أساس قناعة قاضي التحقيق(1)
سميرة بيطام
ان فكرة القناعة الوجدانية من أهم الموضوعات اثارة في مواضيع الاثبات ،لما يمثله هذا المبدأ من تكريس لحقيقة الضمير الحي و مدى تفاعله مع القضايا المعروضة لإيجاد دلائل مقنعة من خلالها يندفع ذاك الشعور من القاضي بأحقية رسالته القانونية في الكشف عن ملابسات الجريمة و كذا الفاعل الحقيقي ، و من خلال هذه القناعة يتحقق ما يسمى الشعور بالرضى بعد عملية تمحيص و تحليل لمختلف الوقائع و ربطها بما يسمى أحقية او شفافية الدليل.
لذلك فان ثمة اختلافا بين نظامي الاثبات المدني و الجنائي من حيث دور القاضي في كل من النظامين ، و من حيث الأدلة المسموح بها في كل من النظامين ، فبينما يكون دور القاضي المدني سلبيا يتقيد بما يقدمه له أطراف الدعوى و ما يفرضه عليه القانون من أدلة و مستندات و يحكم بموجب هذه الأدلة و في حدودها ، بينما القاضي الجنائي يفرض عليه القانون موقفا ايجابيا ، فعليه ان وجد قصورا في التحقيق الابتدائي أن يستوفيه ، و أن يحقق في الأدلة المقدمة اليه ، بصرف النظر عن أطراف الدعوى الجنائية المنظورة أمامه.
و لتوضيح فكرة القناعة الوجدانية لقاضي التحقيق ،سيتم التطرق الى التسلسل المرحلي في تكوين هذه القناعة بدءا ب:
أولا : مدى مشروعية الدليل الجنائي
ثانيا : حرية قاضي التحقيق في الاثبات
ثالثا: الانتقادات الموجهة لمبدأ القناعة الوجدانية
يتبــــــــــع...