غـصَّــةُ الـنـَّــاي
ترْجَمَ الدّهْـرُ ناشِيًا عنْ خِصــــالِكْ
والمقـاماتُ سُـــــوْرةٌ في جــلالِكْ
مَوْطِنَ النُّــوْر، والصَّباحــاتُ جذْلى
تمْنحُ الشمــسَ بـــاقةً لِاحْتِفَــالِكْ
فيْ معانِيْــكَ يَسْتَجِـــــمُّ «سُهيـلٌ»
وبِجَـــــوْزاكَ تسْتَنِيْــــرُ المَمـــالِك
كيف يا موطني غدوْتَ شَـــــريْدًا
ودروبَ السرابِ وَجْهَ ارتحالِك؟!
تَتَسَفَّى() على العُيـــونِ رَمَــادًا
والرُّبـا تحْتَفِي بِريْحِ اشْتِعــالك!
***
يا بلادي، ومُنْتهى البَـوْح شجْــوٌ
وصدى النّـــــــايِ غصّـةٌ بِمَقالِـكْ
بائسًا تُهْتُ يزْدريــني وُجُــودي
جــــائـعًا.. والدُّنا اغْتَذتْ بِغِــلالِك
عــاثرًا.. والمَســـــارُ يُنْكِـــرُ درْبي
والليالي تشُـبُّ «كِيْرَ»() المــهالِكْ
كمْ دَعِيٍّ على حِبَــــــــالِكِ يَرْقَى
يستحثُ الخُطـــا لِقطْعِ حِبَالِك!
قصْعةً صِرْتِ في لَهـاةِ الأعادي
يَتَداعـــــوْنَ نَشْوَةً لاحْتــــلالكْ
بتِّ ظَمْأى يا سَلْسَبِيْلَ العطاشى
بتِّ! والكونُ ناهِـــلٌ من زُلالِك؟!
كُنتِ «قحطان» حين يسمو نسِيْبٌ
«حِمْيَرَ» المُلْكِ، فِقْهَ «دَوْسٍ» و«مالِكْ»
جيْشَ«كهلانَ» يعْتَليْ كُلَّ فَتْـــحٍ
والمَراقِــي الى العُـــلا والمَســـالِكْ
بَسْمةَ الصُّبْحِ في وُجُوْهِ البرايــا
ونشِيْدَ السَّنــــا، وضَوْعَ اللّيَـــالِك
يرفعُ اليـــومَ كُلُّ أُفـْقٍ أذانـًـــا
يُعلِنُ الفجْــــرَ.. أين فجْرُ «بِلالِك»؟!
إنَّما الليْـــــلُ ساعــــةٌ ثُمَّ تهْوِي
تحـْتَ نَعْلَيْــكِ قَاتِمـاتُ الحَوَالِكْ
قالها اللهُ: كُلُّ فقـــــهٍ يمـــــانٍ
دْمْتِ يا فخـــــــرُ! كلُّ مَجْدٍ كذلكْ
() تتسفى: المصدر تسفي، وهو تطاير التراب والغبار.
() الكير: آله ينفخ بها الجمر يستخدمها الحداد.
