في الإسلاموفوبيا
الإسلاموفوبيا اتجاه أيديولوجي صهيوني ماسوني منتشر عبر مختلف بقاع الكرة الأرضية، وجد ضالته حيث المدنية الغربية والتقدم العلمي والتكنولوجي وكل مظاهر ومنتجات الحضارة الحديثة والمعاصرة البرّاقة المحتكرة من قبل الأقوياء في مقابل تخلّف وانحطاط الضعفاء، كما احتضنته الشعوب والأمم المتخلّفة المغلوبة على أمرها في العالم الثالث مولعة بتقليد الغالب وإتباعه ولو على حساب هويتها وقيّمها وكرامتها.
يربط اتجاه الإسلاموفوبيا كل ما هو قبيح وسيئ وشرّير بالإسلام وبالمسلمين. يربط الإسلام بالإرهاب والتخلّف والرجعية والظلامية، ولا يعني الإسلام في حياة المسلمين سوى إقامة الحدود، والبطش والقتل والصلب على جذوع النخل، والسبي وقطع الأيدي من خلاف، واحتقار المرأة واعتبارها مجرد حيوان للتشهي الجنسي، وزنا المحارم، واستبداد الحاكم مع طاعته طاعة عمياء، والإعراض التّام عن منتجات الحضارة الغربية المادية والفكرية، والإقبال على الحياة على القديم والتراث بعيدا عن المجتمع المدني المعاصر وغيره، مما جعل الإسلام يعيش في عزلة تامة، بعيدا عن التطور الحاصل في العصر في جميع مناحي الحياة، ولم يستفد مما وصل إليه العلم وما قدّمته التكنولوجيا.
لما اقترن وجود الإسلام والمسلمين بهذه الأوصاف والنعوت وتمّ الاستدلال على ذلك بواقع العالم الإسلامي المأزوم المتخلّف في النظر والعمل يعيش التناقض بين الخطاب والممارسة، وبما يفعله ممن يُحسب على الإسلام وعلى المسلمين من حركات جهادية تكفيرية، وصار الإنسان المسلم مضرب المثل في السوء في تفكيره وتصرفاته، الوضع الذي جعل الخوف من الإسلام ضرورة وحاجة ملحّة، بعدما روّج أهل الفكر والثقافة والعلم والإعلام والسياسة والعسكر وغيرهم لهذا المسعى وساندهم الكثير ممن يُحسبون على المسلمين تملّقا وتقرّبا من أسيادهم. والوحي يؤكد قرآنا وسنّة والتاريخ يشهد والواقع يثبت أنّ الإسلام من كل ما ذكرنا براء وللحق والعدل والحرية سائر ما ينفع البشر ولاء، وأنّ رسالته سمحة هي إسعاد البشر وليس شقوتهم.
إنّ ما يفعله بعض المسلمين من أفاعيل ويثير مخاوف وكراهية وبغض الإسلام والمسلمين عامة في العالم الإسلامي وخارجه لا صلة له بالإسلام الصحيح فهما وتنفيذا في المستويين: العقيدة والشريعة، ولا نعجب من مسعى الإسلامفوبيا لدي بعض المتأسلمين لأنّهم قوم تبّع ليس لهم في إعمال العقل شيء ولا في الفهم الصحيح للدين، لا يهمهم سوى إرضاء أسيادهم في الخارج، ولا يمثلون سوى أنفسهم، لأنّهم يعلمون أنّ الإسلام في روحه وجوهره نظيف طاهر من كل الشوائب التي تودّ بعض الجهات في الغرب والشرق تعكير صفو عقيدته المتينة وشريعته القوّية السمحة بها. وأعجب للموقف السلبي لهؤلاء في الغرب الأوربي وفي غيره من علماء وساسة ومفكرين ومثقفين من الدين الإسلامي، حيث التحضر والمدنية وحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والتقدم العلمي والتكنولوجي، كما أعجب لنظرتهم القاصرة والمسيئة إلى الإسلام والمسلمين وهم أهل علم وفكر وثقافة.
إنّ منابع الإسلاموفوبيا هي العولمة الشرسة التي لا مكان فيها للضعفاء في العالم ولا تعترف إلاّ بالأقوياء، والأمركة المتصهيّنة التي كشّرت عن أنيابها وطغت وتجبّرت فالتهمت وتلتهم كلّ من يعترض طريقها في اتجاه مصالحها، فاحتلت الأرض وانتهكت العرض ومنعت حقّ الحياة وسلبت الإنسان حريته وكرامته، واليمين الليبرالي المتطرف وما أحدثه من فجوة عميقة بين الروحي والمادي، والحركة الصهيونية العالمية، والحركة الماسونية وغيرها. أما الظواهر المرضية المرتبطة بالمسلمين وبحياتهم اليومية فرقا وشيّعا وحركات تكفيرية وجهادية فالإسلام الصحيح منها براء.
