أكتب هذه المقالة بروح مغايرة لروح الناقد الذي تتلمذ في مدارس الحداثة و ما بعد الحداثة، بل ما سوف أكتبه نابع من قناعتي أن أول نص قصصي إبداعي إبداع كامل و مطلق كان خطاب الله تعالي للبشر في سورة يوسف عليها السلام.
كلما أقرأ هذه السورة ينتابني يقين بأن درب القصة و الرواية الذي تبنيته منذ سنتي التاسعة من العمر، كان الخيار الأكثر صوابا في حياتي.
صحيح أن كتاباتي بالعربية و الفرنسية لم يتناولها أي ناقد بالدراسة لعدم إنتشارها محليا في الجزائر، فكتاب كوة نور شجون إمرأة مسلمة طبع منه ألف نسخة فقط و من قدموه في الصحف الوطنية
لم يكونوا ناقدين بل صحافيين من الأسرة الإعلامية و الكتاب لم يوزع عربيا و أما كتاباتي باللغة الفرنسية فهي محصورة البيع في فرنسا و تطبع تحت الطلب من خلال دار نشر فرنسية تجربتها في الطبع الورقي حديثة نسبيا و الذي بدأته في 2008.
يبقي أن وظيفة النقد كما أتصورها كأديبة قاصة و روائية، عليها أن تكون مولدة للنص الإبداعي، فنحن حينما نأخذ نص و نريد دراسته نقديا علينا بترك جانبا ما قاله فلان أو علان من المدرسة النقدية الفلانية و علينا بالتركيز علي بعض النقاط المهمة و منها :
هل النص يؤسس لرؤية إبداعية في عرضه لقضية ما ؟
هل الأسلوب المعتمد لدي الكاتب في النص نهض بأفكاره و روح النص أم لا ؟
هل أخذنا النص إلي مرحلة جديدة من القراءة و من التدبر في معانيه أم كانت سطور عبارة علي كلام ينبيء بأن الكاتب أراد أن يبلغنا هذه الرسالة أنه يعرف شيء ما كما سبق و أن وصف الأمر فيلسوف الأنوار الألماني غوتة ؟
كم من نص أدبي طالعت في حياتي و عندما اقرأ لتولستوي مثلا أدرك بأن لغته ليست لغة ستيانبك و ليست لغةفرانسواز ساغان و طبعا لا تطابق بينها و بين أسلوب محمود تيمور أو كتابات غادة السمان. و يقول لي أحدكم، كيف تضعين إسم غادة السمان في سطر موالي جاء فيه إسم العظيم تولستوي
؟
في الحقيقة تعلمت شيئا مهما أن لا أحد من الأدباء المسلمين و الغير المسلمين يشبه الآخر، فكل واحد منهم نسخة غير قابلة للتكرار و هذا يعود أساسا في ظني لطبيعة النصوص التي ولدتها قرائحهم.
و حتي ذلك التشابه الذي يتحدث عنه بعض النقاد، هو أقرب إلي التأثر بأسلوب كاتب معين منه محاولة جادة في نسخ تجربته الإبداعية، طبعا هنا لا أعني سارقوا النصوص.
لهذا لازلت علي قناعة بأن النقد الخلاق قادر علي منحنا فرصة قراءة نصوص بنظرة مخالفة تماما لتلك السائدة في الصالونات الأدبية، أذكر مطالعتي المركزة لسورة يوسف و كيف أنني إنتبهت إلي التوظيف الإلهي لعامل حلم الرؤية الذي إنبنت عليه حياة سيدنا يوسف عليه السلام كلها!
فالله عز و جل من خلال ذلك الحلم الرؤية و الذي بدأ به سورته القرآنية، أخذ بإهتمامنا ناحية إتجاهين:
الإتجاه الأول يعني الجانب القدري لحياة أحد أنبياءه الكرام، فكل مسيرة سيدنا يوسف عليه السلام إرتسمت في ذلك الحلم الذي جاء يبشره بخاتمة حياته و لم يكشف له عن سلسلة الإبتلاءات و العذابات و المعاناة التي قدرت له و التي إستحق بفضلها تلك النهاية السعيدة في أواخر سورة يوسف عليه السلام.
