خيــطُ الدَّمْــع
تَوَارتْ شموسُ المَجْد، واسْتَعْلَتِ الظُّلَمْ
وخارتْ قوى الأَعْـــــلام واسْتلْقَتِ القِمَمْ
زمـانٌ غريبُ الطَّــوْرِ لا يستبِيْــــــــــنُهُ
حليـــــمٌ، فلا لــونٌ بأطْيَــــافــهِ ارْتسَـــمْ
يُعلِّلُنــــــــا تَذْكـــــــــارُ مـــا شيَّــدَ الأُلى
تلاشَــوْا، وهل يُغني عن الفـــــائت النّدمْ!
ونغْزلُ خَيْطَ الدّمْع في محْفَــل الأسى
ونَفْنَى لِنُحْيِــيْ منْ مَواجِيْـــدنا الرِّمَــــمْ
عُلُوُّ الفتى بالجِــــدّ لا الجَــــــدُّ والغِنى
وتاريخــهُ المــــأثورُ مـــا كَفُّـــــــهُ رَقَــــم
***
تأوّهْـــــتُ للأعْــــلام أنّى تصَــــدَّعَتْ!
وأنّى اسْتســاغَ القاعَ مَن كان في العَلَمْ!
وتنتحبُ الأحجـــارُ مِن حـــــال أُمّةٍ
تناهيــدهــا في كـل إخفـــــاقــةٍ حِمَـــــمْ
إلى حتفهــا تسعــى اخْتِيــالًا بِظلْفِهـا
ومن يسْلكِ الأوحــــــــالَ زلّت به القَـــدم
غدتْ نُهْبةً() في جَحْفل السَّبْي تنزوي
على جِيْــــدهـــا عِقْـــدٌ من الذُّلَّة انْتظَـــم
تبيعُ مِن الجــــاني تحيــــــاتِ أمْسهــا
وتَمنــحُ موْفُــــــوْرَ الكرامــــــــاتِ بالعدمْ
لها مِن بَنيْــــــها ألفُ خصْـــــمٍ مُدَجَّجٍ
خنــاجرهم في جوفهــــــا تغْــــــــرِزُ الألَم
تُنادي: ملوكَ الدهر، يا ســـــادة الورى،
تلاشتْ حـواسُ القوم واستَفْتـــحَ الصَّمم!
وما يأملُ الراجُــون مِن صَارِخٍ() بدا
يُداوي صُـداعَ الرأس بالسِّـــــــلِّ والجَذمْ!
إذا كان خــــــذلانُ الورى مِن ذواتهم
فماذا يفيـــــــدُ القــــــــومَ أن تُعقَدَ القِمَمْ!
ولا يأْسُ، والأيـــــامُ في الناس دُوْلَةٌ
وبعد سنيــــــــن الجـــدْب دهــرٌ من النّعمْ
() نهبة : غنيمة تم نهبها.
() صَارِخ: الصريخ: المنقذ.
ــــــــ