مالك و مال الناس ان لم يرضوا عليك
سميرة بيطام
أهلا بحديث منك عن رأيك في آراء الناس حينما لا يرضون عليك و حينما تبدي استعداد لإرضائهم ، فيما أنت من قول التطبيق و هم عنك حاسدون و كارهون بل و غيورين ، لكنك راق جدا حينما تنزل مراتبهم و تكلمهم و هم في صدود عنك...يعجبني تألقك الشديد..سميرة بيطام
تغوص ـحيانا في سلوكاتهم فلا تفهم المغزى و الهدف و تصمت أحيانا لتعطيهم فرصة لمراجعة الذات ، و لكن منهم من يدرك حكمتك من صمتك و منهم من لا يدركها ، لذلك أقول لك ارضاء الناس غاية لا تدرك فلما تجدد ارضائهم و هم ناءون عنك؟
ابق على وصال معهم و جدد النية مع الله انك تريد رقيا في سلوكك و تصحيحا لأخطائك و لكن لا تضع في البال ارضائهم فهم لن يرضوا حتى لو تذوقوا عسلا طيبا من يديك ، هي النفس من جبلت على العناد و هو القلب من تعود عن النأي عن كل ما فيه خير و نصح سديد ، أما العقل فهو دائما في حالة هروب من الواقع ، هذا الواقع الذي يراه صاحبه مرا و قاسيا و لكن عصارة تلك القسوة أن تقابلها بأخلاقك فلا تنحني لرياح القطيعة و لا تلبي نداء الشيطان في الخصام، فكن حذرا حينما تخاطب أشخاصا لهم من الحساسية ما يجعلهم يغضبون في سكوت و ليس في صمت و هذا مؤرق و ممرض كثيرا لأن العزيمة تتكالب مع الوقت و القوة تفتر مع المحاولات الفاشلة في ارضاء هذا الصنف من الناس و لو أن ارضاء الناس غاية لا تدرك لما يتفوق صوت الأنا و تبجيلها عن صوت الضمير الحق و الموازن لما يريده الانسان من تعاملاته مع الغير.
لم نخلق لنتصارع و فقط و لم نخلق لنقاطع بضعنا و لو حدث هذا يجب أن نمارس الحياة بنوع من الليونة و الحلم و التسامح فالإنسان ليس ملاكا لا يخطئ و مزاجه ليس دائما هادئا مع ظروف الحياة التي تغيرت في زمننا هذا فأصبح الفار بدينه كالماسك على الجمر الساخن..أمسكه فمنبت عزيمتك من لهيبها و حاور هؤلاء الصنف من الناس بالحكمة و لا تقل كلاما طويلا لأنه أصبح مضرا في هذا الزمن السريع الخطى و المربك للأفكار ،فاحفظ العزيمة في قلبك و سر موثوق الخطى فمن كتب لك التوفيق لم تدركه عيون بشر قصار النظر و ما نالته هيبتك من الوقار لم تلحق به شرذمة من ضعاف الايمان .
فأحسن الى الناس و أحسن الى نفسك و عامل بوسطية موزونة و لا تنحني لمن يريد مضرة أو كسرا لشموخك و استودع فيهم أمانة الأخوة في الله و احرص أن تنال شرف الفوز بكل صدق و اخلاص ، فمن غيرهما لن تظفر بشيء في مسيرتك و اتمم فواصل التدين الرزين بثقة فيمن خلقك و برحمة لمن يحيطون حولك من مرضى و ضعاف فقد لبوا حبهم لك فلا تغلق باب الرحمة منك و قل لهم قولا سديدا و كفى..
أنت محبوب بأخلاقك و راق بحلمك فلا داعي لأن تسعى لإرضاء الناس.