و الإتجاه الثاني، ننتبه فيه إلي إرادة الله في تحويل نص السورة المترجمة لحياة و سيرة سيدنا يوسف إلي طرح إلهي في تحديد معالم القصة العبرة.
فالنص القصصي او الروائي أو حتي الشعري عليه أن يراعي مجموعة من الشروط و لا نريدها شروط تعجيزية أو تزينية، منها أن نخاطب القاريء بإستفزاز ذكاءه إنطلاقا من قالب ثقافته التوحيدية و الفكرية.
ثانيا علينا بإثبات عامل التغيير في واقع النص، كي نأخذ القاريء من واقع معلوم إلي حاضر و مستقبل نريده أن يطابق مثاليتنا.
ثالثا، علي المبدع أن يعتمد الإبداع كلغة ترقي بالقاريء إلي تصور قيمي يسمو به و لا ينزل به إلي الحضيض.
رابعا علي النص أن يكون مرآة ذات التجربة الإبداعية بكل خصوصياتها، فهذا يساعد كثيرا علي التأسيس لإبداع ملتصق بحياة الفرد و المجموعة علي السواء.
خامسا، علينا أن نراعي في عملية الكتابة تعقيدات النفس البشرية، فلا نكتب بسهولة و لا نغرق في الغموض.
هذا هو القليل الذي كنت أرغب في إيراده للقراء الكرام، فالنقد مهمة بحساسية الكتابة الإبداعية نفسها و كثيرا ما يكشف لنا النقد أوجه التفرد و التميز في النص الأدبي، و لست ممن تري في تقليد مدارس الغرب النقدية أمرا حتميا و قسريا.
نحن قادرين في زمننا الحاضر علي إيصال نصوصنا الإبداعية إلي قراء العالم بأدوات نقدية محلية، تستمد من تراثنا القديم و الجديد كفاية من روح التألق لتقدم أعمال تستحق أن تقرأ و جديرة بأن تؤسس لأدب عودة الروح.
فهل لنا أن نطلق عقدة الغرب و أن ننقد الكلمة بنظرتنا نحن ؟ و هل لهذه النظرة أن تبتعد عن أسلوب المدح أو الهدم أو الإستهزاء و أن تنتقل بعفوية مدروسة إلي مرحلة تبني الموضوعية كعامل أساسي في ترسيخ مفهوم الأدب الناهض بحضارة الإسلام ؟
صحيح أن كتاباتي بالعربية و الفرنسية لم يتناولها أي ناقد بالدراسة لعدم إنتشارها محليا في الجزائر، فكتاب كوة نور شجون إمرأة مسلمة طبع منه ألف نسخة فقط و من قدموه في الصحف الوطنية
لم يكونوا ناقدين بل صحافيين من الأسرة الإعلامية و الكتاب لم يوزع عربيا و أما كتاباتي باللغة الفرنسية فهي محصورة البيع في فرنسا و تطبع تحت الطلب من خلال دار نشر فرنسية تجربتها في الطبع الورقي حديثة نسبيا و الذي بدأته في 2008.
يبقي أن وظيفة النقد كما أتصورها كأديبة قاصة و روائية، عليها أن تكون مولدة للنص الإبداعي، فنحن حينما نأخذ نص و نريد دراسته نقديا علينا بترك جانبا ما قاله فلان أو علان من المدرسة النقدية الفلانية و علينا بالتركيز علي بعض النقاط المهمة و منها :
هل النص يؤسس لرؤية إبداعية في عرضه لقضية ما ؟
هل الأسلوب المعتمد لدي الكاتب في النص نهض بأفكاره و روح النص أم لا ؟
هل أخذنا النص إلي مرحلة جديدة من القراءة و من التدبر في معانيه أم كانت سطور عبارة علي كلام ينبيء بأن الكاتب أراد أن يبلغنا هذه الرسالة أنه يعرف شيء ما كما سبق و أن وصف الأمر فيلسوف الأنوار الألماني غوتة ؟
كم من نص أدبي طالعت في حياتي و عندما اقرأ لتولستوي مثلا أدرك بأن لغته ليست لغة ستيانبك و ليست لغةفرانسواز ساغان و طبعا لا تطابق بينها و بين أسلوب محمود تيمور أو كتابات غادة السمان. و يقول لي أحدكم، كيف تضعين إسم غادة السمان في سطر موالي جاء فيه إسم العظيم تولستوي
؟
في الحقيقة تعلمت شيئا مهما أن لا أحد من الأدباء المسلمين و الغير المسلمين يشبه الآخر، فكل واحد منهم نسخة غير قابلة للتكرار و هذا يعود أساسا في ظني لطبيعة النصوص التي ولدتها قرائحهم.
