أول جولة بعد غياب...
سميرة بيطام
يمتد عصر الأوجاع رحلة عمر و يسكت حزن الألم قرنا من ألم..كم تبدو أوصاف رحلتي بين شوارع مديني مضببة أمامي ، ألهذا يبدو كل شيء خاليا في أزقة اكتظت بالأمس بالأقوال و الحركات و الضحكات، ما الذي حدث في مدينتي ، ما بها لم تعد فاضلة كما أحببتها بالأمس ؟..سكن الوقار بالقرب من كلماتي و اشتد الحزن زفرات من ارتيابي ، ما الذي تغير ؟ ألهذا تبد بيوت الأحباب فقيرة ، ألم يعد فيها تمر غني بالبركة يسع البيت فضلا و خيرا..أين هي نكهة الحبور حينما كنت بالأمس مع أحبابي؟ ، ما الذي حصل بالضبط ولما يبدو كل شيء بلا ذوق؟ أم أني بدأت أشعر أني خسرت الكثير من الكسب المربح ، و لكن لم أكن مسؤولة على أي شيء ، ألهذا أبدو حائرة و ما الحيرة الا سؤال يتبعه جواب، فأين ضالتي من كل ما وصفت؟..سميرة بيطام
لما لا أكتب الكثير من عطر القلم المحبب لي ؟ لما صعب علي شق الحرف يليه التوأم منه في الوجاهة؟ هل هي انطلاقة جديدة للتغيير ..ان كان كذلك هل نحن على أتم الاستعداد ؟ انا و أنت أيها القارئ و كل من أحب الجديد ؟أم أننا نهضنا من كبواتنا حيارى ، ما الذي تغير بالضبط ؟
انها الانتكاسة لما يشفى منها العليل ، انه الفرج لما يحتل مكان الضيق ، انه الاتساع لما يتألق بصدارة الحيز من الأسى و الملل ، يا لها من رحمة ، تفحص عقلك معي ،مرنه على التفكير ، اخرج و تحدث الى الناس في مدينتك ستجدهم يتوددون اليك بطيب خاطر و عن حب حقيقي يبحثون من خلاله عن راحة بال، بعد أن ضغطت عليهم ظروف الفوضى في كل مكان ،الكل متألم و يائس و حزين و عليه ضغوطات .. فاصلة هنا أشير فيها الى الفوضى ، أظنها الكلمة التي سأظل أتبع ظلها أينما ذهبت لأنها سبب انهيار المساعي و أي رغبة في التقدم ، أنا و الفوضى ضدان لا يلتقيان ، لكم حاربت هذه الظاهرة بكل ما أملك ، كلمة و قولا و احساسا و اضرابات في شتى نواحي القلق، لم أحتج فيه للبشر لأن ينظموا مسيرة لقول لا للفوضى و انما رتبت لها فواصلا أينما ذهبت الا و تكلمت فيها أو عزفت عن القيام بأعمالي حتى تنهي الفوضى من حولي أو من أمامي و ان لم تنه أنهي أنا وقفتي بالقرب منها حتى لا أضطر للرحيل الى مكان آخر قد لا أعود منه، هي الداء و هي الرداءة و هي الفساد و هي و هي..دعونا منها الان لأني أطلت الوقفة عندها..
كانت لمحة من تساؤلات لما اجتزت شوارع مدينتي بعد وقفتي من آخر ألم...يا له من كون فسيح برحمات ربانية توحي لي أن التغيير قد بدأ في هذا اليوم بالذات و الذي بدت لي فيه الأمور بمتناقضاتها غامضة ..
ربما اشتقت كثيرا لأن أخطو خطوات كلها تجديد..أمل..رحمة..طيبة..حلم..تسامح..هنا يبدأ الانجاز عند وقفتي و ببعد نظرتي الى الأفق و لو بغموض لكنه من نوع آخر..فلنتركه للأيام...الحمد لله على فضله ونعمه و رحماته معنا...