مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/20 16:37
العودة الحقيقية للفطرة

العودة الحقيقية للفطرة
سميــرة بيـــطام

 
رتب لي مجلسا بعيدا عن كتابة القانون و الجريمة و العقاب..هيء لي مقاما رفيعا من الهدوء ، ليست أبغي إلا تمردا على كل شيء ما يسمى الاجرام ،تعبت من مجال عميق الغموض شديد التشويق لمعرفة الحقيقة دائما بل للوصول اليها ،  لا قانوني سيحكي في مواده عن تقنينه و لا قانون العالم  سيفصل في فواصل الاغتيال المتكررة و الحمد لرب العباد  أنها عبر العالم أجمع...باختلاف المعتقد و المذهب فقط.
في عطلة مريحة جدا ، حبست نفسي في التعبد و كفى ،..بعد أن انشغل عقلي بالأمس عن قراءة القضايا الشائكة و الصعبة في عالم الجريمة ، و تحري الحقيقة حتى خلت نفسي أعيش هاجس الخوف و لا شيء منه في الحقيقة ، لكنه التعمق في بحور العلم و في ذهنيات البشر تلك التي انحرفت عن جادة الصواب فاحتكت بالجريمة و الخمر و المخدرات و في الأخير تبغي لها خلاصا ، ما أصعبه من عالم و ما أهونها من عقول تبحث لها عن المغامرة و لو من غير ثمن ، نعم من غير ثمن ان كانت الصحة لم تعد شيئا مهما للمنحرفين و للأحداث خاصة من لم يجدوا عناية من أوليائهم..أحيانا اشفق على طاقة هائلة تهدر ضياعا بل موتا.. فأين مسؤولوا القرار في الأسرة و في المجتمع و لدى الساسة لحماية الشباب من الانحراف ؟.
لأعد لمطلبي حتى اقطع عني ملاما تكرر مني مرات عديدة ، فقد قلت رتب لي مجلسا بسيطا جدا أضع فيه نفسي موضع الحالمين و فقط ..لست افكر بطريقة تطبيق تلك الأحلام بقدر ما أردت أن أنسلخ من ذاتي الواقعية لتعانق الفكر و فقط ،  و لست  أطيل في الحلم  لأن موعد العبادة يحين علي في كل وقت و لا بد أن ألتفت في خلوتي مع الرب جل و علا...ما أحلاها من لحظات أكون فيها مرتاحة جدا حينما أصلي في تركيز رفيع مني بعيدا عن أي مؤثرات خارجية لأني في عطلة كما سبق و قلت.
نتعب كثيرا حينما نغوص في اكتشاف العالم الآخر من حياة البشر على اختلاف الديانات و الاعتقادات و أعود الى نقطة جوهرية فيها الحلول لكل ما علق من مشاكل أن الاسلام دين واسع و شمولي و القرآن فيه عودة التائب و ندم المجرم و حيرة التائه و لكن بشرط أن تكون التوبة صادقة و العودة فيها الكثير من اليقين لأني أرى في هذا العصر  أن البرامج الاصلاحية و القوانين لا تكفي وحدها لإصلاح ما فسد في المجتمع بسبب المجتمع الذي تكاثفت فيه نسبة الجريمة بشتى أنواعها و لأتفه الأسباب أحيانا و هو ما يثير الحيرة في جريمة العصر ..فهل من تدبر للحل الامثل لتفادي الوقوع في الجريمة و استباحة المحرمات؟..لا خيار لنا سوى العودة لشرع الله و لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم..

 
 

أضافة تعليق