباح بارد و مشمس. إتبعت نهر هودسن الغير البعيد عن فندق سي بورت. و بدأت امشيء سعيدة في شوارع خالية، فسكان نيويورك يستيقظون متأخرين أي الساعة 10 و نصف او 11 صباحا.
و عندما وصلت إلي أرضية الصفر التي كانت فيها حركة البناء علي قدم و ساق لبناء صرح الرمز كذكري لضحايا 11 سبتمبر 2001، توقفت.
فإذا ببائع أمريكي متجول من الجهة الأخري من الساحة، خاطبني قائلا :
"أترين سيدتي ما جري هنا أصبح من الماضي..."
ففكرت في نفسي "سبحانك يا رب ها أنني مسلمة تقف في مكان يحمل ذكريات أليمة عن هجوم مسلم علي أمريكا و شعبها و ها أن الأمريكيين بروح التسامح أشعروني أنني واحدة منهم بالرغم من أنني مجرد زائرة عابرة سبيل و سأغادر بعد يومين أرضهم."