و حتي ذلك التشابه الذي يتحدث عنه بعض النقاد، هو أقرب إلي التأثر بأسلوب كاتب معين منه محاولة جادة في نسخ تجربته الإبداعية، طبعا هنا لا أعني سارقوا النصوص.
لهذا لازلت علي قناعة بأن النقد الخلاق قادر علي منحنا فرصة قراءة نصوص بنظرة مخالفة تماما لتلك السائدة في الصالونات الأدبية، أذكر مطالعتي المركزة لسورة يوسف و كيف أنني إنتبهت إلي التوظيف الإلهي لعامل حلم الرؤية الذي إنبنت عليه حياة سيدنا يوسف عليه السلام كلها!
فالله عز و جل من خلال ذلك الحلم الرؤية و الذي بدأ به سورته القرآنية، أخذ بإهتمامنا ناحية إتجاهين:
الإتجاه الأول يعني الجانب القدري لحياة أحد أنبياءه الكرام، فكل مسيرة سيدنا يوسف عليه السلام إرتسمت في ذلك الحلم الذي جاء يبشره بخاتمة حياته و لم يكشف له عن سلسلة الإبتلاءات و العذابات و المعاناة التي قدرت له و التي إستحق بفضلها تلك النهاية السعيدة في أواخر سورة يوسف عليه السلام.
و الإتجاه الثاني، ننتبه فيه إلي إرادة الله في تحويل نص السورة المترجمة لحياة و سيرة سيدنا يوسف إلي طرح إلهي في تحديد معالم القصة العبرة.
فالنص القصصي او الروائي أو حتي الشعري عليه أن يراعي مجموعة من الشروط و لا نريدها شروط تعجيزية أو تزينية، منها أن نخاطب القاريء بإستفزاز ذكاءه إنطلاقا من قالب ثقافته التوحيدية و الفكرية.
ثانيا علينا بإثبات عامل التغيير في واقع النص، كي نأخذ القاريء من واقع معلوم إلي حاضر و مستقبل نريده أن يطابق مثاليتنا.
ثالثا، علي المبدع أن يعتمد الإبداع كلغة ترقي بالقاريء إلي تصور قيمي يسمو به و لا ينزل به إلي الحضيض.
رابعا علي النص أن يكون مرآة ذات التجربة الإبداعية بكل خصوصياتها، فهذا يساعد كثيرا علي التأسيس لإبداع ملتصق بحياة الفرد و المجموعة علي السواء.
خامسا، علينا أن نراعي في عملية الكتابة تعقيدات النفس البشرية، فلا نكتب بسهولة و لا نغرق في الغموض.
هذا هو القليل الذي كنت أرغب في إيراده للقراء الكرام، فالنقد مهمة بحساسية الكتابة الإبداعية نفسها و كثيرا ما يكشف لنا النقد أوجه التفرد و التميز في النص الأدبي، و لست ممن تري في تقليد مدارس الغرب النقدية أمرا حتميا و قسريا.
نحن قادرين في زمننا الحاضر علي إيصال نصوصنا الإبداعية إلي قراء العالم بأدوات نقدية محلية، تستمد من تراثنا القديم و الجديد كفاية من روح التألق لتقدم أعمال تستحق أن تقرأ و جديرة بأن تؤسس لأدب عودة الروح.
فهل لنا أن نطلق عقدة الغرب و أن ننقد الكلمة بنظرتنا نحن ؟ و هل لهذه النظرة أن تبتعد عن أسلوب المدح أو الهدم أو الإستهزاء و أن تنتقل بعفوية مدروسة إلي مرحلة تبني الموضوعية كعامل أساسي في ترسيخ مفهوم الأدب الناهض بحضارة الإسلام ؟