حكم من كتاب (1)..
سميرة بيطام
بداخل كل مسلم رفض قاطع لأن يلمس أحدا قيمه الساكنة بداخله ..و بتفكير كل مؤمن تحد صارخ جدا لأي محاولة للمساس بالمبادئ التي يعيشها بشخصيته القوية .
لدي تاريخ جزائري أستقي منه الحكمة بمرجعية صحيحة و ثابتة برهنت للعالم أن ما اخذ من حرية لم يأتي بالسهل و لم يكن ميسرا نيله ، و هو ما كتبه بمثل ما شعرت به الدكتور رمضان بورغدة في كتابه : الثورة الجزائرية و الجنرال ديغول -1958-1962-سنوات الحسم و الخلاص في صفحاته حيث ابتدأها :
ان كان الثوار قد انجزوا بنجاح مهمة تفجير الثورة ،فان هذه الخطوة على أهميتها و صعوبتها لم تكن كافية لتحقيق الهدف الجوهري لهذا المشروع الثوري ، و هو تمكين الشعب الجزائري من استعادة سيادته الوطنية ، فبين هذا الهدف و الثوار كانت توجد عقبات رهيبة في كل المجالات كان يجب أن يذللوها ، فكان من الضروري في هذا المجال جعل الثورة أكثر فاعلية و شمولية ، و أكثر قدرة على الاستجابة لمتطلبات المعايير الديمقراطية و رفع الغموض عن طبيعتها و تحديد أهدافها ووسائلها ، لتسويقها لدى الرأي العام المحلي و الدولي بغرض تحقيق مزيد من الدعم و المساندة في مواجهة هجمة رهيبة : عسكرية و سياسية و دعائية كانت تشنها السلطات الفرنسية لاحتواء الثورة و القضاء عليها في المهد..
و لتحقيق هذه الأهداف انعقد مؤتمر الصومام يوم 20 أوت 1956 الذي يعد أول مؤتمر وطني للثورة الجزائرية و تركزت أشغال المؤتمرين على نقطتين أساسيتين هما :تزويد الثورة بمؤسسات تمثيلية ذات صلاحيات منفصلة و محددة لادارتها بنجاح وسط تحديات و عقبات رهيبة ، و تحرير ميثاق بين أهدافها ووسائل تحقيقها و يحدد نظرتها لمختلف المسائل الوطنية و الدولية التي لها علاقة بالثورة الجزائرية.
و بعد مداولات و مناقشات متشعبة أصدر المؤتمرون قرارات هامة يمكن اجمالها في نقطتين أساسيتين :
*القرارت التنظيمية ، حيث قرر المؤتمرون تزويد جبهة التحرير الوطني بمؤسسات محددة السلطات لإدارتها ،فتمت المصادقة على انشاء مجلس وطني للثورة يتكون من 24 عضو منهم سبعة عشر (17) عضوا دائما ، أما بقية الأعضاء و هم سبعة عشر (17)عضوا أيضا فهم أعضاء اضافيين ، و اتفق على اعتباره أعلى مرجعية سياسية لجبهة التحرير الوطني ، و لأنه لم يكن ممكنا منحه الشرعية الشعبية طبقا للمعايير الديمقراطية لأسباب خارجة عن ارادة المؤتمرين فقد حاولوا أن تستوعب هذه المؤسسة –التي تعد برلمان الثورة-ممثلي مختلف الحساسيات السياسية السابقة التي كانت لها قاعدة شعبية قبل الثورة ، لذلك ادمج في هذه المؤسسة كأعضاء أساسيين او احتياطيين من العلماء (أحمد توفيق المدني كعضو أساسي) و المركزيين( محمد يزيد و عيسات ايدير كعضويين أساسيين و سعد دحل ، صالح الوناشي ، عبد الحميد مهري كأعضاء مساعدين) و من الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري( فرحات عباس كعضو اساسي ، و احمد فرنسيس كعضو مساعد)..
تأملت في التخطيط الذي ضربته من الكتاب كمثل لتحقيق النصر و الذي أتى أكله بأمثلة أخرى عديدة رسمت أبعادها لأجل تحرير الجزائر من بطش فرنسي ماجن بامتياز لأن 130 سنة أظنها أرشيف يشمل وقائع العالم بأحداثه و مظالمه للشعب الجزائري .
