لا تستسلم حينما تقوم الانسانية بدورها
لن أفكر في رصيدي من الانسانية لأني أصلا لست جاهزة
زخم الحياة يجعلني أسرع في الخطى و لو لم أقدر..لما يا ترى؟
ثمة تفوق ما في لحظة ما و على عتبة منصة ما و بالقرب من المحبين
اذا لن أفكر في رصيدي من الانسانية لأن الوقت لا يسمح
و لأن الانسانية زخم من المشاعر و المواقف و ردود الافعال
فلو تأوه مريض بالقرب قلت ها هنا الانسانية لابد
و ان اشتكى مظلوم بدمعة الحرقة و الأسى
قلت هاهنا النصر حل و لابد من تفعيله عاليا
و ان رأيت صغارا يبكون جوعا و يتما
قلت هنا فاصلة الاحترام وجبت بل وضعت
فلا تسألني عن رصيد الانسانية لأنها أم الأخلاق
روضها على التفاعل في كل وقت و بالأخص وقت المحن
و ألجم نصيبك منها حتى لا تتذوق ما ليس لك فيه حق
هي رصيد من الغنى و الخير جبلت للضعفاء و المرضى و فقط
لا تأخذ نصيبك منها و إلا سرقت حيزا من الحق...نعم هو حق
خذ نصيبك مما أعطاك الله و الزم شرعه و اخشى أكل الحقوق
فلا تمدن يديك ما ليس لك حق فيه و ابسط كفيك لتحضن ضعيفا
قد لا تنتبه للإنسانية و هي تنسكب دفعات و زخمات
من مطر و رحمة و عطر و حب و ود و لما لا من تقدير
التقدير بالنسبة لي عمله العظماء و الاحترام لمجة الفقهاء
أتقن صنع المعروف ما استطعت و اياك أن تجرح مجروحا
فيه جرح الماضي قد سكن في قلبه فلا تزده مواجعا جديدة
لأن اليوم يحتاج لقوامة الشخصية القوية التي تتحدى الخطر
هنا دور الانسانية أن تجمع شتات الفرقة و تحرق رفاة البدعة
رتب و اسلك منهج العارفين و رتب الخطى فالعثرات عديدة
و الزلات كثيرة و الأخطاء متعددة لكنك في الخير أنت انسان
و الضعف فيك ما حييت فتعلم كيف تربي نفسك على الوقار
و تعلم كيف تتقن فن الكلام إلا ما كان لحاجة انقاذ الحياة
هنا من حقك أن تكون قاسيا و صارما لتنقذ قارب الرحلة
حوله الان الى وجهة يسطع فيها الأمل تحت غروب الشمس
و عند شروقها نكون قد عرفنا قدرنا من الانسانية
فنستعد لأن نعمل معا على خطى الحبيب المصطفى
صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين
كن انسانا بمعنى الكلمة و كن متخلقا بمعنى الخلق
و احضن الى صدرك كل ضعيف لجأ اليك في لقطة انهيار
أعد له رصيده من الثقة و اتركه يجوب الخطوب لينتصر
فما النصر إلا من عند الله و ما نحن إلا أسباب..هل تدري كيف؟
حينما نفعل الانسانية على قدرها الكامل و في الوجهة الصحيحة
نكون حققنا مبدأ الاسلام فينا...و الله يبارك خطواتنا..
احترم الانسانية ان هي فاضت أميالا من العطاء
و لا تحرم باكيا اشتكى لله في السجود..
ارفع رأسه اليك و اخبره أن الرحمة قريبة جدا منا
هي من الله زخم هائل من المنح..فقط تفوق في المحن
فحينما تتفوق تكون قد نجحت في اختبار الانسانية
و النجاح الأكبر حينما تتقاسم العطاء مع الغير
ستصبح للإنسانية بنود و شروط و قيم
لأنه لولاها لاختلط العالم في بحر الظلمات
و لامتزج الدم في سهول الطغاة
لك الله يا سوريا..نصر قريب ووعد منتصر
هكذا تتدرج الانسانية بدءا بالفرد ووصولا الى الدول
فان وجدت الانسانية سكنا في قلب البشر
تصبح الدول في أمان و سلام و عيش عادل
فلنفعل انسانتينا بأعلى قدر من الخير فالمحرومون كثر
فلن يرحمنا الله ما لم نرحم من على الأرض
هي أرض شربت عطر دماء الشهداء قرونا عديدة
و حان الوقت لأن تنتفض الانسانية على أبواب النصر
هنيئا لكل من تفوق على علته و على ضعفه
لأني بدوري أقف كإنسانة تبكي من عمق الصدق
أن الفرج قريب جدا...فصبر جميل
مهداة لكل المرضى و المستضعفين في الأرض
سميــــرة بيطـــام