كان ملفتا إعلان الهيئة الوطنية لحماية الجيش والأمن من قبل عسكريين وضباط كثر ومعروفين اجتمعوا ودعوا لهذه الهيئة وطالبوا الشعب والأحزاب المساهمة في الدفاع عما تبقى من الجيش.
كان الاسم معبرا ومحزنا ويمثل مأساة وطنية كبرى فالجيش يحتاج إلى من يحميه بينما الجيوش هي التي تحمى الشعوب والاوطان؟ لكن هذه الحقيقة موجودة عندنا وبلا مكابرة، هذا ماقاله هولاء الضباط وما يقوله الواقع. انقذوا الجيش لان إنقاذه إنقاذ للوطن ..يبدوا أن الجيش الوطني قد تعرض لمؤامرة واستهداف قديمة جديدة وليس من اليوم ...اليوم كانت النتيجة والضربات الطبيعية التي وصل فيها الجيش الى مرحلة ان يقف مكتوف الايدي وشرفه العسكري يبهذل وقدرته تشل...
صورة القبيلي المليشاوي الذي يفتش قائد المعسكر في البوابة والضباط ويمنع دخول آخرين هي صورة مزرية فعلا تدعو لضحك كالبكاء ؟ أول مرة استهدف فيه الجيش عندما أزيح منه ضباط وعسكر على أساس مناطقي ووضعت معايير الترقية والقيادة فيه على أساس جهوي ثم قروي ثم عائلي. الفرقة الأولى مدرع آخر صورة للجيش الوطني الذي قاوم المحو والسحق لصالح القرية والعائلة بغض النظر عن أي ملاحظات منطقية أو غير منطقية لكن الحقيقة إنها كانت آخر معاقل الجيش الوطني الذي حاول أن يبعد عن المناطقية والعائلية بقدر الممكن وبإمكانكم المرور على قيادة وضباط الجيش في الفرقة ستجدون فيه بقايا وطن وتمثيل لكل اليمن في القيادات العليا وهومالم يوجد في المكان الآخر، ولهذا انحازت الفرقة لثورة 11 فبراير .
كانت الضربة الثانية في هيكلة الجيش باسم الثورة، حيث لم يهيكل الجيش العائلي وانما شتتت الفرقة وانتهت تماما خاصة من العاصمة وهو ما أخل بالتوازن وعندما اقتحمت لم يدافع عنها إلا جنود مستجدين لا يتجاوز عددهم خمسمائة فرد أو اقل ، فقد فككت الفرقة وذهبت بعيدا عن العاصمة، وكان ممكن هيكلة الفرقة ضمن هيكلة شاملة ومدروسه لكن الهيكلة تحولت وكأنها ضربة تهدف للاخلا ل بالتوازن ولم تعمل حسابا لهذا الإخلال؟ ولو كان هذا الفيلق موجودا لما اقتحمت العاصمة بساعات وبهذه الصورة المهينة للجيش والعاصمة والدولة والشعب ؟ اما بقية الجيش فقد كان موزعا بين المباشرة بفعل الانتقام الثأري الخاص بعنوان غير عنوان الجيش والبعض رفض تنفيذ الأوامر والبعض الآخر وقف محايدا عن طريق قيادات في الجيش، وقد مثل ذلك طعنة في خاصرة الوطن، ومازال لغزا يبحث عن اجابة ؟ لقد سلمت العاصمة لمليشيا وهومالم يحدث في التاريخ وهذه وحدها إهانة ومأساة غير مسبوقة.
من حق منتسبي الجيش الشرفاء ان يبكوا دما وليس دموعا، وهذه الدعوة تأخرت وبعيدا عن الحسابات فان منتسبي القوات المسلحة عليهم ان يتنادوا لاعادة الاعتبار لشرفهم العسكري الذي هوشرف اليمن ويتجاوزوا الاستقطابات المميته وعلى الجهات المسئولة أن تعترف بما جرى وتباشر في لملمة هذا الجيش المجروح الممزق وإعادة الاعتبار له بإعادة الانضباط واتخاذ قرار شجاع تجعله يباشر مهامه الوطنية مهما كانت العوائق وهذا أفضل من وضع رأس الوطن كله في رمال العار وفوهة الخطر، وسنجد حماسا منقطع النظير من الجيش والشعب..
فقط يجب الاعتراف بالمأساة التي تعرض لها الجيش الوطني ومعه الوطن بكامله..
مازال الأمل في الجيش وإنقاذه ممكنا والأمر يحتاج الى تشخيض المرض وحمايته وإبعاده عن لعبة التوازانات السياسية واعادة روحه المعنوية وعقيدته القتالية، وإنهاء الفكرة الانتقائية على أساس المنطقة أو العائلة التي قتلت ودمرت دور الجيش لصالح الحالة الوطنية. هناك مقولة حكيمة تقول (ان الجيش الذي يمثل الجزء لا يدافع عن الكل)
موقع *الصحوة نت*
موقع *الصحوة نت*