جياد الثأر
ماذا لو تقدَّمت جيادُ الشجاعةِ لتزفَّ الوعدَ من أجل الوعد، المرة تلو المرة، أطيافًا أشواقًا حرة، ليعزف نشيد الثورة وليتقدَّم أشبال الأمة بصورة تشتاقُ للكرة، هم لم ينسَوْا صوتَ الأم الثَّكْلى، ولا الأخت الحُبْلى، ولا دعاء العجوز الكبرى بدموع الهرم واليأس.
لا سلام ولا كلام، مللنا الانتظارَ مع مَن احتلُّوا كل أرض خضراء، وحرقوا شجر الزيتون المدلَّى، كان لخيبر ضجيجُ الدفَّة، واليوم جياد الثأر تدوسُ أقزامًا حمقى، هل خلتُم يا أعداء الإسلام أن اللعبة سهلة؟
نحن نعشقُ ثرى القدس المقدَّس، ولأجل الثرى أَبَت جيادُ القوة إلا أن تضربَ أرض المسرى لينتفضَ غبارُ الأسرى من أننا قادمون، وعلى سراب التمويه نضل نضرتَكم بأعلى أصبعنا الموحِّد إلى عنان السماء؛ لأننا نتوقُ إلى فلسطين حرة، نحن أبناء الأرض والإسلام نشتاقُ للأقصى فرُحْنا نصوِّبُ رماح القوَّة من على جياد حرَّة.
بالتكبير حان المنون، هذي فلسطين الحبيبة علَّمتنا مَن نكون وطلبَتْ منَّا أن نكون جنودَ رب العالمين، ندكُّ عرش الطغاة دكًّا، وعلمتنا كيف نُعلِنُ حربًا للأباة مثلما يخوضُها الفاتحون، ولنا الله المعين.
كنا أسودًا بزئيرِ الغضب، فأجسادنا دروعُنا، وأكفُّنا وعدٌ، ونظرتنا سهم، وأنفاسنا شرارة حق في كل مكان.
مَن تخالون أنفسكم إذًا؟ نعرفُكم تخشون حجرَ فلسطين، ونعرفكم ترتجفون لوقفة بنت فلسطين، فما بالك بوقفة الرجل المفدى؟!
قادمون.. هم جيل محمد - صلى الله عليه وسلم - يطوقون مجالَ حرياتِكم من على جياد البطولة، بالأمس في أُحُدٍ وبدرٍ وحُنَينٍ لم تكن دبَّابات ولا رشاشات، فكان النصر - بإذن الله - ثم ألم يكن لتقدُّم الغبراءِ في السباق على داحس سببًا لحرب عبس وذبيان دامت لأربعين سنة؟!
فلنا في مرجعية حروب الماضي مثال ومنوال، ولنا ثقة في فوزِ جياد القوة.
مَن يدري، عسى طائراتُكم تفقدُ ملاحقة الأبطال؛ لأن ركل الجياد يتلف مجال الرادار، وصهيلها يهدر رنة الرصاص، لما صرخ الأقصى يستنجدُ أجابه الحماةُ: لبَّيك يا أقصى.
طوفان التحرير آتٍ فالزموا بيوتَ الوهن، ولا تُعارِضوا اندفاع الإصرار، فالإصرار يمتدُّ إلى جيادِنا وتتطاولُ أعناقها على قاماتكم، هي لم تخشَ يومًا أسوار قلاعِكم؛ لأنها ستقفزُ من فوق أطوال جدرانكم.
لم يَعُدْ يُقنِعُنا سلامُكم ولا معاهداتكم، بل يرضينا صهيلُ جياد الثأر، فهل جلسنا في بيوتنا ومنحتمونا خلاصًا؟ أبدًا لم يحدث ولن يحدث، وحتى نُحدِث نحن الحدث، فَكَكْنا لجامَ جيادِنا لتنطلقَ صوب أهدافكم، ليسقطَ الشهيدُ مع الشهيد، فيُحَلَّ لغز المذلَّة، ما أحلاها من جراح يفوح منها مسك الشهادة.
آيلون أنتم للرحيل، آيلون للهروب، آيلون لتوقيع السلام، ونريده سلامًا بحجم ذرات غبَّار جياد الثأر، سيكون لزامًا عليكم أن تختاروا بين أن تمنحونا سلامًا وخلاصًا ونصرًا، وإلا فلن نُلجِم لجام العناد حتى نحرِّر الأقصى، ساعتها سيسكتُ صهيل جياد الثأر ويهدأ غبار الحرب!