مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/08/02 23:54
منذ متى كان الغدر ورقة موت
منذ متى كان الغدر ورقة موت
 
أكتب كلمة غدر و أتأمل فيها سلسلة من الأحداث التي قد تخطر في بالي من مساومات الخطر..كانت كالسم النافث في جيل الإبداع  كلمات وورقا و نصرا محررا من قيود الحرية المنصفة على نحو من التتابع للجمال، هم هكذا الحاقدون على الطيبة حينما تتجلى شرفا عاليا رغم من يريد اقتطاف روحانيات الكرم فيها ، هي هكذا  كلمة الصدق من تلوح في سماء الحق مدوية أن أنصتوا لصوت  العدالة رغم كلمة الغدر التي تريدون منها مرتبة عليا من هشاشة فكر و ليس عظام ، فهشاشة العظام تمزق أوصالها فتات  المادة الحيوية أشلاء في جسد المعتل ، أما هشاشة الفكر فلم أجد بعد فرصة لأفكر في دوائها ولن أبحث، لأني صرت أختزل علي و عني بحثي عن قمة التفاعل في القوى ، فقد أختار الأقوى دينا و إيمانا و الأرفع خلقا و تحضرا ، هي شروطي بعد أن جربت كلمة الغدر في مصاف كلمات القاموس و تمنيت لو أني لم أمر عليها ولو مرور الكرام ..مادام المرور كان للكرام فوجب التحفظ في كتابة كلمة غدر إلا ما كان لازما لنقدها النقد اللازم و أكون مسؤولة عن كل ترجمة عفوية و مدروسة مني للكلمة.
راقب في يا غدر كيف سأغتال فيك تهورك الذي أزعجني كثيرا لدرجة كراهيتي قراءاتي للسياسة و ناسها المراوغون و لثقافة الشر التي أمقت منها زينة الكذب في لبها ، لكنها عقول الواعين بحضارة الابتلاء أنها السابقة لصنع المجد ،و هذا ما جعلني أتريث في شطبك من فكري حتى لا تفسد علي رقي حروفي ،  لكني أدركت بعد صراعي لحروفك أن ما  سبقه العذاب تلاه الخلاص و ما سبقه الألم تلاه الفرح و ما سبقه الوجع تلاه الرقي ، من حقي إذن  أن انتقي أحلى الكلمات لضحايا الغدر لأقول لهم :
زينوا تفوقكم بكلمة الحمد لله و جملوا صحتكم بقول : اللهم ادم علينا نعمة الصحة و العافية
فنحن نحتاج اليوم  أكثر من أي وقت مضى لأن نضرب على رقاب المفسدين بنظرات من صرامة لأنه لم يعد في مجال للإبداع  في ظل فرص للخيانة  التي تستغل  فينا خفةو روحنا و لو في جنح الصباح...
لن يقال لأي مغدور بعد اليوم انه تم خداعك بل إني أرى في وجنتيه علامة تفوق زائدة في حدة الصبر و لن يخطئني كاتب أو ناقد إن ما قلت أنك يا  غدر لم تكن في يوم من الأيام ورقة موت إلا ما شاء الله أن يكون ، هي زلزال من الخبث يشوش رؤية الأمل ليموت تحت وطأة المسابقة الغير شريفة لأنوار الظلام ،نعم فيه أنوار للظلام لكنها لا تنير شيئا لأن ما تم الإسقاط عليه هو سواد على سواد ، سيقال لي أنه كان ما كان من لوحات الفن الرفيع لكني لن  أتراجع عن وصفي للغدر أنه لم و لن يكون ورقة موت إلا ما كان مقررا لنا في صحائفنا ، فدائما لقطات التغيير تلي وثبات من على شرفات الغدر القاتلة لتكون آخر قفزة نجاة من خطر محدق ، و ما يعلم الشجاع نجاة من صيد الأسد لفريسته هي تلكم الوثبة الأخيرة التي أعول عليها في وصف كتاباتي أنها رصاصة نصر  تهز التراب فتغربله  و تثير وجعا في النبات ليستقيم مرة أخرى و تحرر صاحبها من ويلات للفشل  فينجح، يبقى سؤالي : من بإمكانه أن يهب من ركام الحيل ليتفوق على الانهزام و هو في قمة العذاب؟، أجيب على نفسي لأقول : هنا مكمن الشجاعة و القوة الثائرة التي لا تعترف إلا بخلاص من عقد الحيل..و لن يقوم بهذا الدور إلا من ألف وحشة الحياة بمرها العقيم..
نصيحتي لمن يجيد فن الغدر و إن كان ليس بفن بل بقوالب الغدر احذر من وثبة التقي إن وثب فهي لن تترك لك دولة تسكن فيها إلا و تعد في عداد المخذولين و للأبد...يقيني أنه للأبد.......فلن ينفع لا سحرك و لا تخطيطك و لا تهديدك في إحداث شيء سوى أن يكون النصر بيد الله ينصر به من يشاء ..فالأحسن أن تستمتع بزغاريد العصافير المتجولة في السماء لأنها هي من ستلبي فيك صرخة ضعيف مثلك حينما تصطدم بنجاة المغدور  فتغطي عجزك بلحن من أمل...و لو أني لن أبالي بأي لقطة ندم منكم،  فالحضارة ترفض الإشفاق على ركام اختل فجأة لأنها سترحل إلى مقام آخر يليق بمقامها... ما أروعه من نصر حينما يتجلى الحق صادحا أنه يبقى حقا و الباطل يبقى باطلا،  بل ما بني على باطل فهو باطل من أساسه.
 

أضافة تعليق