مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/10/28 22:14
اقامة الحجة على المخالفين
اقامة الحجة على المخالفين
سميرة بيطام 

حديث الوالدين قربني الى طاعة الله باعا من الزمن ، حديث الأخوات أنساني أحزان الانشغال بواجباتي و اجندتي المكتضة..أما لعب الصغار فهو صغري أنا بدمع التذكر لماض سعيد جدا  كان قمة في الدلال..شكرا لمن ربتني على فن الاتقان بداية..
ثانيا ، سؤالي عن ما يبكيك يا قمري الليلة و قد سافر المكافحون حيث ينتظرهم كفاح الشجاعة مددا ، و ما يحزنك يا ليل أحلامي و قد وقفت طويلا على نافذتي أتأمل فجري الساطع لا محالة...لن أقول ما يختلج في صدري فالصمت مني أبلغ كلام لكني أرسل اطراقة عميقة من الفكر فيما يلفني من حيرة تجعلني أرفض احتواء أي كان وقت حزني الشديد ، لأني لا أحزن هكذا لأتفه الأسباب..و لا أقبل مد يد لتصافح مني ألفة ظهرت لي فجأة ، لست أثق فيما ظهر مؤخرا و لن أثق فيمن تخلى عني سابقا ، من حقي اذن أن أقول بصمتي لا لاحتواء اي كان ،  فأفراحي هي من أفراح أمتي اذا لن أتأثر اعجابا  لا بحفلات تخرج و لا بنصر عابر لأن النصر الحقيقي بالنسبة لي هو كشف اللثام عن وهن أصابنا منذ أمد و قد تخلينا عن دراسة دوافع استرداد ما سلب منا بالقوة ، و لو أني أحللها تجاوزا مدروس الأبعاد منا لقيمنا فما  يمكن تداركه لو اتحد المسلمون فيما بينهم..لكن أين نحن من هذا الاتحاد ؟ و ماذا ننتظر؟ أم أنك توجه يا مخاطبي تركيزك معي لصمتي ، لا شان لك لصمتي فهو أقدر على الترويح عن تخميناتي العميقة.
يقول الدكتور أحمد فؤاد الأهواني في كتابه التربية في الاسلام عن دار المعارف بمصر :
لم يكن من السهل أن ينتقل الناس  من عهد الى عهد دون حاجة الى ما يثبتهم في العهد الجديد، و يهدم العهد القديم ، و الانتقال من القديم الى الجديد هو الثورة بعينها ، تحمل بين طياتها معاول الهدم و بذور البناء ، و في النفس حنين فطري الى الماضي الذي يمثل بنيان الحياة الأولى ، و سلطان التقاليد هو سلطان الزمان ، لهذا قضى الناس زمنا طويلا يلتفون الى الماضي و يعودون الى الذكريات الغابرة فيتمثلون الآلهة في أوثانها ، فينهض المؤمنون لاخفات صوت الملحدين و آراء الزنادقة الكافرين ، و استعمل أهل الايمان في حربهم سلاحين:
 لسان الحق يزهق الباطل و يشيد بآيات اليقين و يقيم الحجة على المخالفين و أهل العناد و السلاح الثاني هو سلاح القوة يكمم الأفواه و يعذب الكافرين.
بذلك كان الدين في الشرق و الغرب هو الشغل الشاغل للأذهان ،و استمرت المسيحية و الاسلام في حربهما على الكفر و الاشادة بالإيمان طوال القرون الوسطى.
اذن تلكم هي البيئة الاجتماعية التي استنارت بضوء الدين ، و نور الايمان و اليقين ، فخضع الناس في كل عمل من أعمالهم الظاهرة ،و في كل نزعة و كل اختلاجة باطنة لتعاليم الدين.
لكن ماهية الدين كانت و لازالت موضع خلاف بين المسلمين ، و قد استطارت الفتن بين أهل المذاهب المختلفة الى درجة أنهم يكفر بعضهم بعضا ، و هذا سبب لتأخر الانبعاث الحضاري الذي يتدفق منه التجديد ازاء كل ضعف و في واجهة كل فترة انحطاط ووهن ،هذا الانبعاث الذي يحمل في برنامجه خمسا من المقومات و هي :
الايمان،الاسلام ،الاحسان،الاستقامة،الصلاح
و بغير تمازج هذه العناصر لن يهتدي المصلحون و النخبة المثقفة الى معالجة الداء الذي تغلغل في صفوف المختلفين بين المسلمين ، هذا التمازج هو في مجمله تركيبة تجعل سلوك المرء واحدا و أكثر من ذلك يوحد سلوك المرء الداخلي و الخارجي و بين الايمان الباطن و الظاهر فنكف عنا مشكلة ازدواج الشخصية المسلمة ،هذا الازدواج  يصنع العراقيل و يؤخر المفاهيم الى أن تصل الى العقول و يجعل نبض القلوب عقيما ، فكأنما ترى المسلم حي و لكنه ميت لأنه لا يتفاعل على النحو الصحيح تجاه القضايا المهمة و الجوهرية .
فالإسلام اسما لما ظهر من الأعمال و الايمان اسما لما بطن من الاعتقاد ، اذا كلما توضحت المفاهيم و المصطلحات كلما أمكن فهم المشكل الأساسي الذي سبب التأخر الحضاري .
فان كان الدين دين يسر فبالإمكان معالجة أعقد المشكلات بالتيسير في الطرح و الالتفات نحو المسائل الجوهرية و الأساسية و ترتيب الفروع منها في رتبة لاحقة حتى يمكن تشخيص الداء جديا و من ثم وضع الحلول و تقديم الأدواء المناسبة لكل داء حل بالجسد أو العقل  أو القلب و بالتالي نختصر الزمن بمنهجية منظمة و دقيقة يتبعها ذو الألباب لأن لديهم من الفطنة و الحكمة ما يختصر العراقيل و يلم شمل الضعفاء الى حيث مراكز القوة فيتجدد الايمان و يجبر الكسر و يصلح الحال و تتقوى العزيمة و ينتصر الحق على الباطل في النهاية و نكف عنا كلاما كثيرا و نتوقف عن اسالة المداد بعد أن نكون قد اختصرنا المشكل أنه فينا و في منهجياتنا في الطرح و عليه فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..و قد يكونون بحاجة الى عقول مفكرة مستقيمة في الرأي و الحجة لتنير الدرب و تصنع المعجزات التي ظن الكثيرون أنها مستحيلة التحقيق و ما على الله بمستحيل ان ما اقترن العمل بحسن التوكل و اليقين في نصره عز وجل.
 
 
 
 

أضافة تعليق