في قلبي مشروع متجدد من الحب
سميرة بيطام
أحيانًا لا أرغب في الكتابة! لكنكَ تضطرني لأن أشكيَ بأحرفي بما في أضلعي، وأنتقي لأسطري بما في دموعي!
أحيانًا لا أرغب في المشْيِ للتنزُّه، فأكتفي بشرود ذهني في إبداع يتطلب مني جهدًا كبيرًا، فلست ممن يركنون للخوف أو الفشل، حتى لو آلمني بعدُك وحيلتُك معي.
كنت في ردود أفعالي كبيرة، وإني أنتقي لي هذه السنَّ المتقدمة من التحمُّل؛ حتى لا تضيعَ معالم كرامتي.
هي خطوب خضتُها وحدي، وارتحلت فيها إلى ظلام، أردتُ أن أمزِّقَ فيه كلَّ غدر، فكان أن واصلتُ التحديَ، إلى أن وصلتُ إلى نقطة فيها نور ضئيل، لكنها كانت ضالَّتي، فابتسمت والدموع تنزل! لأني ما صدَّقْتُ أني انتهيتُ من طول الظلام ووحشتِه، وإيذائه لي في رقة كياني، كم كنتَ قاسيًا يا ظلام؟! ولكني أبديتُ معك توافقًا؛ حتى لا أنكسِرَ في مواجهتي لما يخفيه عمق السواد فيك، فأي تهوُّرٍ مني، أو انفلات لزمامِ الصبر أفقِدُ فيه كل ما ضحَّيتُ لأجله، لكن كنت عنيفًا، ومعذِّبًا لي وأنا بعدُ صامتة! فما أقساك! ما أقساك! وطوفان الأذى يتقاذفُني في كل مكان أفرُّ إليه بديني، ما أقساك! والجرحُ بعدُ لم يَلتَئِمْ لتزيد النزيف حدَّةً، لكني كنت لا أنتبهُ إليه عنوةً؛ حتى لا أتراجع للوراء أطلب إعانةً ولو من غريب، ما أقساك! وأنت تخدش أفكاري الطاهرة بما قد يعطيها بعدًا ومنحنًى آخر، فهلا فسَّرتَ لي ما دواعي كلِّ هذا الجنون والتطاول منك؟
ربما صبري وثباتي هما ما دفعاك لأن تكون أكثر قسوةً من ذي قبلُ، لكن، لقد آن وقت السجع المحمل بأروع ما جادت به روحي الكريمة، فلا شيء سيزيدني ثقةً إلا حبي لربي، فدع عنك محاولات لففت فيها كل مكنونات الغضب، وأودعتها حيث المستقرُّ لغضبِك، ليس بدافع لي لأن أتهور، لكن بعدَ هذا الفاصل من المقاومة، فإني سأضع رأسي على صفحاتي؛ لأَغرَق في دموعي!
من حقي أن أفعل هذا الفعل البريء؛ لأني أحتاج لأنتفض غربةً ووحدةً وشعورًا بما لا يطيقه قلبي، أنا لا أطيق، ولكن أتقبَّل، أنا لا أتخطَّى حدودي، ولكن تحدث لي انزلاقات لستُ مسؤولةً عنها، أنا لم أختلس منك أملاً واعدًا، لكن أنت وغيرك سرقتم مني لحظات كثيرة من الهناء والاستقرار، حتى قررت أن أجدد بنودًا بـ مشروعي الجديد (مشروع الحب)، وأي حب ولمن؟ إنه حبي لله؛ حتى أتقوَّى وسط زحام الضباب المخبئ لأنشودتي الرائعة، أنشودة السلام والرحمة وكرم الأخلاق.
سافِرْ، أو اترك لي زورقَ الرحيل في سكونه، سأنتقل فوقَه إلى حيث يدفعني شِراع الطموح والرضا بما قسمه الله لي، وإني على يقين أني سأصِلُ إلى حيث يشاء الله، فلا داعي لأن تنتظرني على الضفة الأخرى؛ لأني سأضطر لتغيير المسار، لو أني أحسست أن أحدًا ما يريد استقبال النجاح بتهنئة منه، فالناجحون الحقيقيون ليسوا يركزون على ثقل النجاح وحجمه؛ لأنهم مُنهمِكون في مواصلة مسار الكفاح لتحقيق المزيد من الحب لله، المشبع براحة الضمير ولبابة العقل.
صدقًا، أنا في أمان مع الله، أنعم بسكينة، وقد أنسى أني كنت عرضةً في يوم من الأيام لملامة منك، وهذا النسيان سببُه حبي لله، فهلا استوعبتَ قيمة هذا الحب؟!
جرب وتذوق، ثم جرب وأصلح عيبَك، وأخيرًا، جرب زهدًا تعفُ عنك ملاماتُ الزمان والتاريخ والناس.