والحل في مواجهة خطر الأسلاموفوبيا هو العمل من طرف علماء الأمة العاملين بعلمهم والعمل من طرف المسلمين بممارساتهم لتجفيف منابع التحريض على الإسلام وكراهيته بتقديم الإسلام الصحيح علما واعتقادا وفقها وشريعة وسلوكا وممارسة.
أمّا عن الإسلام الصحيح فأروي القصة التالية لعلّ فيها شيء من الحقيقة الضائعة: "التقى عالم شيعي بعالم سنّي في ملتقى وطرح أحدهما قضية الفرقة الناجية في الحديث الشريف المعروف. أجاب السنّي: يا صديقي الشيعي حسب الحديث أرى: بأنّه لا أنا ولا أنت من أهل الجنة. أجاب الشيعي: يا صديقي السنّي أرى: أنا وأنت من أهل الجنة لأنّ الجنّة للأخيار الأطهار الأبرار من الشيعة وللأخيار الأطهار الأبرار من السنّة وأحسب أنا وأنت من الأخيار، لأنّ الله واحد والإسلام واحد والدستور واحد – القرآن الكريم – والنبي واحد.
الإسلام يلتقي مع العقل السليم في الفهم والفكر والعلم ويضمن مصالح الجميع، الفرد والمجتمع والدولة والأمة والإنسانية، ويؤسس لمكارم الأخلاق، فيجمع بين الأرض والسماء والدين والدنيا والسياسة والأخلاق والنظر والعمل فلا تناقض ولا تعارض ويؤسس للتواصل لأجل التعارف والحوار والتسامح، فلا إسلام خارج هذا النسق وهذا السياق.
إنّ همّ أمتنا وخطورة أزمتها وواقع حالها في عالمنا العربي والإسلامي الممحون في ما هو مسلّط عليها من الداخل والخارج من عار جامد وخطر شديد وشرّ مدمّر على البشر والشجر وحتى الحجر، تمزّق جغرافي وتشرذم طائفي اثني وانقسام سياسي وتشتّت ديني ومذهبي واقتتال جهوي عروشي وتناحر عشائري وتخلّف وانحطاط ثقافي وفكري وفساد اقتصادي واجتماعي، والحل الوحيد هو العودة إلى القيّم الأخلاقية العليا وتحريك العقل والإرادة والفعل في اتجاهها وبالتأكيد يحصل الإقلاع في اتجاه تجاوز الأزمة وصناعة المجد.
الدكتور جيلالي بوبكر
الإسلاموفوبيا اتجاه أيديولوجي صهيوني ماسوني منتشر عبر مختلف بقاع الكرة الأرضية، وجد ضالته حيث المدنية الغربية والتقدم العلمي والتكنولوجي وكل مظاهر ومنتجات الحضارة الحديثة والمعاصرة البرّاقة المحتكرة من قبل الأقوياء في مقابل تخلّف وانحطاط الضعفاء، كما احتضنته الشعوب والأمم المتخلّفة المغلوبة على أمرها في العالم الثالث مولعة بتقليد الغالب وإتباعه ولو على حساب هويتها وقيّمها وكرامتها.
يربط اتجاه الإسلاموفوبيا كل ما هو قبيح وسيئ وشرّير بالإسلام وبالمسلمين. يربط الإسلام بالإرهاب والتخلّف والرجعية والظلامية، ولا يعني الإسلام في حياة المسلمين سوى إقامة الحدود، والبطش والقتل والصلب على جذوع النخل، والسبي وقطع الأيدي من خلاف، واحتقار المرأة واعتبارها مجرد حيوان للتشهي الجنسي، وزنا المحارم، واستبداد الحاكم مع طاعته طاعة عمياء، والإعراض التّام عن منتجات الحضارة الغربية المادية والفكرية، والإقبال على الحياة على القديم والتراث بعيدا عن المجتمع المدني المعاصر وغيره، مما جعل الإسلام يعيش في عزلة تامة، بعيدا عن التطور الحاصل في العصر في جميع مناحي الحياة، ولم يستفد مما وصل إليه العلم وما قدّمته التكنولوجيا.
لما اقترن وجود الإسلام والمسلمين بهذه الأوصاف والنعوت وتمّ الاستدلال على ذلك بواقع العالم الإسلامي المأزوم المتخلّف في النظر والعمل يعيش التناقض بين الخطاب والممارسة، وبما يفعله ممن يُحسب على الإسلام وعلى المسلمين من حركات جهادية تكفيرية، وصار الإنسان المسلم مضرب المثل في السوء في تفكيره وتصرفاته، الوضع الذي جعل الخوف من الإسلام ضرورة وحاجة ملحّة، بعدما روّج أهل الفكر والثقافة والعلم والإعلام والسياسة والعسكر وغيرهم لهذا المسعى وساندهم الكثير ممن يُحسبون على المسلمين تملّقا وتقرّبا من أسيادهم. والوحي يؤكد قرآنا وسنّة والتاريخ يشهد والواقع يثبت أنّ الإسلام من كل ما ذكرنا براء وللحق والعدل والحرية سائر ما ينفع البشر ولاء، وأنّ رسالته سمحة هي إسعاد البشر وليس شقوتهم.
