مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
لماذا يتأخر النصر ؟
خالد الصبري
يدرك المتأمل في قصص الانتصارات التي حققها ويحققها أصحاب المشروع الإسلامي قديما وحديثا أنها تأتي في لحظات يدب اليأس الى القلوب وتهتز الثقة بالقدرات (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا أتاهم نصرنا ) وذلك ليجدد الأمل ويعيد الثقة بالنفوس وبما تحمل من مبادئ تؤمن بها وقيم تتمثلها ، وفي الغالب تكون هذه الانتصارات ناقصة وتحتاج الى استكمال لتصل الى الهدف الكبير والغاية العظمى من سنة التدافع وما يرافقها من انتصارات وهزائم الا وهو التمكين لهذا المشروع على هذه الأرض كما قال الله ( الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ) وفي أحيان كثيرة يتأخر تنزل النصر على المؤمنين بسبب ان تحضيراتهم وخططهم كانت لتحقيق النصر على أعداء المشروع والذي في الغالب يتحقق في سويعات وربما في لحظات كما قيل (النصر صبر ساعة ) ولكن هذه الاستعدادات والإعدادات لم توضع لمرحلة التمكين التي ينبغي ان تتسم بالدوام والاستمرار ليس كما يقال بالاستحقاق الديني وإنما بالاختيار البشري التنافسي (الديموقراطي) وهذا لن يتأتى إلا بتوفر القناعة الحقيقية لدى الجمهور قناعة تنطلق من القدرات لا القدوات ومن الأخذ بالسنن الكونية في الاستخلاف والتمكين ، في منظومة فقهية متكاملة تنتج قناعة كاملة بان هذا المشروع هو الأنفع والإصلاح والأفضل عند المقارنة بغيره من المشاريع وان أهله هم الأقدر والأقوى والاوثق من سواهم ، وما لم يتوفر ذلك فان من ألطاف الله بهذا المشروع وبأصحابه ان يتأخر عنهم النصر حتى يكتمل استعدادهم للتمكين. وحري بنا جميعا ان نراجع انفسنا وخططنا ومشاريعنا وان نعيد النظر فيما أعددنا من دراسات وبحوث وفيما نمارس من مناشط وأعمال ، وان ندرك ان فقه مرحلتنا هذه يجعل من الوقت الذي نقضيه في دورات التأهيل والتدريب واعداد الدراسات والابحاث المتخصصة أفضل من قضائه في أداء النوافل من الشعائر ومن هنا كان قوله عليه الصلاة والسلام ( ليس من البر الصيام في السفر ) وقوله ( ذهب المفطرون بالاجر اليوم ) إخواني الأعزاء : ان الوقت الذي نقضيه جميعا هذه الأيام في تحليل الأحداث وقراءة المواقف - الذي ينبغي ان يصبح عمل المتخصصين فقط - هو أثمن ما نملك وحري بكل واحد منا ان ينطلق الى تخصصه فيرتقي فيه ويقدم من خلاله ما يرى من دراسات وحلول لمشكلات قد تجاوزت التعقيد بمراحل كبيرة لان المخلوعين أصحاب خبرات وقدرات عالية في المكر والخداع ، وكأنهم قد اتفقوا جميعا في جميع أقطار الربيع العربي بعد يأسهم من الاستمرار والعودة ان يقضوا على كل جميل وان يسترجعوا كل خير ومعروف قدموه لشعوبهم خلال حكمهم البائد فاليقظة اليقظة فان اسباب الهزيمة في المعركة لدى المتربصون تعود الى قدرات الأفراد وإمكاناتهم ولكنهم سيتجاوز ون ذلك عند أي قصور بسيط في تحقيق مقاصد التمكين ومفردات الاستخلاف الى المشروع وربما المشرع نفسه . وفقنا الله لما يحب ويرضاه
الكاتب خالد الصبري
أضافة تعليق