مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/21 16:37
اصبر و لا تعاتب أحدا انما اللبيب بالاحساس يفهم
اصبر و لا تعاتب  أحدا
انما اللبيب بالاحساس يفهم

سميرة بيطام
 
تضيق بك الدنيا بأزمات تعصر قلبك ألما و تلفك قضايا غامضة تغير نسق حياتك تغييرا جذريا ، فلو كنت في ميسرة من الحال يتحول بك الأمر الى وضع عسير لست تفهم من السبب و كيف آل الأمر بك الى هذا الوضع ، حتى صحتك التي اكتملت بالأمس و جعلتك تضحك و ترسم مسيرتك بأحلام وردية تدهورت فجأة الى بطء في التقوي من جديد بمعنويات تجعلك تبدو أكثر لياقة و حيوية ، لتنعكس فجأة وبالا عليك أمورا قد تعصف بكيانك ان لم ترفق بنفسك ، ولم تكن تتوقع  في يوم من الأيام أن تتعرض لمثل هكذا تغييرات و تحولات ، حتى من كنت تحاكيه بالأمس عن أسرارك و ما يشغل بالك صرت اليوم تعكف للصمت و الندم الشديد ان قربته منك ...و لو انه لم يكن له يد فيما حدث ..و ان كان فلأسباب تجهلها أنت بذاتك..فلا تلف كثيرا لفهم المعقد من الأمور و قل قدر الله و ماشاء فعل فهي ستريح بالك كثيرا..
أرى أنك بالأمس كنت طيبا جدا و كنت تلقائيا في سلوكك و لم تحسب حساب المترصدين بك من المقربين خاصة فرحت تسلم عليهم سلام الصدق و تقربهم من أحلامك أملا منك في بناء صرح جماعي بسواعد أحببتها كثيرا ووضعت ثقتك فيها لأنها أبدت استعداداها للتعاون معك و تعي جيدا ضرورة التحضر و البناء..
لكني ألمح اليوم اصرارك على التغيير بدءا بذاتك لأنك أخطأت ، لكن  كان يجب أن تخطأ لتتعلم و لا يحمل على الخطأ أنه عيب ، بل  لتكبر في قراراتك ، فقط لا داعي للندم لأن كل شيء كان مقدرا لك حتى تحول حياتك و انقلاب الاحبة عليك أراه شيئا عاديا في عصر غاب فيه ميزان ضبط الكراهية ،فالكراهية ان لم تدرس في أبعادها و أسبابها و تقترن بالتماس السبعون عذرا تتحول الى شيء اضافي في رصيد الشر فقط ،  لذا قد يحب البشر بغير سبب و يكرهون بسبب انهم لا يحبون التفوق للغير أو النجاح،تبدو مفارقة ، لكنه حال الركيزة حينما تبنى على هشاشة من الاستعداد لربط أي علاقة ،  فلا يبدو الأمر مقلقا كثيرا إلا ما كان مضرا على معنوياتك ، فأوصي كل من نالته ليال طوال يلوم نفسه أن لا داعي للعتاب بل تحلى بالصبر ، فما اقترن الصبر بشيء إلا ضبطه و عدل لوعة الاسى فيه ، ففي سيرة الأنبياء قصص كثيرة عن فقد الولد و الصحة و المال و غيرها مما تقر له العين ، و لكن الحكمة في خواتيم الامور أن الفوز و النجاح  دائما لمن صبر و احتسب..
حتى و ان عاتبت ماذا ستجني ؟ لا أحد يفهم لغة اللوم منك و ان فهمها فهو ليس مستعدا ليصالحك و يغفر لك زلاتك ، و لو أنها أخطاء كباقي أخطاء البشر و لم يخلقنا الله معصومين كالملائكة ، هنا تعرف الوفي من المار في علاقته معك كعابر سبيل  ، و ستفهم كيف توفر عنك لغة العتاب لتصبر ، و تعمل و تكافح من جديد لأن الحقيقة آيلة للظهور قريبا ،و كلما زينت مواقفك بالصبر و الرضى لما قدره الله لك كلما دنت منك فواصل الفرج لترفع شأنك و تريح بالك و تزيح الهم عنك و ما بدى من آثار التعب و المرض فالوقت كفيل ان يعيد لك حيوتك ...فقط لا تنس أن تشكر الله حينما تنفتح عليك الدنيا لألا تكون من الذين يذكرون الله في الشدة و ان ما استبدل همهم فرحا نسوا الله...احمد الله دائما في السراء و الضراء تكن أسعد الناس و لا شيء يحقق لك الطمأنينة و السكينة في نفسك مثل القناعة..
خذها مني نصيحة : من صد أبوابه في وجهك ستستدرجه الأيام و المتاعب و المحن لأن يطرق بابك لأنه سيحتاج اليك و في قلبه اعتراف بأنك الأمثل للوقوف الى جنبه...اصبر و امشي على أرض الله مشية الواثقين الرائعين دائما برقي و سمو الروح الى فوق..احلم و اكتب و ارتقي و سطر برامجا لغد واعد...حتما سيشتاق لك الكل لأن غيابك أثار فيهم شعور الحنين..و اعلم أن من يحن اليه هو الحليم و الطيب و الرفيع الخلق..فبصمتك طبعتها على قلوبهم من سنوات ، فثق أنك لن تخسر شيئا بصبرك ، أليس كذلك؟؟..

أضافة تعليق