و يذكر الدكتور في كتابه ايضا أن الحديث عن مؤتمر الصومام عن انتفاضة مسلحة في المدن تم تجسيدها ابتداءا من شهر نوفمبر 1956 و ساعدت فيدرالية جبهة التحرير في فرنسا بشكل غير مباشر على تكريس هذا الخيار ،فقد اعتبرت فرنسا على حافة الافلاس المالي ، و أن الشعب الفرنسي لن يقبل بإطالة أمد الحرب ، فتم استنتاج أن الحرب لن تطول ، و ساد الاعتقاد أن الكفاح المسلح داخل المدن خاصة في مدينة الجزائر سيساهم في تقصير أمدها ، و اعتقد عبان و بن مهيدي أن النصر قريب حيث ذكر لخضر بن طوبال أن محمد العربي بن مهيدي أعطاه موعدا للالتقاء في مدينة الجزائر في بداية عام 1957 بغرض الاحتفال بالنصر.
و بتعبير محمد حربي ،فان معركة الجزائر الدموية تمت بإيحاء من قادة الطبقات الوسطى و خاضتها العامة المدينية المجتمعة حول ياسف سعدي و جرى خلالها استخدام النساء في تنفيذ العلميات الفدائية على نطاق واسع و تسببت ضخامة الوسائل التي استخدمها الجيش الفرنسي لتحطيم جبهة التحرير الوطني في الجزائر العاصمة بأضرار كبيرة فقد تم تفكيك الجهاز البوليسي –العسكري للثورة و احتلال المظليين للقصبة و القمع بكل أشكاله الذي أصاب الشرائح الاجتماعية الميسورة مثلما أصاب الشرائح الفقيرة من السكان ، و أكد حربي انتقال اعضاء الشبكات بالمئات الى الجبال أو الى فرنسا و المغرب و تونس و منهم من جرى حشرهم في السجون و المعتقلات.
هذه ليست النهاية لأن جبهة التحرير الوطني صممت على مواصلة الكفاح حيث بذلت مجهودات دبلوماسية هامة بغرض تدويل القضية الجزائرية و خاصة على مستوى الأمم المتحدة و هي مسألة لم تكن بالسهلة نظرا للمكانة المرموقة التي كانت تتمتع بها فرنسا......
يتبع........
سميرة بيطام
بداخل كل مسلم رفض قاطع لأن يلمس أحدا قيمه الساكنة بداخله ..و بتفكير كل مؤمن تحد صارخ جدا لأي محاولة للمساس بالمبادئ التي يعيشها بشخصيته القوية .
لدي تاريخ جزائري أستقي منه الحكمة بمرجعية صحيحة و ثابتة برهنت للعالم أن ما اخذ من حرية لم يأتي بالسهل و لم يكن ميسرا نيله ، و هو ما كتبه بمثل ما شعرت به الدكتور رمضان بورغدة في كتابه : الثورة الجزائرية و الجنرال ديغول -1958-1962-سنوات الحسم و الخلاص في صفحاته حيث ابتدأها :
ان كان الثوار قد انجزوا بنجاح مهمة تفجير الثورة ،فان هذه الخطوة على أهميتها و صعوبتها لم تكن كافية لتحقيق الهدف الجوهري لهذا المشروع الثوري ، و هو تمكين الشعب الجزائري من استعادة سيادته الوطنية ، فبين هذا الهدف و الثوار كانت توجد عقبات رهيبة في كل المجالات كان يجب أن يذللوها ، فكان من الضروري في هذا المجال جعل الثورة أكثر فاعلية و شمولية ، و أكثر قدرة على الاستجابة لمتطلبات المعايير الديمقراطية و رفع الغموض عن طبيعتها و تحديد أهدافها ووسائلها ، لتسويقها لدى الرأي العام المحلي و الدولي بغرض تحقيق مزيد من الدعم و المساندة في مواجهة هجمة رهيبة : عسكرية و سياسية و دعائية كانت تشنها السلطات الفرنسية لاحتواء الثورة و القضاء عليها في المهد..
و لتحقيق هذه الأهداف انعقد مؤتمر الصومام يوم 20 أوت 1956 الذي يعد أول مؤتمر وطني للثورة الجزائرية و تركزت أشغال المؤتمرين على نقطتين أساسيتين هما :تزويد الثورة بمؤسسات تمثيلية ذات صلاحيات منفصلة و محددة لادارتها بنجاح وسط تحديات و عقبات رهيبة ، و تحرير ميثاق بين أهدافها ووسائل تحقيقها و يحدد نظرتها لمختلف المسائل الوطنية و الدولية التي لها علاقة بالثورة الجزائرية.
