مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/06/13 00:19
لذائذ الضعف

لذائذ الضعف

 

موزون العلم بحرٌ شاسع من معارف الإدراك، ثم الإسهاب، ثم الاستنتاج، موروث الحياة خصب متلوِّن العطاء بشتى ضروب الكفاح على وزن المقاومة المتكررة على طول الثبات.

 

دعْني في فواصل خاطري أَجُبْ شيعًا من العقول المفكرة وغير المفكرة، بشرط أن تزين لي فحوى الكلام بأناسيج العبقرية من جمال ذاتك أولاً، ومن ثم من توازن نفسيتك، فلست أقبل سماعًا ولا تحليلاً من كلام ممزوج بذوق النفاق؛ لأني أملُّ من أول كلمة، وأرفض سماع البقية بصدود عقلي وجوانحي، فلا داعي للف والدوران في محاولة لإقناعي؛ فبوصلة الاتجاه عندي ثابتة لا تتغير.

 

مسموح للمريض أن يأخذ قسطًا من الراحة؛ لأن العطاء في درجة الصفر أو ما تحت الصفر، مسموح للمظلوم أن يتنهَّد طويلاً في احتساب وصبر كبيرين، فشذى الرُّوح له ما يعذبه، لكن هل مسموح للضعف أن ينال من إبداعنا طويلاً دونما عطاء متجدد في الفكر، وبالأخص في القرار؟

 

مِن ضعف العبقرية أن تخرج من معركة صراع القوة ضد الخوَر دونما مقابل،فهل لتراجيديا المواجهة أَنْصِبَةٌ في بورصات الأخذ والرد؟ كلا، لست أعتقد أن في كَبْتي لموهبة الجمال إثمًا أو خطيئة أو تعدِّيًا على حقوق الغير، إنما هو ميلاد جديد لمسحة قوة من تحت أنقاض التمرد، لم يكن تناقضًا أن تولد القوة من أنقاض، بالعكس لطالما تحملت الأرض أحمالاً فوق أحمال، لكنها في الآخر انفجرت بركانًا، ولحبذا لو يكون بركان الإنسان إبداعًا يحدوه إتقان، ويجمِّله الإنفاق في وجوه الناس دونما بخل.

 

ما نحن بحاجة إليه هو وضع حذافر الخير على بواطن الصلاح من الأرض، وزرع المعروف في أهله، والابتعاد عن منغِّصات العيش ولو بشق النفس، فثمة يكمُن جهاد الاستمرار في الحياة وَفْق ما نريد نحن، وثمة لذائذ سيتحقق مرادها في أوانها وبإذن المولى؛ ليعرف كلُّ المثبِّطين أن أهل الإبداع مراتبُ في الفهم والقطيعة مع الشر إن لزِم الأمر، ولكن ليس لهم الوقت للوقوع في شباك الخديعة مرة أخرى، والمؤمن لا يُلدَغ من جُحر مرتين، فليتمسَّك كل واحد فينا بقوته، وليتذوَّق لذائذ الضعف، ولكن في وقتها.




أضافة تعليق