ـهَـزيْــمَــــةُ البـَخُـــــوْر
حَتَّامَ رَكْضُكَ في المرايا الزائِفــةْ؟!
وجِهَاتُ روْحِك بالمَوَاجِـعِ مُدْنَفةْ()
والجَدْبُ يُشعِلُ في ربيْعكَ غيمــةً
حُبْلى بِأمْـــزانِ المَسَــرَّةِ مُتْرَفَـــةْ
هذا الضّحى من خافِقَيْكَ يجــرُّهُ
ليــلٌ وينْفضُ في جَبيــنِكَ مِعْطَفَهْ
كم قد غرسْتُ بِدَوْحِ أُفْقكَ نجمةً
كي تستنيـــرَ بِها فـعادتْ مُكْسِــفــــةْ!
وبناتُ صَدْركَ() بَوْحُهنّ زَوابِـــعٌ
تَلْوِي الزُّهُورَ لدى فُصُـــول الهَفْهَفةْ()
يا قلبُ مهْلًا! كمْ ستركضُ لهْفَــةً
بِرؤى الحيــــارى والمُنـــى المُتطرِّفةْ!
التٍّيْهُ يَحْسُوْ في مجالِكَ نخْبَـــهُ
لَكأنَّ بيـــنكما سِنِيْـــــــنَ المعْرِفـــــةْ!
أمْسَكْتَ ثوبَ الريحِ ترجوها الصَّبا
فأصَبْتَ صِـــرًّا مِنْ دَبُـوْرٍ() مُتْلِفــةْ!
واسّاقَطَتْ أبْكارُ حُلْمكَ في الصَّدى
خُضْرًا..وخانتْكَ اللُغــــاتُ المُنْصِـــفةْ!
والسَّادِرُ المُضْنى كفِيْفٌ في الهوى
يَرْجُو النَّضَــارَةَ في الوجــوهِ المُقْرِفة
***
عُدْ أيّها الصَّـادِيْ بأَسْدَافِ النّوى
عُدْ، إنّ ضَرْبكَ في الدُّجُنّـة «فلسَـفــةْ»
لَيْلاكَ تخْبِزُ في شغافِـــكَ عتْمــــةً
وتُميْـــتُ طِفْلَ الضـــوءِ بين الأرْغِفَـــةْ
ضَحِكُ العيونِ إليكَ مَحْضُ خديعــةٍ
تُزْرِي بطُهْـــرِكَ، والعقـوبــةُ مُؤْسِفـــــةْ
وكِتابُ أيّــــامِ البـــــراءةِ زائِـــــــفٌ
والمُدَّعِــيْ تحْقيـــــــــقَهُ قـدْ حَــرّفَــــهْ
يَرْوِي الهوى فَضًّـــا، وفي قاموسـهِ
معنى المحبـــــــة: فكْــــرةٌ مُتخَلِّفَــــةْ
لُغةُ الرِّمــــــالِ تحدّثتْ بلسانـــــــهِ
وقضــى الودادُ بجُمْلــةٍ مُتكَلّفـــــةْ
فاحَ الدُّخَـــانُ.. وللبخــوْرِ هزيمـــةٌ
في الريحِ.. وانتصرَتْ فُلولُ العَجْرَفـةْ
في مسْرحِ الرَّيحان.. واغْتِيْل الشّذا
طِفــلاً.. وغنّتْ للرَّوَابِي السَّفْسَــفة()
***
دُمْ يا «سِنِمَّارَ» الحَضارةِ مُخْلِصًا
وابْنِ القُصــــورَ لِتأْتَوِيْكَ الأرْصِفــــــةْ!
ما زال «نُعمــــانٌ» يُكافِئُ بالردى
مَنْ يَعْمــــرُ النعمــــــانَ كَيْــلا نعْرِفَــهْ
مات الوفــــاءُ.. وللخيــــــــانة مَوْلدٌ
مِنْ ألْفِ أنْثـــى وَعْدهـــا لن تُخْلفَــــــهْ
() مُدْنَفةْ: مثقلة بالمتاعب.
() بنات الصدر: الهموم.
() الهفهفة: مصدر، هفهف الشيء: حركه فصار كالغصن حين يتمايل والمراد: في نضارة الشباب وعنفوانه.
() صراً من دبور: الصر :شدة البرد، والدبور: ريح تأتي من جهة المغرب عذب بها الله قوم عاد.
()السفسفة: هبوب الريح حتى وتطاير الغبار.