مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/10/26 21:11
ما الحياة الا معطيات و مشكلات
ما الحياة إلا معطيات و مشكلات..
 
يصعب على الكثير منا فهم دولاب الحياة حينما نفتحه لننتقي أحلى لباس و أحلى عطر و أجمل و أنقى حلي ان ما كان المنتقي امرأة ، أما ان ما كان المنتقي رجلا فسيحرص على بذلة مستقيمة اللياقة و عطرا غالي الثمن ، و ان كانت الكماليات ليست مركز حديثي ، لكني أشبه بمن يتعاطى مع الحياة أنها مظهر و فقط ليبدو جميلا ، طيب الجميل جميل من عند  الرحمان الذي أبدع خلقته بعقل نزيه و شريف و قلب طيب و سليم من الأحقاد و الضغائن  ، و جمال الروح بالنسبة لي هو الجمال الحقيقي ، جمال الخوف من الله خاصة ، أكون في قمة السعادة و أنا أقول يا الله فهي متنفسي حيال أي مشكلة أو أي عارض من عوارض الحياة و ما أكثرها في آخر الزمن هذا..
طيب نستمع لمن يقول مللت الحياة و كرهت مشاكلها و أرهقني التفكير فيمن يكيد لي و يرهقني بتخطيه للحدود التي رسمها له الشرع ..و نستمع لمن يقول لا أقوم من فراشي إلا و أنا مرهق و لا أفتح عيني إلا و أرى تعيس الحظ يقابلني عند الطريق ..و نستمع للكثير من الشكاوي و ملامح الضعف..انس هذا الطرح من أوله فضلا..
من تجاربي مع الناس و مع دولاب الحياة الذي أفتحه كل صباح لأنتقي هندامي  الذي أحرص أن يكون منسجم الألوان ، فأنا أبغي بإرادة انتقاء الألوان أن أكون منسجمة مع قولي و فعلي و أحرص أن لا أقول ما لا أفعله أو لست متيقنة من كفاية الجهد مني للوفاء به  أو أخون من صدقته او اعكس أضواء الطريق ان ما وجهتني للوقوف لبعض الوقت حتى احترم الغير بقانون يفرض على الجميع ، فالحياة في مجملها هي نظام قبل كل شيء ، نظام في الأكل و في العمل و في النوم و في العهود و المواثيق  و في التخاطب مع الناس إلا ما كان لظروف خارجية عارضة أو مفروضة علينا تعيق حركة الانتظام لدينا و لكن يبقى دولاب الحياة في بابيه الاثنين عبارة عن معطيات و هي الأحداث و التواريخ و المفاجآت و مكنونات اليوم الذي نعيشه فهي توضع جانبا لأنها مجرد معطيات لا تستحق لا التفكير فيها كثيرا و لا الغرق في مكنوناتها بالتحليل ، أما الباب الثاني فهي المشاكل ، و المعروف بل المألوف دائما في سيرة البشر أن لكل مشكلة حل ، فلنفتش على الحلول بدل اضاعة الوقت في القيل  القال و الملل و الضجر فذاك مضيع للطاقة السلبية ، يعني حتى ما نفكر فيه يجب أن يكون يستحق فعلا التفكير فيه ، أما ما أخذنا الأسباب بشأنه و لا يريد أن ينعكس الحل أمام ملامحنا و نحسبه مستحيلا  فذاك أمر يفوق طاقة السعي منا لتفريج الغموض فيه أو أن ميعاد حله لم يحن بعده لأن طبيعة هذه المشكلة عويصة أو معقدة مثل طبائع الناس الوعرة التي يصعب التعامل معها بأسلوب سلس ، فعادتي أن أغلق ملفات متعبة كهذه لست أعتبرها  مرهقة في الحل و لكنها تمتص الوقت و الطاقة العقلية  بلا فائدة ، وحده سيتجلى الغموض نحو الانفراج لأستقبله عبر ناقل للخبر أن أمرا ما حدث و ذاك الحدث هو حل لتلك المشكلة التي اعتقدت أنها عويصة جدا ، و لا شيء يصعب على رب  العالمين من قال ادعوني أستجب لكم ، فدعائنا يمنحنا الثقة من أن العسر لا يدوم و الوهن لا يطول و الصعب لا يجول في مساحة الأمل من حياتنا بوقت طويل ، فلنكن أزهارا في الحياة تفوح بعبق المرح و الخفة في الوزن و في الابتسامة لتكون ساحرة جذابة مسلية ماتعة لكل من يستقبلها بصدق ،فالصدق هو عملة التأكيد منا أننا فعلا ارتمينا في الحياة بكل ما فيها من متناقضات أحيانا ، فلا نكن سلبيين ، هناك أشياء جميلة تستحق الاهتمام و التمتع بجمالها ، هناك آراء عديدة تستحق المطالعة أو الاستماع اليها  و العمل بمضمونها و هناك سير عطرة تستحق القراءة و التعلم من تجاربها ..فهل دولاب الحياة سوى للإرهاق و النكد؟..
بادر بأن تفهم معنى الحياة حيقيقة و انطلق لتكتشف أعماق الأدغال في كون فسيح خلقه الله في انتضام ، فسبحان من أبدع و صور و منحنا العقل لنعي و لندرك قيمة نعمه علينا ، فهل بادرنا بالحمد و الشكر بدل القلق و التوتر الزائد من أمر ما له حل و نحن لا ندري كفاية ؟..
آلية الانتقال من حدث الى حدث و من مكان الى مكان مفيدة جدا لتفادي كل ما هو سلبي و فنيات الابداع في أبسط الأمور تساعد على التكيف مع مشكلات الحياة  و لنأخذ مثال الابتسامة الرقيقة  فهي عنوان الجمال بعينه ...فاحرص أن تحافظ على عمرك فيما يفيد و احرص أن تعيش الحياة ببساطتها و بجمالها و بمتناقضاتها فتلك المتناقضات تعلمنا النظام و الدقة في الترتيب الأولويات من الأمور ،أظن أن الشيء الوحيد الذي قد يربك نشاطك و حيويتك هو أن يكون لديك مريض ، أتفهم جيدا هذا الوضع و معذور كل من اختلطت عليه برامج الحياة في هذا الظرف ،  فالمريض ان ما كان أخا أو صديقا يعيق حركة الطرف الاخر و يجعله لا يقدر على القيام بأي شيء حتى يشفى ذاك المريض ، خاصة ان ما كان المرض عضالا أو صعبا في التداوي ، فالمعنويات تتأثر و لكن رغم ذلك على الانسان أن يستحضر ايمانه في كل لقطة  يصطدم فيها بالصعب لأنه لولا الايمان لانتهى الصراع من أجل البقاء..الصراع من أجل البقاء هو سنة كل الكائنات التي تدب الحياة فيها و لكن شأن الله يعلو فوق كل الارادات ..
فدائما و أبدا نقول : الحمد لله. أليس كذلك آمال؟؟
و الآمال هي جمع الأمل و هي ابتسامتي لكل من يعيش بالأمل في الله..

 
 

أضافة تعليق