و بعد مداولات و مناقشات متشعبة أصدر المؤتمرون قرارات هامة يمكن اجمالها في نقطتين أساسيتين :
*القرارت التنظيمية ، حيث قرر المؤتمرون تزويد جبهة التحرير الوطني بمؤسسات محددة السلطات لإدارتها ،فتمت المصادقة على انشاء مجلس وطني للثورة يتكون من 24 عضو منهم سبعة عشر (17) عضوا دائما ، أما بقية الأعضاء و هم سبعة عشر (17)عضوا أيضا فهم أعضاء اضافيين ، و اتفق على اعتباره أعلى مرجعية سياسية لجبهة التحرير الوطني ، و لأنه لم يكن ممكنا منحه الشرعية الشعبية طبقا للمعايير الديمقراطية لأسباب خارجة عن ارادة المؤتمرين فقد حاولوا أن تستوعب هذه المؤسسة –التي تعد برلمان الثورة-ممثلي مختلف الحساسيات السياسية السابقة التي كانت لها قاعدة شعبية قبل الثورة ، لذلك ادمج في هذه المؤسسة كأعضاء أساسيين او احتياطيين من العلماء (أحمد توفيق المدني كعضو أساسي) و المركزيين( محمد يزيد و عيسات ايدير كعضويين أساسيين و سعد دحل ، صالح الوناشي ، عبد الحميد مهري كأعضاء مساعدين) و من الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري( فرحات عباس كعضو اساسي ، و احمد فرنسيس كعضو مساعد)..
تأملت في التخطيط الذي ضربته من الكتاب كمثل لتحقيق النصر و الذي أتى أكله بأمثلة أخرى عديدة رسمت أبعادها لأجل تحرير الجزائر من بطش فرنسي ماجن بامتياز لأن 130 سنة أظنها أرشيف يشمل وقائع العالم بأحداثه و مظالمه للشعب الجزائري .
و يذكر الدكتور في كتابه ايضا أن الحديث عن مؤتمر الصومام عن انتفاضة مسلحة في المدن تم تجسيدها ابتداءا من شهر نوفمبر 1956 و ساعدت فيدرالية جبهة التحرير في فرنسا بشكل غير مباشر على تكريس هذا الخيار ،فقد اعتبرت فرنسا على حافة الافلاس المالي ، و أن الشعب الفرنسي لن يقبل بإطالة أمد الحرب ، فتم استنتاج أن الحرب لن تطول ، و ساد الاعتقاد أن الكفاح المسلح داخل المدن خاصة في مدينة الجزائر سيساهم في تقصير أمدها ، و اعتقد عبان و بن مهيدي أن النصر قريب حيث ذكر لخضر بن طوبال أن محمد العربي بن مهيدي أعطاه موعدا للالتقاء في مدينة الجزائر في بداية عام 1957 بغرض الاحتفال بالنصر.
و بتعبير محمد حربي ،فان معركة الجزائر الدموية تمت بإيحاء من قادة الطبقات الوسطى و خاضتها العامة المدينية المجتمعة حول ياسف سعدي و جرى خلالها استخدام النساء في تنفيذ العلميات الفدائية على نطاق واسع و تسببت ضخامة الوسائل التي استخدمها الجيش الفرنسي لتحطيم جبهة التحرير الوطني في الجزائر العاصمة بأضرار كبيرة فقد تم تفكيك الجهاز البوليسي –العسكري للثورة و احتلال المظليين للقصبة و القمع بكل أشكاله الذي أصاب الشرائح الاجتماعية الميسورة مثلما أصاب الشرائح الفقيرة من السكان ، و أكد حربي انتقال اعضاء الشبكات بالمئات الى الجبال أو الى فرنسا و المغرب و تونس و منهم من جرى حشرهم في السجون و المعتقلات.
هذه ليست النهاية لأن جبهة التحرير الوطني صممت على مواصلة الكفاح حيث بذلت مجهودات دبلوماسية هامة بغرض تدويل القضية الجزائرية و خاصة على مستوى الأمم المتحدة و هي مسألة لم تكن بالسهلة نظرا للمكانة المرموقة التي كانت تتمتع بها فرنسا......
يتبع........