مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/10/15 13:33
مدراء تافهون
مدراء تافهون...
 
لا أعرف كيف يتجرأ أي مسؤول ليفرض منطق السيطرة على من لم يبلغوا منهم ظفرا في التربية و الابداع و الأخلاق الشاملة في تطوير منطق العمل و تحويله الى لهيب من نهضة...
لا أعرف كيف يفكر المسؤولون الذين يتجاوزون بسلطتهم الباهتة خطوطا حمراء رسمها لهم القانون بداية فوضع موادا تحرم ذاك و تمنح حقا في ذاك الأمر من القضية ، لتصرح بأولوية أشياء و تمنع أخرى ، و لا أعرف بأي حرية استعانوا لكي يغتالوا الجد و المثابرة و الصرامة و الاستماتة من فوق كل شيء تزين العمل الصالح...فهم لن يوفقوا اصلا بإذن الله.
صدقا لا أعرف و ربما ان عرفت فلأني فهمت بل أدركت أن هؤلاء المسؤولين اغبياء حقيقة ، و لست أحدد شخصا بذاته و لكني أحدد أشخاصا ان هم قرأوا  المقال سيفهموا على الفور أنهم المعنيون من دخلت معهم في صراع طويل الأمد و لم ينتهي بعد و لا أنتظر منه أن ينتهي لأنه معي لا ينتهي أي  صراع بين الحق و الباطل حتى انتهي انا...و حتما الموت حتمية فرضها الله على كل واحد فينا و لا رد لقضائه ان وصل.
هم أشخاص نالوا علما و درجة رفيعة من المستوى فلما قرأوا أسطرا من حضارتي اغتاضوا لبلبلة الحق ثائرة هنا و هناك و لو أنها فواصل من جمال ليس الا يعني لم أظلم و لن أفكر على الاطلاق في أن أتجاوز  حدودي لأن تربيتي رسمت لي منطقا محترما في أن أتعامل بسلوكي الاسلامي و ما يفرضه علي ديني الحنيف و لا أستدل بأي شيء آخر سوى القانون سواءا أكان اداريا أو قانون العقوبات لأعرف المنع و النهي و المطلوب من كل كيان يؤدي واجبا مهنيا في مجتمعه و يسعى لتطوير آفاق الانتاج و التقدم في بلده..
لكني أفاجأ في ظل محاولات  مضحكة جدا و هي تسعى لأن تطوق الخناق على أناس أعرف جيدا و أدرك قيمة مساعيهم و اجتهادهم و حبهم لبلدهم لكنهم يقابلون بالصفع مرة و بالإهانات مرة أخرى فأغتاظ للأمر ، فذاك محول الى مصلحة لا تليق بشهادته العلمية و تلك الشريفة محولة الى خارج أسوار المؤسسة لأنها رفضت امضاء فواتير السرقة و الزيف ، أحتار فعلا لمنطق بعض هؤلاء المسؤولين من اوليت لهم رسالة نبيلة هي حفظ الأموال و الأمانات ، أحتار كيف ينامون ليلهم و كيف لا يفكرون في حسابهم الأخروي مع الله عز وجل ،يعني خلف أسوار تلكم المؤسسات الفاسدة يا اما أن ينضم العامل النزيه لشلة الفاسدين فيرضى عليه المسؤول و يبارك له اشترائه لبذلته الجديدة من مال الأمة و اما أن يحيد النزيه عن طريق الفساد فيلقى أشد العقوبات منها المعنوية الأكثر ايلاما ووجعا ..و ما أكثرها ..لكني اقول بصريح العبارة المفهمومة : تبا لكم أيها المسؤولون ، نعم تبا اليوم و غدا لأن تركيبة شخصيتكم الحقيقية هي الخوف و الجبن و القلق الشديد و التوتر الزائد عن اللزوم ، ما يجعل تخمة بطونكم تعيق حركة عقولكم الصغيرة ، و لذلك أنظر الى منطق التجاوزات منكم على أنها قمة التفاهة وسوء التربية ، انظر الى قصر النظر فيكم انه سجن لأفكاركم البالية و المدمرة لمستقبلكم الدنيوي و الأخروي..هكذا وجهة نظري...
أما ردة فعلي فهي الثبات أمام رياح التجاوزات.. فان مالت قامتي لقوة الضربة فلكي أنحني قليلا لكني لا أتراجع ، انحني لأن صدمات هذا العصر قوية ما فيها كفاية و قد تدمر الكيان في لحظة غفلة ، فانحناءتي هي لمعرفة مدى السرعة و ليس خوفا أو جبنا ، أو بالمرة أصمت صمت التخمين العميق في مشروع آخر أهتم به حتى لا يضيع وقتي سدى و حتى لا أخسر طاقتي الفكرية فيما لا أقدر على النزول لمستواه.. اذا فيه ردتين للفعل لا ثالث لهما ، و هذه القناعة في ردتين للفعل منبعها يقيني ان فيه قوة خفية هي قوة الله تدير الكون بما احتوى من مظالم الى حيث يشاء الرب ، فحتى المسؤول الظالم الله يرى تجاوزه و يمد له في التجاوزات ليصل ذروة يعتقد فيها أنه انتصر ليأخذه فجأة أخذ عزيز مقتدر...
جميل جدا أن نطمئن لقوة الرب و نعقد العزم على مواجهة الظلم و الصبر على النتائج مهما طال وقتها ، لأن المنتصر يسير بخطى متقلبة المزاج على شوك حاد المسامات و ليس النصر على طبق من سرعة يتذوقه صاحبه ، انما النصر على مطية الابتسامة الواثقة بنصر الله و المتجاوزة لسخرية التافهين الذين هم في غفلة عن أمر ربهم...
ليس فيه شيء يخيف مع هؤلاء سوى تحد واحد في الحياة ليصبح عادة محمودة العواقب...أعود و اقول : تكون أو لا تكون ذاك هو قرارك الأبدي.. و الجبن و الخوف مفسدات التحدي....الحمد لله على نعمة الصفاء و النقاء و الطهر و الرفعة في تقبل حرب الفساد بكل أبعاد الخطر منها، فالخطر موجود و قاتل أحيانا لكنها ضريبة النصر.. و من منا سيقبل موتا محمودا ان لم يصدق نيته مع رب واحد أحد.. فهل سيخيفنا ظل أقزام تافهة قد تنهار في لحظة صفعة قوية تأتيها من حيث لا تعلم و ان علمت فالخسارة اكبر و هي مغادرة ميدان العمل على اقصى جناح للسرعة....
و يبقى المنتصر يمشي  مشي الواثقين الحامدين الشاكرين المبتسمين دائما مهما اشتدت قوة  رياح الشر لأنها آيلة للهدوء بقدر كبير من الصبر....

 

أضافة تعليق