حبهم من أعظم القربات!
د.محمد إبراهيم العشماوي
الأستاذ في جامعة الأزهر
من كلام العارفين: ((يجب على الناس أن يحبوا العلماء أكثر من حبهم لآبائهم وأمهاتهم؛ لأن آباءهم وأمهاتهم ينقذونهم من نار الدنيا، والعلماء ينقذونهم من نار الآخرة!)).
ولقد ابتلينا بأقوام يبغضون أهل العلم، ويبغضونهم إلى الناس، ووصل الحال ببعضهم إلى السعي في إيقاع الضرر بهم، وتمني نزول الأمراض والأسقام والمنايا وسائر أنواع البلايا بهم؛ لمجرد أنهم أظهروا النبوغ والتميز!
ولو عقلوا عن الله؛ لعلموا أن حبهم من أعظم القربات، وأجل الطاعات، وأعظم السبل الموصلة إلى رب البريات؛ لأن وجود النوابغ في كل ملة من الملل وأمة من الأمم؛ هم عنوان قوتها، وسر أسرار عزتها ورفعتها!
ولقد سمعت رجلا من أهل العلم أحسبه من أولياء الله تعالى؛ يقول لتلميذ له أظهر نبوغا منقطع النظير، فحسده شيوخه وأقرانه: ((والذي نفسي بيده، لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق، وإني لأدعو الله عز وجل أن يبارك في عمرك؛ لأن بقاء مثلك مصلحة للإسلام والمسلمين!)) أو كما قال.
ولسنا ننكر ضعف النفس الإنسانية، وما جبلت عليه من الأثرة وحب الاستحواذ على الخير دون الغير، وما ركب في جبلتها من كراهيتها أن ترى أحدا فوقها، ولكن المؤمن - كما يقول حجة الإسلام الغزالي - إذا رأى من نفسه ذلك؛ دافعه عن نفسه، واستغفر ربه، وأحب الخير لإخوانه، وسأل الله من فضله، ورضي بقضاء ربه، فأراح بدنه وقلبه!