مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/10/03 17:56
منحتك حريتك يا روحي فعانقي شموخي
منحتك حريتك يا روحي فعانقي شموخي
 
حتى لو ظللت يا شيطان تلاعب أوليائك و تمسح منهم دمع الخوف لك بالمرصاد قوم يكرهون فيك فتنتك..حتى لو رجمك  جماهير العالم في الحج بحجار كثيرة جدا فسنزيدك رجما بألسنتنا أن تبا لك و لأتباعك و لأوفيائك في الشر ..حتى و ان همست في أذن هذا و عقدت عقدك في آذان آخرين لكي لا يصلوا نقول لك أيضا تبا و لمن ساعدك في عقد العقد..
سنظل نرجمك و نعوذ بك و نسأل الله الثبات من وساوسك فقد أتيت بخسائر مع  حلفك على من أردتم فاتبعك ضعفاء الايمان وصدك أقوياء العهد ، فيا روحي ارحلي و خذي حريتك مني لأنك اليوم حرة أكثر من أي وقت مضى ، فلو كتب لك الموت فهنيئا لك و ان طال عمرك فهنيئا لك في صحبة الكفاح و الاستماتة حبا لدين الله و لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
في قلبي مشاريع عظيمة من الحب لأخواتي و لإخواني من يشبهونني في مسيرة الكفاح فحتى لو أساؤوا لي بقصد أو بغير قصد أظل اتطلع لتلك الافاق الواعدة من قمة الأمل مع غرباء مثلي في دنيا الغرر..صحيح أنك تغيب يا أمل و يغيبك الحاقدون عن ملامح حضارتي  لكنك ستطل علي  في دحرجة شديدة المنال على اتربة موطني و من ملامح شخصيتي الصامتة لحين ..هنيئا لك يا روحي مسبقا ان أنت صارعت مجون المفسدين..و هنيئا لي أن منحتك حريتك لأنه حق لك و لن أقيد سفرك بأي قيد...فالتطلع لنسمات الحب لله هي رحمتي في وسط ركام الظلام و تسبيحي آناء الليل هو تألقي بعيدا حتى عمن عرفت لأني اخترت طريق الله و لا عودة لاختياري ..لا أريد لأي عين ان تدمع حسرة علي  بل أريد لقلوب أن تعي أن ارادة الله فوق كل الارادات و فوق كل المخططات و هي من ستنتصر و تهب لأصحاب الغربة و الوحدة نصرا مجيدا مكافأة و تطمينا لهم بعد طول كفاح عسير جدا لنيل المطالب...لا شك في وعد الله لنا و لا شك في ان بعد العسر يسرا..ان بعد العسر يسرا...
 
فمن لم يذق طعم الحرمان من الأحبة لن يعرف طعم النصر ..و من لم يذق طعم الظلم فلن ينصر غدا رفيقا مضطهدا و من لم يتذوق طعم الوحدة فلن يسجد طويلا لمن اصطفاه لتلك العزلة..هي الخلوة العظيمة لمن خلقنا و هو الانفراد العميق الأبعاد لمن اراد لنا خيرا فوق كل ظنون البشر..و من لم يعرف طعم التعب لن ينسج النصر بورود الهناء بعد اليوم ...نعم الهناء ثم الأمان بعد ليل دامس الظلمات و بعد بكاء عسير التعبير عما كاد لنا الحاقدون...
لك يا روحي ان تنتفضي شكرا لله و لك يا روحي أن تتطهري بنسمات القرآن تلاوة و تدبرا لكلام العلي القدير..لك أن تسجدي و تطيلي السجود حتى تبللي سجاد الطهارة ان شكرا و حمدا لك يا رب...
فانا ان لجأت الى رحمة الله لن أطلب حضن والدتي لتدفي في رعبا شديد الآلام و ان قلت أحبك يا رب فلن اطلب حضن اب ليريني كيف أمسح دمع الأسى..لا احد أريده ان يقترب مني و قد سمحت لروحي أن تواكب مسيرة الألف ميل و التي بدأت بالحرب على المبادىء صراع عقيم لتليها ابداعات أخرى بحول الله تعالى..من واقع معاش و دمعة لاعبت معها بريق نور الفجر أيام و شهورا بل اعواما..
نعم اليوم أصر أكثر من اي وقت مضى اني لا أريد أحدا الى جنبي ليقاطعني ان تألمت أو يشجعني ان ضعفت فقد منحت حرية لروحي في أن تجول سماء الله الواسعة بآمال عديدة تقتل كل محاولة لكسر طموحي الذي اراده الرب لي من صغري و انا اداعب الحصى بعثرات أبكت المراقبين لي و زادت في صرامة المحبين لشخصي المتمرد..
فنحن ان صبرنا ليس معناه خفنا و ان تمهلنا ليس معناه تراجعنا و ان أطرقنا في التفكير فذاك تدبر في ملكوت الله و ليس تأملا في انواع البشر لسانا و جنسا و مظهرا، و ان نحن تمردنا قلنا للغبار لا تهدأ تحت أقدامنا حتى نولي عدونا خذلانا ما بعده خذلانا...
 

أضافة تعليق