إنّ ما يفعله بعض المسلمين من أفاعيل ويثير مخاوف وكراهية وبغض الإسلام والمسلمين عامة في العالم الإسلامي وخارجه لا صلة له بالإسلام الصحيح فهما وتنفيذا في المستويين: العقيدة والشريعة، ولا نعجب من مسعى الإسلامفوبيا لدي بعض المتأسلمين لأنّهم قوم تبّع ليس لهم في إعمال العقل شيء ولا في الفهم الصحيح للدين، لا يهمهم سوى إرضاء أسيادهم في الخارج، ولا يمثلون سوى أنفسهم، لأنّهم يعلمون أنّ الإسلام في روحه وجوهره نظيف طاهر من كل الشوائب التي تودّ بعض الجهات في الغرب والشرق تعكير صفو عقيدته المتينة وشريعته القوّية السمحة بها. وأعجب للموقف السلبي لهؤلاء في الغرب الأوربي وفي غيره من علماء وساسة ومفكرين ومثقفين من الدين الإسلامي، حيث التحضر والمدنية وحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والتقدم العلمي والتكنولوجي، كما أعجب لنظرتهم القاصرة والمسيئة إلى الإسلام والمسلمين وهم أهل علم وفكر وثقافة.
إنّ منابع الإسلاموفوبيا هي العولمة الشرسة التي لا مكان فيها للضعفاء في العالم ولا تعترف إلاّ بالأقوياء، والأمركة المتصهيّنة التي كشّرت عن أنيابها وطغت وتجبّرت فالتهمت وتلتهم كلّ من يعترض طريقها في اتجاه مصالحها، فاحتلت الأرض وانتهكت العرض ومنعت حقّ الحياة وسلبت الإنسان حريته وكرامته، واليمين الليبرالي المتطرف وما أحدثه من فجوة عميقة بين الروحي والمادي، والحركة الصهيونية العالمية، والحركة الماسونية وغيرها. أما الظواهر المرضية المرتبطة بالمسلمين وبحياتهم اليومية فرقا وشيّعا وحركات تكفيرية وجهادية فالإسلام الصحيح منها براء.
والحل في مواجهة خطر الأسلاموفوبيا هو العمل من طرف علماء الأمة العاملين بعلمهم والعمل من طرف المسلمين بممارساتهم لتجفيف منابع التحريض على الإسلام وكراهيته بتقديم الإسلام الصحيح علما واعتقادا وفقها وشريعة وسلوكا وممارسة.
أمّا عن الإسلام الصحيح فأروي القصة التالية لعلّ فيها شيء من الحقيقة الضائعة: "التقى عالم شيعي بعالم سنّي في ملتقى وطرح أحدهما قضية الفرقة الناجية في الحديث الشريف المعروف. أجاب السنّي: يا صديقي الشيعي حسب الحديث أرى: بأنّه لا أنا ولا أنت من أهل الجنة. أجاب الشيعي: يا صديقي السنّي أرى: أنا وأنت من أهل الجنة لأنّ الجنّة للأخيار الأطهار الأبرار من الشيعة وللأخيار الأطهار الأبرار من السنّة وأحسب أنا وأنت من الأخيار، لأنّ الله واحد والإسلام واحد والدستور واحد – القرآن الكريم – والنبي واحد.
الإسلام يلتقي مع العقل السليم في الفهم والفكر والعلم ويضمن مصالح الجميع، الفرد والمجتمع والدولة والأمة والإنسانية، ويؤسس لمكارم الأخلاق، فيجمع بين الأرض والسماء والدين والدنيا والسياسة والأخلاق والنظر والعمل فلا تناقض ولا تعارض ويؤسس للتواصل لأجل التعارف والحوار والتسامح، فلا إسلام خارج هذا النسق وهذا السياق.
إنّ همّ أمتنا وخطورة أزمتها وواقع حالها في عالمنا العربي والإسلامي الممحون في ما هو مسلّط عليها من الداخل والخارج من عار جامد وخطر شديد وشرّ مدمّر على البشر والشجر وحتى الحجر، تمزّق جغرافي وتشرذم طائفي اثني وانقسام سياسي وتشتّت ديني ومذهبي واقتتال جهوي عروشي وتناحر عشائري وتخلّف وانحطاط ثقافي وفكري وفساد اقتصادي واجتماعي، والحل الوحيد هو العودة إلى القيّم الأخلاقية العليا وتحريك العقل والإرادة والفعل في اتجاهها وبالتأكيد يحصل الإقلاع في اتجاه تجاوز الأزمة وصناعة المجد.
الدكتور جيلالي بوبكر