فرحة انفراج..!!!
يا ليتني نفحات؛ كي أختلي أوقات لرفع دعوات بما تخفيه شفاهي، حَفَّت بي نعمات الله، في رحمات متتالية الأشواق لحين سجودي في وحدة الكِيان وغربة الضمير من هذا وذاك، الكل لي عنيد في ماذا؟ لكن في أني جنيت مسحة الصبر بعرق جبين، احترقت شوقًا لحضن السند من بعيد لبُعد الحضن الراقي، مناي أن أرتمي في حضن الاستيعاب الجيد، لما يكنه صدري بعد أن فارقني في موت مضى ولو في حلمي، فالاحتواء ضيق لصمت صدور أرادته صمتًا هزيلَ المنى.
الشوق لي في سطور القلق، أن مهلاً على جسم نحيل قد لا يحمل توازنًا متوازنًا لعقل شارد الذهن، في ماذا؟ لكن مع كل من طال سكوته عن مساندتي، والاعتراف أن في ركن ما من أركان الدنيا أصوات مثلي تتناجى، حتى تمنيت أن يا ليتني نفحات دومًا ودائمًا، وليس لليوم وفقط، لك يا ألله أنت الرفيق والرحيم!
فبعد أن فوضت أمري لله، كان لي دليل واحد صحبني طول رحلتي مع القدر، وهو سكوني واحتسابي في أنْ لا كلام ولا مناجاة لغير الله، لكن لِمَ كل هذا الثقل في الاعتراف؟ هو حمل تراكمات السير طويل المدى، لكن إلى أين بعد كل هذا؟ إلى هناك حيث يبزغ فجري في أن الدنيا لي في فرحة انفراج أنْ لا مطاردات ولا أحزان بعد اليوم، لكن ما مفرد مصطلح الانفراج في اتساع المكسب إذًا؟
هو ترويض الروح بعد ثورة الأسى في جنبات الكيان بعد مقاصد في اغتيال الجمال، ولو أن الكل يبدو جميلاً من غير أرقام ولا وصفات، فلِمَ كل هذه التجاوزات إذًا؟
هي لتصفية الفكر من تردد القلم في جر كواكب الكلم الطيب إلى أهله، فالأهل للفن الراقي كثر في تمتع العين والعقل بما يصفه من كان في قائمة الاصطفاء لحين الانفراج، لكن هل هكذا حال الدنيا دائمًا؟
نعم هي هكذا، ولكنها نواقض عند أهل العلم الناقص من أن الأرزاق قسم مقسم، وأن الآجال رقم محدد وساعة بثواني العيش معدودة الأنفاس، فلِمَ إذًا التطاول على كرامات الخلق، ما دام حال الدنيا هكذا؟
هو الشيطان في ترقب القطيعة والخصام في سهر طويل الليل، ممتد إلى صبح غد، حتى يتم أمر الفرقة والشتات والفشل، هو هوى النفس في طمع الضمائر من أن الكفاية في القناعة ناقصة المطلب إلى حين زوال النعم من أهل الكرم، لكن أين هم من التوبة والاستغفار إذًا، ما دام التجاوز على الأرواح مظالم؟
هي النجوى في أن كل شيء في العادي إلى ما فوق العادي هو عائد بالراحة لأهله، لكنها مغالطات ومفارقات في طلب الصفح الجميل المحرر من قيد العذاب فيما بعد، وللأسف جيء به متأخرًا.
لكن رغم كل ما تقدم من شروحات لحال الدنيا، فضلاً دعني أستمتع بلحظات الانفراج؛ فإني فيها غارقة التلذذ بعد صبر طويل المكسب، لكني على تمام الوصال مع ربي في أن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب، فلا تكثر عليّ سؤال الفهم وقت الاستمتاع بالفرج، ولك فيما بعد سطر من ختام المسك في أنْ لا حال يدوم على حاله في دنيا زائلة إلى الأبد.