مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/18 15:51
محنة الوقوف من جديد
محنة الوقوف من جديد
سميرة بيـــــــطام
 
في قياس المقاومة بالنسبة لي معان عديدة و لكن الهدف واحد و هو رفض الضعف أن يطول أو يدوم على صاحب العزيمة القوية ، لم ينخدع التقي يوما ما بمثل وثبة القريب جدا من قلبه ، لم يبك الصادق طويلا بمثل تفرق الشمل و تشتت الجمع على قول نحبك و نقف لجنبك ، التفت خلفك و ارقب أو راقب ان ما كان أحد فعلا قد مد يده لتقف من جديد؟ ..هل صدقتني القول حينما قلت أن طعنات الغدر قاتلة ؟..لكنها لن تقر في جسد النتيجة ما لم يكتب الله ذلك..
في صرح الصبر شعور أن قوة خفية تمسح عنك الدمع أيها الوفي لدين الله و تقر أن لك مستقبلا زاهرا بالقرب من عبادة الله ، كلامي دائما عن الايمان و الصبر و حب الله لأن هذه العناصر بالنسبة لي هي منجيات و مقدمات لنصر أكيد..
لا تحزن ان ما قالوا لك نحن نحبك و هم يخدعوك ، و لا تتأسف ان ما ضحكوا معك كثيرا ثم اختفوا فجأة من سرب طيرك المغرد ، حان الوقت لأن تنجح لوحدك ، ما حاجتك لمن خالف الوعد معك ؟ و ما رغبتك فيمن قال لك كذبا ؟ ، فليس كل الخلائق تكذب و ليس كل البشر يغارون أو يحسدون أو يكرهون ، كل ما في الأمر أنك رائع بالجمال و مسحة التفوق لذلك جربوا أن يستفزوك أو يخدعوك و ما استفزوا و ما خدعوا إلا انفسهم و لك البرهان من كتاب الله قوله تعالى :"في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ، يخادعون الله و الذين آمنوا و ما يخدعون إلا أنفسهم و ما يشعرون "الايتين 9-10 سورة البقرة.
سيكون لك القرآن مجيبا لكل تساؤل أو حيرة ، سيكون القرآن لك شفاء من كل غدر و سيكون القرآن شفاءا من آلامك التي لم ترض أن تنتقل من روحك الى فضاء النسيان ، أقولها لك بيقين كبير أنك ستنسى و تكبر و تعي جيدا ثقافة الدنيا برمتها من مواقف و امضاءات و حلول و مراوغات و انتكاسات و انتصارات ،  فالعالم برمته مضطرب فكيف لا تقبل  لنفسك اضطرابا ؟، فما دمت تعيش وسط هذا التفاعل العالمي الكبير ثق أنك ستتعلم يوما بعد يوم و تفهم مفاهيم جديدة لم تكن تعرفها بالأمس..هل اقتنعت و ارتحت أن محنة الوقوف من جديد هي مقاومة أخرى و من نوع آخر يتطلب منك بندها أن تخطط لمستقبلك الواعد و تعرف كيف تفتح باب الرحب و السعة لمن خانوك بالأمس؟ ، لن تكتفي بقول أنك لا أقدر ، و لن تقتنع بقولك أذوني كثيرا لأنك لست أفضل من الأنبياء و الرسل في ابتلاءهم ،ثم قولك ذلك لن يضيف لرصيد الانسانية لديك شيء ،أنت تكافح و تصبر و تتجاوز لأجل الجنة ، و الجنة لن تستقبل ضعاف النفس أو مترددي القرار العادل ، فحتى لو لم تكن القضايا عادلة بالنسبة لوجهة نظرك ستؤول للعدل وحدها حينما تطبق كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم مع خلقه  و هذا يحتاج منك حنكة و حكمة و صبر منقطع النظير لكن حلاوته رائعة جدا و لا مذاق يوافقها ما عدا مذاق التسامح ، فهل ستستقبلهم بشكل عاد جدا أم أنك سترفض تقاليد الاستقبال المزيفة بالابتسامات و الدنو من رفعة أخلاقك ؟،لا تحاسبهم على الطريقة التي طرقوا فيها بابك بل حاسب نفسك ان لم تستغل فرصة التسامح معهم ،فإرادة الله قادتهم اليك  و لك الجواب من قوله تعالى :"فاصفح الصفح الجميل" الحجر الآية 85.
فالصفح أبلغ من العفو ، لأن الصفح تجاوز عن الذنب بالكلية و اعتباره كأن لم يكن ..و اني أريد منك رقيا و ترفعا و تفوقا على النفس و على الشيطان ساعتها ستنطلق في براري الحرية و السعادة و الطمأنينة لأنك نجحت في اختبار الوقوف من جديد.
 
 

أضافة تعليق