مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/10/28 13:02
تحد في سن مبكرة جدا
تحد في سن مبكرة جدا
سميرة بيطام

 
تهب الأعاصير بارقة خاطفة قوية ثم تشرق الشمس لتلفح وجوهنا أن نتطلع الى رحمة الله في أن نعمه عديدة و كثيرة جدا..سبحان من أبدع و صور ..سبحان من أحاطنا بكل شيء و نحن لا نتأمل هذا الصنيع الجميل من حولنا...
أتساءل فيما ان كانت حروب العرب ستضع أوزارها لنتأمل الجمال بدل دخان الرصاص و نعيش الأمل بدل الألم و نحلم بمستقبل واعد لجيل بدأ يتعثر بخطى الصبى ليرسل في قلوبنا ابتسامة هادئة أن تلك العثرات ستصنع المستحيل مستقبلا و ان كان هذا المستقبل لن يكون بعيدا جدا مادام الصبي مصر على الوقوف على قدميه بعد تعثره...
تابع خطوات ذاك الصبي و انس قلي اللحظة..ركز في هفواته كم تبدو بريئة جدا و المح منه بكاءا لرفض الارادة المكوث على الأرض طويلا..ما أروعه من جمال و ما أبدعه من إصرار.
يفشل الكبار لأدنى مشكل يعترضهم  فلا يأكلون و لا يشربون و لا ينامون و ينسون الأذكار و الفرائض و و..و يصرخون بعصبية غير مبررة أصلا لمحاولة اسكات كل صوت يسمعونه في تلكم اللحظات..يا أخي و يا أختي الحل سهل جدا فوق الممتنع الزم فراشك و اطفأ عليك اضواء الدنيا و نم نوم العوافي و لا تقم إلا للصلاة و البكاء على السجاد سترى أن ما كان مشكلة لم يكن كما ظننت..فمن خلقك و خلق الكون خلق الحلول و رسم ابعاد الأرزاق و طريقة الكسب و منتهى السعي..فلما الصراخ في وجه الأبرياء الذين ربما هم اصدقاء يحملون وردا جميلا ليهدونه لك لتنسى ما حسبته مشاكل لكنك احرجتهم بردة فعلك ؟...لا ليس هكذا حضارة التعامل مع مواعيد الأصدقاء الأوفياء...الذين خططوا لذلك اللقاء أياما .
استمتع بكل لحظة من عمرك فهي لن تعود...ابتسم قدر الامكان فهي رياضة لقبلك الذي أثقلته بالهموم عبثا...أكتب ما تشاء من الحب لمن يحبك و يصارحك الأخوة في الله..تجول مع رفيق الدرب او مع العائلة و اصنع فوارقا جميلة تبقى ذكرى مضحكة..صاحب الطبيعة و ارتمي في أحضانها و لا تتأثر بمرضى القلوب ابتعد عن أذاهم و اسأل الله لهم الشفاء و اشفق عليهم و لا تكن في غلظة معهم..حتى تحافظ على قوامة الطيبة فيك ، فذاك هو جمالك الذي يجعلك صغيرا في ملامح وجهك دائما...تابع العيش بهناء و لا تستمع لمنغصات و مفسدات التمتع ..دعها جانبا فهي لن تؤثر فيك ان ما اغلقت بابك بحكمة..
انفتح كفاية على الجمال و انظر دائما الى الأفق و احلم أن تصنع شيئا جميلا لأمتك و لأهلك و لشعبك حتى لو كنت لا تملك المال الكافي أو المستوى المطلوب ، يكفي أنك تريد فعل ذلك و بإمكانك تقديم الشيء و لو كان بسيطا.
فان كان الطفل الصغير يحمل كرة ليلقي بها في المرمى أكفأ بفعل ذلك ان ما وفرت له المسافة القريبة فكيف لك يا كبير لا تقدر على أن تقدم شيئا لبلدك أو أمتك..يا الله تفاءل بالخير و عش بالأمل و أحب الله كثيرا و اخلص له تلقى ابواب السعادة منفتحة أمامك ...أليس كذلك؟..
أحسن الظن بالله يصدق معك كل شيء و يصبح الصعب سهلا و المعقد ميسرا .. كل متوقف على ارادتك و برمجتك لسلوكك..فلا تكن قاسيا فتكسر و لا تكن لينا فتعصر و كن قويا ازاء هزات الغدر و الزم الخشوع مع الله ازاء الابتلاء و اصحب الصمت ففيه لغة الشرفاء الواثقين و المتيقنين بنصر الله و لو بدى بعيد المنال..فانما نرزق على نياتنا و ليس على حيلنا أو تسابقنا على الدنيا..خذها مني نصيحة : أصدق مع الله.




أضافة تعليق