الثورة الجزائرية في الصحافة الدولية
قراءة مختصرة
طبيعي جدا أن أي حدث أحدث هزة في العامل برمته بسبب صوت الرفض و الغضب التي شنها الشعب الجزائري ضد فرنسا لهو دافع لأنقل بعضا من فنيات الدكتور عبد الله شريط في كتابه : الثورة الجزائرية في الصحافة الدولية -1959- الجزاء الثالث من الكتاب.قراءة مختصرة
و طبيعي جدا أن من يسري في دمه حبه لوطنه أكيد سيظل يطالع عن تاريخ بلده ليعرف المزيد من أسرار هذه الثورة المظفرة .
سأتناول في كل مرة مقتطفات من الكتاب ، بدءا بعنوان :
أهداف الزيارة المقبلة الى الجزائر 1959/08/15.
أفتتح ألم ميشيل ديبري مجلس الوزراء بتقديم تقرير عن رحلته الأخيرة الى الجزائر، و في نفس الوقت تناول مختلف المشاكل الادارية و الاقتصادية و العسكرية و السياسية تحضيرا لزيارة ديغول للجزائر ،و الى جانب المشاكل المطروحة سابقا كان هناك شيء مهم جدا و هو تعزيز تواجد القوات الفرنسية بالجنود و المال و توسيع الادارة المدنية، و لكن ما يهم ديغول وقتها هو اهتمامه بالمظهر السياسي و هذا ما عرف عليه أنه لا يتخذ قرارا الا بعد استشارة وزراءه و يأخذ برأيهم و يستمع لمقترحاتهم ثم يتخذ قرارا منفردا دون أن يطلع عليه أحد الى أن يتم الاعلان عنه أمام الملأ.
و هناك قضية أساسية يتعين على فرنسا خوضها في ذلك الوقت و هي مسألة تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة القادمة لهيئة الأمم المتحدة و هذا ما كان دافعا بالحكومة الفرنسية لأن تتهيأ لدحض حجج الجبهة و تعزيز موقف فرنسا في مختلف العواصم الأجنبية و خاصة في أمريكا الجنوبية.
هنا يستوقفني فاصل كيف أن فرنسا ظلمت الجزائر باحتلالها و هي فكرة أدركها العالم في كم من مناسبة و كيف لها بوجه جريء تطلب فيه نصرة لاحتلالها ؟؟؟؟
و هنا يطرح الكاتب سؤالا: ان ما كان من الصالح أن يعلن ديغول خطوة جديدة في سياسته ازاء الجزائر لترجيح الكفة الفرنسية على الكفة الوطنية الجزائرية أم لا ؟
و الاجابة على هذا السؤال أثارت عدة مقترحات من بينها أن هناك من يقول أنه من الضروري توجيه نداء الى الثوار خالي من الغموض بحيث لا يترك مجال لتأويل خاطئ و منهم من يقول أنه يجب أن يكون هذا النداء من الوضوح ما يقطع على الوطنيين الجزائريين كل محاولة للتهرب في موضوع المحادثات ، ورأي أنه لعمر كان الوطنيون الأحرار يتهربون و الا لما طردوا فرنسا بل لما ركعوها بعد أن استصغروا من حجمها.
و هنا مربط الفرس ان ما استجابت الجبهة لهذا النداء فان ذلك سيفتح الباب في وجه السلام و اذا هي رفضته فان ذلك سيضرها و يبرهن أن فرنسا هي الراغبة في السلم و أن الجبهة هي التي تريد استمرار الحرب.
و هناك بعض العوامل التي تدفع فرنسا الى التعجيل في البحث عن تسوية المشكل الجزائري ( بين قوسين هي تحتل كما يحلو لها و ترى في الجزائر انها مشكل؟؟؟) ، و قد لوحظ أنه في العاصمة البريطانية مثلا تغير اللهجة بينما سمحت الحكومة البريطانية بفتح مكتب للجبهة الجزائرية و تشكيل لجنة للجزائر في مجلس العموم.
و في مؤتمر مونروفيا تعهدت حكومة غانا بأن تبذل كل الجهود لإقناع أعضاء الكومنولث البريطاني بالتصويت ضد فرنسا أو الامتناع عن التصويت على أقل تقدير.
أما في أمريكا فلم يخفي المسؤولون الأمريكان مدى التخوف الذي تلقاه الجزائر من التشجيع من طرف بعض الأقطار الشيوعية و خاصة من الصين الشعبية و الدليل على ذلك ما صرح به السيد يزيد لصحيفة لاقازيت دي لوزان السويسرية حيث قال :
أن عددا كبيرا من الجزائريين ينظرون الآن الى الصين –أضف الى ذلك أن وزارة الخارجية الأمريكية تأثرت كثيرا من انتصاب بعثة ديبلوماسية هامة للصين الشعبية في المغرب.
خلاصة القول أن ديغول لم يرفع القناع عن نواياه ، و قد اول البعض وقتها زيارته للجزائر هو لأجل التحادث مع الجنرالات و الضباط و اخبارهم بتطوراته السياسية ازاء الجزائر و مناقشتهم في اهدافهم العسكرية...
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار