مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/03 19:51
انتخاباتهم و مصيرنا
انتخاباتهم و مصيرنا
سميرة بيطام

 
تصفيقات و أعلام للدولة الأمريكية القوية عالميا ترفرف بين الجماهير، مرشحين  يعيشان حربا عصبية بالدرجة الأولى بإخفاء كل اضطراب و كل ما من شأنه أن يذبذب النجاح لديهما خاصة بعد التسريبات الأخيرة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون و التي قد ينتفع منها  المخضرم  دونالد ترامب ،لا نعرف من سيفوز و لكن ليس هذا هو السؤال المهم بل السؤال المباشر من صميم قلوبنا : ما مصيرنا نحن العرب بعد أحداث سياسية تطبخ في طابوهات الفرحة لديهم ؟ ، فالمهم أن يبقى السلام شعر يردده الأمريكيون في سياستهم الملغومة بالكلمات المغلفة لبرامج تخدم اسرائيل بالدرجة الأولى...
ما يهم من نتائج الانتخابات هو من سيحافظ على مصالح اسرائيل و مواقفها الدولية و هيمنتها الظالمة على المصير الفلسطيني ، ما يهم الانتخابات الأمريكية التي ستجرى بعد ايام هو ان تبقى أمريكا هي المهيمنة و المسيطرة عالميا، فمتى سيتحقق الضعف الداخلي لإسرائيل و يتوحد المجتمع العربي ليحقق العرب طموحهم في تحرير كامل لكل بلد مغتصب بالقوة ؟..
ان ما يجري اليوم من تحولات سياسية يجب أن يحسب لها حساب المنفعة العربية من ذلك و ان كانت المعطيات اليوم هشة للغاية بل بالكاد تكون منعدمة ، فالأمريكي خلال ادارة أوباما كان يستميت لتجسيد تسوية سلام ، و بعض الشعوب تؤمن بالتسوية ، و لو أن اسرائيل غير مستعدة لأي تسوية و هي لا تريد سلاما بالكامل و لا تؤمن به ، العرب يتنازلون و الاسرائيليون ينتفخون و يتكبرون في أوطان غيرهم و لا احد يوقف تجبرهم، اذن لن  ينفع في استرداد الأرض المسلوبة الا القوة ، و ما يعيشه الأمريكان من تحضير للانتخابات هي محافلهم و افراحهم في تكملة مشوار الهيمنة و السيطرة  ،في حين ان تغيير الأنظمة العربية جرفت معها ضحايا و شهداء و مفقودين و مسجونين على اثر ثورات الربيع العربي ، فهل التعبير عن احقاق الحق لدى العرب يستنزف بداية طاقة و كتلة بشرية و الدخول مجددا في دوامة دم  و اضطرابات على جميع الأصعدة لم تنته بعد لتتولد نزاعات طائفية و ايديولوجية تفجر الوضع أكثر فاكثر؟..هل كان فيه خلل لتفجير ثورات الربيع العربي و ادارتها الى الوجهة الصحيحة أم ان هذه الثورات أصلا كان متحكم فيها بيد و قبضة من حديد؟؟.فاين هو التوازن العالمي. و اين هو احقاق عدالة حقوق الانسان لكن بلد مظطهد؟..
حتى الدول ان كانت تنظر للمحكمة الجنائية الدولية التي أنشات بموجب قانون روما الأساسي سنة 1998 لاسترجاع الحقوق فلا شيء فيها بمفعول رجعي حقيقي ، فالسلطة الفلسطينية طلبت بالمفعول الرجعي للمطالبة بالحقوق لكن هذا الحق لا يدخل حيز النفاذ الا من تاريخ  سنة 2014 ، و هذا اجحاف واضح و لو أن مباردة السلطة الفلسطينية للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية هي خطوة جيدة و لكن نتائجها على المدى البعيد لا تحقق المرجو من المطالب  حيث كان فيه تقصير للمطالبة بإثبات جرائم الحرب و جرائم الابادة من سنة 2008 و لكنها لم تقم بذلك السلطة الفلسطينية..على الرغم من اصدار تقارير دولية تدين اسرائيل بجرائمها مثل تقرير غولدستون سنة 2009 و تقرير مجلس حقوق الانسان و تقرير جامعة الدول العربية   و غيرها من التقارير التي تدين اسرائيل ..فلماذا  يقدم الفلسطينيين تنازلات لا تخدمهم ؟ و من سيكشف اللثام عن جرائم انتهاك حقوق الانسان في فلسطين و غيرها من الدول العربية؟ اذن لا تقدم ملموس ،في حين الغرب ينظم اموره السياسية على رغم التحديات في قالب من تقدم...هل عرفنا الخلل؟؟
هي انتخاباتهم و هو مصيرنا نحن العرب.. فلنختر ما يحقق وحدتنا و يحقن الدماء و يدفعنا للأمام بدل البقاء في حلقة الحروب و الموت و الدماء و لا شيء على الخريطة العربية سوى دخان بسبب اشتعال مزيد من الحروب و هو شيء مرغوب فيه من الغير ليتشتت شملنا و يتفرق جمعنا.دائما..و لكن  الحمد لله أن كان لنا في الثورة الجزائرية مثال لتقرير المصير بدل الايمان بشعارات كاذبة.. حينما انتفض الشعب رافضا لسياسة فرنسا الشرسة و تم تركيعها و طردها من أضيق الأبواب.
 
 
 
 

أضافة تعليق