مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/10/22 07:28
الثورة الجزائرية في شعر مصر و سوريا
الثورة الجزائرية في شعر مصر و سوريا
 سميرة بيطام

هي ثورة رد الاعتبار بوسيلة الظفر بنصر الأبطال ، كانت الشهادة هي البلسم الشافي لشعب متعطش لأن يستنشق نسيم الحرية بعمق و في الأعماق و في حدة من الإصرار في أن لا أحد و لا طريقة و لا مخطط يخرج فرنسا من أرض الأحرار سوى صوت الرصاص بعقيدة الإيمان في أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.
فان كان لفظ الأمة في اللغة العربية يطلق على شروحات كثيرة ، فان لفظ المصطلح نفسه مأخوذ من لفظ الأم و معناها الأصل و من القرآن كان لفظ الأمة في قوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس" سورة آل عمران الأبية 110.
و الواضح أن الثورة الجزائرية كانت أم الثورات لينجلي ضباب المستعمر عن خريطة الجزائر الحبيبة و يتحقق النصر ، و فعلا نالت الجزائر استقلالها بفرحة بلغت عنان السماء.
و لملحمة الثورة المجيدة صدى واسعا في العالم العربي و الغربي و ما مداد الشعراء العرب الذي سال مدحا و ثناءا على الثورة إلا دليل على طهارة الملحمة و صدقها.
 و البداية لنموذج الشعر العربي من مصر الحبيبة  ، فقصيدة عبد المنعم قنديل "دماء و لهيب" مجدت تضحيات المجاهدين إذ يقول في إحدى أبياتها:

أرض الجزائر..رب يوم لافح                 سالت لديك على ضحاه جهنم
و أتى المنون إليك يبسط كفه                  ثم انثني و أكفه تتألـــــــــم
قد راعه أن الأجنة بعثرت                    و تكاد من آلامها تتكلـــــــم
لم تحفلي و الموت حولك جاثم               و خطى اللهيب على ثراك تحوم
و في قصيدة للشاعر أحمد حسين عطا الله بعنوان" موعد مع النصر" صدح صوته ليقر بحقيقة زلزال جهادي هز أركان الاستعمار بقوله:
أبشري..أبشري فقد ضمك الفجر           و ألقى على يديك البشائر
و تراءى التاريخ في وجهك الحر           مضيئا كأنه وجه ثائــــــر
البطولات مشرقات على هامـــــك          مثل الشخوص مثل المنابر 
و الأزاهير أنبعت في روابيك         العذارى و عانقتك الغدائر
و للشاعر صالح جودت أسلوب المخاطبة في قصيدته " فداء" ليتغنى بالجزائر كقلعة متينة تمثل الأمة العربية ، فكان  للرومانسية لحن عذب في أبياته:

جزائر يا أعز ركـــــن                 من أمتي الحرة الأبيه
جزائري يا صبا بلادي                وعطر أنفاسها الشذيه
جزائري لم يزل حمانا                 يحمل من ثأره بقيه
يمشي إلى الموت لا يبالي             مادام  في أرضه قضيه
إن عاش في ترابها عزيزا            أو مات في حبها ضحيه
و على هذا المنوال من أسلوب الخطاب كتبت جليلة رضا خصيصا للمجاهدات قصيدة إلى المجاهدة الجزائرية هذه بعض أبياتها:

أختاه يا فخر النساء و منبع الحرية النقيه
يا كنز إيمان و نبل و انتفاضات حيه
يا من بعثت من الرؤى و الوهم روح الواقعيه
أشعلت باللهب المقدس ، بالمنى ، بالشاعرية
و بكل معنى للحياة ، مسارب النفس الخفيه
فإليك يا عربية الأخلاق من قلبي التحية
و من سوريا الحبيبة ارتفع صوت محمد بشير سالم يشيد بصفات الجزائريين في أنهم لا يخضعون إلا لله و أن شعارهم " الله أكبر" كما في هذه الأبيات:

لي في الجزائر أبطال غطارفة        و في ذرى جبل الأوراس إخواني
أسد أباة لغير الله ما خضعــــوا        كلا..و لا هم بغير الحق قد لانــــوا
  
و لغالب زين الدين العابدين قصيدة يقسم فيها بالمليون من الشهداء و بأنهار الدماء الزكية التي تفيض  بالأرواح العائدة إلى الله ، هذه بعض من أبياتها:

بمليون الضحية و الشهيد          و عزة ذلك الشعب المجيــد
و بالأبطال تهزأ بالمنايا            و تهدر في المعامع كالرعود
و أنهار الدماء تفور فورا           و بالأرواح تصعد للخلــود
و بالأسرى و بأقبية المنايا          يفل ببأسهم عزم الحديــــد
 
هي مقتطفات من بستان الشعر العربي الأصيل ، يا له من أريج يفوح بمسك الحرية ، ليوقع قصائد بختم الإقرار و الاعتراف على بطولات مدوخة للتحليل السياسي و الأدبي و الثوري في فهم سر نجاح الثورة المجيدة.
رحم الله شهدائنا الأبرار و تحية أخوية لأقلام الشعر من  المصريين و السوريين على هذا الموقف الكريم  بقصائد تنبع  من صدق مداد العروبة.
 
أضافة تعليق