مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/03 18:08
تعلمنا أننا  لن ننس  يا فرنسا
            لا ربما تنسى فرنسا ما صنعته في الجزائر لكن المولود الجزائري لا ينس ’ تعلمنا من معاناة شعبنا و آلامه و تضحياته أننا لن ننس تلك المعاناة التي توارثها جيل بعد جيل ’  هي أمانة ثقيلة حملها المقاومون الأبطال لكل نفس جزائرية ترى النور في أرض المقاومة أن تلعن الإستضمار الفرنسي الذي دنس تربة الجزائر الطاهرة التي سقتها دماء  طاهرة زكية  ’ هو عهد  أبدي أن تظل الجزائر شوكة عصية في وجوه الأعادي إن الجزائر التي سقتها الدماء الطاهرة ’ ستظل شامخة الأنف لا تمجد الإستضمار و ذيوله و أبناءه الذين رضعوا سمومه  .
           ربما تنسى فرنسا جرائمها في حق الشعب الجزائري و لكن ذاكرة الشعب لن تنس تلك الجرائم المبرمجة  التي مارستها تلك الآلات الإستضمارية  المدعومة  بحلف دولي طيلة قرن و ربع القرن .  كيف ينسى الشعب تلك الإبادات  الجماعية للمدن و المداشر و القرية  حرقا و دفنا  لجثث  تنبض بالحياة في الأخاديد .  كيف ينسى الشعب تلك التصفيات الجماعية و ذلك التعذيب و التشريد و الحرمان و التفقير و التهجير و انتهاك حرمات الأعراض  للصبايا و الحرائر و الله لن ينس الشعب عمليات مسح الهوية  الوطنية المستمدة من قيم الدين و الأصل و العادات و التقاليد الموروثة من تعاقب الأجيال’   فهي مجموعة قيم معقدة لا تنفك عن بعضها البعض فالجزائري يعتز بانتمائه لدينه لعرقه الأمازيغي العربي .
        ربما تنسى فرنسا محاولاتها اليائسة  لطمس الحقوق اللغوية لشعب عشق لغته و أحبها  لن سيبذلها بلغة مستوردة  إن الإستضمار حاول عبثا فرض   التعدي  باستنساخ جيل مسلوخ عن  هويته  و قيمه و لكن الشعب الجزائري فريد من نوعه فمن  شدة تعلقه بهويته  أنه إذا قال أنت عربي  فقصده أنت مسلم و هي فريدة  عن كل المجتمعات العربية  لأن الشعب بعمومه مسلم مئة بالمائة  و هي حقيقة أدهشت فرنسا  في كل معاركها في الجزائر   بأن مشاريعها كاسدة . ربما يأكل الجزائري غلتها و لكنه يقينا يسب ملتها  حين نقرأ تلك الصرخات المدوية لأبطال صنعوا تاريخهم بدمائهم و رسموا أهدافهم بلغة يفهمها المستضمر بكلمات خالدات لشاعر الثورة الراحل مفدي زكريا يخاطب الذاكرة ذاكرة فرنسا  أن تحفظ الدرس الذي خطه الرجال بالدماء بثورة أبهرت العالم و ظلت منارة لكل ثورات العالم إنها ثورة الفاتح من نوفمبر 1954    .
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
و طويناه كما يطوى الكتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الحساب
فاستعدي وخذي منا الجواب
ان في ثورتنا فصل الخطاب
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...
              إن الذاكرة  تحفظ  أسماء ملهمة تعلمنا منهم  أن لا ننسى جهادنا و أن لا ننسى تاريخنا المضيء المشرق و ان نعض   على هوايتنا بالنواجذ  فمن ينسى الأمير عبد القادر و أحمد باي و لالة   فاطمة نسومر و ابن باديس رائد النهضة  و لن ننسى بن بولعيد و ديدوش مراد و العربي بن المهيدي و غيرهم كثير الذين علمونا أن تكون إشارة انطلاق الشرارة الأولى لثورة الفاتح نوفمبر بإسمين   لهما دلالتهما في تاريخ الأمة  خالد و عقبة  أسماء صنعت التاريخ  .

أضافة تعليق