مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/02 22:37
لماذا أرادوا اغتيالك؟؟
لماذا أرادوا اغتيالك؟
سميرة بيطام
 
سمعت حكايتك مع الموت الذي لم يحل أوانه رحمة من الله..لم أفهم و لا شيء مما حكيت لأن المأساة فاقت حجم استيعاب عقلي و تجاوزت الاحساس لدي لأقول لك: وسعتك رحمة الله و إلا لما قابلتني لتحدثني عن جسر الموت الذي عبرته...لكني فخورة جدا بمن رباك و علمك فن المقاومة المستميتة على آخر رمق منك و على وقع آخر عرق التحمل من جبينك..صدقا أغرقتني في دمعي و أسكنت الفخر في نفسي باسمك اللامع...
وبما أني لم أقدر على استيعاب فواصل المغامرة منك أرجو أن تجيبني على سؤالي الذي سيختصر أسطورتك في سطر واحد : لماذا أرادو اغتيالك؟.
لي معرفة وطيدة بأخلاقك و نواياك مع الناس و خاصة المستضعفين...لي علم بخطواتك التي تخطوها في كل مكان لتنشر السلام و الضحكة الساحرة أينما حللت ، لي علم بتواضعك الزهيد و روحك المرحة و اعجابك بالحياة في تراتيب الطموح العفيف...لكن لما حاولوا اغتيالك؟؟..
أرى أن الدمع ينهمر مكان أن ينطق  اللسان بالجواب..طيب هل الدمع لقساوة الجواب أم لصعوبة الذكرى؟ ان كنت لا تريد اجابتي فلا داعي لذلك .وفرها ليوم ما و أتمنى أن يكون الجواب كالذي يدور فيي مخيلتي و هو أنهم حاولوا اغتيالك لا لشيء سوى لأنك جميل..طموح ..متخلق..و لهذه الصفات أعداء يسميه الأتقياء أعداء النجاح..أعرف أن تحملك لضربات الهجمات الشرسة كان متعبا للغاية لكن الله رحمك برحمته و حماك و نجاك و لو انك تسير اليوم على خطى من ثقل بسبب مخلفات كدمات الغدر..لكن عليك أن ترتاح طويلا و لا تحاول شرح ماسأتك للغير لأنهم لن يستوعبوا كلامك فاترك الشكوى لله من يسمع أنينك و من هو أقرب اليك من حبل الوريد، و لا تفكر في شيء و حاول أن تولد من جديد بفكرك و ابداعك و أخلاقك الراقية...أكيد ستجد مخرجا لكل ماضيك الذي نقش آلامه على قلمك..أنت تكتب مثلي و لست أخشى عليك أن تنهار كلية لأن قلمك سيحرصك من السقوط في ويلات الخذلان فتخذل الحرف الصادق في أن يتمرد...
حاسب على مشاعرك و انعزل لفترة من الزمن و الزم الدعاء و كفى ...
هذا ما استطيع أن أواسيك به و لن أنتظر اجابة على سؤالي لأنه ما دمنا نتقن فن الكتابة فأكيد أن ما فكرت فيه هو نفسه جوابك..لذلك ارتح الآن و ارفق بمشاعرك المنكسرة...الله يرعاك برعايته الواسعة و يبث في قلبك حبا متجددا لكل من تفرق عنك بالأمس..لا تحمل هم ترتيب الأشياء لأن من كتب عليك محنة الأمس سيكتب لك منحة اليوم..أتمم صبرك الطويل و الجميل تلق الغد يافعا جميلا كما تمنيت حينما تفرقوا عليك...لا تحزن ان الله معنا..يقين لن يضيع صبرك هباءا و ستجني ثمرته قريبا ان شاء الله...صدقا ما أقسى ما تعرضت له..لكنك من الأمثل و الأمثل و إلا لما اختارك الله لابتلاء الصالحين و الصابرين و المحتسبين..
اللهم يبدل حزنك فرحا و يبدل دموع الأسى عبرات كلها سرورا و محبةو لمة شمل....قريبا يا رب العالمين... آمين...
 

 

أضافة تعليق